يمانيون:
2024-10-08@00:03:02 GMT

اليمن يستبق معركة الاقتصاد ضد السعودية

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

اليمن يستبق معركة الاقتصاد ضد السعودية

بقلم /  هاشم شرف الدين

بوضوح تام، ستشهد الأيام القادمة تحولا في طبيعة مواجهة العدوان على الشعب اليمني. هذا ما كشفت عنه كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله سبحانه وتعالى – اليوم، الذي هدد فيها بالرد على العدوان الاقتصادي السعودي المدفوع أمريكيا خدمةً لإسرائيل.

نحن إذن أمام منعطف مهم ومسار جديد، سيُقدم عليه شعبنا اليمني باستهداف الاقتصاد السعودي، إذا ما أصر النظام السعودي على مواصلة استهداف اليمن اقتصاديا.

واليمن ليس مندفعا لهذه الحرب، لكنه قد يضطر للجوء إليها.

لقد أظهر السيد القائد – يحفظه الله تعالى – مجدداً، براعته في توظيف أدوات الحرب النفسية، لإثارة الذعر والخوف في نفوس أعداء اليمن، علّهم يتوقفون عن عدوانهم.

فللرد على العدوان الاقتصادي السعودي أطلق السيد القائد تحذيرا شديد اللهجة للنظام السعودي وتهديدا بالتحضير لضربات اقتصادية قد تكون أشد وطأة من الضربات العسكرية.

وبوضوح وشفافية أعلن القائد الانتقال بالمعركة الدفاعية من طور التركيز على استهداف المنشآت العسكرية لدى العدو إلى طور التركيز على استهداف منشآته الاقتصادية.

الانتقال إلى هذا الطور ليس بطرةً أو عدوانا وإنما خيار اضطراري دفاعي لمنع إيصال شعبنا اليمني العزيز إلى الانهيار التام. يؤكد السيد القائد. ولكن يبدو أن العدو السعودي – بعدوانه الاقتصادي الخبيث على اليمن – قد أحسن من حيث أراد الإساءة، فهو قدّم الحجة الكاملة على نفسه ليتلقى ما يستحقه من التنكيل والهزيمة أمام الشعب اليمني، لأنه دفع اليمن إلى اتخاذ قرار الانتقال إلى طور المعركة الجديد، حيث استهداف العدو اقتصاديا سيكون مفتاح النصر في هذه الحرب المعقدة.

ومما لا شك فيه أن الهجوم على الأهداف السعودية الاقتصادية مثل المطارات والموانئ والبنوك والنفط سيكون له تأثير نفسي هائل على النظام السعودي، وسيزعزع ثقة المجتمع الدولي فيه.

لقد حملت كلمة السيد القائد لهجةً تحذيرية قوية، تحمل في طياتها رسائل نفسية بالغة التأثير. فتأكيده على عدم الخشية من حصول “ألف ألف مشكلة” وعلى أن السعودية ستكون “المتضرر الأكبر” سيشيعان لا محالة الرعبَ والترويع في صفوف النظام السعودي والشعب المسعود، تمهيدا للضربات الاقتصادية القادمة.

وفي الوقت ذاته، أظهر السيد القائد قدرةً عالية على تحريك المشاعر الوطنية لدى أبناء شعبنا العزيز، وتعبئتهم ضد العدوان. فالتأكيد على أن “المتضرر الأكبر مما سيحصل سيكون السعودية” يُشكل تقويةً للروح المعنوية لدى أبناء شعبنا وإقناعاً لهم بأنهم قادرون على مواجهة التحديات.

لقد تبنّى السيد القائد استراتيجيةَ الحرب النفسية القائمة على تصعيد الخطاب وإظهار القدرة على الرد والانتقام. لكنه في الوقت نفسه حرص على وصف الرد اليمني بأنه “اضطراري بعد صبر طويل” ليوفّر المبرر للأعمال القادمة، ويقدّم اليمن كضحية مضطرا للدفاع عن نفسه. صحيح أن هذا هو الحقيقة والواقع، لكنه أراد أن يحرق هذه الورقة استباقيا على الإعلام المعادي لليمن. لقد قال للعالم: من حقنا أن نفعّل استراتيجية “العين بالعين”، أي الرد على العدوان الاقتصادي باستهداف اقتصاد العدو.

إذن، فالتحذير والتهديد الذين أطلقهما السيد القائد يُمثلان إعلاناً بتغيير استراتيجية وقواعد الحرب، لإجبار النظام السعودي على التفكير في تكلفة الضغط الاقتصادي عليه.

والحسابات المنطقية والعقلية ترجّح أن السعودي لن يكون مُستعدا لتحمل تكلفة التصعيد، وإلحاق الضرر باقتصاده. ومن المتوقع أنه سيتلقى نصائح جادة بالتراجع عن عدوانه على اليمن وبالمسارعة إلى تغيير موقفه في المفاوضات.

يمكننا القول إن التحذير الذي أطلقه السيد القائد هو ضربة معلم للتلاعب النفسي، وقلبٌ للطاولة على النظام السعودي المعتدي، وكشفٌ لهشاشة اقتصاده، وسيدفعه إلى حالة من اليأس المطلق. ومع هذا فقد أظهر السيد القائد مرونةً ملحوظة، فهو يقول للسعودي: توقف عنّا لنتوقف عنّك”.

إن هذا التهديد باستهداف الاقتصاد السعودي ليس تفاخرا فارغا، بل هو خطوة محسوبة بعناية، تهدف إلى استغلال نقاط الضعف في التركيبة النفسية للنظام السعودي، الذي عليه – ليَسلَم – ألّا يستهين بتحذيرات وعزيمة قائد الشعب اليمني.

ومع تزايد المخاطر، من المؤكد أن العالم سيراقب بفارغ الصبر، مدركاً أن العواقب المترتبة عن عدم تراجع النظام السعودي سوف تكون بعيدة المدى ومدمرة. فقد تم دفع الشعب اليمني إلى الحافة، وكلمة السيد القائد هي تذكير نهائي صارخ بأنه لن يتم القبول بالوضع، ولن يتم ترهيب شعبنا. ومن مصلحة النظام النظام السعودي أن ينتبه إلى هذا التحذير ويأخذه على محمل الجد، لأن الخسائر الناجمة عن استهداف اليمن للاقتصاد السعودي ستكون جراحاً قد لا تلتئم أبداً.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: النظام السعودی الشعب الیمنی السید القائد

إقرأ أيضاً:

الموقف اليمني التاريخي في معركة طوفان الأقصى

تقرير_ أنس القاضي:

على مدار تاريخ اليمن الحديث، كانت فلسطين تحتل مكانة خاصة في قلوب اليمنيين. تميز الشعب اليمني بالاعتزاز بعروبته ونصرة القضايا القومية والإسلامية. ولم تكن الحرب الراهنة على غزة استثناءً، إذ خرج اليمنيون إلى الساحات بمختلف أطيافهم وولاءاتهم -وبرغم انقساماتهم في الشأن السياسي الداخلي- احتجاجاً على جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش العدو الإسرائيلي في غزة، مؤكدين وقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني.
بعد أيام قلائل من طوفان الأقصى في أكتوبر 2023م أعلن اليمن رسمياً مشاركته في عملية “طوفان الأقصى” تضامناً مع الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة. جاءت هذه المشاركة ترجمة حقيقية لما يؤمن به اليمنيون.
وفي 14 نوفمبر أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن بدء مرحلة جديدة من استهداف كيان العدو الإسرائيلي، متوعدة بضرب أي سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر، حتى يتوقف العدوان على غزة. ولم يقتصر الأمر على التهديدات، بل نفذت القوات اليمنية حينها عمليتين عسكريتين استهدفتا أهدافاً حساسة في مدينة “إيلات” بالأراضي المحتلة.
تصاعد عمليات الإسناد
تواصلت العمليات اليمنية وظلت تتصاعد بتصاعد العدوان الصهيوني وتجاوزه الخطوط الحمراء، وصولاً إلى بلوغ المرحلة الخامسة من التصعيد اليمني، بقصف يافا المحتلة ” تل أبيب” بصاروخ باليستي فرط صوتي محلي الصنع ” فلسطين 2″.
لقد نجح اليمن في توظيف موقعه الاستراتيجي جنوب البحر الأحمر وعلى مدخل المحيط الهندي، محققاً تحولاً نوعياً في التوازنات الإقليمية والدولية المفيدة للمقاومة، حيث بات جزءً مهماً في معادلة المواجهة، معبراً عن أحد أشجع صور الدعم للشعب الفلسطيني.
استطاع اليمن بفضل العمليات البحرية المتواصلة في البحر الأحمر والبحر العربي والأبيض المتوسط والمحيط الهندي ضد السفن المتجه للكيان والشركات التي خالفت قرار القوات المسلحة اليمنية بحظر التعامل مع الكيان الصهيوني، بفضل هذه العمليات استطاع أن يُشكل ضغطاً كبيراً على “إسرائيل” وحلفائها، ويستنزفهم عسكريا واقتصاديا، مما جعلهم يدركون أن المواجهة مع الشعب الفلسطيني تتجاوز الأراضي المحتلة لتصل إلى مياه البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي، وهوما لم يكن في حسبان الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا اللتان شكلتا تحالف “حماية الإزدهار” لمنع العمليات اليمنية فهزم وخرجت حاملات الطائرات والبوارج الأمريكية من البحر الأحمر.
إشادة فلسطينية
أشادت مختلف الفصائل الفلسطينية بدور اليمن الاستراتيجي في دعم المقاومة، فقد أدخل اليمن معركة “طوفان الأقصى” في مرحلة جديدة، وجدت فيها المقاومة الفلسطينية منصة ثورية جيوسياسية هامة لمقاومة العدو، جعلت الجيش الصهيوني يشعر بأنه محاصرا ومطاردا حتى خارج حدود فلسطين المحتلة ودول الطوق. وهو تحول استراتيجي يشمل المنطقة بأسرها، ويخدم شعوب المنطقة العربية والإسلامية في مواجهة النفوذ الأمريكي والإسرائيلي، وهذا المتغير بات مكتسباً راهنا ومستقبلياً حتى في فترة ما بعد توقف الحرب على غزة.
تبعات إقليمية
يرى المراقبون أن العمليات العسكرية التي نفذها اليمن ضد أهداف إسرائيلية، تُعد مؤشراً مهماً لما يمكن أن يحدث في حال عاد العدوان على اليمن مجدداً، حيث يمكن أن تؤثر العمليات اليمنية مستقبلاً على إمدادات الطاقة العالمية، خاصة تلك التي تمر عبر البحر الأحمر، في ظل الأزمات الدولية الراهنة مثل حرب أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا.
ولعل الصواريخ الباليستية الفرط صوتية التي أطلقتها القوات المسلحة اليمنية نحو يافا المحتلة “تل أبيب” تحمل دلالات عميقة تعكس فشل “إسرائيل” في تحقيق الردع الاستراتيجي، فالكيان الذي طالما ادعى القوة بات هشاً ومعرضاً للهزيمة. ومع كل صاروخ يطلق من اليمن، يتجدد التأكيد أن معركة “طوفان الأقصى” لا تقتصر على قطاع غزة، بل تمتد لتشكل تهديداً حقيقياً على “إسرائيل” في الداخل والخارج، وتتظافر العمليات اليمنية على عمليات المقاومة العراقية واللبنانية في آن.
في الوقت الذي يعاني فيه جيش العدو الإسرائيلي من الإنهاك بسبب حربه المستمرة على غزة، تبرز صنعاء كعامل ضغط إضافي، خاصة بعدما أصبحت ممرات الملاحة في باب المندب والمحيط الهندي جزءً من المواجهة. وتعمق صنعاء اليوم المأزق الأمريكي والإسرائيلي بتوسيع نطاق العمليات العسكرية، مما يُصعِّب الخيارات أمام واشنطن و” تل أبيب”، ويضعهما أمام معضلة كبيرة: إما الدخول في حرب شاملة مدمرة لا يتكهنون بنهايتها، أو القبول بحرب استنزاف تضعف صورتهما أمام العالم.
ختاماً
تثبت القوات المسلحة اليمنية، في الأحداث الجارية أن الأمة العربية تمتلك من أوراق القوة ما يجعل “إسرائيل” وحلفاءها يعيدون حساباتهم. اليمن اليوم، بفضل مواقفه الثابتة وشجاعته، يُثبت أن المقاومة ممكنة في هذا الزمن، ويمكن للأمة أن تفرض معادلات جديدة تتجاوز لغة الإدانات والتصريحات المكررة، وتؤدي إلى إنهاء العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، وتحرير الأرض في نهاية المطاف. وأن يكون لها مستقبل في النظام العالمي لما بعد الأحادية القطبية.

مقالات مشابهة

  • الشعب اليمني يبادل السيد نصر الله “الوفاء بالوفاء”
  • خطاب السيد القائد .. رسائل عابرة للحدود
  • السيد القائد يدعو للخروج المليوني غدا بدلا عن الجمعة
  • السيد القائد: اليمن قادم بعمليات نوعية أكثر تأثيراً على العدو الصهيوني
  • كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة تمام عام منذ عملية طوفان الأقصى (فيديو)
  • السيد القائد يشيد بصمود المجاهدين في غزة ولبنان
  • السيد القائد .. قصفنا على مدى عام بأكثر من 1000 صاروخ ومسيّرة
  • اليمنيون يرسمون أكبر أيقونة وفاء لشهيد الإسلام الأقدس السيد حسن نصر الله
  • قصائد يمانية في رثاء الشهيد القائد السيد حسن نصر الله
  • الموقف اليمني التاريخي في معركة طوفان الأقصى