رهان الرياض على واشنطن .. انتهاء الوهم
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
يمانيون – متابعات
حذر سماحة السيد القائد عبد الملك الحوثي قادة السعودية من الانجرار خلف الولايات المتحدة، والتورط في خدمة العدوّ الإسرائيلي بأي شكل من الأشكال، وبالتحديد التصعيد الاقتصادي ضدّ البنوك والمطار وإفشال صفقة الأسرى. واصل سماحة السيد الحوثي توجيه رسائل واضحة للسعودية، وليست المرة الأولى، لكنّها الأكثر وضوحًا والأشد لهجة، والأحد تحذيرًا، بعبارات: فلتكن ألف الغف مشكلة، المطار بالمطار والبنوك بالبنوك، والميناء بالميناء، تحذيرات مشفوعة بالنصح والتبيين معًا، والتذكير بالعجز الأميركي عن حماية نفسه، إن كان هناك من يمني نفسه بحماية واشنطن.
لا شيء يبدو أكثر وضوحًا من عجز الأميركي وفشله في إعاقة أو وقف العمليات اليمنية المساندة لغزّة، على مدى أكثر من تسعة أشهر، وهو الفشل الذي عبرت عنه تقارير الإعلام الأميركي المستندة إلى تصريحات رسمية عسكرية وغير عسكرية، وعبرت عنه بشكل أدق حاملات الطائرات الأميركية والبريطانية، وما ترافق معها من تقارير تكشف معها حالة التوّتر المستدامة التي خيمت على جنود مجموعة أيزنهاور طول فترة انتشارها أمام السواحل اليمنية.
لم يظهر العجز والفشل لدى واشنطن ولندن فقط، بل حتّى التحالف الأوروبي، أعلن أيضًا أنه غير قادر على إدارة معركة بحجم الإسناد اليمني لغزّة، ومع تصاعد الهجمات على السفن التي تخرق الحظر، رأى رئيس المهمّة الأوروبية الأميرال فاسيليوس جريباريس، أن على الأوروبيين زيادة حجم تلك القوات البحرية إلى أكثر من الضعف، وقال جريباريس: “ليس لدينا ما يكفي من الأصول لا سيما أن المنطقة التي يجب تغطيتها واسعة”، هذا رغم العدد الكبير من القطع البحرية الأوروبية، والأميركية والبريطانية.
هذا الانكشاف والفضيحة التي لحقت بجيوش قوى عظمى، والإخفاق المدوي في كبح جماح القوات المسلحة اليمنية التي توسع من عملياتها العسكرية لتشمل البحار الأربعة، الأحمر والعربي والمتوسط بالإضافة إلى المحيط الهندي، كان له وقع الصدمة على نفوس المراقبين، لا سيما وأن توسيع المدى ترافق مع توسيع الأهداف لتضم إلى جانب سفن الكيان، تلك التابعة الأميركي والبريطاني، ولاحقاً في المرحلة الرابعة أي سفينة تبحر باتّجاه موانئ فلسطين المحتلة، على شواطئ المتوسط، مهما كانت جنسيتها. لقد تصاعدت هذه العمليات حتّى في عددها، وبتنا ننتظر بيانات القوات المسلحة بشكل شبه يومي.
كذلك، فإن انكشاف تلك الحقائق دفع الإعلام السعودي والإماراتي للتعبير عن الاندهاش والذهول الممزوج بشيء من التشفي والتحريض معًا، فجاءت عناوين الأخبار في بعضها (هجمات الحوثي تربك القوّة الغربية)، وفي بعضها الآخر (هجمات الحوثي تربك حاملات الطائرات الأميركية)، و(خيارات أميركية مؤلمة)، و(أميركا من الهجوم إلى الدفاع)، ثم (خيبة أميركية.. واشنطن تبحث عن إشراك دول المنطقة ضدّ هجمات الحوثي).
بعناوين كهذه أفصح الإعلام الإماراتي والسعودي عن قلق عميق يساور قادة البلدين، والرهان الذي لطالما بحثت عنه الرياض وأبو ظبي لجر الأميركي إلى الحرب العدوانية على اليمن، يبدو اليوم أنه لم يكن في محله، وكذلك الأمر بالنسبة للرهان على الحماية الأميركية، فأكبر وأضخم المجموعات الحربية البحرية الأميركية، مثل أيزنهاور التي تضم مدمرتين، وغواصة نووية، جرّت أذيالها وذهبت بعيدًا، بعد تلقيها ٤ ضربات متوالية في المرحلة الرابعة من التصعيد، وعندما تتعرض رمز القوّة الأميركية لمثل هذه الإهانة، ولم تستطع حماية نفسها، ولا حماية الملاحة الإسرائيلية والأميركية والبريطانية، وكذلك الحال بالنسبة دايموند البريطانية، التي انسحبت قبل أيزنهاور، فعلامَ يكون الرهان إذاً؟
ورغم أن الإعلام السعودي انعكاس صادق للتوجه الرسمي، فإن تصريحات وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان عن استعجال العمل والتوقيع على خارطة الطريق، لم تكن بالمستوى الذي يقنع صنعاء بالابتعاد السعودي عن التوريط الأميركي، فالأفعال السعودية التي أشار إليها السيد عبد الملك الحوثي، تشير إلى إمكانية الانخراط السلبي للرياض، ولهذا رفع السيد من سقف التهديد، ووضع القادة في اليمامة أمام حقائق الميدان والتطورات العسكرية العملاتية، “فجربوا”، قالها للسعودي إن أراد أن يخسر أمنه واستقراره واقتصاده، وأن تتوقف بنوكه ومطاراته وموانئه.
-موقع العهد الاخباري / علي الدرواني
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
“أسوشيتد برس” تكشف حقيقة الوعكة التي أصابت كلينتون
واشنطن – أفادت وكالة “أسوشيتد برس”، بأن الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، خرج من المستشفى في واشنطن ليقضي عيد الميلاد في منزله، بعدما دخلها إثر إصابته بالحمى.
وقال نائب مدير موظفي كلينتون أنجيل أورينا، في بيان بشأن خروجه من المستشفى، إن الرئيس الأسبق يتلقى العلاج من الإنفلونزا، وتابع: “كلينتون وعائلته ممتنون للرعاية الممتازة التي قدمها له فريق الرعاية الطبية في مستشفى جامعة (ميد ستار جورج تاون)، وتأثروا بالرسائل الرقيقة والتمنيات الطيبة التي تلقاها”.
وأضاف أورينا، أن “كلينتون يرسل أطيب تمنياته بموسم عطلات سعيد وصحي للجميع”.
وكان الرئيس الديمقراطي (78 عاما) قد نقل إلى المستشفى بعد ظهر أمس الاثنين لإجراء فحوصات والخضوع للمراقبة الطبية.
وسبق أن ألقى كلينتون خطاباً في المؤتمر السنوي للحزب الديمقراطي في شيكاغو الصيف الماضي، وشارك في حملة الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر لدعم الحملة الرئاسية لكامالا هاريس نائب الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن.
يذكر أن بيل كلينتون مر بعدد من المشاكل الصحية، منذ أن غادر البيت الأبيض 2091. ففي عام 2004، خضع لعملية جراحية في القلب (تحويل مسار شرايين القلب)، بعد أن عانى من آلام في الصدر وضيق في التنفس، ثم عاد في 2005 لإجراء جراحة بسبب إنهيار جزئي في الرئة، وفي 2010 تم تركيب زوج من الدعامات في شريانه التاجي.
المصدر: أ. ب