هل تنسف تصريحات الحوثي المعادية للسعودية جهود السلام الحالية؟.. تقرير
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
بعد أيام قليلة من حديث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان حول استعداد بلاده للعمل وفقاً لخريطة الطريق الجاهزة لحل الأزمة اليمنية، أطلق زعيم الحوثيين تهديدات جديدة تجاه الرياض.
زعيم الجماعة هدد في أحدث خطاباته بمهاجمة مطارات وبنوك السعودية، متهماً إياها بالضلوع فيما أسماها "الحرب الاقتصادية" ضد جماعته، في خطوة تتناقض مع حالة الهدوء التي سادت العلاقة بين الجانبين، خلال الأشهر الماضية.
كما تأتي هذه التصريحات المفاجئة بعد اختتام مشاورات مسقط بين الحوثيين والحكومة اليمنية، بمشاركة ممثلين عن التحالف، حول ملف الأسرى، فهل تنسف هذه التصريحات جهود السلام الحالية؟
تهديد ووعيد
زعيم جماعة الحوثي في اليمن خرج في خطابه بمناسبة العام الهجري الجديد بتصريحات معادية للمملكة، متهماً إياها بخدمة الأجندة الأمريكية والإسرائيلية.
وقال الحوثي في خطابه إن الرياض تقف وراء نقل مقرات البنوك من صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن، والعمل على تعطيل مطار صنعاء وإيقاف الرحلات، ومحاولة تعطيل ميناء الحديدة.
حديث الحوثي يتعلق بالإجراءات التي اتخذها البنك المركزي اليمني، أواخر مايو الماضي، التي نصت على وقف التعامل مع 6 بنوك لديها تعاملات مع الحوثيين، وما تلاها من إجراءات اعتبرها خبراء بمنزلة ضربة لاقتصاد الحوثيين.
وقال الحوثي في خطابه إن على السعودية أن تكف عن المسار الخاطئ، وإلا فإن الجماعة ستقابل "مطار الرياض بمطار صنعاء، والبنوك بالبنوك، وهكذا الموانئ بالميناء".
وبالتزامن مع خطاب زعيم الجماعة الهجومي، نشرت حسابات تواصل اجتماعي تابعة للجماعة صوراً جوية لمطارات سعودية، مع الإشارة إلى إمكانية استهدافها.
موقف السعودية
تصريحات زعيم الجماعة جاءت بعد أيام من تأكيد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن خريطة الطريق لحل الأزمة اليمنية أصبحت جاهزة، مؤكداً استعداد المملكة للعمل وفقاً لها.
وقال الوزير فيصل بن فرحان، في تصريحات صحفية أدلى بها قبل أيام: "نعتقد أنه بالتوقيع على خريطة الطريق سيكون بوسعنا المضي قدماً، ونأمل أن يحدث ذلك عاجلاً وليس آجلاً"، معرباً عن أمله في أن يتم "التوقيع على خريطة الطريقة اليمنية في أقرب وقت ممكن".
بن فرحان أشار إلى أنه من المهم الانتقال إلى حالة أفضل؛ لأن الأوضاع في اليمن لا تزال صعبة، لا سيما على الصعيد الاقتصادي.
ومنذ أبريل 2022، عملت الرياض على تهيئة الأوضاع لإنهاء الحرب في اليمن، ولأول مرة يزور وفد من المملكة العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، في أبريل 2023، ثم زار وفد رفيع من الحوثيين للعاصمة السعودية، والتقى بوزير الدفاع الأمير خالد بن فرحان، في سبتمبر 2023.
وتعليقاً على هجوم زعيم الحوثيين قال الصحفي السعودي عبد الله آل هتيلة، إن العلاقات الأخوية التاريخية بين السعودية واليمن لم ولن تتأثر بخربشات من أسماهم "الصغار"، الذين يعيشون على الهامش مرتهنين لأجندات خارجية تعادي كل ما هو عربي.
الضغط على الحكومة
ويمكن فهم تصعيد الحوثيين تجاه السعودية في سياق حالة الاشتباك القائمة بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وبين جماعة الحوثي، وفق أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور ناصر الطويل.
ونقل موقع"الخليج أونلاين" عن الدكتور الطويل قولة بإن الحوثيين ينظرون بتعالٍ تجاه السلطة الشرعية، ويرون أن كل السياسيات والإجراءات لا تعود لها، وإنما بإيعاز من السعودية، وربما من أطراف دولية أخرى.
وأضاف أن الحوثيين يحاولون ابتزاز السعودية لإجبارها على ممارسة الضغط على الحكومة الشرعية للتراجع عن الإجراءات التي اتخذتها مؤخراً.
جني ثمار المرحلة
ويرى الطويل أن الحوثيين ينظرون إلى أن السعودية تنتهج سياسة المماطلة، وهم في عجلة من أمرهم؛ لجني مزيد من المكاسب، بناء على ما يرونه من استحقاقات ناتجة عن الاشتباكات في البحر الأحمر وخليج عدن، وبحر العرب.
وأضاف: "يسعون لابتزاز السعودية لضمان التوقيع على خريطة السلام في هذه المرحلة؛ لأنهم يرون أن ميزان القوة يميل لصالحهم، ومن ثم فهذا الأمر ينبغي أن ينعكس -من وجهة نظرهم- من خلال المفاوضات، وفي المكاسب التي حققوها".
وأشار الطويل إلى أن جماعة الحوثي تدرك أيضاً أن حرب غزة تقترب من نهايتها، وأنه في حال توقفت ستعود الجماعة لمواجهة الضغوط والمطالب الشعبية.
محاولة لابتزاز المملكة
ولا تخفي السعودية رغبتها في طي صفحة الأزمة اليمنية وإنهاء الحرب، تمهيداً لحالة سلام دائمة، وهو ما يغري جماعة الحوثي ويدفعها لمحاولة استثمار هذا التوجه.
ووفقاً للصحفي اليمني عدنان الجبرني، فإن الحوثي "يستغل الرغبة السعودية بعدم استئناف الحرب، ولذلك يبالغ في رفع السقوف ركوناً إلى هذه الرغبة، ومنتشياً بالصواريخ الباليستية والمسيرات والتكنولوجيا المتقدمة التي نقلتها طهران إليه في فترة رئيسي".
وأشار إلى أن مستوى الارتباك الذي أبدته الولايات المتحدة الأمريكية فيما يخص الهجمات البحرية، خلال الأشهر الماضية، ساعد الحوثي على التصعيد وإطلاق التهديدات.
ولفت الجبرني في تدوينة على منصة "إكس"، إلى أن تهديدات الحوثيين تمثل نموذجاً على خطأ الرهان على استمالة الحوثي بالمغريات، لأن طبيعة مشروع الجماعة تفرض عليه مواصلة الابتزاز بلا أي قواعد".
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
الحكومة اليمنية: سنوفر الوقود لمناطق الحوثيين
يمن مونيتور/ عدن/ وكالات:
قال وزير النفط اليمني سعيد الشامسي، يوم الخميس، إن حكومته تحرص على توفير المشتقات النفطية والغاز المنزلي لجميع المواطنين بما في ذلك في مناطق الحوثيين.
جاء ذلك خلال اجتماع الوزير الشماسي في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن (جنوب البلاد) مع رئيس قسم الشؤون السياسية بمكتب المبعوث الأممي لليمن روكسانا بازركان والمستشار الاقتصادي ديرك يان، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).
يأتي ذلك في وقت أعلنت الولايات المتحدة حظر استيراد النفط عبر ميناء الحديدة غربي اليمن الخاضع لسيطرة الحوثيين بناء على قرار تصنيفها منظمة إرهابية.
وأكد استعداد وزارته لأداء واجبها في تأمين احتياجات الوقود والغاز لجميع المحافظات سواء المحررة أو الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
وشدد الشامسي على ضرورة دعم جهود استئناف تصدير النفط الخام المتوقف منذ استهداف الحوثيين ميناءي التصدير بمحافظتي حضرموت وشبوة وما نتج عن ذلك من أضرار على الاقتصاد اليمني.
وأضاف أن جماعة الحوثي “تستورد مشتقات نفطية وغاز منزلي بجودة رديئة وتبيعهما للمواطنين بأسعار مرتفعة لتمويل عملياتها الحربية دون اكتراث للأعباء التي يدفع ثمنها المواطنون والوضع الاقتصادي الذي يعيشونه”.
وأشار إلى أن استخدام الحوثيين ميناء (الحديدة) لأغراض عسكرية يشكل تهديدا لأمن الملاحة وسلامتها وحريتها في المياه الإقليمية والدولية ويقوض جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة مع المجتمعين الإقليمي والدولي.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةاتحداك تجيب لنا قصيدة واحدة فقط له ياعبده عريف.... هيا نفذ...
هل يوجد قيادة محترمة قوية مؤهلة للقيام بمهمة استعادة الدولة...
ضرب مبرح او لا اسمه عنف و في اوقات تقولون يعني الاضراب سئمنا...
ذهب غالي جدا...
نعم يؤثر...