يمانيون – متابعات
ضمن مخطط تآمري أمريكي صهيوني سعودي واضح المعالم، أقدم مرتزقة العدوان على تبني خطوات تصعيدية ذات بعد اقتصادي لإضافة المزيد من الضغوطات على الشعب اليمني وقيادته وجيشه ومحاولة منعه من مساندة الشعب الفلسطيني الشقيق في مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي.

وابتداءً بممارسة الضغوط على البنوك لنقل مقراتها إلى عدن، ومحاولة استهداف العملة القانونية، مرورا بالسعي للسيطرة التامة على شركة الخطوط الجوية اليمنية، والضغط على وكالات السفر بالخروج من صنعاء لممارسة أعمالها من عدن أو أي مكان آخر، وغيرها من القرارات العدوانية التي لا تعدو عن كونها محاولات بائسة ومكشوفة تحاول السعودية وأدواتها من خلالها خلط الأوراق، والنيل من حالة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي السائدة في المحافظات الحرة.

يثير هذا التصعيد الكثير من التساؤلات عن الأسباب التي دفعت بمرتزقته العدوان لممارسة هذه الضغوطات في هذا التوقيت بالذات، فيما يتعرض الشعب الفلسطيني الشقيق لإبادة جماعية وجرائم لم يسبق أن حدثت على مر التاريخ من قبل الصهاينة والأمريكان دون أن يلتفت إليهم أحد من الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية سوى حركات المقاومة في لبنان والعراق وسوريا والقوات المسلحة اليمنية.

وما الذي منع المرتزقة من تحريك كل هذه الملفات طيلة السنوات الماضية، عندما كانت الجبهات مشتعلة والحرب محتدمة على كافة المستويات، وما الذي يطمحون الحصول عليه بتصعيد الحرب الاقتصادية ضد شعب مارسوا بحقه كل أنواع الظلم والإجرام والترهيب وأوصلوه إلى ما هو فيه من أزمات إنسانية وفقر وحرمان من أبسط الحقوق دون أن يتحقق لهم شيء مما كانوا يسعون إليه وفي مقدمة ذلك إخضاع الشعب والسيطرة عليه.

وهل يعقل أن مرتزقة العدوان لايزالون يطمحون من وراء افتعال المزيد من الأزمات والمعاناة لتحقيق ما لم يتحقق لهم بالحرب والنار والصواريخ والقنابل المحرمة والحصار، بعد أن خبروا الشعب اليمني طيلة تسعة أعوام من المواجهة، وما عرفوا عنه من صبر وبأس وجلد، وعزم لا يلين.

ألا يعرفون أنهم أصبحوا في نظر الشعب اليمني مجرد أدوات رخيصة بيد الأمريكي والسعودي والإماراتي يستخدمهم العدو متى شاء وأنى شاء خدمة لأجنداته وأطماعه، وأنهم مجرد عصابة من اللصوص يمارسون الفساد والنهب والعبث بثروات ومقدرات البلد.

ألا يرون كيف أن صنعاء تقف اليوم في مواجهة مباشرة مع أسياد أسيادهم الأمريكان والصهاينة، وتخوض معهم حربا جوية وبحرية مفتوحة وواسعة النطاق انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني الشقيق، فهل يمكن بعد كل ذلك أن تضع صنعاء أي اعتبار لما تحيكه هذه الأدوات من مؤامرات.

أما آن الأوان لهؤلاء المرتزقة وأسيادهم من أنظمة دول العدوان أن يفيقوا من غفلتهم ويدركوا حقيقة أن اليمن عصي على الكسر وفيه شعب لا يخضع أو يستسلم أو يتنازل عن مبادئه وقيمه مهما واجه من ظروف وقدم من تضحيات.

كثيرة هي التساؤلات التي تثيرها ممارسات السعودية عبر مرتزقتها بتصعيدها للحرب الاقتصادية مؤخرا تحت عناوين مختلفة، رغم أن هدفها الأساسي واضح وجلي ويرتبط بشكل مباشر بموقف صنعاء المساند للشعب الفلسطيني، وما سببته العمليات العسكرية اليمنية من إحراج للقوات الأمريكية في المنطقة.

لم يعد خافيا أن هذه القرارات التصعيدية لم تكن لتأتي لولا الضغوطات التي تمارسها الإدارة الأمريكية والصهيونية العالمية على السعودية على خلفية موقف اليمن المساند لغزة، والتي بدورها تدفع الرياض بمرتزقتها في المحافظات المحتلة لتبني مثل هذه الإجراءات العدوانية لمحاولة الضغط على صنعاء لوقف عمليات قواتها المسلحة المساندة للشعب الفلسطيني ومقاومته.

كما أن هذه الضغوطات ليست سوى امتدادا للعدوان الذي تشنه أمريكا وبريطانيا على اليمن منذ انطلاق عمليات القوات المسلحة اليمنية المساندة لغزة، وتأتي لنفس الغرض الذي جاء العدوان من أجله، وهو ثني اليمن عن موقفه البطولي في نصرة الأشقاء في فلسطين.

ورغم خطورة القرارات التصعيدية لحكومة المرتزقة إلا أنها لم تؤتي أي نتائج عكسية على الأوضاع الاقتصادية في المحافظات الحرة بقدر ما تسببت منذ إعلانها في المزيد من الانهيار المتسارع للعملة غير القانونية في المحافظات المحتلة والتي يبدو أنها ستتجاوز الألفين ريال للدولار الواحد في قادم الأيام، بعد تراجعها المخيف خلال الأسابيع من 1600 إلى أكثر من 1800 ريال للدولار الواحد.

ألم يكن الأحرى بهذه الحكومة العميلة وبنكها المخترق والخاضع للاستخبارات الأمريكية، أن تثبت جدارتها في نطاق المحافظات الخاضعة للعدوان من خلال توفير الخدمات الأساسية المنعدمة هناك، واستعادة ما فقدته العملة من قيمتها الشرائية، وإنهاء حالة الفوضى الأمنية والأزمات الإنسانية والمعيشية والخدمية التي حولت حياة المواطنين في تلك المحافظات إلى جحيم، علها تحظى ولو بالقليل من الثقة لدى المواطن المغلوب على أمره، قبل أن تفكر بالحديث عن المحافظات الحرة التي لا ينقصها سوى كف الأذى من دول العدوان ومرتزقتها.

أما أن تحاول نقل أزماتها وفشلها الذريع على كافة المستويات الإدارية والاقتصادية والأمنية إلى المحافظات الحرة فهذا ما لا يمكن أن تسمح به القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى في صنعاء ومن خلفهما كل الأحرار من أبناء الشعب اليمني، الذين واجهوا تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على مدى تسع سنوات، حققوا خلالها المستحيلات، وخرجوا من الحرب حاملين راية النصر.

وإزاء هذا التصعيد حذر قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي السعودية من مغبة التمادي في ممارسة الضغوط الاقتصادية على الشعب اليمني لمضاعفة معاناته بعد تسع سنوات من عدوانهم عليه وحصارهم له.. مؤكدا في خطابه بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية أن اليمن لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذا التصعيد الذي يستهدف معيشته وواقعه الاقتصادي، وسيتخذ الإجراء الضروري والمناسب إزاء ذلك.

في حين اعتبر فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، الخطوات التصعيدية لاستهداف الاقتصاد الوطني والقطاع المصرفي وقطاع الطيران، والإصرار على منع صرف مرتبات كافة الموظفين، تصعيدا أمريكيا سعوديا خطيرا يتم تنفيذه عبر الأدوات من المرتزقة لثني الشعب اليمني عن موقفة المساند للشعب الفلسطيني.

ونصح فخامة الرئيس المشاط النظام السعودي بألا يستجيب للضغوط الأمريكية لتضييق الخناق على الشعب اليمني، وأن يمضي قدماً في تحقيق السلام العادل والمشرف، مؤكدا أن الشعب اليمني سيُفشل كل هذه المؤامرات ولديه الخيارات المناسبة لمواجهة كل محاولات التصعيد.

– سبأ : يحيى جارالله

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المحافظات الحرة الشعب الیمنی فی المحافظات

إقرأ أيضاً:

الملف الفلسطيني والتعاون الاقتصادي يتصدران زيارة رئيس إندونيسيا لقطر

الدوحةـ في ظروف وُصفت بالاستثنائية، أجرى الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو زيارة إلى العاصمة القطرية الدوحة، قادما من القاهرة، في زيارة رسمية تهدف إلى بحث العلاقات الثنائية، ومناقشة العديد من الملفات السياسية والاقتصادية والثقافية.

وتأتي هذه الزيارة في ظل تطورات إقليمية ودولية متسارعة، ما يمنحها بعدا إستراتيجيا، خاصة أنها تجمع بين دولتين تلعبان أدوارا محورية في محيطيهما الإقليمي والدولي، كما أنها تمثل فرصة لتعزيز التنسيق حول قضايا محورية، إلى جانب دفع التعاون الاقتصادي إلى آفاق أوسع، وبحث التبادل الاستثماري والتجاري بين البلدين.

وشهدت الزيارة إبرام العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الجديدة في مجالات متنوعة، شملت السياسة، والثقافة، والبنية التحتية، والإسكان، والطاقة المتجددة، والأمن الغذائي، وغيرها من القطاعات الحيوية.

ورأى مراقبون أن للزيارة أبعادا أخرى، خاصة في توقيتها وما حملته من مناقشة ملفات ساخنة في المنطقة، كالملف الفلسطيني وضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات من دون عوائق إلى سكان غزة المحاصرين.

أمير قطر يبحث مع رئيس إندونيسيا (يسار) العلاقات بين البلدين (وكالة الأنباء القطرية) موقف ثابت

وقال رئيس المركز القطري للصحافة سعد الرميحي إن الجانبين أظهرا توافقا في الرؤى والمواقف، خصوصا في العمل على وقف الحرب في غزة، وتكثيف الجهود لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.

إعلان

وأكد أن هذا التوافق يعكس التزام الدوحة وجاكرتا المشترك بدعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، ولا سيما ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مآس إنسانية متواصلة، نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة.

وأضاف أن قطر وإندونيسيا تتشاركان موقفا ثابتا يدعو إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات من دون عوائق، والعمل على حماية المدنيين، وفقا للقانون الدولي الإنساني.

وأشار الرميحي إلى أن اللقاءات التي جرت خلال الزيارة تناولت عددا من القضايا المحورية، من أبرزها تعزيز الاستثمارات القطرية في إندونيسيا، والتي تشمل قطاعات الطاقة، والطيران، والاتصالات، والبنوك، والإسكان، إضافة إلى العمالة الماهرة التي تسهم في دعم سوق العمل القطري.

رئيس #غرفة_قطر: 4.13 مليار ريال حجم التبادل التجاري بين #قطر و #إندونيسيا في 2024#قنا #اقتصادhttps://t.co/m492OBZlSj pic.twitter.com/r0Mb6QHfnP

— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) April 13, 2025

صندوق استثماري

وعقد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، جلسة مباحثات رسمية، تم الاتفاق خلالها على إنشاء صندوق استثماري مشترك بقيمة 4 مليارات دولار، مناصفة بين دولة قطر وإندونيسيا، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء القطرية (قنا).

وتُعد إندونيسيا شريكا تجاريا مهما لدولة قطر، فقد حقق التبادل التجاري بين البلدين نموا بنسبة تزيد على 150% خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغ نحو 3.2 مليارات ريال قطري عام 2022، مقابل 1.26 مليار ريال عام 2017.

كما شهدت الاستثمارات القطرية في إندونيسيا نموا ملحوظا منذ تأسيس العلاقات بين البلدين، واتسعت لتشمل قطاعات متنوعة مثل الاتصالات والبنوك والطاقة، وتوجد عدة شركات إندونيسية تستثمر في السوق القطرية، بشراكة مع شركات قطرية في مجالات مختلفة.

سمو الأمير يؤكد إجراء محادثات بناءة مع الرئيس الإندونيسي#قنا #قطر #إندونيسياhttps://t.co/r5MV9mEu8z pic.twitter.com/5M9897SHEZ

— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) April 13, 2025

إعلان توقيت حرج

ويرى الكاتب والباحث السياسي الدكتور خالد محمود أن الزيارة تكتسب أهمية استثنائية في هذا التوقيت، نظرا للسياق الإقليمي المتوتر، وتحديدا في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة.

وبيّن أن قطر تبحث عن شركاء إقليميين ودوليين يمتلكون التأثير والشرعية، وإندونيسيا تُعد شريكا مثاليا، باعتبارها أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، وعضوا فاعلا في منظمة التعاون الإسلامي.

أما على الصعيد الاقتصادي، فقال الدكتور خالد محمود إن الزيارة تأتي في توقيت حرج يشهد تقلبات في الأسواق العالمية، وتهديدات للأمن الغذائي والطاقة، ما يدفع البلدين إلى توسيع مجالات الشراكة الاقتصادية، كنوع من التحوط الإستراتيجي.

ووفقا للدكتور خالد، تبدو إندونيسيا مهمة بالنسبة لقطر، كدولة آسيوية واعدة تمتلك سوقا ضخمة وموارد طبيعية غنية، في حين تمثل قطر شريكا ماليا واستثماريا ذا ثقل كبير.

سمو الأمير المفدى وفخامة الرئيس برابوو سوبيانتو رئيس جمهورية إندونيسيا الصديقة، يعقدان جلسة مباحثات رسمية في الديوان الأميري، ويشهدان التوقيع على مذكرة تفاهم بين حكومتي البلدين بشأن الحوار الاستراتيجي. #قطر #إندونيسيا https://t.co/jqgi9e629c pic.twitter.com/xo1g0Yjy6v

— الديوان الأميري (@AmiriDiwan) April 13, 2025

ممارسة الضغط

وأشار الدكتور خالد إلى الخطوة الإندونيسية التي أُعلن عنها قبل أيام، بشأن استقبال لاجئين من غزة، وقال إن هذه الخطوة تعكس رغبة جاكرتا في لعب دور مؤثر في القضايا الإسلامية، لكنها في الوقت ذاته تواجه تحديات لوجستية ودبلوماسية معقدة، في ظل عدم اعتراف إندونيسيا بإسرائيل.

وأكد أن إندونيسيا تبقى في موقع فريد يمكّنها من ممارسة الضغط الأخلاقي والدبلوماسي على دولة الاحتلال، بالتعاون مع دول مثل قطر ومصر، ما يعزز مكانتها كقوة إسلامية ذات توجه إنساني.

إعلان

وحول الانفتاح القطري على آسيا، يرى الدكتور خالد أن هذا التوجه لم يعد مجرد خيار تكتيكي، بل بات خيارا إستراتيجيا طويل الأمد.

وأشار إلى أن الدولة القطرية تدرك أن موازين القوة الاقتصادية تنتقل تدريجيا نحو الشرق، ولذلك تسعى إلى تنويع شراكاتها خارج الأسواق التقليدية، وخاصة مع دول كبرى مثل إندونيسيا، والهند، والصين.

وأوضح أن قطر تعتمد سياسة "التوازن الذكي"، إذ تتعاون مع جميع الأقطاب الآسيوية من دون انحياز، ما يمنحها مساحة واسعة للمناورة والوساطة على الساحة الدولية. وبيّن أن الشراكة مع دول مثل إندونيسيا، والتي تتمتع بثقل إقليمي ودولي، تمكن قطر من تعزيز مكانتها كفاعل مستقل ومتوازن في المعادلات الجيوسياسية العالمية.

وتلعب قطر دورا مهما في دعم التنمية والمشاريع الإنسانية في إندونيسيا، من خلال استثماراتها في البنية التحتية والمساعدات الإنسانية التي تقدمها عبر مختلف المؤسسات الخيرية القطرية، والتي تشمل الإغاثة العاجلة في حالات الكوارث الطبيعية، وبناء المساجد والمدارس والمراكز متعددة الخدمات، وحفر الآبار لتوفير المياه النظيفة.

مقالات مشابهة

  • تسليم عدد من الرافعات لمخزن أدوية مكتب الصحة بمحافظة صنعاء
  • الرئيس الفلسطيني: استهداف الأردن محاولة لزعزعة الاستقرار في المنطقة برمتها
  • "الرئاسي الليبي" يحذر من التصعيد غير المبرر بالساحة السياسية في البلاد
  • نزلاء الإصلاحية المركزية في الضالع ينظمون وقفة تضامنية لنزلاء
  • قرقاش: موقف الإمارات راسخ وثابت في وجه أي محاولة للنيل من أمن الأردن
  • بني مطر تشهد وقفة احتجاجية تنديدًا بجريمة استهداف العدوان الأمريكي مصنع السواري
  • مجلس النواب يجدد التأكيد على ثبات الموقف اليمني المساند للقضية الفلسطينية
  • مجلس الشورى: الإجرام الأمريكي لن يثني الشعب اليمني عن مواصلة موقفه المناصر لغزة
  • الملف الفلسطيني والتعاون الاقتصادي يتصدران زيارة رئيس إندونيسيا لقطر
  • الحدث الذي دفع “أبو عبيدة” للتذكير بـ”الاسناد اليمني”