صيف الطائف.. وجهات بديعة تنبض بالحياة
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
في الطائف يجد الرياضيون وعشاق كرة القدم والفروسية والهجن؛ أنفسهم بين العديد من التجارب السياحية المميزة التي توفرها الطبيعة؛ بين أحضان جبال السروات الشاهقة وبين الأودية و غابات أشجار العرعر والتشكيلات الصخرية الجيرانيتة البديعة، التي تمثل متسعاً ومتنفساً للحياة الترفيهية في ممارسة الرياضة، مما أضفى عليها شهرة للاستمتاع بالطبيعة البكر، إذ تكون الأجواء معتدلة في فترات الصباح الباكر بكثافة ذرات الضباب والسحاب، وباردة في المساء، و تنتثر بها الشجيرات العطرة، حيث يجد الرياضي هذا التنوع الزاخم الذي تتبناه ثقافة الطائف للرياضات بين المشي والجري والتسلق وأداء التمارين الخاصة، مكتسَباً مهماً للّياقة بدنية وذهنية عالية الجودة ومتقنة.
ويضيف العديد من الرياضين في جدول أعمالهم الزمني برامج لاستكشاف ما تمتلكه الطائف من إرث تاريخي ومكانة ومخزون ثقافي تزخر بها بالعديد من الآثار، والتراث العمراني، والحرف اليدوية، والتراث غير المادي، والفنون المختلفة، التي يجدونها محل ذكرى تدوم لا تزال؛ مؤكدين أن الطائف تفيض بآثار وروائع من العصور السابقة، وبكثير من المواقع، التي تؤكد عراقة تاريخها بين مناطق المملكة، وأصبحت هذه المواقع أماكن جذب بقرابة “43” موقعاً من أبرزها: قصر شبرا والكاتب وجبرة والقصر الحديدي، وقصر الكعكي، وقصر البوقري، وقصر الدهلوي، وقصر القامة، والمباني التراثية التي تمتاز بالمواصفات الهندسية الدقيقة سواء في أوصاف القصور خارجياً أو داخلياً، بما في ذلك التكوين الجمالي في الزخارف الإسلامية التي حُفرت على شبابيكها ونوافذها، وهي وجهة بديعة يستمتع بها رياضيو العرب والوفود المشاركة في الفروسية أو مسابقات الكؤوس على المستوى الآسيوي أو الخليجي والعربي.
واستطاعت المحافظة بدوام استعدادها في استقبال أي نوع من البطولات؛ وما تترجمة قياداتها من الاستفادة من ثرواتها في تنمية السياحة بشكل كبيرٍ، حيث يجد زوار هذه المسابقات العديدة من التجليات أثناء التعرف على الطائف وتاريخها وثقافتها، وتمضية أوقات الفراغ لديهم في المنتجعات الرائعة ومراكز التسوق الحديثة، والمنشئات الترفيهية وزيارة المتاحف المتعددة والقصور التاريخية، والمرتفعات والجبال الشاهقة التي تتمثل في شكل جبال ووديان وشلالات وبرك مائية داخلية وواحات وحقول و مدرجات زراعية تزدان بأصناف عديدة من الفاكهة التي غُرست فيها أشجار الرمان والعنب والحماط والبخارى والفركس والمشمش والورد الطائفي، ومراعي الجبال وغابات مركزي الهدا والشفا، حيث تعد وجهة فريدة للرياضيين الذين يتطلعون إلى التواصل مع الهواء الطلق بعيداً عن ضغوط ما يقدمونه من منافسات؛ حيث تشهد وشهدت الطائف جولات عديدة أقامتها فرق مشاركة في بطولات؛ إذ وجدوا المناظر الطبيعية محل استحسان كبير لفرسانهم والهجانة ولاعبي كرة القدم.
ويجد المهتمون في السياحة أن الطائف تعيش تنوعاً غير مسبوق في بطولات ومسابقات الرياضات الكبرى، حيث تحتضن المحافظة خلال الفترات الماضية جموعاً من رياضات تشتهر بها المملكة والعالم العربي؛ تمثَّلت في انطلاق بطولة الديار العربية لمنتخبات غرب آسيا تحت 19 عاماً والتي انتهت بفوز المنتخب السعودي، وترقب الجماهير والعشاق لمهرجان وليِّ العهد للهجن؛ وانطلاق سباقات الخيل للفروسية في موسمها الصيفي؛ إذ تعيش هذه الرياضة زخماً منذ شارة البدء في أسبوعها الأول.
ويجلب هذا التنوع الزاخر المحبين والعشاق الأكثر جماهيرية، لتكون محافظة الطائف الأولى تاريخيّاً التي تستقطب فيها عاصمة المصائف مناسبات رياضية مختلفة؛ مما جعلها المدينة الوحيدة في المملكة التي تضم هذه المناسبات؛ لتعكس هذه البطولات والمسابقات التي تقام في الطائف التوجه الإستراتيجي المعتمد لإبراز الدور المهم للرياضة كمحرِّك أساسي من محركات التنمية الشاملة، ومستهدف رئيس يتماشى مع رؤية السعودية 2030؛ لتقوم الرياضة بدورها الفاعل في تعزيز مسيرة النهضة المتجددة التي تقودها القيادة الرشيدة -أيدها الله- وحرص الجهات المعنية بتوجيهات سمو المحافظ الطائف على توظيف واستثمار التنوع الجغرافي الذي تحظى به المحافظة؛ لتسعى من خلال هذه الجهود إلى استقطاب الحضور الجماهيري من الأعمار الشابة وكل المجتمعات، وتنشيط أجواء المحافظة رياضيّاً وثقافيّاً وترفيهيّاً بعد إطلاق سموه فعاليات ليالي الطائف؛ التي تضم العديد من المسارات للتعريف بأنشطة المدينة وبرامجها المختلفة وبرياضة كرة القدم والفروسية والهجن على وجه الخصوص، كما سيتم بالتزامن مع الفعاليات الرسمية للرياضات القائمة والقادمة؛ تقديم عروض فنية ضمن برنامج ليالي الطائف وعصرية وتنشيطية من قبل فرق مختصة محلية لجميع الحضور من المشاركين والمتابعين وكذلك جولات سياحية تستهدف فيها السواح وعرض لهم نماذج تفاعلية تشارك فيه جامعة الطائف من خلال معرض الدرعية أرض الملوك والأبطال بأساليب تقنية مبتكرة في عرض تاريخ المملكة منذ التأسيس حتى قيام الدولة السعودية الثالثة في رحلة تتضمن ملوك هذه الأرض بأكثر من ١٢٧ عرضاً تشمل الجانب الثقافي والفني والحضاري والاجتماعي؛ ليكون هذا المعرض نموذجاً وفرصة للوفود الأجنبية تتعرف من خلالها على تاريخ المملكة منذ أمد بعيد؛ كما نجد في هذه الروزنامة؛ ما تمتاز به المحافظة من ارتباط الثقافة الرياضية والاجتماعية والترفيهية التي ترتبط بشكل وثيق بعوامل بيئتها ومناخها الخاص الذي تتفرد به، لتمتزج هذه البرامج ومساراها بما يلامس المكانة الخاصة لدى محبي وعشاق وجماهير المملكة مع هذه الرياضات وفعالياتها.
وتقدم برامج ليالي الطائف إحدى الوجهات السياحية الخليجية والعالمية، وأن تكون المتحف الطبيعي النابض بالحياة وجمال الطبيعة.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
سوريا.. الياسمينةُ التي ذَبُلَت
زينب إبراهيم الديلمي
مع استمرار التوحش الصّهيوني في إبادة أهلنا في غزة منذ عام ونيّف، ومنذ دخول لبنان مرحلة التهدئة التي تُلاقي خرقًا صهيونيًّا متواصلًا تثبت معادلة البُهتان غير المُبرم بالوفاء، والمعروف بعدم خضوعه لأدبيّات الوعود؛ نابذًا لها وراء ظهره كأجداده السَّلف، بدأ يستشري سرطانه في كبد سوريا، بإيعازٍ من ربيبته أمريكا، التي غذّت الأدَاة الداعشيّة المُجلببة بـ “هيئة تحرير” موكلةً لها برفع شعار الحريّة على الطّريقة الصّهيو أمريكيّة.
توغُّلٌ، واجتياح، واحتلال فاضح.. واستهداف للقدرات العسكريّة السوريّة، وتنقلٌ في أراضيها وأجوائها بأنوفٍ متكبّرة متبخترة، في ليلةٍ واحدة كرّس الصّهيوني مشروعه الشّيطاني المزعوم في استباحة الأراضي العربيّة ومصادرتها وكأنّها ملك أبيه، ليلة واحدة اتخذ من خرافاته التلموديّة مِنظارًا يرى تصاعد ضبابيّة أحلامه بالاستيلاء على مزيدٍ من أمصار أمّتنا وفق مخطّطه الرجيم.
وفق المؤشرات التي تعطي لنا ضوء أخضر في معرفة الغاية الصّهيونيّة بتجنيد بما يُسمّى “هيئة تحرير الشام” لتولّي زمام الحكم بسوريا، فَــإنَّ الحقيقة التي لا يشقُّها غبار أن هذه الهيئة الإرهابيّة تخدم المشروع الصّهيوني بالدرجة الأولى، ولا رغبة لها في مواجهته، كما جاء على لسان الجولاني، ذو الصّيت السّوداوي المليء بالدعشنة والإجرام، المعفيّ عنه في لائحة التصفيّة الأمريكيّة مؤخّرًا.
سيّئةٌ هي الحالة التي وصلت إليها سوريا اليوم، وما ستؤول إليها من إيلامٍ أشد نكالًا في ظل استمرار الاجتياح الصّهيوني المعنون بـ “الحريّة” وأية حريّة وهو يلتهم شبرًا شبرًا من ثرى الشّام، أية حريّة وملامح “الشرخ أوسخ صهيوني” يسري مفعوله حرفيًّا ولم تحَرّك هيئة الإجرام ساكنًا!!
جملة الكلام لمن انخدعوا بحريّةٍ حيكت خيوطها بالمؤمركات العدائيّة، ولمن ألقى سمع النّصيحة وهو شهيد: هذه ليست حريّة عندما يجتاح العدوّ أرضكم ويسرح ويمرح فيها، ليست حريّة عندما ينال الكيان المؤقت من قراركم واستقلالكم الحقيقي، وهو التحرّر من شره ومكره.. وللأسف هناك من الأصوات النَّشِزَة التي ترى أنّ لا مشكلة في ولوج الإسرائيلي وتوطئة قدميه النّجستين أرضه، المهمّ أنّهم نجوا بما يفترونه من القول “من إيران وميليشياتها”!!
وهناك من يقول: دعونا وشأننا، لا نريد من أحد أن يتدخل في شؤوننا وحريتنا، ونقول: عندما يكون شأنكم هو التحرّر من براثن العدوّ الحقيقي للأُمَّـة “الكيان الصّهيوني المؤقت” نحن فعلًا لن نتدخل في حريّتكم، أما إذَا وصل الأمر إلى أن يتحكّم الصّهيوني حتى في شربكم للماء، فَــإنَّها مسؤوليّتنا نحن كأمّة إسلاميّة، عروبتها الأصلية تأبى لها أن تستسلم للطّواغيت المجرمين، إسلامها الأصيل هو استعادة مقدّساتها وأراضيها التي اغتصبها من لا تاريخ له ولا هُويّة ولا دين ولا ناموس.
ها هي ياسمينة العروبة تذبل وتتلطّخ بأيدي التّصهين والتّطبيع، وتتعطّر بنتانة الأدوات المُتخفيّة بالسّلام والحريّة، وبذات الوقت لها صيت طويل في ذبح الأبرياء وإحلال دماء الأُمَّــة المناهضة للمشروع الصّهيوأمريكي.
ها هي ياسمينة المُقاومة تفتقد إلى ساقيها وحاميها من عجاف الوحدة والتخاذل -وهو سماحة شهيدنا الأقدس “رضوان الله عليه”- ولقاسمها الذي قطع دابر التكفير والإرهاب، ولأميرها الذي دوَّن الحقائق المكنونة في سطور “صبح الشّام” بوصيّةٍ من الحاج قاسم، في ظلّ النّكران العجيب لبطولاتهم من فاقدي الوعي والمخدوعين بالحريّة الجولا -صهيونيّة.
يعزّ علينا -أيتها الياسمينة الذابلة- أن تُقطفي من عبق العروبة، وتُسقين من صديد الصّهينة والأمركة.