3 دول أفريقية تقيم تحالفا عسكريا.. كيف يفيد ذلك روسيا؟
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
سلط موقع "نيوز ري" الروسي الضوء على إعلان ثلاث دول في غرب أفريقيا بوركينا فاسو ومالي والنيجر في السادس من تموز/يوليو إنشاء اتحاد كونفدرالي تحت اسم تحالف دول الساحل.
كيف تم إنشاء اتحاد الساحل؟
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن هذا الاتفاق كان نتيجة المناقشات التي جرت في عاصمة النيجر، نيامي، في القمة الأولى لتحالف دول الساحل، التي شارك فيها زعماء الدول الثلاث الموقّعة على الاتفاق - إبراهيم تراوري ووأسيمي غويتا وعبد الرحمن تشياني.
وذكر أن هؤلاء القادة اتخذوا قرار إنشاء التحالف في أيلول/ سبتمبر 2023 ووقّعوا على الميثاق المعني. والغرض من التوحيد، حسب رئيس مالي المؤقت أسيمي غويتا، هو إنشاء نظام للدفاع الجماعي وآلية للمساعدة المتبادلة بين الدول.
وحسب وزير الدفاع المالي عبد الله ديوب، فإن التحالف سيكون عبارةً عن مزيج من الجهود العسكرية والاقتصادية للدول الثلاث، مشددا على أن "أولويتنا هي مكافحة الإرهاب في الدول الثلاث"، وهو ما دفع إلى إنشاء قوات مشتركة لأعضاء التحالف لمكافحة الجماعات الإرهابية.
وأفاد الموقع بأن موسكو لعبت دورًا مهمًا في التوقيع على ميثاق إنشاء التحالف. وقد أجرى وفد وزارة الدفاع الروسية برئاسة نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف مفاوضات مع ممثلي ثلاث دول أفريقية نوقش خلالها التعاون العسكري التقني بين هذه الدول وروسيا.
ماذا يعني التحالف بالنسبة لروسيا؟
حسب عضو "الدوما" سيرجي ألتوخوف فإن إعلان اتحاد كونفدرالي لدول الساحل في إفريقيا سيبسّط مهمة الفيلق الأفريقي التابع لوزارة الدفاع الروسية لتحقيق الاستقرار في المنطقة. ووفقًا له، فإن روسيا بفضل دعم هذه البلدان، سوف تتمكن من الوصول إلى مواردها المعدنية. وأشار ألتوخوف إلى أن رواسب الذهب في مالي وبوركينا فاسو يمكن أن تصبح مصدرا إضافيا لتمويل الإنفاق العسكري الروسي. وستكون احتياطيات اليورانيوم الكبيرة في النيجر بدورها قادرة على تلبية جزء من احتياجات الطاقة النووية الروسية.
تعلّق الخبيرة السياسية ناتاليا ناروتشنيتسكايا آمالا على آفاق العلاقات بين روسيا والاتحاد الأفريقي الجديد. وتقول في هذا الصدد: "إن نفوذ روسيا في المنطقة سوف ينمو، خاصة إذا استثمرت في الدول المحتاجة إلى إنشاء بنية تحتية لتعزيز النشاط الاقتصادي، وعندها سيكون العائد على الاستثمار جديًا. ولكن حتى في غياب ذلك، تعرب الدول الأفريقية بشكل علني عن تعاطفها مع روسيا".
ما نوع السياسة الخارجية التي سيتبعها اتحاد الساحل؟
في كانون الثاني/ يناير 2024، انسحبت بوركينا فاسو ومالي والنيجر من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس). وقد سبق ذلك أزمة طويلة في العلاقات بين حكومات الولايات وهذه المنظمة. وحاولت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، التي تتعامل مع مجموعة واسعة من القضايا بعد الانقلاب في النيجر سنة 2023 تنظيم تدخل في البلاد بدعم من فرنسا.
مع ذلك، لم يكن من الممكن تحقيق هذه الخطط، بحيث فرضت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا حصارا اقتصاديا على نيامي استمر حتى شباط/ فبراير 2024. وأعلن رئيس مجموعة دول غرب إفريقيا "إيكواس"، عمر علي توري رفع العقوبات "لأسباب إنسانية". مع ذلك، ليس لدى النيجر أي خطط للعودة إلى المنظمة.
من جانبها، كتبت الخبيرة الاقتصادية والنائب السابقة لمجلس الدوما إيلينا بانينا على قناتها على موقع التليغرام أنه يمكن للتحالف تكثيف التعاون مع دول المنطقة، التي هي أيضًا أعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، ولا سيما مع بنين. وأضافت بانينا أن "الدول الثلاث غير ساحلية، مما يحد من تجارتها. هناك فرصة كبيرة لتنضم بنين أيضًا إلى تحالف دول الساحل".
وذكّرت بانينا بأن النيجر أطلقت في كانون الثاني/ يناير 2024 تصدير أولى براميل النفط الخام عبر خط أنابيب في بنين بتمويل من شركة بتروتشاينا الصينية. ويربط خط الأنابيب حقل أجاديم في النيجر بميناء كوتونو، العاصمة المالية لبنين وأكبر مدنها.
ماذا يعني التحالف بالنسبة لأفريقيا؟
حسب نائب مجلس الدوما ألكسندر تولماشيف فإن هذا المسار خطيرٌ للغاية ويمكن أن يؤدّي في حال تطورت الأحداث بشكل سلبي إلى انقسام الوحدة الأفريقية واندلاع صراعات واضطرابات كبيرة في المنطقة. ولكن هناك طريقة أخرى وهي إنشاء اتحاد تكاملي كبير يمكن أن يصبح مركزًا جديدًا لعالم متعدد الأقطاب.
وحسب تولماشيف، فإن تجسيد فكرة الكونفدرالية هو استمرار لسلسلة الثورات والاضطرابات التي شهدتها أفريقيا خلال السنوات القليلة الماضية، مشيرًا إلى أن القوى الاستعمارية السابقة تفقد نفوذها في المنطقة بينما تكتسب قُوى جديدة نفوذها. وأوضح أن الدول الإفريقية تحاول تحسين مواقعها الدولية، خاصة تلك التي وصل قادتها إلى السلطة عبر وسائل ثورية.
ويتبنى سيرجي إليدينوف، وهو ضابط عسكري روسي متقاعد ومحلل مستقل متخصص في القضايا الأمنية في أفريقيا رأيًا مختلفًا معتبرا أن الدول الأفريقية تحاول بهذه الطريقة التغلب على عواقب الحقبة الاستعمارية. وقال إليدينوف: "هذا حدث صنع حقبة جديدة. هذه عملية تكامل في البلدان التي تسعى للحفاظ على سيادتها. هذه هي الفكرة الأصلية للآباء المؤسسين للوحدة الأفريقية – إنشاء الولايات المتحدة الأفريقية وكذلك استعادة العدالة التاريخية، لأن الاستعمار دمّر الصورة السياسية التي كانت موجودة في القارة بالكامل".
كيف سيؤثر إنشاء التحالف على موقف فرنسا في غرب أفريقيا؟
قالت ناروتشنيتسكايا: "تفقد باريس نفوذها بسرعة في المنطقة. الحزام الفرنسي في أفريقيا ينفجر. نشهد تحرير الدول من التبعية الاستعمارية الجديدة، والتي تمثلت في السيطرة السياسية وفرض تسعيرتها، والتي من خلالها زودت الدول الأفريقية فرنسا بمواردها مقابل أجر زهيد".
وفي ختام التقرير، ذكرت ناروتشنيتسكايا أن التداعيات سواء الاقتصادية أو المتعلقة بالسمعة المترتبة عن للقرار الذي اتخذته البلدان الأفريقية بالنسبة للزعيم الفرنسي وفرنسا وخيمة، إذ لم يعد العديد من الخبراء الدوليين يعتبرون باريس عاملاً مهمًا في العلاقات الدولية، وهو أمر غير مألوف.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية أفريقيا اتحاد روسيا روسيا أفريقيا اتحاد صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجموعة الاقتصادیة لدول غرب غرب أفریقیا دول الساحل فی المنطقة دول غرب
إقرأ أيضاً:
بول كاغامي: فلتذهب إلى الجحيم الدول التي تفرض علينا عقوبات
في تصعيد ملحوظ للعلاقات المتوترة بين رواندا والدول الغربية، أطلق الرئيس الرواندي بول كاغامي تصريحات نارية ضد الدول التي فرضت عقوبات على بلاده.
ففي الذكرى السنوية لضحايا الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في عام 1994، خرج كاغامي ليؤكد أن البلدان التي تسعى إلى معاقبة كيغالي على مواقفها السياسية "فلتذهب إلى الجحيم".
وتأتي هذه التصريحات الحادة بعد أسابيع من فرض عدة دول غربية عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على رواندا، مثل فرض قيود على بعض المسؤولين الروانديين.
في السابع من أبريل/نيسان، وفي خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الـ31 للإبادة الجماعية، وصف كاغامي العقوبات الغربية بأنها "غير عادلة"، موجهًا اللوم للغرب على تصعيد التوترات في منطقة البحيرات العظمى.
وأشار إلى أن "الذين يفرضون العقوبات على رواندا، هم الذين يجب أن يتوجهوا إلى الجحيم"، في إشارة واضحة إلى رفضه التام الضغوط الخارجية على حكومته.
وأضاف كاغامي، أن هذه العقوبات لن تؤثر على موقف بلاده، التي تتبنى سياسة مستقلة بعيدًا عن الضغوط الغربية.
وجاءت تصريحات الرئيس الرواندي في وقت حساس، إذ فرضت العديد من الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة وكندا ودول الاتحاد الأوروبي، عقوبات على مسؤولين حكوميين روانديين متورطين في أحداث تشهدها جمهورية الكونغو الديمقراطية.
إعلانوتتهم الدول الغربية رواندا بدعم الجماعات المسلحة في شرق الكونغو، وهو ما تنفيه الحكومة الرواندية نفيا قاطعا.
في المقابل، تؤكد كيغالي، أن العقوبات تمثل تدخلًا غير مبرر في شؤونها الداخلية، وأن رواندا تتعرض لهجوم سياسي ودبلوماسي في إطار سياسة الغرب التوسعية في المنطقة.
لم يتوقف كاغامي عند التصريحات الغاضبة عن العقوبات، بل أشار إلى أن الغرب يتخذ موقفًا يتجاهل مصالح الدول الأفريقية ويولي اهتمامًا بمصالحه الخاصة. وقال: "الغرب لا يفهم الروانديين ولا يعرف كيف نعيش ونعمل. يعتقدون أنهم يمكنهم فرض إرادتهم علينا، لكنهم مخطئون". وأضاف أن رواندا لن تنكسر تحت الضغط، مؤكدًا استقلالية البلاد وقدرتها على مواجهة التحديات دون الحاجة إلى توجيه من الخارج.
وتعتبر هذه التصريحات استمرارًا لنهج كاغامي في التمسك بسيادة بلاده في كافة القضايا، سواء كانت متعلقة بالسياسة الداخلية أم بالشؤون الإقليمية. ففي وقت سابق من هذا العام، رفض الرئيس الرواندي أي تدخل أجنبي في شؤون بلاده، وأكد أن رواندا ستظل ملتزمة بمواقفها السياسية بغض النظر عن الضغوط الغربية.
من جهة أخرى، هناك آراء مختلفة في الأوساط الدولية عن تصريحات كاغامي. في بعض الأوساط السياسية الغربية، تُعتبر هذه التصريحات استفزازية وغير دبلوماسية، بينما يعتبر آخرون أن كاغامي يعبّر عن رفضه الأجندات الغربية التي تسعى إلى فرض هيمنتها على الدول الأفريقية.
وعلى الرغم من الضغوط الخارجية، تتمسك حكومة رواندا بموقفها الرافض لتدخّل القوى الغربية في شؤونها، وتعتبر أن العقوبات الغربية لن تنجح في تغيير موقفها حيال القضايا الإقليمية، خصوصًا في الصراع المستمر في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. ووفقًا للعديد من المحللين، قد تساهم هذه التصريحات في زيادة التوترات بين رواندا والدول الغربية، مما يهدد بتفاقم الأزمة في منطقة البحيرات العظمى، وهي منطقة تعرف فعلا بتعقيداتها السياسية والأمنية.
إعلان