موقع النيلين:
2025-01-25@00:38:48 GMT

الشاعر الذي مات غرقاً في عشق القمر ..!

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

لي بو، أحد أشهر شعراء الصين القدماء، عاش في القرن الثامن الميلادي واشتهر بأغانيه الرومانسية عن الطبيعة. تعكس كتاباته المستوى العالي الذي وصلت إليه سلالة تانغ خلال فترة ازدهارها في تاريخ الصين القديم.

كان لي بو يعتنق الطاوية، وأمضى جزءاً كبيراً من حياته في الترحال. كتب الشعر حول مواضيع مثل الصداقة والعزلة، ومن بين قصائده الشهيرة: “أغنية العروس الحزينة”، “وداع صديق”، “حِداء عمال السخرة”، “رحلة في جبل الجن”، “وداع الذاهبين بلا عودة”، “أنشودة تشيو يو”، “حنين إلى مسقط الرأس”، “أنشودة جبل لو شان”، و”ممر سيتشوان”.

تتميز مضامين شعر لي بو بالتغني بجمال الطبيعة والمرأة، والاهتمام بالمصالح الوطنية. يمتاز شعره بلغة متناغمة خالية من التعقيدات البيانية، مع خيال غني وأسلوب يحتوي على بعض المبالغة، ويكثر من استخدام الاستعارة والتشبيه والرمز. تأثر بنمط الأغاني الشعبية المعروفة بـ “يويه فو”.

بقيت نحو 1100 قصيدة من أعماله حتى اليوم، وتمت ترجمتها لأول مرة في عام 1862 بواسطة هارفي دو سان دوني في كتاب عن لي بو وأثره الأدبي.

كان حلم لي بو، كشاعر رومانسي مرهف هو أن يعانق القمر، وأن يطبع قبلة على خده الناصع، وفي عام 762 ق.م، عمل جاداً على تحقيق تلك الرغبة المجنونة الجامحة، عندما استقل قارباً شراعياً في نهر في مدينة «دانغتو»، بمقاطعة «أنهواي»، وكان حينها يتغنى وينشد أشعاره، خاصة قصيدته «وحدي مع القمر»، التي يقول في بعض مقاطعها:

«أجلسُ وأُغَنّي/ كما لو أن القمر يصاحبُني في الغناء/فإن رقصتُ راقَصَني ظِلّي/أنا مبتهجٌ لانعقادِ صداقةٍ بين ظلي والقمر/ يفترقُ الجميعُ…/لكن هؤلاء أصدقاءُ صَدوقون/ وآمُلُ في أن نلتقي، يوماً، نحن الثلاثة/في عُمْقِ المجرّة».

وذهب الخيال بلي بو إلى درجة أن تصور أن القمر صار قريباً منه، عندما رأى انعكاس صورة البدر على صفحة مياه النهر، فحاول أن يمسك بضوء القمر المتلألئ بشتى السبل وانتهت محاولاته بأن انقلب القارب ليموت الشاعر في الحال غرقاً.

صحيفة الخليج

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

رثاء الدكتور الباقر العفيف- وداعًا لرجلٍ أضاء دروب السودان بنضاله وفكره

يا حامل الفكر والنور الذي ارتفعا
وفي سواد الليالي أشرقت شمُعا
يا من حملت على كتفيك همَّ وطنٍ
وظللت تعطي بلا منٍّ ولا طمعا

قد كنت للشعب مرآةً لنضالهِ
وللعدالة والإلهام منبَعا
يا من غرست الأمل في قلب كل فتى
وزرعت حب الوطن عشقًا مطبَّعا

غيب الموت صباح اليوم الخميس الدكتور الباقر العفيف، الأستاذ، المفكر، والمناضل الذي أضاء بفكره المستنير مسيرة النضال من أجل الحرية والعدالة في السودان. لقد رحل عن دنيانا بعد معاناة طويلة مع المرض، لكنه ترك إرثًا خالدًا يشهد على عطاءاته التي لا تُحصى.
رثاء الدكتور الباقر العفيف: وداعًا لرجلٍ أضاء دروب السودان بنضاله وفكره

يعتصر الألم كل سوداني وسودانية لرحيل هذا الرجل الوطني والإنسان العظيم، الدكتور الباقر العفيف، الذي قدم للوطن عطاءً بلا حدود ودون مقابل. برحيله، ينطفئ نور من أنوار السودان المشرقة، ولكنه يترك إرثًا فكريًا ونضاليًا خالدًا سيظل نبراسًا للأجيال القادمة. لقد كان الدكتور الباقر رمزًا للالتزام بقضايا السودان العادلة، وكرّس حياته لبناء وطنٍ يقوم على الحرية، العدالة، والمساواة.

بفقدان الدكتور الباقر العفيف، يرحل رمزٌ للتضحية والنضال، ولكنه يترك وراءه إرثًا من الفكر الحر والمواقف الشجاعة. وداعًا أيها الأستاذ، الأب، والإنسان، فقد كنت منارةً أضاءت دروب السودان المظلمة. نسأل الله أن يجعل مثواك الجنة، وأن يلهمنا القوة للسير على دربك.
المعلم والمُلهم
كان الدكتور الباقر العفيف بالنسبة لي أكثر من أستاذ؛ كان قدوة ومنارة للمنهج الفكري المستنير. تعلمت على يديه قيم الحرية، التفكير النقدي، والانحياز الدائم لقضايا الشعب السوداني. لم يكن مجرد أكاديمي بارع، بل كان مُلهمًا للشباب، وصوتًا لا يهادن في الدفاع عن الديمقراطية والعدالة.

صاحب السبق في فكرة لجان المقاومة
لا يمكن الحديث عن نضال الدكتور الباقر دون الإشارة إلى دوره البارز في الثورة السودانية المجيدة في ديسمبر. كان له قصب السبق في طرح فكرة تأسيس لجان المقاومة، التي أصبحت العمود الفقري للثورة وأدواتها الحقيقية لتحقيق التغيير. لقد آمن بأن التغيير يبدأ من القواعد، وأن الشباب هم أمل السودان ومستقبله.

عطاءٌ للشباب بلا حدود
كان الدكتور الباقر حريصًا على تمكين الشباب السوداني وإعدادهم ليصبحوا قادة المستقبل. من خلال رؤيته العميقة، قام بتقديم شباب سودانيين مميزين إلى برامج القيادة الأفريقية في واشنطن، وكذلك إلى مبادرات الاتحاد الأوروبي. رأى في الشباب طاقةً للتغيير، واستثمر كل جهده لتطوير مهاراتهم ورفع وعيهم السياسي والاجتماعي.

سيرة ومسيرة نضال لا تُنسى
ولد الدكتور الباقر في مدينة الحوش بوسط السودان، وتشرب منذ نشأته قيم العدالة والحرية. درس في جامعة الخرطوم، حيث انضم إلى تنظيم الإخوان الجمهوريين، وواصل مسيرته الفكرية والسياسية في إطار حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق). أكمل دراسته العليا في المملكة المتحدة، وواصل من هناك مسيرته النضالية.

كان الدكتور الباقر مؤسسًا ورئيسًا لمركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية، الذي كان منصة لتحليل القضايا الوطنية وتعزيز قيم العدالة والديمقراطية. كما أسس صحيفة (التغيير) في عام 2013، التي كانت صوتًا حرًا للمنادين بالتغيير السلمي في السودان.

عمل في العديد من المؤسسات الدولية، منها منظمة العفو الدولية ومعهد السلام الأمريكي، كما درّس في جامعات مرموقة مثل جامعة مانشستر متروبوليتان وجامعة الجزيرة.

وداعًا لمناضل وأب روحي
برحيل الدكتور الباقر العفيف، يفقد السودان ليس فقط مفكرًا أكاديميًا بارزًا، بل أبًا روحيًا لأجيال من الشباب الذين استفادوا من علمه وتوجيهه. سيبقى إرثه الفكري والنضالي مشعًا للأجيال القادمة، ودليلًا على أن حب الوطن والعمل من أجله هو الطريق الحقيقي للخلود.

نسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة، وأن يلهم أهله وتلاميذه ومحبيه الصبر والسلوان. وداعًا أستاذي المبجل، وداعًا رمز النضال السوداني.

 

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • امرأة تُصدر أنشودة تُشعل الجدل حول تعدد الزوجات: تزوج باثنتين ولا تبالي .. فيديو
  • التصريح بدفن جثمان شخص لقي مصرعه غرقا في ترعة المريوطية
  • حكاية تترجم براعة الأجداد في التكيف مع الطبيعة رغم قسوتها
  • شهيد الشهامة.. محاولة فتاة إنهاء حياتها غرقا ومصرع شاب حاول انقاذها
  • مصرع حداد غرقا في ترعة المريوطية بالهرم
  • رثاء الدكتور الباقر العفيف- وداعًا لرجلٍ أضاء دروب السودان بنضاله وفكره
  • الطبيعة تكشر عن أنيابها في أمريكا.. حرائق وعواصف ثلجية وبراكين
  • وداعًا للسكريات.. 3 أسابيع تعيد لجسمك نشاطه الطبيعي
  • وفاة ٢٠ مهاجراً إثيوبياً غرقاً قبالة سواحل اليمن
  • وداع مهيب.. جنازة عسكرية للشهيد فتحي سويلم بالدقهلية| صور