باحث أميركي: هل تدخل أميركا في حرب مع الصين بسبب الفلبين؟
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
حذر باحث أميركي من أن أي حادث صغير في جزر "سبراتلي" ببحر جنوب الصين قد يشعل فتيل حرب بين الفلبين والصين اللتين تتنازعان ملكية المنطقة، وتساءل: كيف يمكن للولايات المتحدة دعم الفلبين دون الدخول في قتال مع الصين؟
وحاول رايان هاس -الذي يعمل مديرا لمركز "جون إل. ثورنتون لدراسات الصين" التابع لمعهد بروكينغز في واشنطن- تقديم إجابات عن هذا السؤال في مقاله بمجلة "فورين أفيرز" الأميركية.
ولفت إلى أن المسؤولين الأميركيين ظلوا طوال هذا العام يوعزون إلى نظرائهم الصينيين بأن الولايات المتحدة تتمسك بالتزامها الراسخ بتحالفها مع الفلبين، وهي رسالة تنطوي على تحذير من عدم اختبار حدود الصبر الأميركي إزاء محاولات بكين عرقلة الوصول إلى منطقة "سكند توماس شول"، وهي عبارة عن شعاب مرجانية مغمورة في "جزر سبراتلي" ببحر جنوب الصين حيث تربض السفينة الفلبينية "سييرا مادري" التي تستخدمها مانيلا قاعدة متقدمة.
إذا مات فلبيني واحدوكان الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن قد ألقى خطابا رئيسيا أمام قمة الأمن والدفاع في آسيا أو ما يعرف بـ"منتدى حوار شانغريلا" في سنغافورة في مايو/أيار الماضي حذر فيه الصين قائلا "إذا مات فلبيني واحد في الصراع فإن ذلك يعادل إعلان الصين الحرب على الفلبين، ونحن نعرّفه بأنه عمل من أعمال الحرب".
وفي تعليقه على هذه التصريحات، قال هاس إن تطور الأوضاع في المنطقة قد يجبر الفلبين على تفعيل معاهدة الدفاع المشترك لعام 1951 مع الولايات المتحدة.
ومع ذلك، فإن هذا الخطاب لم يمنع بكين من ردع مانيلا عن الاستمرار في تموين السفينة سييرا مادري، كما يقول الباحث الأميركي.
لكن في 17 يونيو/حزيران الماضي اصطدم جنود من خفر السواحل الصيني "عمدا" بقارب إعادة إمداد فلبيني، مستخدمين فؤوسا ومناجل ورماحا بدائية في عراكهم، مما أدى إلى بتر أصبع بحار فلبيني، ورغم ذلك لا تزال السفن الصينية والفلبينية تواصل العمل بالقرب من بعضها بعضا.
معاهدة الدفاع المشتركوحذر هاس من أنه لا يزال هناك خطر كبير أن يؤدي مقتل أي جندي فلبيني إلى تفعيل معاهدة الدفاع المشترك بين الولايات المتحدة والفلبين ووضع القوات الأميركية والصينية على شفا الصراع.
ولتجاوز هذا المأزق يشير المقال إلى ضرورة أن تشتغل واشنطن بـ"وضوح" على أهدافها، ويتوقف نجاحها في ذلك على قدرتها على الحفاظ على صدق التزامها تجاه تحالفها مع مانيلا، وتفادي الصراع مع الصين ومنعها من احتلال منطقة "سكند توماس شول".
ووفق هاس -الذي يشغل أيضا منصب رئيس كرسي "تشين فو وسيسيليا ين كو لدراسات تايوان" التابع لمعهد بروكينغز- فإن تحقيق تلك الأهداف يتطلب من واشنطن أن تزن كل قرار سياسي بما قد يترتب عليه من نشوب أزمة أو منع حدوثها.
واعتبر أن منطقة "سكند توماس شول" تمثل تحديا إستراتيجيا ذا بعد عسكري، لكنها لا تعد مشكلة عسكرية تتطلب حلا عسكريا، وحث واشنطن على مقاومة محاولات تشكيل هذه القضية على أنها اختبار للإرادات بين الولايات المتحدة والصين، مع العمل على الاستفادة مما يصفها المقال بـ"بلطجة بكين" لتعزيز علاقاتها مع دول المنطقة.
رمز هائل للدول الثلاثويقول هاس إن لمنطقة توماس شول ثقلا رمزيا هائلا بالنسبة لأميركا والصين والفلبين، وليس هناك أمل كبير في التوصل إلى تسوية بشأن النزاع بشأنها، لكن واشنطن تنظر إلى الصراع على أنه يمس مصداقية التزاماتها الأمنية التي تعزز مكانتها في آسيا ومختلف أرجاء العالم.
وأشار إلى أن فشل واشنطن في الوقوف بحزم دفاعا عن الفلبين من شأنه أن يثير شكوك حلفائها وشركائها الأمنيين الآخرين إزاء الوثوق بها، مما يدفعهم إلى التحوط للدفاع عن أنفسهم.
وبالنسبة لمانيلا، فإن "سكند توماس شول" أصبحت رمزا وطنيا لتصميم البلاد على الوقوف في وجه البلطجة الصينية ودعم القانون الدولي.
وبحسب هاس، فإن مانيلا عازمة على منع الصينيين من بناء جزيرة صناعية في تلك المنطقة.
أما بكين فتعتقد أنها مارست ضبط النفس بالامتناع عن إزاحة السفينة سييرا مادري من المنطقة، وعن استخدام قوتها البحرية لعرقلة إيصال المؤن إليها.
ليس قدرا محتوماوشدد هاس على ضرورة أن يقاوم صناع القرار في الولايات المتحدة رغبة "الصقور الأمنيين" الأميركيين في تحويل المنطقة المتنازع عليها إلى صراع إرادات مع الصين، وحض الأخيرة على أن تفعل الشيء نفسه تجنبا لاحتمال وقوع مواجهة مباشرة بين قوى عظمى نووية بشأن قارب "صدئ".
ويختم الباحث في مقاله بأن أفضل خيار أمام واشنطن للحد من تلك المخاطر هو رسم طريق وسط بين الخضوع لاختبار إرادات عسكري الطابع وممارسة الضغوط على الفلبين لحملها على الاستسلام للضغوط الصينية، مضيفا أن حدوث صراع أمر محتمل، لكنه أبعد ما يكون قدرا محتوما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الولایات المتحدة سکند توماس شول مع الصین
إقرأ أيضاً:
65 كلمة لا تدين روسيا .. مشروع قرار أميركي يتجاهل وحدة أوكرانيا
سرايا - في سياق ضغوط أميركية متسارعة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، اقترحت الولايات المتحدة، الجمعة، على الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار يدعو إلى تسوية النزاع في أوكرانيا من دون أي إشارة إلى وحدة أراضي البلاد، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية.
ويدعو مشروع القرار إلى "نهاية سريعة للنزاع وسلام مستدام بين أوكرانيا وروسيا"، في صياغة مقتضبة تنطوي على اختلاف كبير مقارنة مع نصوص سابقة للجمعية تدعم صراحة أوكرانيا.
ووصف السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، مشروع القرار الأميركي بأنه "فكرة سديدة"، لافتا في الوقت نفسه إلى افتقار النص لما يشير إلى "جذور" النزاع.
وتلتئم الجمعية العامة للأمم المتحدة، الاثنين، في الذكرى السنوية الثالثة لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا. في هذه المناسبة أعدت أوكرانيا والأوروبيون مشروع قرار يشدّد على ضرورة "مضاعفة" الجهود الدبلوماسية من أجل وضع حد للحرب "في هذا العام"، ويشير إلى مبادرات دول أعضاء عدة طرحت "رؤيتها لاتفاق سلام شامل ومستدام".
ويكرّر النص أيضا المطالب السابقة للجمعية العامة في ما يتّصل بالانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات الروسية من أوكرانيا، ووقف الهجمات الروسية ضد أوكرانيا. وحظيت نصوص سابقة بهذا الصدد بأكثر من 140 صوتا مؤيدا من بين الأعضاء البالغ عددهم 193.
لكن انعقاد الجمعية العامة، الاثنين، هو الأول منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض. ومن المرجّح أن يثير النص الأميركي، المقترح الجمعة، والذي يقتصر على 65 كلمة، حفيظة الأوروبيين المتوجّسين من الحوار الأميركي-الروسي بشأن أوكرانيا.
وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة نيكولا دي ريفيير: "لا تعليق في الوقت الراهن".
واعتبر ريتشارد غوان، الباحث في مجموعة الأزمات الدولية، أن "نصا بسيطا كهذا لا يدين العدوان الروسي ولا يشير صراحة إلى وحدة أراضي أوكرانيا يبدو أشبه بخيانة لكييف وصفعة للاتحاد الأوروبي، وكذلك ازدراء للمبادئ التي تشكل صلب القانون الدولي".
زيلينسكي يتراجع تحت ضغوط ترامب
وإلى ذلك، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، عن أمله بالتوصل إلى اتفاق "عادل" مع الولايات المتحدة، المنخرطة معها أوكرانيا في مفاوضات بشأن استغلال شركات أميركية معادنها الاستراتيجية مقابل دعم واشنطن لها في مواجهة موسكو.
وفي رسالة عبر الفيديو على شبكة للتواصل الاجتماعي، قال الرئيس الأوكراني الذي كان رفض طرحا أميركيا بهذا الشأن إن "الفرق الأوكرانية والأميركية تعمل على مشروع اتفاق بين حكومتينا. آمل التوصل إلى نتيجة، نتيجة عادلة".
وفي الأثناء، واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجومه على نظيره الأوكراني.
وأعلن ترامب، الجمعة، أن القادة الأوكرانيين "ليست لديهم أي أوراق" في المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب مع روسيا، كما اعتبر أن الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني لم يفعلا شيئا للتوصل إلى السلام.
وقال ترامب خلال حدث جمع حكام ولايات أميركية في البيت الأبيض: "أجريت محادثات جيدة للغاية مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، ولم تكن محادثاتي جيدة مع أوكرانيا. ليست لديهم أي أوراق، لكنهم يتظاهرون بالقوة، غير أننا لن نسمح باستمرار هذا الأمر".
وفي وقت سابق، ذكر ترامب أن حضور زيلينسكي مباحثات السلام مع روسيا "لا يمثل أهمية كبيرة".
وفي ظل الوضع الراهن على الساحة، اعتبر مقربون من ترامب أنه من الأفضل للرئيس الأوكراني، المنتهية ولايته، مغادرة البلاد بشكل فوري وعاجل.
وفق صحيفة "نيويورك بوست"، أفاد مصدر مقرب من البيت الأبيض أن "الخيار الأفضل لزيلينسكي والعالم أجمع هو رحيله الفوري إلى فرنسا".
من جهتها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول آخر في البيت الأبيض قوله: "مثل البابا، أنا لا أؤيد أولئك الذين يحظرون الكنائس"، في إشارة إلى حظر زيلينسكي للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية.
وفي الأيام الأخيرة، تدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشكل حاد، ووصف ترامب زيلينسكي بأنه ديكتاتور، واتهمه بتعطيل الصفقة المتعلقة بالثروات المعدنية.
وبدوره، أعلن زيلينسكي أن ترامب أصبح "ضحية للتضليل الروسي".
وسوم: #روسيا#بريطانيا#ترامب#فرنسا#الوضع#نيويورك#الكنائس#أوكرانيا#بوتين#رئيس#الوزراء#الرئيس#موسكو
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 22-02-2025 08:41 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية