لجريدة عمان:
2025-04-25@05:38:13 GMT

الحرب السودانية ..حراك الخارج وعجز الداخل !

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

ثمة حراك عربي إقليمي هذه الأيام حول الوضع في السودان، بدا من الواضح أنه بمثابة مؤشر على تحولات محتملة لنهاية الحرب هناك، بعد مضي عام وثلاثة أشهر من اندلاعها في أبريل من العام الماضي.

ومنذ اكتمال الهيكل التأسيسي لتنسيقية القوى الديموقراطية المدنية (تقدم) إثر انعقاد مؤتمرها العام في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مايو الماضي، تحركت أوساط إقليمية وعربية، بعد ذلك، في محاولات نحو وقف الحرب السودانية، ما عكس مؤشرات قوية على إدراك قوى إقليمية ودولية لخطر انهيار الدولة في السودان وتداعيات ذلك الانهيار على المنطقة العربية والإفريقية.

مؤتمر القوى المدنية والسياسية السودانية الذي احتضنته القاهرة بين يومي 6 و 7 من هذا الشهر بدعوة من وزارة الخارجية المصرية؛ كان بداية لذلك الحراك، حيث نجح المؤتمر في جمع فرقاء سياسيين مختلفين ودفع بهم نحو اتخاذ موقف واحد ضد الحرب في ظل تداعيات الأوضاع الخطيرة التي نجمت عن الحرب مسجلة أرقامًا غير مسبوقة عالميًا في معدلات النزوح والكوارث التي لحقت بالشعب السوداني.

وفي حراك مكمّل لما بدأ في القاهرة، كانت هناك زيارة مهمة لنائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي إلى السودان، هذا الأسبوع، التقى خلالها رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان للتباحث حول العودة إلى استئناف مفاوضات منبر جدة (المنبر الذي رعى أول مفاوضات بين الجيش والدعم السريع برعاية المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في 12 مايو 2023) فيما كانت الزيارة المفاجئة لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أمس الأول الثلاثاء، إلى بورتسودان للقاء رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، من أكبر المؤشرات على أن الحراك الإقليمي والعربي نحو إنهاء الحرب أصبح احتمالًا واردًا بقوة في الأيام المقبلة.

هناك لقاءات أخرى بين قوى وفرقاء سياسيين سودانيين - عسكريين ومدنيين - تجري في عواصم مختلفة من أديس أبابا إلى جنيف لتصب في الهدف ذاته: الأمر الذي يؤكد على تجاوب دولي وإقليمي كبير لمسألة وقف الحرب السودانية.

ليس خافيًا اليوم على كل متابع لمجريات الحرب السودانية، أن هذه المبادرات الإقليمية والدولية لوقف الحرب تؤكد حقيقة لابد من الإقرار بها؛ وهي أن طبيعة هذه الحرب الجارية في السودان تتصل على نحو عضوي بديناميات إقليمية وخارجية، بعد أن تبين للجميع أن خسائرها الفادحة على الشعب السوداني - عبر أرقام غير مسبوقة لأعداد النازحين داخل السودان (حوالي 12 مليونًا) - أصبحت مؤشرات مزعجة للمجتمع الإقليمي والدولي وتنذر بكوارث غير محتملة في منطقة جيوسياسية متى ما انهارت فيها الدولة فإن ثمة شرورا قابلة للامتداد ستنجم في كافة الدول المحيطة بالسودان.

وما سيبدو واضحًا، كذلك، في زحمة هذا الحراك، أن طبيعة الأزمة السودانية إذ تضطلع بإدراك مؤشرات القلق فيها قوى إقليمية ودولية، فإنها تكشف، من ناحية أخرى، عن هشاشة القوى السياسية السودانية التي عجزت عن تحقيق حد أدنى من الاستجابة لواجب الوطن، أي منع الدولة السودانية من الانهيار.

فإذا عرفنا، مثلا، أن القاهرة قد جمعت فرقاء سياسيين سودانيين يستحيل اجتماعهم في الخرطوم على حل قضايا الوطن المصيرية - كقضية الحرب - فإن ذلك يدل بوضوح إلى أي مدى بلغ انسداد مأزق النخب السياسية والعسكرية في السودان.

هذا سيعني، كذلك، أنه حتى في حال توقف الحرب بسبب فاعليات إقليمية ودولية، فإن مأزق النخب السياسية السودانية وعجزها عن تدبير اجتماع سياسي سيبقى على حاله من عدم القدرة على الاستفادة من درس الحرب، وهو أمر نخشى معه القول: إن الاختلاف بين تلك النخب ليس فقط حول طبيعة الصراع السياسي، بل هو اختلاف على صورة الوطن ورمزيته؛ لأن عدم استفادة النخب السودانية من درس الحرب اليوم هو بذاته الوجه الآخر لمؤشر استمرار الحرب الأهلية السودانية التي اندلعت في عام 1955 (قبل استقلال السودان في عام 1956م) وظلت مستمرة حتى عام 2017 .

ولهذا يمكننا القول إن أسباب اندلاع الحرب الأهلية الأولى في السودان عام 1955 (حرب الجنوب الذي انفصل عن السودان في عام 2011) هي ذاتها الأسباب التي أوصلت الحرب أخيرا إلى المركز السياسي في الخرطوم من تلك الهوامش التي ظل المركز يصدر الحرب إليها لأكثر من 60 عامًا !

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الحرب السودانیة فی السودان

إقرأ أيضاً:

الجالية السودانية بجنوب أستراليا تنظم فعالية “عافية السودان” دعماً للقوات المسلحة

نظمت الجالية السودانية في جنوب أستراليا فعالية خاصة تحت شعار “عافية السودان”، وذلك دعماً لقواتنا المسلحة وتضامناً مع وطننا الغالي و فرحة بالانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات المسلحة و القوات المشتركة و القوات المساندة.أقيمت الفعالية، في مركز سانت بيترز للشباب بمدينة أديلايد.وقد تحدث سعادة القائم بالأعمال بالإنابة في أستراليا، السيد أحمد صلاح بيومي، مهنئاً القوات المسلحة بالانتصارات الكبيرة التي حققتها مشدداً على أهمية دعم المشاريع التنموية في السودان وتطوير البنية التحتية، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب مشاركة فاعلة من الشباب السوداني.كما تناول في حديثه أهمية إعادة إعمار وتأهيل عدد كبير من المشاريع في السودان، داعياً الحضور إلى المشاركة بالرأي والأفكار والمقترحات التي من شأنها أن تسهم في دعم ومساعدة أهلنا في الداخل.وأعرب عن أمله في أن يري أبناء الجالية السودانية اكثر إسهاماً في المجتمع الاسترالي بما يعكس تطور وتميّز الجالية واندماجها في المجتمع لتمثيل السودان والمجتمع السوداني بشكل أفضل في صناعة القرار.من جانبه اكد د۔ ابراهيم محمد سليمان نائب رئيس المكتب التنفيذي للجالية على أهمية الوحدة والتكاتف بين أبناء الجالية لتحقيق أهدافهم المشتركة، مشيراً إلى أن مثل هذه الفعاليات تعزز الروابط بين أفراد المجتمع السوداني في الخارج، وتغذي روح التضامن والعمل الجماعي من أجل السودان.كما اكد ايضا علي ان فعاليات عافية السودان ستستمر بعون الله لاستقطاب المزيد من الدعم الشعبي من ابناء الجالية بجنوب استراليا للمساهمة في بناء الوطن واعادة الاعمار ودعم المتضررين۔كانت الفعالية فرصة للتعبير عن الانتماء والولاء للوطن، حيث عبّر الحضور عن أملهم في مستقبل أكثر إشراقاً للبلاد، تحت شعار “قلب واحد، وطن واحد”.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • الخارجية السودانية تبلغ البعثات الدبلوماسية بإجراءات استلام مقارها في الخرطوم
  • الإمارات.. رؤية شاملة لإنهاء الأزمة السودانية
  • مدير عام شركة كهرباء السودان يبحث مع شركة China XD Egypt دعم شبكة الكهرباء السودانية
  • الجالية السودانية بجنوب أستراليا تنظم فعالية “عافية السودان” دعماً للقوات المسلحة
  • شاهد بالفيديو.. سيدة الأعمال السودانية هبة كايرو تتحول لمطربة وتغني داخل أحد “الكافيهات” التي تملكها بالقاهرة
  • سراب التحليل الطبقي في الحرب السودانية وشياطين أخري
  • حماية الإعلام الحر في السودان- “السودانية 24” بين مطرقة السلطة وسندان الحقيقة
  • الإمارات.. «صوت العقل» لإنهاء الأزمة السودانية
  • السفارة السودانية في مسقط تعلن عن ترتيبات للعودة الطوعية