بوابة الوفد:
2024-10-07@23:01:53 GMT

القاهرة – باريس

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

وأنا أتابع بشغف قدرة الفرنسيين على التغيير فى الانتخابات النيابية الأخيرة، انتقلت فجأة لساحات التاريخ متأملًا المسافة الثقافية بين القاهرة وباريس. دخلت مصر إلى آفاق العصر الحديث عبر البوابة الفرنسية بنهاية القرن الثامن عشر وتحديدا مع قدوم الحملة الفرنسية (1798 و1801).. أحدثت الحملة احتكاكًا بالعقل المصرى تولدت منه شرارة حضارية من نوع ما أيقظت الشخصية المصرية التى انزوت وتوارت خلف ضعفها وهوانها ومستعمريها قرونًا طويلة.

لم يكن الفرنسيون فاتحين، كما كل الغزاة عربًا وعجمًا.. الكل جاء غازيًا مغرمًا بالمكان، وباستعباد خلق الله فى استنبات أرض فيها من الخيرات ما كان كفيلًا بتسييل لعاب الطامعين.. بصعوبة شديدة فتح المصريون أعينهم بعد قرون من ظلمة القهر، وإذا بهم امام محتل بغيض وفاجر ولكن ستظل الحسنة التاريخية للفرنسيين انهم نبهوا المصريين إلى أن هناك على الشاطئ الآخر عالم جديد فى فكره وعصره وعلومه ووسائل عيشه. قدم بونابرتة إلى مصر بعد 9 سنوات من أخطر الثورات فى العصور الحديثة – الثورة الفرنسية 1789 – التى صدرت للعالم قيما جديدة عن الحق والعدل والخير والجمال. خطط بونابرتة أن تكون مصر قاعدة للامبراطورية الفرنسية فى قلب العالم، وإذا بالمصريين العائدين من دهاليز وكهوف التاريخ يجبرونه على الرحيل، ويجبرون حملته وجيشه على مغادرة مصر للأبد بعد أقل من 3 سنوات من حملة بونابرتة.

خرج نابليون وذهبت حملته، واندفع المصريون من القاهرة إلى باريس لتعلم فنون وعلوم عصر جديد، لتتغير مصر وتنهض وتصبح درة الشرق الحقيقية التى هضمت التاريخ واستعادت قدرتها على تسجيل لحظات الزمن انطلاقا من العقل، بعيدا عن الخرافة. الفارق بين لحظة–641 م، و1798 م–أن اللحظة الأولى كانت لحظة إجهاض حضارى، أما اللحظة الثانية فقد كانت وظلت لحظة تنوير وإفاقة حضارية رائعة.. كل غزو ملعون بما فى ذلك حملة بونابرتة الآثمة، لكن عندما نتأمل التاريخ ونعيد قراءته بهدوء بعيدا عن مؤثراته الأولى سندرك أن هناك نوعًا من الغرام الحضارى بين الفرنسيين ومصر. لا يمكن أن نغفل أن اكتشاف حجر رشيد وفك طلاسم الحضارة المصرية القديمة كان على يد الفرنسيين، ولا يمكن أن نتجاهل أن بدايات النهضة الحديثة فى مصر منذ بدايات القرن التاسع عشر هبت رياحها قادمة من باريس. كما يقول الدكتور طه حسين فى مؤلفه مستقبل الثقافة فى مصر: إن وحدة الدين ووحدة اللغة لا تصلحان أساسًا للوحدة السياسية، ولا قوامًا لتكوين الدول. وبعد قرابة 15 قرنًا على تعريب مصر يبدو أننا يجب أن نعيد قراءة طه حسين من جديد.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح القاهرة باريس قدرة الفرنسيين البوابة الفرنسية الحملة الفرنسية

إقرأ أيضاً:

"توتال إنرجيز" الفرنسية تدرس دخول سوق تجارة المعادن

في خطوة تمهد لدخولها سوق تجارة المعادن، تدرس شركة "توتال إنرجيز" الفرنسية إمكانية الدخول في مجال تجارة النحاس، لتوسيع عملياتها في تجارة النفط لتشمل المعادن، وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة "فاينانشيال تايمز"، أمس الأحد.

وذكرت الصحيفة أن الشركة تسعى للاستفادة من التحول العالمي في مجال الطاقة، والذي يستهدف التوسع في مجال المركبات الكهربائية وتقنيات الطاقة المتجددة، التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المعادن بما في ذلك الألومنيوم والنحاس والنيكل والكوبالت، مما يوفر فرصاً مربحة للمتداولين.

وإذا مضت "توتال إنرجيز" في هذه الخطة، فإنها تساير بذلك "فيتول"، أكبر شركة تجارة طاقة في العالم، التي وسعت هذا العام أنشطتها لتشمل تجارة المعادن.

وبحسب ما ذكرته صحيفة فاينانشال تايمز، لم تتخذ الشركة قراراً نهائياً بعد بشأن هذه الخطوة.

مقالات مشابهة

  • ماكرون: نسعى لتحقيق هدنة وإطلاق سراح الفرنسيين المحتجزين في غزة
  • الخطوط الجوية الفرنسية تمدد تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت
  • عيدروس الزبيدي يبحث مع السفيرة الفرنسية سبل تحقيق السلام في اليمن
  • الخطوط الجوية الفرنسية تمدد تعليق رحلاتها إلى بيروت وتل أبيب
  • مبابي وريال مدريد في مرمى نيران الفرنسيين
  • وزير التجارة والصناعة يبحث فرص التعاون والشراكة مع رجال الأعمال الفرنسيين
  • "توتال إنرجيز" الفرنسية تدرس دخول سوق تجارة المعادن
  • النائب محمد الصالحي: انتصارات أكتوبر أكدت للعالم أن العسكرية المصرية أسطورة التاريخ
  • تقرير يرصد عزوف الشباب المغربي عن الفرنسية وتفضيله تعلم الإنجليزية
  • وزير الخارجية يستقبل وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية