بوابة الوفد:
2024-10-07@23:08:07 GMT

ارفعوا أيديكم عن فلسطين!

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

فى سبعينيات القرن الماضى وفى عام 76 تحديدا وعلى وقع التدخل الخارجى والعربى بشكل أخص فى لبنان راح الرئيس المصرى الراحل أنور السادات يطلق مقولته الشهيرة التى اصبحت شعارا بعد ذلك وهى «ارفعوا أيديكم عن لبنان». كان السادات يقصد النظام السورى والذى كان على خلاف مع رئيسه آنذاك حافظ الأسد وكانت دعوته بمثابة نداء عام لكى يخرج ذلك البلد من دائرة الاستقطابات والنزاعات التى تلحق به أشد الضرر.

على المنوال ذاته وعلى خلفية أنه ما أشبه اليوم بالبارحة، فإن قضية فلسطين ربما تكون أحوج ما تكون إلى مثل هذا الشعار وسادات آخر ليدعو إلى أن يرفع العرب أيديهم عن فلسطين.

صحيح أن الوضع مختلف وطبيعة الأزمة اللبنانية تختلف كثيرا عن نظيرتها الفلسطينية، ولكن الجوهر واحد. إن فلسطين ومنذ نشأة أزمتها فى نهاية أربعينيات القرن الماضى فى حاجة إلى وقوف العرب معها، وهو أمر لا يمكن نكران حدوثه وبأشكال وطرق شتى، غيرأنه مع تبدل الأحوال والاوضاع وتحول القضية إلى رمز قومى عربى اختلطت الكثير من الأوراق بشأن طريقة التعامل معها، فلا العرب عادوا قادرين على الوقوف بجانبها بالشكل الواجب، ولا هم قادرون على نسيانها، فأصبحت كقميص عثمان.. الكثير يرفعه ولأجل رؤيته لمصلحته الخاصة، على نحو يشير اليه البعض بنوع من التجاوز باعتباره اتجارا بالقضية الفلسطينية.

ربما كانت أحداث طوفان الأقصى كاشفة عن ضعف المساندة العربية للقضية الفلسطينية رغم أن الأمر ليس وليد يوم وليلة، ولكن المشكلة أن أضعف المواقف فى التعاطى مع تطورات تلك العملية وما تبعها من حرب اسرائيلية شرسة على غزة ترتقى إلى حد كونها نكبة ثانية، كانت المواقف العربية. كان ذلك على كل المستويات. إلى هنا والأمر قد يبدو مستساغا أو مقبولا باعتبار أن الضعيف لا ينتظر منه الكثير. غير أن المشكلة أن بعضنا لم يحاول التعامل مع المنكر الإسرائيلى بمنطوق الحديث النبوى بالسعى لتغييره سواء باليد أو باللسان أو حتى بالقلب حيث تحول هذا البعض إلى عبء على القضية وربما كانت تدخلاته سببا فى سوء الموقف الفلسطينى أو فى إضعافه سواء كان الأمر يخص اولئك القابعين تحت نار القصف فى غزة أو أولئك الذين يمسكون بالشق السياسى منها.

المشكلة أن موقف بعض هؤلاء فى النهاية ربما كان يصب فى صالح موقف العدو الإسرائيلى وتحسين وضعه بل وتحسين سمعته. طبعا بعض المواقف ربما تنطلق من حسن نية وإن كان من عدم الكياسة محاولة الإشارة إلى أنها كلها تعكس هذا الحسن!

الأمثلة كثيرة ومن الصعب حصرها ولكن قد يبدو مثلا من المشاهد الغريبة تلك التى تحاول فيها إسرائيل جر دول عربية للقيام بدور الشرطى نيابة عنها فى غزة فى ترتيبات ما بعد الحرب، وهو ما يؤكده الحديث عن مساعٍ أمريكية لإنشاء قوة قوامها الدول العربية لتعمل جنبا إلى جنب مع ضباط فلسطينيين محليين لإدارة الأوضاع فى غزة، وهو ما يمثل رفعا للحرج والانتقادات الدولية لإسرائيل بفرض هيمنتها على القطاع وفى الوقت نفسه تخفيف عبء التكلفة الباهظة التى قد تتحملها الدولة العبرية جراء بقائها فى غزة وهو ما يضمن أيضا أن تسير الأمور وفق تصور تل أبيب لمستقبل غزة، دعك بالطبع من اطروحات من أن ذلك يمهد لقيام دولة فلسطينية فى ظل التعنت الإسرائيلى.

ربما يكشف ذلك عن تداعيات سلبية لبعض المواقف العربية وأنها تشكل عبئا على القضية الفلسطينية بدلا من أن تكون مدخلا لحلها ما يجعلنا نعيد التأكيد على مقولة «ارفعوا أيديكم عن فلسطين»!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبدالرازق ارفعوا أيديكم عن فلسطين تأملات التدخل الخارجي الرئيس المصري انور السادات السادات النظام السوري فى غزة

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. باحث سياسي: تسرع إدارة نتنياهو ربما تدفعها لاستهداف حقول نفط أو منشآت نووية إيرانية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال محمد العالم كاتب صحفي وباحث سياسي مختص في الشؤون الأمريكية، إنّ تسرع إدارة نتنياهو ربما تدفعها لاستهداف حقول نفط أو منشآت نووية إيرانية، مشيرًا إلى أن التنسيق بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في الشرق الأوسط مستمر.
وأضاف "العالم"، في مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية": "بالنسبة إلى الرد على إيران، فإن هناك اختلاف كبير بين الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية، وأعتقد أن إدارة بايدن كان لديها بعض التخوفات من انجرار المنطقة إلى حرب إقليمية ستؤدي إلى حرب عالمية".
وتابع الباحث السياسي: "تسرع إدارة نتنياهو أو النزعة الانتقامية لدى إدارة نتنياهو ربما تدفعها إلى أن يتم استهداف حقول نفط إيرانية أو منشآت نووية، وأعتقد أن الإدارة الأمريكية لا تريد هذا الأمر في هذا التوقيت، لأنّ الحزب الديموقراطي سيتأثر كثير داخليا على مستوى الانتخابات وسيثبت للشعب الأمريكي أجّل العديد من الصراعات في العالم، وبالتالي يثبت المرشح الآخر دونالد ترامب وتعلو أسهمه كثيرا في الفترات المقبلة".

مقالات مشابهة

  • باحث سياسي: تسرع نتنياهو قد يدفعه لاستهداف منشآت نووية إيرانية
  • بالفيديو.. باحث سياسي: تسرع إدارة نتنياهو ربما تدفعها لاستهداف حقول نفط أو منشآت نووية إيرانية
  • باحث سياسي: تسرع إدارة نتنياهو ربما تدفعها لاستهداف منشآت نووية إيرانية
  • سموحة يفوز على البطائح 87/79 ويقترب من دور الثمانية بالبطولة العربية للسلة
  • الثقافة تصدر «الجولة العربية الإسرائيلية الرابعة عام 1973» بهيئة الكتاب لـ اللواء محمود طلحة
  • يرصد مراحل نصر أكتوبر.. هيئة الكتاب تصدر «الجولة العربية الإسرائيلية الرابعة»
  • ترامب يزعم بلا دليل: خصومي السياسيين ربما حاولوا قتلي
  • الرئيس الأوكراني: الأسبوع المقبل ربما يكون إيجابيا بشأن دفاعاتنا
  • في ذكرى "طوفان الأقصى".. الفصائل الفلسطينية تؤكد استمرار المقاومة حتى إقامة دولة فلسطين
  • أهمها فقدان الشغف..علامات تدل على دخولك مرحلة الإرهاق النفسي