بوابة الوفد:
2025-01-30@12:55:09 GMT

أول قرار للرجل

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

أول قرار اتخذه كير ستارمر، رئيس وزراء بريطانيا الجديد، أنه ألغى «قانون رواندا» الذى كانت حكومة ريشى سوناك السابقة قد مررته هذه السنة.. وقد كان القانون المُلغى يقضى بإرسال المهاجرين غير الشرعيين لبريطانيا إلى رواندا!

كان قانونًا غريبًا من نوعه، ولم يكن أحد يدرى كيف سيجرى تنفيذه، ولا كان أحد يعرف لماذا رواندا دون بقية الدول؟

وهذا الموقف يدل على أن حكومة ستارمر لا تتخذ موقفًا عنيفًا ضد المهاجرين إلى الأراضى البريطانية، حتى ولو كانوا مهاجرين غير شرعيين.

. ولكن القرار لا يعنى فى الوقت ذاته أن أبواب بريطانيا سوف تكون مفتوحة بلا ضوابط أمام الذين يرغبون فى الهجرة إليها.

وليس سرًا أن ستارمر كان قد صوّت ضد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبى، ولذلك، فإنه قال عند فوز حزب العمال الذى يتزعمه فى الانتخابات التى جرت ٤ من هذا الشهر، أنه سيعمل على تحسين اتفاق خروج بلاده من الاتحاد.

وليس سرًا أيضًا أن أوربا تشهد حاليًا ومنذ فترة فوز أحزاب اليمين فى الانتخابات، وكلها أحزاب تجمعها الرغبة فى إغلاق بلادها أمام المهاجربن عمومًا، واتخاذ سياسات متشددة تجاه المهاجرين.. لقد جرى هذا من قبل فى المجر، وتكرر فى ايطاليا، وفى هولندا، وفى فرنسا بتقدم حزب التجمع الوطنى فى الجولة الأولى من الانتخابات الأخيرة.. ولكن حزب العمال البريطانى ينتمى إلى أحزاب اليسار التى لا ترحب بالانغلاق ولا تسعى إليه، وتمارس سياسات منفتحة فى الغالب، ويوصف ستارمر بأنه يسارى ولكنه يميل لليمين.

ولأن حزب المحافظين الذى خسر الانتخابات قد بقى فى الحكم ١٤ سنة متواصلة، فمن المتوقع أن تشهد بريطانيا تغيرات كثيرة فى سياساتها الداخلية، وربما الخارجية أيضًا، وفى وجوه كثيرة للحياة فيها، لأن المحافظين أسسوا لأوضاع استقرت ودامت، ولأن «العمال» سوف يغيرون فى هذه الأوضاع وسوف يضعون بصماتهم على حياة الإنجليز وفى سياسات البلد مع العالم.

ورغم أن بريطانيا توصف فى العادة بأنها «أم الديمقراطية» إلا أن زعيمها الشهير ونستون تشرشل عاش يردد أن الديمقراطية ليست أفضل نُظم الحكم فى المطلق، ولكنها أفضل نظام توصلت إليه الشعوب.

وكان أهم ما تابعناه فى المعركة بين المحافظين والعمال على رئاسة الحكومة، أن سوناك أقر بالخسارة علنا واعترف بأنه مسئول عن خسارة الحزب الذى ينتمى إليه.. وهذا فى حد ذاته هو ما سوف يدفع المحافظين إلى نوع من المراجعة للسياسات تنتهى بعودتهم للحكم، فلا يكسب فى هذه اللعبة التى تتكرر بين الحزبين إلا الشعب.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سليمان جودة خط أحمر رئيس وزراء بريطانيا الهجرة إليها

إقرأ أيضاً:

وهم السيطرة!

من الطبيعى أن تُسيطر دولة على دولة أخرى طالما تملك من مقومات هذه القوى ما هو ضرورى لهذه السيطرة. لعل من تلك المقومات «قوة السلاح أو المال أو الاقتصاد»، وقدم العالم العديد من أنواع السيطرة لبعض الدول منها السيطرة المباشرة، وهى مرحلة الاستعمار بقوة السلاح، والسيطرة غير المباشرة وهى قوة النقود لتُصبح الدولة المسيطر عليها «حليفة» للدولة المسيطرة أو بمعنى أوضح «تابعة»، تعتمد اعتمادًا كليًا على الدولة المسيطرة فى كل شىء من السياسة حتى الطعام. ولكن من عجب العُجاب أن نجد نموذجًا سياسيًا جديدًا فى السيطرة بمعرفة شخص على دولة أخرى، بسلب القوة الناعمة منها أو بالأحرى قتل القوة الناعمة وخلق قوة أخرى من التافهين وأنصاف المواهب أو أصحاب الشهرة الزائفة، ويقوم هذا الشخص المكلف بهذه المهمة بشراء هؤلاء سواء بالمال أو منحهم جنسية الدولة التى يعمل لها هذا المُسيطر. ويستمر هذا الأخير فى السير فى الاتجاه الذى يسمح له بتغيير هوية شعب الذى يرغب فى السيطرة عليه دون أن يدرى أن القوى الناعمة فى مختلف المجالات جاءت من خلال تطور تاريخى متوافقًا مع نظام اجتماعى وقوانين طبيعية تسمح لصعود الأفضل، ليعلم سادة الأرض أو هكذا يتصورون أنفسهم أن بتركيزهم على هؤلاء يشترون الوهم سواء كان هذا الشراء كان لأنصاف المواهب لأنهم لا يمثلون أى قوة غير قوة الهيافة.

لم نقصد أحدًا!

 

مقالات مشابهة

  • المفوضية تحدد آخر موعد للانضمام لمشروع «شركاء من أجل الانتخابات»
  • ذكريات معرض الكتاب..!
  • وهم السيطرة!
  • «ترامب».. لا بد منه!
  • بريطانيا تدعو الى سرعة تشكيل الحكومة بعد الانتخابات المقبلة
  • خاص.. حوار تحت الطاولة بين كهنة المعبد لتعديل قانون الانتخابات في العراق
  • الملا يعلن موافقة المفوضية على مشاركته في الانتخابات المقبلة
  • رئيس وزراء بريطانيا يؤكد بدء تعافي الاقتصاد
  • سر «فضفضة» الوزير!
  • انتخابات صورية..بريطانيا تفرض عقوبات جديدة على بيلاروسيا