بوابة الوفد:
2024-07-28@13:19:08 GMT

سقوط سوناك

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

لم تكن الانتخابات العامة فى بريطانيا مجرد انتخابات عادية مثل التى كانت تحدث فى كل دوره.. لكنها كانت انتخابات تاريخية سواء فى نتائجها أو فى الأحداث التى أحاطت بها.

سقط رئيس الوزراء الفاشل وزعيم حزب المحافظين ريتشى سوناك وتعرض حزب المحافظين لضربة قاصمة بعد خسارته الفادحة للانتخابات وتحقيق نتيجة تعد الأسوأ منذ 200 عام.

أنهى حزب العمال 14 عامًا من سيطرة المحافظين على السلطة، وحقق فوزًا ساحقًا شمل معظم الدوائر الإنتخابية.. وأنهى كير ستارمر رئيس الوزراء الجديد حقبة شهدت سيطرة 5 قيادات من المحافظين على حكم البلاد.

وصفت «البى بى سى» الساعات التى سبقت إعلان النتيجة بأنها من أكثر الساعات الحافلة فى تاريخ السياسة البريطانية.

ووصفت فوز حزب العمال بالفوز الساحق وهزيمة المحافظين بالهزيمة التاريخية وفى رأيى أن هذه العبارات هى تعبير دقيق لنتيجة حصل فيها حزب العمال على 412 مقعدًا مقابل 122 للمحافظين.

ووصف روبرت باكلاند، الوزير المحافظ السابق الذى فقد مقعده الأمر بأنه «كارثة انتخابية» بالنسبة للمحافظين.

لم أقتنع يومًا برئيس الوزراء ريتشى سوناك وتوقعت فشله من اليوم الأول لولايته، وقلت وقتها إن بريطانيا خسرت بوريس جونسون الذى اعتبره أفضل من تولى إدارة بريطانيا خلال الحقبة الأخيرة.

كان سوناك صاحب أداء ضعيف وشهد الاقتصاد البريطانى تراجعًا كبيرًا فى عهده وانخفض حجم الوظائف وخسر العمال بعض مكاسبهم وتفاقمت أزمة اللاجئين وغاب الدور البريطانى على الساحة الدولية واكتفى بأن يكون تابعًا للولايات المتحدة.. حتى موقفه من الحرب على غزة كان موقفًا مشينًا.. لم يفعل كما فعل ماكرون فى فرنسا.. فموقف أوروبا الداعم لإسرائيل يعد من الثوابت لكن هناك ثوابت أخرى تتعلق بتجريم المجازر والإبادة الجماعية والتهجير القسرى والعقاب الجماعى وغيرها من الجرائم التى ترتكبها قوات الإحتلال الإسرائيلى كل يوم.. سقط سوناك ومعه حزبه فى موقفهم من الحرب على غزة، بينما نجح ماكرون فى تعديل موقفه بتحوله إلى دور الوسيط الداعى إلى التهدئة حتى لو ظاهريًا واستضاف جولة من المفاوضات التى حضرتها فصائل المقاومة.

كان سوناك شريكًا لإسرائيل فى حربها على غزة وداعمًا للمجازر وحرب والإبادة بلا وازع من دين أو ضمير أو حتى إنسانية.. وظل ثابتًا على موقفه حتى آخر يوم له فى السلطة.

غزة كانت حاضره فى الانتخابات البريطانية ولم يتوقف تأثيرها على السقوط المدوى لسوناك والمحافظين.. لكن امتد أيضًا ليشمل قيادات فى حزب العمال، حيث فقد خمسة من وزراء حكومة الظل مقاعدهم البرلمانية لصالح مرشحين مستقلين دخلوا الانتخابات تحت مظلة غزة وكانوا فى السابق أعضاء فى حزب العمال.. ليس هذا فحسب بل إن هناك وزيرين عمالين فى حكومة الظل نجحوا بصعوبة بسبب موقفهم من الحرب على غزة.. أما الملاحظة المهمة فهى تتمثل فى تراجع أصوات حزب العمال فى الدوائر التى فيها ناخبون مسلمون بنسبة 11 فى المائة.

سقط سوناك وخرج وهو يجر أذيال الخيبة والهزيمة وتصدع المحافظين بعد هزيمة قاسية ومروعة، وجاء ستارمر ومعه حزب العمال.. وبقيت غزة حرة أبية تقاوم المحتل الغاصب الذى بات يبحث عن صفقة، وتفرض نفسها على أى حدث فى أى مكان.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سقوط سوناك رسالة حب الانتخابات العامة بريطانيا حزب المحافظين حزب العمال على غزة

إقرأ أيضاً:

الانقلاب الأمريكى على «بايدن»!

لم يحدث إجماع فى العالم من قبل، مثلما هذا الإجماع الواسع، الذى يعكس حالة من الرضا- السياسى والأخلاقى- على الانسحاب القسرى للرئيس الأمريكى جو بايدن، من موقع المرشح للانتخابات الرئاسية، فى5 نوفمبر المقبل، الذى هو فى تفصيلاته وأسراره، أقرب إلى إنقلاب تكتيكى ناعم، تولته قيادات رفيعة من حزبه«الديمقراطى»، دبَرت لأن تكون النهاية، فى «مناظرة-27 يونيه»، التى قفزت بفرص المرشح«الجمهورى» دونالد ترامب، للفوز فى الانتخابات، على أنقاض فشل«بايدن» فى مجاراته، وفجعت الصدمة كل من يعمل فى المجال السياسى، وعلى وجه الخصوص، أصحاب المصالح من أعضاء إدارته وحملته الانتخابية.

‏[email protected]

مقالات مشابهة

  • أحمد شعراني يكتب: تامر حسني.. فرصة واحدة كفيلة بأن تغير العالم
  • أشرف غريب يكتب: سِحر كاظم الساهر على شاطئ المتوسط
  • المبادرة الأمريكية وعقبة مكاسب ما قبل التفاوض
  • الخط العربى نافذة الانتشار الحضارى (1-2)
  • جدلية العلاقة بين العقل والنقل عند محمد عبده وروجيه جارودى
  • الانقلاب الأمريكى على «بايدن»!
  • أسباب وعوامل فشل وتفكك ما يسمى بدولة 56
  • مفاجأة تامر حسني لجمهور العلمين
  • عاجل .. سقوط مصعد مستشفى بنها العام وأنباء عن وفاة شخص ومصابين
  • ثورات مصر وكرامة الأمة