انطلقت في أديس أبابا اليوم الأربعاء أعمال مؤتمر للقوى السياسية السودانية وسط استمرار القتال في البلاد، وفيما طالب مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة بتصنيف قوات الدعم السريع منظمة إرهابية، أصدر والي ولاية النيل الأبيض أوامر طوارئ جديدة لضمان والاستقرار.

وقد بدأت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الأربعاء أعمال مؤتمر سياسي للقوى السودانية برعاية الاتحاد الأفريقي، في إطار المساعي للتوصل لوقف القتال الدائر في البلاد.

ويأتي انعقاد المؤتمر بعد يوم من زيارة أداها رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد لمدينة بورتسودان حيث أجرى مباحثات وصفت بالمهمة مع رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

وقال وزير شؤون الاتصال الحكومي في إثيوبيا ليجيسي تولو إن الهدف من الزيارة هو مناقشة سبل إنهاء الصراع في السودان بآلية سلمية.

وذكر الوزير في هذا الصدد أن الزعيمين أجريا مناقشات مثمرة حول الوضع الحالي في السودان.

 وقد أعرب أبي أحمد عن التزام إثيوبيا بالعمل من أجل مساعدة ورخاء الشعب السوداني. وقال "بما أن التحديات التي يواجهها شعب السودان هي أيضًا تحدياتنا، وسلامهم هو سلامنا، فإننا ملتزمون بالعمل من أجل مساعدة ورخاء الشعب السوداني".

البرهان (يمين) وأبي أحمد عقدا مباحثات في بورتسودان الثلاثاء (الجزيرة) تهديد السلم

في شأن متصل، قال مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني إنه يجب تصنيف قوات الدعم السريع منظمة إرهابية تهدد السلم والأمن الدوليين.

وأضاف أن أفعال هذه القوات تجاوزت درجة العنف، مما يستوجب محاربتها حفاظا على وحدة السودان وإعادته إلى مربع الاستقرار والأمان،  على حد قوله.

جاء ذلك في حديث لعقار في بورتسودان أثناء ورشة حول قواعد ومبادئ حقوق الإنسان بحضور وزراء العدل والدفاع والداخلية والرعاية الاجتماعية ومدير جهاز المخابرات العامة وممثلي البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية والإقليمية.

وحذر نائب رئيس مجلس السيادة الدول والمجموعات التي تدعم قوات الدعم السريع من أن عدم استقرار السودان سيؤدي إلى عدم استقرار القرن الأفريقي واستشراء الهجرة غير الشرعية والتطرف، حسب تعبيره.

 ومنذ أبريل/نيسان 2023 يشهد السودان قتالا عنيفا بين الجيش وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو حميدتي

وخلّفت الحرب في السودان عشرات آلاف القتلى وتسببت في نزوح ملايين آخرين.

ومن جانبه، قال خبير الأمم المتحدة المعنى بحقوق الإنسان بالسودان رضوان نويصر إنه بحث مع نائب رئيس مجلس السيادة الأربعاء ضرورة عدم الإفلات من العقاب في الانتهاكات التي وقعت أثناء الحرب الدائرة بالسودان.

وذكر أنه بحث مع عقار أيضا المسارات السياسية المطروحة وأهمية الإنخراط فيها، لوضع حد للنزاع الدائر بالسودان.

حماية السلامة العامة

ووسط استمرار الصراع، أصدر والي ولاية النيل الأبيض عمر الخليفة أوامر طوارئ بإغلاق الأندية والمقاهي والأسواق ومنع استخدام "المواعين النهرية" بالولاية من الساعة السادسة مساء، استنادا إلى إعلان حالة الطوارئ بالولاية وقانون حماية السلامة العامة.

ونصت أوامر الطوارئ على منع استخدام المواعين النهرية لأي أغراض بالولاية. وفسر الأمر المواعين النهرية بأنها تشمل القوارب وأي وسيلة أخرى تستخدم لعبور النيل الأبيض.

يذكر أن ولاية النيل الأبيض جنوبي السودان تقع في منطقة عمليات نشطة حيث تسيطر قوات الدعم السريع على محلية "محافظة" القطينة الواقعة شمالي الولاية، كما تتمركز في منطقة جبل موية التابعة لولاية سنار شرقي النيل الأبيض..

صوت أوروبي

بدورها كشفت أنيت فيبر مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، أن الاتحاد سيفرض حزمة ثانية من العقوبات تجاه الأفراد السودانيين المعرقلين لمساعي السلام، وذلك بعد الحزمة الأولى التي استهدفت الكيانات

وشددت  في حديث للجزيرة -على هامش مشاركتها في الاجتماع التحضيري للحوار السوداني في أديس ابابا- على ضرورة المساءلة و بذل جهد دولي موحد للضغط على الأطراف المتحاربة من أجل إجراء المفاوضات.

 وأكدت أنيت فيبر أن الاتحاد الأوروبي يدعم مبادرة الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيغاد.. ويؤكد على الحاجة إلى صوت مدني قوي لوقف الحرب والتوصل إلى حكومة بقيادة مدنية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات نائب رئیس مجلس السیادة قوات الدعم السریع النیل الأبیض

إقرأ أيضاً:

وزير الزراعة ينفي وجود مجاعة في السودان ويشكك في بيانات الأمم المتحدة

شكك وزير الزراعة السوداني أبو بكر البشري في بيانات الأمم المتحدة التي تشير إلى معاناة 755 ألف شخص من الجوع الكارثي، ونفى وجود مجاعة في البلاد. وقال البشري في بورتسودان، العاصمة الفعلية للبلاد بحكم الأمر الواقع، إن عدد المتضررين ليس كبيرا مقارنة بإجمالي السكان الذي يبلغ حوالي 50 مليون نسمة، معتبرا أن الحديث عن مجاعة ليس دقيقا.

فرانس24
نفى وزير الزراعة السوداني أبو بكرالبشري وجود مجاعة في البلاد، مشككا في بيانات الأمم المتحدة التي تشير إلى أن 755 ألف شخص يعانون من جوع كارثي. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده في بورتسودان، العاصمة الفعلية للبلاد بحكم الأمر الواقع.

وأكد البشري أن عدد المتضررين ليس كبيرا مقارنة بإجمالي السكان الذي يبلغ حوالي 50 مليون نسمة، معتبرا أن الحديث عن مجاعة ليس دقيقا. وأشار إلى أن المنظمات الإغاثية الدولية تدعو لتجاوز القيود الحدودية المفروضة من قبل الجيش لتوصيل المساعدات، وهو ما ترفضه الحكومة السودانية.

تعيش السودان أسوأ أزمة جوع منذ اندلاع الحرب بين الجيش بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية التي تسيطر على أجزاء كبيرة من البلاد. وتشكل هذه الأزمة تحديا كبيرا للسكان الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء.

تشير تقارير منظمات الإغاثة والسكان المحليين إلى أن الجيش يعترض شحنات المساعدات الموجهة للمناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، التي تقوم بدورها بسرقة الإمدادات التي تصل إليها، ما يزيد من تفاقم أزمة الجوع في البلاد.
حذرت مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التابعة للأمم المتحدة من خطر المجاعة في 14 منطقة بالسودان، مشيرة إلى أن نصف السكان يعانون من جوع شديد".

وقد شكك البشري في قدرة الخبراء على جمع البيانات من المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، وأكد أن معايير سوء التغذية لم تحدد بعد بدقة.

ويمكن إعلان المجاعة رسميا إذا تعرض 20% من سكان منطقة ما لأوضاع جوع كارثية، ما يستدعي تدخل المجتمع الدولي.

وعقب صدور تقرير التصنيف المرحلي، يمكن للجنة مستقلة إعلان حدوث المجاعة، ما قد يدفع مجلس الأمن الدولي إلى إصدار أوامر لتجاوز القيود العسكرية على المعابر الحدودية لتوصيل المساعدات، وهي أوامر تعارضها الحكومة السودانية بشدة.

وأوضح البشري موقف الحكومة الرافض لفتح الحدود بالقوة، مشيرا إلى أن ذلك قد يفتح الحدود أمام دول معادية ومليشيات. تعاني منطقة دارفور بشدة من خطر المجاعة، ومعبر التينة هو الوحيد المسموح بالمرور منه، بينما يشترط الجيش عدم استخدام معبر أدري لتجنب إمداد قوات الدعم السريع بالأسلحة.

فرانس24/ رويترز  

مقالات مشابهة

  • الحرب في السودان: مسؤولية ألمانيا المكبوتة
  • امريكا لن تتدخل ولكنها ستدفع المجتمع الدولي
  • قصف مدفعي يقتل 22 شخصا في مدينة الفاشر شمال دارفور
  • مقتل 22 مدنيا في هجوم للدعم السريع على الفاشر السودانية
  • 22 قتيلا في قصف مدفعي للفاشر بشمال دافور  
  • الأزمة السودانية.. هل تنهي المبادرة الأمريكية مأساة أبناء النيل؟
  • وزير الزراعة ينفي وجود مجاعة في السودان ويشكك في بيانات الأمم المتحدة
  • مفاوضات سويسرا السودانية… هل من أمل؟
  • الخارجية السودانية: ندرس المبادرة الأميركية لوقف إطلاق النار
  • وزير الزراعة ينفي وقوع مجاعة في السودان