أظهر ثلاثة وزراء دفاع من الدول الأكثر ضعفًا فى أوروبا مدى استعدادهم بالفعل لتقديم قضيتهم إلى ترامب إذا عاد إلى الرئاسة وجاء ذلك على هامش قمة الناتو فى واشنطن.

وفى حلقة نقاش فى واشنطن استضافتها صحيفة بوليتيكو وصحيفة فيلت الألمانية، قدم كبار مسؤولى الدفاع من إستونيا ولاتفيا وليتوانيا حجة قوية لصالح تحالف الناتو الذى كان صديقًا لترامب بشكل واضح.

لقد ربطوا تصريحاتهم بالحب القاسى للدول التي لا تنفق بكثافة على الدفاع وكتم أى نقد مباشر لغرائز ترامب شبه الانعزالية.

استخدم أحد الوزراء مفردات كانت تستهدف بوضوح الرئيس السابق المحب للجولف، والمطور العقارى والمدير التنفيذى للضيافة عن طريق التجارة.

«الناتو نادٍ. عندما يكون لديك قواعد النادى، فإنك تحترم القواعد وتتوقع أن الجميع سيحترمون القواعد أيضًا»، كما قال وزير الدفاع الإستونى هانو بيفكور: «عندما تدفع الرسوم الخاصة بك فى نادى الجولف، يمكنك اللعب». 

وكانت دول الناتو التى فشلت فى الوصول إلى هدف الإنفاق الدفاعى للناتج المحلى الإجمالى للحلف بنسبة 2% نقطة خلاف رئيسية لترامب خلال فترة ولايته الأولى فى منصبه، ما دفع الرئيس السابق إلى التهديد ذات مرة بسحب الولايات المتحدة من الحلف إذا لم تدفع الدول حصتها العادلة.

ودعا بيفكور التحالف إلى رفع الحد الأدنى لهدف الإنفاق الدفاعى، حتى مع توقع أن تكون تسع دول أقل من هدف 2 فى المائة من الناتج المحلى الإجمالى هذا العام.

وقال بيفكور إن ٢% ليست كافية، علينا أن نذهب إلى 2.5، وربما حتى 3٪. 

وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسى ينس ستولتنبرغ فى اجتماع مع الرئيس جو بايدن الشهر الماضى أنه ستصل 23 دولة قياسية فى حلف شمال الأطلسى إلى هدف الإنفاق هذا العام. وعندما غادر ترامب منصبه فى عام 2021، كان أقل من نصف التحالف يحقق تلك الأهداف.

وأعرب وزراء الدفاع مرارا وتكرارا عن ثقتهم فى أن واشنطن ستظل ملتزمة تجاه حلفائها الأوروبيين الأكثر ضعفا حتى لو عاد ترامب إلى البيت الأبيض، مشيرين إلى كيفية زيادة الولايات المتحدة مشاركتها فى دول البلطيق خلال إدارة ترامب الأولى.

قال وزير الدفاع اللاتفى أندريس سبرودز إن «الولايات المتحدة لا غنى عنها بالنسبة لنا». «فى الوقت نفسه، أود أن أقول، إنه العكس. ونعتقد أيضًا أن الناتو لا غنى عنه بالنسبة للولايات المتحدة».

كما رفض بيفكور فكرة أن دول البلطيق يجب أن تشعر بالقلق إزاء إعادة انتخاب ترامب، مدعيا أن الحرب فى أوكرانيا هى معركة وجودية لدعم الديمقراطيات الليبرالية والقدرة على إجراء تحولات ديمقراطية للحكومة. «لا ينبغى لنا أن نخاف من الانتخابات، بحسب بيفكور».

كما تناول رئيس الوزراء النرويجى جوناس جار ستور موضوع أن الناتو بحاجة إلى إثبات أهميته ووضع الأموال وراءه. قائلا: «ناتو نجحت فى إثبات قيمتها لجميع الدول الأعضاء منذ عام 1949». أعتقد أنه بالنسبة لأى إدارة أمريكية، هناك مزايا واضحة لوجود 31 دولة من أحدث دول العالم كحلفاء مقربين وملتزمين لك، والذين سيستثمرون فى التكنولوجيا، ويبقون متحدين سياسيًا ويدعمونك فى القضايا الدولية الكبرى.

وبدلاً من ذلك، احتفظ الوزراء بأشد انتقاداتهم لإدارة بايدن ونهجها تجاه أوكرانيا.

وقال بيفكور إن الغرب يجب أن يختار ما إذا كان يريد مساعدة أوكرانيا فى القتال، مرددًا سطرًا غالبًا ما يكرره بايدن والولايات المتحدة. وزير الخارجية أنتونى بلينكن أو ما إذا كانت تريد أن تعطى أوكرانيا ما تحتاجه لكسب الحرب.

«هناك تفوق تكنولوجى فى الغرب على روسيا، لكننا لا نعطى ذلك لأوكرانيا فى الوقت الحالى»، وأضاف: «هذا هو سؤالنا الاستراتيجى للمستقبل». وتابع «أننا لا نحتاج إلى التزام سياسى فحسب، بل إلى قرارات سياسية».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ترامب رسائل القمة وزراء دفاع

إقرأ أيضاً:

مستقبل غزة وأوكرانيا في عهد ترامب

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، يتأثر المشهد الجيوسياسي بشكل متزايد بالعودة المحتملة لدونالد ترامب إلى البيت الأبيض. إن قرارات السياسة الخارجية لإدارته لها آثار كبيرة على الصراعات الجارية، لا سيما في غزة وأوكرانيا. في خطاب ألقاه مؤخرا في مؤتمر الحزب الجمهوري، أوجز ترامب وجهات نظره حول هذه الصراعات، مؤكدا أن قيادته كانت ستمنع الأزمات الحالية ووعد بحلول سريعة إذا أعيد انتخابه.

يستكشف هذا المقال النتائج المحتملة لهاتين الحربين في ظل رئاسة ترامب، ويدرس استراتيجياته المقترحة والآثار الأوسع نطاقا على السياسة الخارجية الأمريكية.

فلسفة السياسة الخارجية لدونالد ترامب

غالبًا ما اتسمت السياسة الخارجية لدونالد ترامب بنهج "أمريكا أولاً"، مع التأكيد على المصالح الوطنية ونظرة معاملاتية للعلاقات الدولية. قد أدت هذه الفلسفة إلى تفضيل المفاوضات المباشرة على الاتفاقات المتعددة الأطراف، وغالبا ما تهمش الحلفاء التقليديين والمعايير الدبلوماسية الراسخة. وإن فهم هذا الإطار ضروري لتحليل كيفية تعامله مع الصراعات في غزة وأوكرانيا.

الصراع في غزة

لقد أثار الصراع في غزة، وخاصة بعد تصاعد العنف في عام 2023، اهتمامًا وإدانة دولية. وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حماس عن خسائر كبيرة في الأرواح وأزمات إنسانية. وقد دعمت إدارة بايدن "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" بينما دعت أيضًا إلى تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين. ويزداد الوضع تعقيدا بسبب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأوسع، الذي له جذور تاريخية عميقة وينطوي على قضايا تتعلق بالأرض والهوية والتطلعات الوطنية.

وجهة نظر ترامب

في خطابه الأخير، زعم ترامب أنه لو كان لا يزال في منصبه، لما شنت حماس ولا روسيا هجماتهما. وشدد على علاقاته القوية مع قادة العالم، مشيرا إلى أن نهجه الدبلوماسي كان سيردع مثل هذا العدوان. وكرر ترامب دعمه الثابت لإسرائيل، منتقدًا إدارة بايدن بسبب ما يراه من افتقار إلى الدعم القوي.

1 ـ دعم إسرائيل: انتقد ترامب بايدن لتقييده الأعمال العسكرية الإسرائيلية، مؤكدا أنه تحت قيادته، كان سيسمح لإسرائيل باتخاذ إجراءات حاسمة ضد حماس. ودعا إلى السماح لإسرائيل "بإنهاء المهمة"، مشيرا إلى اعتقاده بأن الرد العسكري القوي ضروري لحل الصراع.

2 ـ الحوافز الاقتصادية: رغم عدم ذكرها صراحة في خطابه، فإن النهج التاريخي لترامب يشير إلى أنه قد يقترح حوافز اقتصادية لكل من الأراضي الإسرائيلية والفلسطينية، بهدف تعزيز بيئة أكثر استقرارا مواتية لمفاوضات السلام.

3 ـ عزل حماس والجماعات الأخرى: قد يسعى ترامب إلى عزل حماس دبلوماسيا، والضغط من أجل الاعتراف الدولي ب "وضعها الإرهابي" والدعوة إلى اتخاذ موقف أقوى ضد الجماعات التي تهدد أمن إسرائيل. وقد يشمل ذلك حشد الدعم من الدول العربية لمعارضة حماس بشكل جماعي.

تعهد ترامب بحل الصراع في أوكرانيا "بسرعة كبيرة" إذا أعيد انتخابه، مؤكدًا أنه قادر على التفاوض على اتفاق سلام في غضون 24 ساعة. ولكنه لم يقدم تفاصيل محددة حول كيفية التوصل إلى هذا الحل السريع.4 ـ امكانية التصعيد: على العكس من ذلك، إذا تم اعتبار سياسات ترامب مواتية بشكل مفرط لإسرائيل، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم التوترات في المنطقة. وإن الافتقار إلى التعامل المتوازن مع القيادة الفلسطينية قد يؤدي إلى المزيد من العنف وعدم الاستقرار، حيث قد تشعر حماس والفصائل الأخرى بأنها محاصرة وتلجأ إلى تكتيكات أكثر عدوانية.

الصراع في أوكرانيا

لقد شهدت الحرب في أوكرانيا، التي بدأت بضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014 وتصاعدت بشكل كبير في عام 2022، مشاركة أمريكية كبيرة في ظل إدارة بايدن. وقدمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية ودعما ماليا ودبلوماسيا لأوكرانيا ، بهدف مواجهة العدوان الروسي ودعم سيادة أوكرانيا. وقد أدى الصراع إلى أزمة إنسانية، مع نزوح ملايين الأوكرانيين وتدمير البنية التحتية على نطاق واسع.

وجهة نظر ترامب

تعهد ترامب بحل الصراع في أوكرانيا "بسرعة كبيرة" إذا أعيد انتخابه، مؤكدًا أنه قادر على التفاوض على اتفاق سلام في غضون 24 ساعة. ولكنه لم يقدم تفاصيل محددة حول كيفية التوصل إلى هذا الحل السريع.

1 ـ المفاوضات مع روسيا: ألمح ترامب إلى استعداده للدخول في مفاوضات مع بوتن، مشيرا إلى أنه قد يقنع أوكرانيا بتقديم تنازلات إقليمية. ويتماشى هذا مع التقارير التي تشير إلى أن ترامب قد يدعم تخلي أوكرانيا عن السيطرة على مناطق مثل شبه جزيرة القرم ودونباس مقابل السلام.

2 ـ انتقاد استراتيجية بايدن: انتقد ترامب تعامل بايدن مع حرب أوكرانيا، مدعيا أن سياسات الإدارة الحالية أدت إلى تفاقم الوضع. وأشار إلى أن نهج بايدن أدى إلى صراع طويل الأمد، مما زاد من مخاطر نشوب حرب أكبر.

من المرجح أن تؤدي العودة المحتملة لترامب إلى الرئاسة إلى تحول كبير في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، لا سيما فيما يتعلق بدورها كزعيم عالمي ووسيط في الصراعات.3 ـ خفض المساعدات الأمريكية: قد تسعى إدارة ترامب إلى خفض أو اشتراط المساعدات العسكرية لأوكرانيا، بحجة أن الحلفاء الأوروبيين يجب أن يتحملوا حصة أكبر من العبء المالي. قد يضعف هذا القدرات العسكرية لأوكرانيا في وقت حرج عندما تواجه خصمًا عدوانيًا.

التداعيات على السياسة الخارجية الأمريكية

ومن المرجح أن تؤدي العودة المحتملة لترامب إلى الرئاسة إلى تحول كبير في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، لا سيما فيما يتعلق بدورها كزعيم عالمي ووسيط في الصراعات.

وإن سياسة ترامب "أمريكا أولا" قد تشكل ضغطا كبيرا على التحالفات التقليدية، وخاصة داخل حلف شمال الأطلسي. وقد تؤدي انتقاداته السابقة لحلفاء الناتو لعدم وفائهم بالتزامات الإنفاق الدفاعي إلى توترات تؤثر على ترتيبات الأمن الجماعي في أوروبا. وقد يشجع هذا التحول خصوما مثل روسيا والصين، ويغير ميزان القوى في الجغرافيا السياسية العالمية.

كما أن قرارات ترامب في السياسة الخارجية سيكون لها صدى محلي، وقد يؤدي نهجه إلى استقطاب الرأي العام، حيث يدعم بعض الأمريكيين موقفا أكثر انعزالية بينما يدعو آخرون إلى استمرار المشاركة الدولية. وقد يؤثر هذا الانقسام على استعداد الكونغرس في تمويل المساعدات الخارجية والدعم العسكري، مما يؤثر على قدرة الولايات المتحدة على الاستجابة بفعالية للصراعات العالمية.

مقالات مشابهة

  • أحمد ياسر يكتب: ما وراء "تحصين ترامب".. أعداء الناتو الحقيقيون
  • روسيا تعلن الاستيلاء على بلدة جديدة شرقي أوكرانيا
  • روسيا تعلن الاستيلاء على بلدة جديدة شرق أوكرانيا
  • رئيس وزراء المجر: أوكرانيا لن تحصل على عضوية الاتحاد الأوروبي أو «الناتو»
  • الدفاع الروسية: استسلام 17 جندياً أوكرانياً في مقاطعة خيرسون
  • الاتحاد الأوروبي يحول 1.5 مليار يورو من عائدات أصول روسيا المجمدة إلى أوكرانيا
  • بومبيو يقترح على ترامب هزيمة روسيا بـ500 مليار دولار لأوكرانيا
  • مستقبل غزة وأوكرانيا في عهد ترامب
  • وزير الدفاع الأمريكي: الولايات المتحدة تؤكد على ضرورة إنهاء الحرب في قطاع غزة
  • الدفاع الصينية: الناتو أضرم نيران الحرب في أفغانستان والعراق وليبيا وأوكرانيا