حذر باحث أميركي من أن أي حادث صغير في جزر "سبراتلي" ببحر جنوب الصين قد يشعل فتيل حرب بين الفلبين والصين اللتين تتنازعان ملكية المنطقة، وتساءل: كيف يمكن للولايات المتحدة دعم الفلبين دون الدخول في قتال مع الصين؟

وحاول رايان هاس -الذي يعمل مديرا لمركز "جون إل. ثورنتون لدراسات الصين" التابع لمعهد بروكينغز في واشنطن- تقديم إجابات عن هذا السؤال في مقاله بمجلة "فورين أفيرز" الأميركية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: برنامج الجمهوريين بأميركا يهدد بترحيل الطلاب المؤيدين لحماسlist 2 of 2ماذا تخفي حالة بايدن الصحية؟.. طبيبا أعصاب يجيبان "لوفيغارو"end of list

ولفت إلى أن المسؤولين الأميركيين ظلوا طوال هذا العام يوعزون إلى نظرائهم الصينيين بأن الولايات المتحدة تتمسك بالتزامها الراسخ بتحالفها مع الفلبين، وهي رسالة تنطوي على تحذير من عدم اختبار حدود الصبر الأميركي إزاء محاولات بكين عرقلة الوصول إلى منطقة "سكند توماس شول"، وهي عبارة عن شعاب مرجانية مغمورة في "جزر سبراتلي" ببحر جنوب الصين حيث تربض السفينة الفلبينية "سييرا مادري" التي تستخدمها مانيلا قاعدة متقدمة.

إذا مات فلبيني واحد

وكان الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن قد ألقى خطابا رئيسيا أمام قمة الأمن والدفاع في آسيا أو ما يعرف بـ"منتدى حوار شانغريلا" في سنغافورة في مايو/أيار الماضي حذر فيه الصين قائلا "إذا مات فلبيني واحد في الصراع فإن ذلك يعادل إعلان الصين الحرب على الفلبين، ونحن نعرّفه بأنه عمل من أعمال الحرب".

وفي تعليقه على هذه التصريحات، قال هاس إن تطور الأوضاع في المنطقة قد يجبر الفلبين على تفعيل معاهدة الدفاع المشترك لعام 1951 مع الولايات المتحدة.

ومع ذلك، فإن هذا الخطاب لم يمنع بكين من ردع مانيلا عن الاستمرار في تموين السفينة سييرا مادري، كما يقول الباحث الأميركي.

لكن في 17 يونيو/حزيران الماضي اصطدم جنود من خفر السواحل الصيني "عمدا" بقارب إعادة إمداد فلبيني، مستخدمين فؤوسا ومناجل ورماحا بدائية في عراكهم، مما أدى إلى بتر أصبع بحار فلبيني، ورغم ذلك لا تزال السفن الصينية والفلبينية تواصل العمل بالقرب من بعضها بعضا.

معاهدة الدفاع المشترك

وحذر هاس من أنه لا يزال هناك خطر كبير أن يؤدي مقتل أي جندي فلبيني إلى تفعيل معاهدة الدفاع المشترك بين الولايات المتحدة والفلبين ووضع القوات الأميركية والصينية على شفا الصراع.

ولتجاوز هذا المأزق يشير المقال إلى ضرورة أن تشتغل واشنطن بـ"وضوح" على أهدافها، ويتوقف نجاحها في ذلك على قدرتها على الحفاظ على صدق التزامها تجاه تحالفها مع مانيلا، وتفادي الصراع مع الصين ومنعها من احتلال منطقة "سكند توماس شول".

ووفق هاس -الذي يشغل أيضا منصب رئيس كرسي "تشين فو وسيسيليا ين كو لدراسات تايوان" التابع لمعهد بروكينغز- فإن تحقيق تلك الأهداف يتطلب من واشنطن أن تزن كل قرار سياسي بما قد يترتب عليه من نشوب أزمة أو منع حدوثها.

واعتبر أن منطقة "سكند توماس شول" تمثل تحديا إستراتيجيا ذا بعد عسكري، لكنها لا تعد مشكلة عسكرية تتطلب حلا عسكريا، وحث واشنطن على مقاومة محاولات تشكيل هذه القضية على أنها اختبار للإرادات بين الولايات المتحدة والصين، مع العمل على الاستفادة مما يصفها المقال بـ"بلطجة بكين" لتعزيز علاقاتها مع دول المنطقة.

رمز هائل للدول الثلاث

ويقول هاس إن لمنطقة توماس شول ثقلا رمزيا هائلا بالنسبة لأميركا والصين والفلبين، وليس هناك أمل كبير في التوصل إلى تسوية بشأن النزاع بشأنها، لكن واشنطن تنظر إلى الصراع على أنه يمس مصداقية التزاماتها الأمنية التي تعزز مكانتها في آسيا ومختلف أرجاء العالم.

وأشار إلى أن فشل واشنطن في الوقوف بحزم دفاعا عن الفلبين من شأنه أن يثير شكوك حلفائها وشركائها الأمنيين الآخرين إزاء الوثوق بها، مما يدفعهم إلى التحوط للدفاع عن أنفسهم.

وبالنسبة لمانيلا، فإن "سكند توماس شول" أصبحت رمزا وطنيا لتصميم البلاد على الوقوف في وجه البلطجة الصينية ودعم القانون الدولي.

وبحسب هاس، فإن مانيلا عازمة على منع الصينيين من بناء جزيرة صناعية في تلك المنطقة.

أما بكين فتعتقد أنها مارست ضبط النفس بالامتناع عن إزاحة السفينة سييرا مادري من المنطقة، وعن استخدام قوتها البحرية لعرقلة إيصال المؤن إليها.

ليس قدرا محتوما

وشدد هاس على ضرورة أن يقاوم صناع القرار في الولايات المتحدة رغبة "الصقور الأمنيين" الأميركيين في تحويل المنطقة المتنازع عليها إلى صراع إرادات مع الصين، وحض الأخيرة على أن تفعل الشيء نفسه تجنبا لاحتمال وقوع مواجهة مباشرة بين قوى عظمى نووية بشأن قارب "صدئ".

ويختم الباحث في مقاله بأن أفضل خيار أمام واشنطن للحد من تلك المخاطر هو رسم طريق وسط بين الخضوع لاختبار إرادات عسكري الطابع وممارسة الضغوط على الفلبين لحملها على الاستسلام للضغوط الصينية، مضيفا أن حدوث صراع أمر محتمل، لكنه أبعد ما يكون قدرا محتوما.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الولایات المتحدة سکند توماس شول مع الصین

إقرأ أيضاً:

ترامب والعملات المشفرة.. بماذا تعهد حال فوزه برئاسة أميركا؟

تعهد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بدعم العملات المشفرة في الولايات المتحدة وضمها إلى أجندته (أميركا أولا) حال فوزه في انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر المقبل.

وقال ترامب في مؤتمر (البيتكوين) بمدينة ناشفيل في ولاية تينيسي، حيث التقى بنحو 20 ألفا من المؤيدين للعملة المشفرة والمديرين التنفيذيين بالصناعة "إن السبب الذي دفعه إلى إلقاء كلمته في المؤتمر يمكن تلخيصه في كلمتين "أميركا أولا".

وأضاف ترامب "إذا كانت العملات المشفرة ستحدد المستقبل، فأنا أريد أن يتم تعدينها وصنعها في الولايات المتحدة".

وقدم الرئيس السابق سلسلة من الوعود لدعم صناعة العملات المشفرة، إذ تعهد بتشكيل مجلس استشاري رئاسي لصناعة العملات المشفرة.

مقالات مشابهة

  • هل ما تزال أميركا أعظم قوّة على وجه الأرض؟
  • واشنطن تقرّر إرساء قيادة عسكرية جديدة في اليابان لمجابهة بكين
  • قلق أميركي ياباني من تزايد التعاون العسكري لروسيا والصين
  • ترامب والعملات المشفرة.. بماذا تعهد حال فوزه برئاسة أميركا؟
  • ترامب يريد أميركا "عاصمة الكوكب للعملات المشفرة"
  • وزير الخارجية الصيني يطالب نظيره الأمريكي بالتخلي عن نهج الهيمنة وفرض العقوبات الأحادية
  • الصين تحذر الفلبين من نشر صواريخ أمريكية متوسطة المدى
  • إشادة أميركية بمباحثات صريحة ومثمرة مع وزير خارجية الصين
  • بايدن يأمر بـحماية اللبنانيين من الإبعاد عن أميركا
  • لقاء مرتقب بين وزيري الخارجية الصيني والأميركي في لاوس