الرجل الذى تخطئه الجوائز كلها!
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
لا يزال فى العمر بقية، حتى تصحح المسارات أخطاءها، وتُقَوِّم الدروب مسالكها! مازال بيننا يتمتع بكامل عافيته العقلية وتوهجه الفكرى..يتابع المتغيرات الاجتماعية والسياسية على نحو مذهل، وكأنه لا يزال يبحث عن طريقه، يذكرنا بما كنا عليه ونحن فى البدايات، نبذل قصارى جهدنا كى نرسم طريقنا للمستقبل. يبدو لى أحيانًا كمؤسسة قائمة بذاتها، منضبطة.
وكأنه نذر نفسه منذ السابع من أكتوبر الماضى لقضية واحدة أساسية هى قضية المقاومة الفلسطينية، فتابعها منذ انطلاقتها الأولى، مدركًا عمق المفاجأة التى هزت العالم،على وقع هجوم عملية طوفان الأقصى غير المسبوقة، من قبل الفلسطينيين، الذين كان العالم يظن أنهم قبروا فى انفاق التاريخ المظلمة ولن تقوم لهم قائمة! تقريبًا كان يُجرى تحليلًا يوميًا لوقائع الحرب، ويرصد الاحداث ويستنتج الدلالات ويخوض معركة الوعى، وأساسها أن الكلمة الآن للمقاومة وليس الخلاف والعراك حول حماس وهل هى تابعة للإخوان أم لا.
كان أحد أهم المتابعين لمجريات عدوان غزة، من زاوية مفاجأة العملية ونجاحها وفشل المواجهة الصهيونية فى كسر ارادة المقاومة حتى الآن، رغم سلاح الردع الفتاك الذى تملكه، والدعم الرهيب من القوى الاستعمارية للكيان المحتل، ثم رصد تحولات ومتغيرات الشارع السياسى فى أوروبا، فى ظل الصمود الفلسطينى المذهل، والذى كانت ذروة نتائجه هذا التغيير المثير فى مواقف العديد من الشعوب، بل وتَجَرُؤ دول على اقتياد إسرائيل للمحكمة الجنائية الدولية، كما فعلت جنوب افريقيا وشيلى وغيرها، رصد المتغيرات العاصفة فى عمليات المقاطعة المعنوية للصهاينة ولمن يدعمونهم، وجسارة مواقف الطلبة فى الجامعات الامريكية العريقة، وكل هذا رصده ووثقه وحلله وكتب عنه.. ومثلما كانت المقاومة جسورة ودفعت آلاف الشهداء الأبرياء ثمنًا لإحياء القضية الفلسطينية، كان هو الآخر على مستوى اللحظة فأعطاها من وقته وجهده وتفكيره.
رصد كل شيء.. من الاعتداء البشع عليَّ الاطفال وقتلهم بدم بارد فى الشوارع والمستشفيات وتحت أطلال المساكن والبيوت.. إلى التمثيل والتنكيل بالجثث والقتل الجماعى والإبادة الجماعية للفلسطينيين العزل، دون اكتراث لقانون أو مشاعر انسانية أو لقانون جنائى أو دولى. بل رصد القانون الدولى وبنوده وسقوطه المروع خلال مراحل العدوان وأعمال الابادة الجماعية لأهلنا فى فلسطين المحتلة.
إنه الباحث والكاتب والمفكر نبيل عبدالفتاح، الذى جمع كل ما سبق فى كتابه الجديد «المقاومة والحرية غزة سردية البطولة والإبادة الجماعية» الصادر مؤخرًا عن دار نشر ميريت، والذى يلقى تباعًا ما يستحقه من دراسه ونقاش، كان آخره ندوه بالمركز الثقافى اليمنى، ومن المتوقع أن تلتفت اليه أنظار المنتديات الثقافية الرصينة فى الجامعات وغيرها.
نبيل عبدالفتاح–صدق أو لاتصدق- على مدار مسيرة طولها نصف قرن من البحث والدراسة والكتابات العميقة،هو رجل تخطئه الجوائز حتى اليوم، رغم انه عضو فى اغلب اللجان المانحة للجوائز! وفى العام التعس لحكم الإخوان صوبوا تجاهه وأطاحوه من رئاسة مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.. الذى يظل إلى الآن أحد ألمع باحثيه!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العمر طوال الوقت المقاومة الفلسطينية
إقرأ أيضاً: