بوابة الوفد:
2025-02-07@06:16:45 GMT

سقوط سوناك

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

لم تكن الانتخابات العامة فى بريطانيا مجرد انتخابات عادية مثل التى كانت تحدث فى كل دوره.. لكنها كانت انتخابات تاريخية سواء فى نتائجها أو فى الأحداث التى أحاطت بها.

سقط رئيس الوزراء الفاشل وزعيم حزب المحافظين ريتشى سوناك وتعرض حزب المحافظين لضربة قاصمة بعد خسارته الفادحة للانتخابات وتحقيق نتيجة تعد الأسوأ منذ 200 عام.

أنهى حزب العمال 14 عامًا من سيطرة المحافظين على السلطة، وحقق فوزًا ساحقًا شمل معظم الدوائر الإنتخابية.. وأنهى كير ستارمر رئيس الوزراء الجديد حقبة شهدت سيطرة 5 قيادات من المحافظين على حكم البلاد.

وصفت «البى بى سى» الساعات التى سبقت إعلان النتيجة بأنها من أكثر الساعات الحافلة فى تاريخ السياسة البريطانية.

ووصفت فوز حزب العمال بالفوز الساحق وهزيمة المحافظين بالهزيمة التاريخية وفى رأيى أن هذه العبارات هى تعبير دقيق لنتيجة حصل فيها حزب العمال على 412 مقعدًا مقابل 122 للمحافظين.

ووصف روبرت باكلاند، الوزير المحافظ السابق الذى فقد مقعده الأمر بأنه «كارثة انتخابية» بالنسبة للمحافظين.

لم أقتنع يومًا برئيس الوزراء ريتشى سوناك وتوقعت فشله من اليوم الأول لولايته، وقلت وقتها إن بريطانيا خسرت بوريس جونسون الذى اعتبره أفضل من تولى إدارة بريطانيا خلال الحقبة الأخيرة.

كان سوناك صاحب أداء ضعيف وشهد الاقتصاد البريطانى تراجعًا كبيرًا فى عهده وانخفض حجم الوظائف وخسر العمال بعض مكاسبهم وتفاقمت أزمة اللاجئين وغاب الدور البريطانى على الساحة الدولية واكتفى بأن يكون تابعًا للولايات المتحدة.. حتى موقفه من الحرب على غزة كان موقفًا مشينًا.. لم يفعل كما فعل ماكرون فى فرنسا.. فموقف أوروبا الداعم لإسرائيل يعد من الثوابت لكن هناك ثوابت أخرى تتعلق بتجريم المجازر والإبادة الجماعية والتهجير القسرى والعقاب الجماعى وغيرها من الجرائم التى ترتكبها قوات الإحتلال الإسرائيلى كل يوم.. سقط سوناك ومعه حزبه فى موقفهم من الحرب على غزة، بينما نجح ماكرون فى تعديل موقفه بتحوله إلى دور الوسيط الداعى إلى التهدئة حتى لو ظاهريًا واستضاف جولة من المفاوضات التى حضرتها فصائل المقاومة.

كان سوناك شريكًا لإسرائيل فى حربها على غزة وداعمًا للمجازر وحرب والإبادة بلا وازع من دين أو ضمير أو حتى إنسانية.. وظل ثابتًا على موقفه حتى آخر يوم له فى السلطة.

غزة كانت حاضره فى الانتخابات البريطانية ولم يتوقف تأثيرها على السقوط المدوى لسوناك والمحافظين.. لكن امتد أيضًا ليشمل قيادات فى حزب العمال، حيث فقد خمسة من وزراء حكومة الظل مقاعدهم البرلمانية لصالح مرشحين مستقلين دخلوا الانتخابات تحت مظلة غزة وكانوا فى السابق أعضاء فى حزب العمال.. ليس هذا فحسب بل إن هناك وزيرين عمالين فى حكومة الظل نجحوا بصعوبة بسبب موقفهم من الحرب على غزة.. أما الملاحظة المهمة فهى تتمثل فى تراجع أصوات حزب العمال فى الدوائر التى فيها ناخبون مسلمون بنسبة 11 فى المائة.

سقط سوناك وخرج وهو يجر أذيال الخيبة والهزيمة وتصدع المحافظين بعد هزيمة قاسية ومروعة، وجاء ستارمر ومعه حزب العمال.. وبقيت غزة حرة أبية تقاوم المحتل الغاصب الذى بات يبحث عن صفقة، وتفرض نفسها على أى حدث فى أى مكان.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سقوط سوناك رسالة حب الانتخابات العامة بريطانيا حزب المحافظين حزب العمال على غزة

إقرأ أيضاً:

المخادع

فى قاعة محكمة الأسرة جلست شابة فى العقد الثانى من العمر على المقعد الخشبى بعيون شاردة، تحاول استيعاب كل ما مرت به، فى يدها حملت ملفا ثقيلا مليئاً بالمستندات الذى يكشف الحقيقة المروعة عن الرجل الذى ظنت يوما أنه فارس أحلامها.

لم يكن مجرد زوج غير مسئول بل كان محتالًا بارعا ينتمى لعائلة بأكملها من المجرمين الذين تمكنوا بدهاء من إخفاء تاريخهم والتسلل إلى حياة الأسر الراقية للإيقاع بضحاياهم. 

كبرت الفتاة فى أسرة ثرية حيث كان والدها موظف كبير يعمل فى إحدى الدول العربية، بينما فضلت والدتها أن تكون ربة منزل تهتم بتربية أبنائها.

عاشت حياة مرفهة منذ نعومة أظافرها، ولم يكن ينقصها شيء وعندما حان وقت الزواج لم يكن لديها ميول لاختيار شريك حياتها بنفسها، بل تركت الأمر لأسرتها لثقتها فى قدرتهم على اختيار الأفضل لها. 

ظهر الزوج فى حياتها كشاب وسيم مهذب، يتحدث بثقة عن مشاريعه التجارية الناجحة وحياته المستقرة، كانت أسرته تبدو فى غاية الاحترام ولم يكن هناك ما يثير الشكوك حوله، فهو امتلك شقة راقية فى أحد الأحياء الفاخرة، رصيدا فى البنك واستطاع إبهار الجميع بكرمه وسخائه لم يمضِ وقت طويل حتى تمت الخطبة سريعا وتبعها زواج أسطورى فى قاعة فاخرة بحضور الأهل والأصدقاء، ليعيشا معاً بداية بدت وكأنها حلم جميل. 

سافرا لقضاء شهر العسل فى إحدى الدول الأوروبية، وهناك أغرقها فى بحرٍ من الرومانسية والهدايا الفاخرة، شعرت الشابه بأنها أميرة تعيش قصة خيالية.. لكن الخيال لم يدم طويلاً. 

مرت الأشهر الأولى من الزواج بسلاسة لكن شيئًا فشيئًا بدأت تلاحظ تصرفات غريبة من زوجها لم يكن لديه عمل ثابت رغم ادعائه بأنه رجل أعمال ناجح كان يتحدث كثيرًا عن الصفقات والفرص الذهبية، لكنه لم يجلب أى دخل حقيقى إلى المنزل بدأ يطلب منها المال بحجج مختلفة، مرة بحجة الاستثمار، ومرة أخرى بسبب أزمة طارئة. 

لم تشك فى البداية فهى زوجته ومن الطبيعى أن تدعمه لكن مع تكرار الأمر بدأ القلق يتسلل إلى قلبها إلى أن جاءتها الصدمة الكبرى.   

تلقت اتصالًا من محامى أسرتها، صوته كان جادًا ومتوترًا: زوجك متورط فى قضايا نصب، وهناك أوامر بالتحقيق معه.. يجب أن تتصرفى بحذر.

أصيبت بصدمة عنيفة، فكيف يكون الرجل الذى نام بجوارها لعدة أشهر مجرد محتال؟ لم تصدق فى البداية، لكن بعد تحقيقات مكثفة، اكتشفت أن لديه سجلًا جنائيًا، وأن عائلته بأكملها متورطة فى عمليات احتيال من التزوير إلى النصب العقارى. 

لم تجد الزوجة الحزينة غير مواجهته بالحقيقة، لكنه لم ينكر بل ضحك ساخراً مؤكدا لها أنها زوجته ولابد أن تقف معه.

 طالبته برد أموال ضحاياه، ثارت ثائرته وبدأ يهددها مؤكدًا أنه لن يدعها تخرج من حياته بسهولة لم يكتفِ بذلك بل قام بسرقة مجوهراتها بحجة تسديد ديونه. 

وجدت الشابة نفسها أمام خيار واحد ألا وهو الهروب من بيت الزوجية، غادرت المنزل فى جنح الليل وعادت إلى أسرتها منهارة لكنها مصممة على استرداد حقوقها.

حررت محضراً بسرقة مصوغاتها الذهبية، ثم رفعت دعوى خلع، وقدمت للمحكمة كل الأدلة التى تثبت أنه احتال عليها منذ البداية. 

فلم يكن الانفصال عنه خسارة بل كان خلاصًا، أدركت الزوجة أن الهروب من حياة خطيرة خيرٌ من التمسك بزواج سام.

 

مقالات مشابهة

  • المخادع
  • ونحن فى انتظار شهر الرحمات.. انتى فين يا حكومه؟!
  • مساعد وزير الخارجية الأسبق: مصر تتمسك بمحددات تسوية القضية الفلسطينية.. ولم أشك لحظة في ردها الحاسم
  • «فتاة وبحيرتان».. رواية تُبحر فى أعماق النفس والقدر
  • فى الحركة بركة
  • ترامب المظلوم.. وكلوديا الثائرة!
  • حجاب الفنانات موضة رمضان
  • محافظ كفر الشيخ يستقبل عددًا من المحافظين لافتتاح معرض «أيادي مصر»
  • محمد عبدالقادر يكتب عن رحلة المخاطر والبشريات
  • معرض القاهرة الدولي للكتاب يختتم فعالياته اليوم.. وضيوف عرب: حدث يليق بعظمة مصر