بوابة الوفد:
2025-03-29@19:56:04 GMT

فن.. التيك توك!

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

إذا تركت نفسك براحتها يمكن أن تجلس ساعة واثنتين وثلاثا وربما أكثر وأنت تشاهد مقاطع فيديو على تطبيق التيك توك.. وبعد كل هذا الوقت تشعر أنك استفدت من شيء واحد فقط بعد مشاهدة عشرات الفيديوهات أنك ضيعت كل هذا الوقت من عمرك بلا فائدة!

ومع ذلك.. معظم صناع المحتوى على التيك توك، ناس تحاول أن تعبر عن نفسها وهذا حقها، ويبدو الشكل العام للتطبيق إنه أهم منصة رقمية للحريات.

. حرية الفكر والتفكير والترويج والتسويق والتعبير بالغناء والرقص والتمثيل.. ومن ضمن هذه الحريات حريتك انت كمتلقٍّ فى روية هذه المقاطع إذا أعجبتك أو عدم رؤيتها إذ لم تعجبك!

والواقع أن هذه الحرية غير حقيقية لغياب حرية الاختيار.. فقد باتت المنصات الرقمية من أول اليوتيوب إلى الفيسبوك وإكس تويتر سابقًا.. وحتى التيك توك، تحاصرك أينما ذهبت، وكلما توهمت أنك نجوت منها بالهروب إلى الفن الحقيقى تجده تحول معظمه، شكلا ومضمونًا مثل الذى تراه على هذه المنصات!

ووصل الأمر إلى أن الفنانين المبدعين ونجوم السينما والغناء الذى كان الجمهور يراهم قبل ذلك فى برج عاجى وبمفردهم تحت الأضواء نزلوا الشارع وأصبحوا ينافسون جمهورهم فى صناعة المحتوى على المنصات الرقمية.. ولذلك من العادى أن نرى هذه الأيام النجوم والجمهور وهم يتبادلون الصفعات واللكمات فى الحفلات والشوارع!

كنت، وما زلت، على يقين أن سبب موت عبدالحليم حافظ، كان نابعا من داخله، وليس من مرض الكبد فقط.. وقد مات فعليًا يوم أن تجرأ الجمهور الجديد عليه فى حفلته الشهيرة التى غنى فيها أغنيته الأخيرة قارئة الفنجان.. وهذا الجمهور الذى ظهر فى أواخر السبعينيات مع الانفتاح الاقتصادى والفراخ الفاسدة والشيبسى، لم يكن يناسبه ما يقدمه صوت عبدالحليم من غناء وبألحان العبقرى محمد الموجى وأشعار النادر نزار قبانى.. هو يريد أن يرقص على منولوجات عدوية وكتكوت الامير!

ونفس الشيء يمكن أن تقوله على أم كلثوم وصلاح جاهين.. وتقريبًا كل جيل المبدعين الكبار معظمهم مات فنيًا وواقعيًا فى نهاية السبعينيات، حتى ولو عاش بعضهم إلى نهاية الألفية الثانية!

صحيح.. كل عصر له نجومه وأبطاله، وكل زمن وله جماله، ولا شيء اسمه الزمن الجميل عندما نتحدث عن الزمن الماضى، فهذا الزمن كان فيه كذلك ما هو أسوأ.. ويوجد فى الزمن الحالى ما هو أجمل بكثير من الزمن الماضى الذى يقولون عنه «الجميل»!

والمشكلة الحقيقية، على ما اعتقد، أن تقنيات وتكنولوجيا الزمن الحالى هى التى تتحكم فى أفكار وعقول ورغبات وعواطف البشر.. وأن مخاوف العلماء والخبراء من سيطرة الذكاء الاصطناعى على العالم ليس معناه سيطرة الآلات والروبوتات ولكن مخاوفهم من سلب حرية الاختيار من البشر وتحويلهم إلى مجرد الآت يتم تغذيتها بالأفكار والعواطف المعلبة الجاهزة والموجهة لنمط معيشى وأسلوب حياة معين وتعليبهم كسلع تباع وتشترى على نواصى شوارع المنصات الرقمية مثل التيك توك والفيسبوك!

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الناصية مقاطع فيديو تطبيق التيك توك صناع المحتوى التیک توک

إقرأ أيضاً:

إعلان قديم لإحدى شركات المكيفات يعيد إحياء ذكريات الزمن الجميل. فيديو

خاص

استعرض إعلان قديم لإحدى الشركات المصنعة لأجهزة التكييف في المملكة، وكان يحمل طابعاً كوميدياً.

وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع إعلان لمكيف جبسون الذي كان يذاع على قناة سعد تي في، مسترجعين ذكريات الزمن القديم.

يذكر أن هذا الإعلان يعود لحقبة الثمانينات.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/03/ssstwitter.com_1743051157809.mp4

 

 

 

مقالات مشابهة

  • تجارة مزيفة عبر المنصات الإلكترونية.. حبس المتهمين بتداول العملات الرقمية المشفرة بالقليوبية
  • حكم نهائى.. الرحلة الأخيرة لفتاة التيك توك موكا حجازى
  • خبير: إسرائيل تريد إرساء حرية العمل العسكري لها بلبنان
  • ضبط شخصين لاتهامهم بالاتجار في العملات الرقمية المشفرة بالقليوبية
  • القبض على شخصين يتداولان العملات الرقمية المشفرة بالقليوبية
  • الحكومة البريطانية تؤكد حرية شركاتها في الاستثمار بالصحراء المغربية
  • الهلال يسابق الزمن لتجهيز البليهي قبل موقعة النصر
  • تأجيل محاكمة التيك توكر كروان مشاكل في تهمة الإساءة إلى إعلامية شهيرة
  • إعلان قديم لإحدى شركات المكيفات يعيد إحياء ذكريات الزمن الجميل. فيديو
  • الأمم المتحدة: حرية الملاحة بالبحر الأسود أساسية لأمن الغذاء العالمي