بوابة الوفد:
2025-01-18@22:58:19 GMT

فن.. التيك توك!

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

إذا تركت نفسك براحتها يمكن أن تجلس ساعة واثنتين وثلاثا وربما أكثر وأنت تشاهد مقاطع فيديو على تطبيق التيك توك.. وبعد كل هذا الوقت تشعر أنك استفدت من شيء واحد فقط بعد مشاهدة عشرات الفيديوهات أنك ضيعت كل هذا الوقت من عمرك بلا فائدة!

ومع ذلك.. معظم صناع المحتوى على التيك توك، ناس تحاول أن تعبر عن نفسها وهذا حقها، ويبدو الشكل العام للتطبيق إنه أهم منصة رقمية للحريات.

. حرية الفكر والتفكير والترويج والتسويق والتعبير بالغناء والرقص والتمثيل.. ومن ضمن هذه الحريات حريتك انت كمتلقٍّ فى روية هذه المقاطع إذا أعجبتك أو عدم رؤيتها إذ لم تعجبك!

والواقع أن هذه الحرية غير حقيقية لغياب حرية الاختيار.. فقد باتت المنصات الرقمية من أول اليوتيوب إلى الفيسبوك وإكس تويتر سابقًا.. وحتى التيك توك، تحاصرك أينما ذهبت، وكلما توهمت أنك نجوت منها بالهروب إلى الفن الحقيقى تجده تحول معظمه، شكلا ومضمونًا مثل الذى تراه على هذه المنصات!

ووصل الأمر إلى أن الفنانين المبدعين ونجوم السينما والغناء الذى كان الجمهور يراهم قبل ذلك فى برج عاجى وبمفردهم تحت الأضواء نزلوا الشارع وأصبحوا ينافسون جمهورهم فى صناعة المحتوى على المنصات الرقمية.. ولذلك من العادى أن نرى هذه الأيام النجوم والجمهور وهم يتبادلون الصفعات واللكمات فى الحفلات والشوارع!

كنت، وما زلت، على يقين أن سبب موت عبدالحليم حافظ، كان نابعا من داخله، وليس من مرض الكبد فقط.. وقد مات فعليًا يوم أن تجرأ الجمهور الجديد عليه فى حفلته الشهيرة التى غنى فيها أغنيته الأخيرة قارئة الفنجان.. وهذا الجمهور الذى ظهر فى أواخر السبعينيات مع الانفتاح الاقتصادى والفراخ الفاسدة والشيبسى، لم يكن يناسبه ما يقدمه صوت عبدالحليم من غناء وبألحان العبقرى محمد الموجى وأشعار النادر نزار قبانى.. هو يريد أن يرقص على منولوجات عدوية وكتكوت الامير!

ونفس الشيء يمكن أن تقوله على أم كلثوم وصلاح جاهين.. وتقريبًا كل جيل المبدعين الكبار معظمهم مات فنيًا وواقعيًا فى نهاية السبعينيات، حتى ولو عاش بعضهم إلى نهاية الألفية الثانية!

صحيح.. كل عصر له نجومه وأبطاله، وكل زمن وله جماله، ولا شيء اسمه الزمن الجميل عندما نتحدث عن الزمن الماضى، فهذا الزمن كان فيه كذلك ما هو أسوأ.. ويوجد فى الزمن الحالى ما هو أجمل بكثير من الزمن الماضى الذى يقولون عنه «الجميل»!

والمشكلة الحقيقية، على ما اعتقد، أن تقنيات وتكنولوجيا الزمن الحالى هى التى تتحكم فى أفكار وعقول ورغبات وعواطف البشر.. وأن مخاوف العلماء والخبراء من سيطرة الذكاء الاصطناعى على العالم ليس معناه سيطرة الآلات والروبوتات ولكن مخاوفهم من سلب حرية الاختيار من البشر وتحويلهم إلى مجرد الآت يتم تغذيتها بالأفكار والعواطف المعلبة الجاهزة والموجهة لنمط معيشى وأسلوب حياة معين وتعليبهم كسلع تباع وتشترى على نواصى شوارع المنصات الرقمية مثل التيك توك والفيسبوك!

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الناصية مقاطع فيديو تطبيق التيك توك صناع المحتوى التیک توک

إقرأ أيضاً:

خبراء .. حرية الإعلام الأمريكي مهددة عهد ترامب

نيويورك"أ ف ب":مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، سيتوجّب على الإعلام الأمريكي التعامل مجدّدا مع رئيس خارج عن الأنماط المتعارف عليها ومثير للانقسام ساهم في توسيع جمهور الوسائل الإخبارية لكن أيضا، بحسب خبراء، في تنامي التهديدات المحدقة بحرّية الإعلام، في سياق اقتصادي يشتدّ صعوبة.

واعتبر آدم بينينبرغ الأستاذ المحاضر في الصحافة في جامعة نيويورك أن "المسألة لا تقضي بمعرفة إن كان (ترامب) سيهاجم الإعلام، فهو سيقوم بذلك" بل بالأحرى "إن كانت الوسائل الإعلامية ستصمد في وجه هذه الهجمات".

وشدّد على "جسامة هذا الرهان"، إذ "عندما تترنّح الصحافة، تدفع الديموقراطية الثمن".

ودعت صحيفة "نيويورك تايمز" التي نشرت وابلا من الأخبار الحصرية عن البيت الأبيض خلال ولاية ترامب الأولى الجمعة في افتتاحية إلى "التصدّي لتكتيكات التخويف التي يعتمدها دونالد ترامب".

وتوقّع آدم بينينبرغ "ملاحقات قضائية ومضايقات وحملات تشهير في حقّ غرف التحرير" أكثر شدّة مما كانت عليه الحال في الولاية الأولى، مشيرا إلى ضرورة أن تعزّز المجموعات الإعلامية "فرقها القانونية وميزانياتها لمواجهة إجراءات تكميمية"، فضلا عن أمنها السيبراني.

- "رقابة ذاتية" -

لم ينتظر ترامب البداية الرسمية لولايته الجديدة كي يخوض هذه المعركة. ففي منتصف ديسمبر، أطلق ملاحقات قضائية في حقّ الصحيفة المحلية في آيوا "دي موين ريجستر" ومجموعة محلية لاستطلاع الآراء إثر نشر استطلاع يشير إلى فوز كامالا هاريس في الولاية التي كانت من نصيب ترامب في نهاية المطاف.

وقبل أيّام، وافقت قناة "ايه بي سي" على دفع 15 مليون دولار لإنهاء ملاحقات ضدّها على خلفية التشهير بالرئيس المنتخب.

وبحسب "وول ستريت جورنال" التي كشفت عن الأمر الجمعة، تدرس "سي بي اس" أيضا احتمال التفاوض على اتفاق لوضع حدّ لملاحقات قضائية أطلقها دونالد ترامب متّهما إياها بمحاباة كامالا هاريس في أحد برامجها الرئيسية. ولم تستجب القناة لطلبات الاستفسار من وكالة فرانس برس.

وقد سبق للجنة التحرير في "نيويورك تايمز" أن أشارت إلى أنه "بالنسبة إلى خدمات إعلامية أصغر وأقلّ استدامة ماليا، قد تكون كلفة الدفاع في حال تقدّم ترامب وحلفاؤه بدعوى وحدها كافية للتشجيع على الرقابة الذاتية".

وقبل حتّى تنصيب الملياردير الجمهوري رئيسا، كثّفت شخصيات أميركية كبيرة مؤثّرة في المشهد الإعلامي المبادرات تجاهه، ولعلّ أبرزها كان إعلان مارك زاكربرغ رئيس "ميتا" التي تضمّ "فيسبوك" و"انستغرام" التخلّي عن برنامج تقصّي الحقائق في الولايات المتحدة، ما يشكّل انتكاسة كبيرة لجهود احتواء التضليل الإعلامي.

ورأى مارك فيلدستين الأستاذ المحاضر في الصحافة في جامعة ماريلاند أن "قيام مدراء وسائل إعلام تقليدية وشركات تكنولوجية كبيرة بخطب ودّ إدارة ترامب المقبلة من خلال التحبّب إليها مصدر قلق كبير".

- عملة ذات وجهين -

وليست العلاقات المشحونة بين رئيس والإعلام بالجديدة في المشهد الأميركي، بحسب ما أكّد آدم بينينبرغ.

وهو ضرب مثل ريتشارد نيكسون (1969-1974) الذي "بلغت به البارانويا حدّا" جعله "يجيِّش كلّ الماكينة الحكومية ضدّ الصحافيين".

وفي ظلّ احتدام المنافسة مع شبكات التواصل الاجتماعي وانتشار المعلومات المضلّلة، تعاني وسائل الإعلام من تراجع عائداتها الإعلانية وثقة الجمهور على السواء.

وتمرّ "واشنطن بوست" المملوكة لمؤسس "أمازون" جيف بيزوس والتي نشرت الكثير من الأخبار الحصرية عن سيّد البيت الأبيض خلال ولاية ترامب الأولى بمرحلة حرجة بعد مغادرة عدّة أسماء فيها إثر رفض الإدارة الدعوة في الصحيفة إلى انتخاب كامالا هاريس خلال الحملة الانتخابية.

ومنذ دخوله معترك السياسة وخصوصا خلال حملته الأولى وولايته الأولى في البيت الأبيض، ساهم ترامب الذي فجّر الفضائح والجدالات في زيادة عدد متابعي بعض وسائل الإعلام والمشتركين فيها.

لكنها عملة ذات وجهين، "عندما تُركز وسائل الإعلام على إثارة مشاعر الغضب والرفض، فإن هذا قد يسهم في نشر معلومات مضللة"، بحسب بينينبرغ.

وصرّح الأستاذ الجامعي أن "فترة ترامب الثانية ستختبر ليس فقط قدرة وسائل الإعلام التقليدية على التحمل أو التعامل مع الظروف الصعبة، ولكن أيضا مدى جدواها".

مقالات مشابهة

  • كشتة من الزمن الجميل
  • ترامب يطلق عملته الرقمية الخاصة
  • خبراء .. حرية الإعلام الأمريكي مهددة عهد ترامب
  • 1.2 مليار دولار حجم قطاع الإعلانات الرقمية في الإمارات 2025
  • عمرو الليثي يتصدر التريند بسبب منشوره المؤثر عن حفيدته
  • عمرو الليثي: منافسة شرسة تواجه الراديو والتليفزيون في ظل البث الرقمي
  • الإطاحة بدجال شهير بتهمة النصب والشعوذة عبر المنصات الاجتماعية
  • إدمان الهواتف.. شياطين «التيك توك»!! «٢»
  • المنصات تحتفي باتفاق وقف حرب غزة وتشيد بالمفاوض الفلسطيني
  • أبو عبيدة: كل عدوان في هذه المرحلة من قبل العدو يمكن أن يحوّل حرية أسير إلى مأساة