بوابة الوفد:
2024-11-23@18:45:37 GMT

ارفعوا أيديكم عن فلسطين!

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

فى سبعينيات القرن الماضى وفى عام 76 تحديدا وعلى وقع التدخل الخارجى والعربى بشكل أخص فى لبنان راح الرئيس المصرى الراحل أنور السادات يطلق مقولته الشهيرة التى اصبحت شعارا بعد ذلك وهى «ارفعوا أيديكم عن لبنان». كان السادات يقصد النظام السورى والذى كان على خلاف مع رئيسه آنذاك حافظ الأسد وكانت دعوته بمثابة نداء عام لكى يخرج ذلك البلد من دائرة الاستقطابات والنزاعات التى تلحق به أشد الضرر.

على المنوال ذاته وعلى خلفية أنه ما أشبه اليوم بالبارحة، فإن قضية فلسطين ربما تكون أحوج ما تكون إلى مثل هذا الشعار وسادات آخر ليدعو إلى أن يرفع العرب أيديهم عن فلسطين.

صحيح أن الوضع مختلف وطبيعة الأزمة اللبنانية تختلف كثيرا عن نظيرتها الفلسطينية، ولكن الجوهر واحد. إن فلسطين ومنذ نشأة أزمتها فى نهاية أربعينيات القرن الماضى فى حاجة إلى وقوف العرب معها، وهو أمر لا يمكن نكران حدوثه وبأشكال وطرق شتى، غيرأنه مع تبدل الأحوال والاوضاع وتحول القضية إلى رمز قومى عربى اختلطت الكثير من الأوراق بشأن طريقة التعامل معها، فلا العرب عادوا قادرين على الوقوف بجانبها بالشكل الواجب، ولا هم قادرون على نسيانها، فأصبحت كقميص عثمان.. الكثير يرفعه ولأجل رؤيته لمصلحته الخاصة، على نحو يشير اليه البعض بنوع من التجاوز باعتباره اتجارا بالقضية الفلسطينية.

ربما كانت أحداث طوفان الأقصى كاشفة عن ضعف المساندة العربية للقضية الفلسطينية رغم أن الأمر ليس وليد يوم وليلة، ولكن المشكلة أن أضعف المواقف فى التعاطى مع تطورات تلك العملية وما تبعها من حرب اسرائيلية شرسة على غزة ترتقى إلى حد كونها نكبة ثانية، كانت المواقف العربية. كان ذلك على كل المستويات. إلى هنا والأمر قد يبدو مستساغا أو مقبولا باعتبار أن الضعيف لا ينتظر منه الكثير. غير أن المشكلة أن بعضنا لم يحاول التعامل مع المنكر الإسرائيلى بمنطوق الحديث النبوى بالسعى لتغييره سواء باليد أو باللسان أو حتى بالقلب حيث تحول هذا البعض إلى عبء على القضية وربما كانت تدخلاته سببا فى سوء الموقف الفلسطينى أو فى إضعافه سواء كان الأمر يخص اولئك القابعين تحت نار القصف فى غزة أو أولئك الذين يمسكون بالشق السياسى منها.

المشكلة أن موقف بعض هؤلاء فى النهاية ربما كان يصب فى صالح موقف العدو الإسرائيلى وتحسين وضعه بل وتحسين سمعته. طبعا بعض المواقف ربما تنطلق من حسن نية وإن كان من عدم الكياسة محاولة الإشارة إلى أنها كلها تعكس هذا الحسن!

الأمثلة كثيرة ومن الصعب حصرها ولكن قد يبدو مثلا من المشاهد الغريبة تلك التى تحاول فيها إسرائيل جر دول عربية للقيام بدور الشرطى نيابة عنها فى غزة فى ترتيبات ما بعد الحرب، وهو ما يؤكده الحديث عن مساعٍ أمريكية لإنشاء قوة قوامها الدول العربية لتعمل جنبا إلى جنب مع ضباط فلسطينيين محليين لإدارة الأوضاع فى غزة، وهو ما يمثل رفعا للحرج والانتقادات الدولية لإسرائيل بفرض هيمنتها على القطاع وفى الوقت نفسه تخفيف عبء التكلفة الباهظة التى قد تتحملها الدولة العبرية جراء بقائها فى غزة وهو ما يضمن أيضا أن تسير الأمور وفق تصور تل أبيب لمستقبل غزة، دعك بالطبع من اطروحات من أن ذلك يمهد لقيام دولة فلسطينية فى ظل التعنت الإسرائيلى.

ربما يكشف ذلك عن تداعيات سلبية لبعض المواقف العربية وأنها تشكل عبئا على القضية الفلسطينية بدلا من أن تكون مدخلا لحلها ما يجعلنا نعيد التأكيد على مقولة «ارفعوا أيديكم عن فلسطين»!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبدالرازق ارفعوا أيديكم عن فلسطين تأملات التدخل الخارجي الرئيس المصري انور السادات السادات النظام السوري فى غزة

إقرأ أيضاً:

الفيلم المجري "يناير 2" يجسد الاختيارات الصعبة في الحياة ضمن "القاهرة السينمائي"

 

الرؤية- مدرين المكتومية

تتواصل عروض الأفلام السينمائية المختلفة ضمن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 45.

ومن بين الأفلام التي تحمست لمشاهدتها على الرغم من عدم تشجيع الكثيرين لي لحضوره، إلا أنني قررت المجازفة وحضور الفيلم، وهو الفيلم المجري "يناير 2" الذي يشارك ضمن المسابقة الدولية في المهرجان، وهو فيلم روائي تدور أحداثه حول كلارا الفتاة التي تقرر في لحظة ترك زوجها ومنزلها والانتقال لمنزل آخر، والفتاة آجي التي تلعب دور صديقة كلارا والتي تساعدها في نقل أغراضها من منزلها بعد قرار الانفصال من زوجها.

 في بداية الأمر وأنا أشاهد الفيلم شعرت بالكثير من الملل وأنا انتظر الحدث الذي يلي نقل الأغراض من المنزل للسيارة، حيث يتكرر لأكثر من أربع مرات وخمس مرات، وكذلك الحال عند إيصال الأغراض للمنزل الجديد، وكأن الفيلم متعلق فقط بتصوير مشاهد نقل الأغراض وبصورة مكررة، وبعد مرور الوقت وأنا أشاهد الفيلم تكتشف بأنك تشاهد قصة مختلفة، يكمن اختلافها في كل رحلة ما بين المنزل السابق للمنزل الجديد، ففي كل مرة وأثناء جولات التنقل التي تجاوزت السبع جولات بالسيارة ورغم أنهما يسلكان الطريق نفسه ذهابا وإيابا في كل مرة، إلا أن كل جولة تكون مختلفة؟ فكيف يكون الاختلاف؟ 

إن كل مرة هي قصة حول شيء معين وشكل معين وشخص بعينه وربما عن أنفسهما، كل منهما تكشف نفسها أمام الأخرى، وكل منهما لها حياتها المختلفة والتي ربما متناقضة شيئا ما، إلا أنها ملفتة ورائعة بالنسبة لهما، وفي النهاية هي تذهب لمكان لا تريد الذهاب إليه والأخرى تلحق بشخص لا تشعر أبد باهتمامه، وفي كل الأحوال، الفيلم بكل اختلافاته وتناقضاته إلا أن شيئا ما يجذبك نحوه، أو ربما هي الطبيعة البشرية التي تتقاسم مع بعضها البعض المواقف والظروف. 

وتستمر فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي حتى 22 من نوفمبر الجاري بمشاركة 190 فلمآ من 72 دولة بالاضافة لحلقتين تلفزيونيتين وتشمل الفعاليات 16 عرضا للسجادة الحمراء و37 عرضا عالميا أول، و8 عروض دولية أولى و 119 عرضآ لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا

 

 

مقالات مشابهة

  • معاناة الشعوب العربية بسبب ويلات الحروب تتصدر مسابقة آفاق بـ«القاهرة السينمائي»
  • عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل.. لا شىء اسمه فلسطين
  • القضية الفلسطينية محور رئيسي في محطات العلاقات العربية الأمريكية
  • الموساد يحقق في اختفاء مبعوث حاباد في أبو ظبي
  • «القاهرة الإخبارية»: القضية الفلسطينية محور رئيسي في العلاقات العربية الأمريكية
  • «ارفعوا أيديكم عن لبنان».. إيلي محفوظ يستشهد بمقولة للسادات
  • مهرجان القاهرة السينمائي.. أحلام وقضايا الشعوب العربية تتلاقى في رحلة من السعادة والمتعة
  • الفيلم المجري "يناير 2" يجسد الاختيارات الصعبة في الحياة ضمن "القاهرة السينمائي"
  • عاجل - مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: موقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية يؤكد العلاقات الأخوية ودورها الريادي
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يشيد بالدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية ودورها الريادي بالمنطقة