نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال صفحته الشخصية، مجموعة من الدروس المستفادة من المهاجرين والأنصار، في الهجرة النبوية الشريفة، والتي تستعرض كيف جمعت الهجرة بين المهاحرين والأنصار وكيف كان التعامل بينهم، وذلك حتى يستفيد منها المسلمون في حياتهم اليومية، وهذا ما نرصده في السطور التالية.

ثبات وتسليم

تَمَكِّن الإيمان من قلوب المؤمنين الأوائل حتى سَهْلَ عليهم البَدْلُ والتضحية بكل شيء في سبيل الثبات على دينهم، وهان عليهم إيذاء المشركين لهم، بل منهم من بذل روحه في تسليم كامل لله ورضا عنه سبحانه، مثل سيدتنا سمية وزوجها سيدنا ياسر.

.والدي الصحابي الجليل عمار بن ياسر رضي الله عنهم أجمعين.

عطاء مع شدة حاجة

رغم الحصار الاقتصادي الذي واجهه السابقون إلى الإسلام قبل الهجرة، إلا أنهم تحمّلوا وثابروا واستكملوا طريق الإيمان والثبات، مع معاناة الإيذاء، والاضطهاد، وشدة الحاجة، وضحوا بديارهم، وأموالهم؛ مهاجرين لله ورسوله ؛ قال تعالى: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (الحشر: ٨)

هم الصادقون

صدق المهاجرين مع الله تعالى حملهم على الهجرة إلى المدينة؛ تاركين ديارهم وأموالهم وأهليهم وبلادهم في سبيل التمسك بدينهم، مع أن العيش في نعيم الوطن والمكوث بين الأهل والولد، والتمتع بالأموال، مما جبلت على محبته النفوس؛ ولكنهم يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانَا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أولَئِكَ هُمُ الصَّادقون). [الحشر: ۸]

بيعة الأنصار

آمن الأنصار بالله سبحانه، وبايعوا رسوله بيعتي العقبة الأولى والثانية على السمع والطاعة والنصرة، وعلى أن يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم وأولادهم، فوفوا بعهدهم، وصدقوا في بيعتهم. {وَالَّذِينَ آوَوا ونَصَرُوا أولئكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًا لَّهُم مُغْفِرَة وَرِزْقٌ كَريمٌ} [الأنفال: ٧٤]

استقبال حافل

فرح الأنصار بمقدم سيدنا رسول الله عليهم، واستقبلوه على مشارف المدينة باستقبال حافل، عبروا فيه عن صدق إيمانهم، وإخلاص حبهم ووفائهم، ورجا كل واحد منهم أن ينزل سيدنا رسول الله ﷺ في داره، فلما بركت ناقته في حي بني النجار أخوال أبيه، قال: «أي بُيُوتِ أَهْلِنَا أَقْرَبُ؟» فقالَ أبو أيوب الأنصاري: أنا يا نَبِيَّ الله هذه داري وهذا بابي. [أخرجه البخاري)، فنزل عنده .

حب العطاء والإيثار

حين وصل المهاجرون إلى المدينة لم ينزلوا في بيوت مستقلة أو مخيمات جماعية، بل فتح الأنصار لهم بيوتهم، وشاركوهم أموالهم ومتاعهم، وقاسموهم كلّ شيء، في محبة ظاهرة، وإيثار منقطع الشبيه، حتى قال فيهم الحق سبحانه: ( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةً وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]

أنصار الله

لم يقتصر عطاء الأنصار ونصرتهم لسيدنا رسول الله ﷺ ودينه على مواقف الهجرة المضيئة، بل وقفوا إلى جوار النبي * في كل موقف، وشهدوا معه المشاهد، في عزة وبأس وتفان حتى قال قائلهم في غزوة بدر «پارسول الله! لو أمرتنا أنْ نَخِيضُهَا الْبَحْرَ لَأَحْضْناها - يعني الخيل [أخرجه مسلم]

حب النبي للأنصار

قابل سيدنا رسول الله إحسان الأنصار بالإحسان وبادلهم حبا بحُبّ، وكافأهم على نصرتهم، وأجزل لهم الثناء والدعاء، وقال في حقهم: «لو سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا وَسَلَكَتِ الْأَنْصَارُ شعْبَا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ».

رضي الله عنهم

تبوأ المهاجرون والأنصار مكانة عليا في الإسلام؛ لبَذَلِهم وجهادهم وصدقهم وعطائهم الذي لا مثيل له، فنالوا رضا الله ورسوله، ونزل القرآن بالثناء عليهم ووعدهم بالثواب الجزيل؛ قال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظيمُ} [التوبة: 100].

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الهجرة النبوية الشريفة الهجرة النبوية العالمي للفتوى

إقرأ أيضاً:

“عضو تعليم النواب”: “البكالوريا” تقلل من فيروس الدروس الخصوصية

كشفت النائبة جيهان البيومي، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، عن تفاصيل النظام الجديد للثانوية العامة "البكالوريا"، قائلة: "النظام الجديد ما زال في البداية وغير واضح ومشروع قانون النظام الجديد لم يُعرض على البرلمان  حتى الآن".

وأضافت "البيومي"، خلال  حوارها مع الإعلامي الدكتور فهمي بهجت، ببرنامج "المحاور"، المذاع على فضائية "الشمس"، أنها متفائلة من جهود وزير التربية والتعليم الحالي الذي استطاع إعادة الطلاب مرة أخرى إلى المدارس، معقبة: "أنا مطمئنة على الطلاب في هذه المرحلة".

 

إبراهيم عيسى: "بكالوريا" وزارة التعليم دون دراسة.. وقراراتها "مطرقة" فوق رؤوس المصريين أسباب رفض إضافة التربية الدينية لمجموع البكالوريا

ولفتت إلى أن مصر بدأت في تغيير منظومة التعليم ككل سواء التعليم الجامعي أو ما قبل الجامعي من خلال تغيير المناهج ووضع بعض المواد الاختيارية، مشيرة إلى أن بعض أولياء الأمور لديهم حالة من الرعب تجاه أي تغيير، رغم أن التغيير الجديد يُقلل من فكرة الدروس الخصوصية التي ما تزال فيروس مستمر في منظومة التعليم.

ونوهت إلى أن تغيير نظام الثانوية العالمة في حاجة إلى تغيير القانون الحالي وعرضه على مجلس النواب، موضحة أن الدولة اهتمت خلال الفترة الأخيرة بإعداد جامعات تعليمية وبرامج مميزة في التعليم الجامعي.

وأضافت أن فكرة إعطاء الطالب فرصة أكثر من مرة في الثانوية العامة أمر مهم، خاصة وأن بعض الطلاب قد تتعرض لظروف طارئة تمنعهم من الوصول إلى حلمهم، والدخول إلى الكلية المناسبة.

وأوضحت أن المنظومة الجديدة تُعطي للطالب فرصتين في الثانوية العامة، مشيرة إلى أن أول فرصة مجانية، وثاني فرصة اختيارية، مؤكدة أن إعادة امتحان المادة في النظام الجديد يكون برسوم لا تزيد عن 500 جنيه.

وأشارت إلى أن المنظومة الجديدة للثانوية العامة تحتوي على مواد أساسية منها: التربية الدينية التي تضاف إلى المجموع، وهذا الأمر مهم للغاية في ظل التراجع الاخلاقي الموجود خلال الفترة الأخيرة بين بعض الشباب.

وعن الهجوم على وزير التربية والتعليم بسبب شهاداته، قالت : "أتحفظ على هذا الأمر، خاصة وأن هناك مؤشرات تتحدث عن أن وزير التربية والتعليم حريص جدًا على تطوير المنظومة التعليمية".

ولفتت إلى أن هناك بعض السلبيات في المنظومة التعليمية منها زيادة الكثافة الطلابية، وعدم الاهتمام بالبنية التحتية في بعض المدارس، موضحة أن أحد أسباب زيادة الدروس الخصوصية هو ولي الأمر الحريص على إعطاء أولاده الدورس الخصوصية، رغم أن الوزارة قامت بالكثير من المنصات التعليمية لشرح المواد الدراسية بصورة مبسطة.

مقالات مشابهة

  • 13 رجب.. ذكرى  مولد “يعسوب الدين ” الإمام علي بن أبي طالب  عليه السلام
  • محدثة مبتدعة.. خطيب المسجد النبوي يحذر من كل قربة ليس عليها دليل
  • كاتب أميركي: هذا ما ينبغي على ترامب فعله بدلا من ترحيل المهاجرين
  • دعاء يوم الجمعة المستجاب.. مكتوب وقصير
  • “عضو تعليم النواب”: “البكالوريا” تقلل من فيروس الدروس الخصوصية
  • أفضل العبادات وقت قيام الليل.. وذكر لا يرد قبل الفجر بدقائق
  • الإفتاء: أكدت السنة النبوية حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم للتزين
  • منهج النسبية في الدعوة
  • حكم صلاة تارك الزكاة.. الإفتاء توضح
  • وزارة التربية والتعليم والبحث العلمي تُحيي عيد جمعة رجب