تقرير :50 عاما على انقسام قبرص ولا مؤشرات تسوية للنزاع
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
نيقوسيا "أ ف ب": في العشرين من يوليو 1974، اجتاح الجيش التركي شمال قبرص بعد خمسة أيام على محاولة انقلاب قادها قوميون قبارصة يونانيون لإلحاق الجزيرة باليونان.
وبعد خمسين عاما، لا تزال الأوضاع على حالها في بلد منقسم إلى شطرين.
تشكّل منطقة عازلة تتولى الأمم المتحدة إدارتها خطا فاصلا يعبر الجزيرة المتوسطية من الشرق إلى الغرب، وشاهدا على نزاع لم يُحلّ بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك جعل من نيقوسيا العاصمة الوحيدة المقسّمة في العالم.
ولا تزال أحداث العام 1974 تطبع بعمق الجزيرة، من قرى خالية وأبراج مراقبة وشوارع مغلقة بالكتل الخرسانية وأكياس الرمل والأسلاك الشائكة ومعابر مع نقاط تفتيش.
وباءت جولات مفاوضات عدّة بالفشل، ما يدفع كثرا من القبارصة إلى عدم التفاؤل بإمكان إيجاد حلّ في المدى المنظور، على غرار يورغوس فيالاس، وهو قبرصي يوناني عاصر النزاع.
ويقول فيالاس لوكالة فرانس برس إن إعادة التوحيد "قضية خاسرة". ويضيف "لا أعتقد أننا سنتوصّل لذلك".
ويقول القبرصي اليوناني ديميتريس تومازيس "لم يكن أحد يتوقّع أن تحصل الأمور على ذاك النحو، لقد مرّ خمسون عاما إلى الآن ولم يتم التوصل إلى حل والأمل مفقود".
كان يُفترض بتومازيس أن ينهي خدمته العسكرية في 20 يوليو 1974، لكن بدلا من ذلك وجد نفسه مضطرا لمقاتلة الجيش التركي إلى أن وقع في الأسر وتم اقتياده إلى تركيا ليعود بعد ثلاثة أشهر إلى وطن منقسم.
تاريخ مليء بالنزاعات
شكّل الغزو ذروة تأزّم في حقبة مليئة بالنزاعات في تاريخ الجزيرة التي بقيت مستعمرة بريطانية من العام 1878 وحتى العام 1960 حين نالت استقلالها.
وجرت مفاوضات الاستقلال بين المملكة المتحدة واليونان وتركيا والقادة القبارصة، في إطار دستور يضمن خصوصا تمثيل القبارصة الأتراك الذين يقطنون راهنا الثلث الشمالي للجزيرة وكانوا يشكّلون نحو 18 بالمئة من السكان.
وكان الإطار يحظّر إلحاق الجزيرة سواء باليونان أو بتركيا أو تقسيمها، لكنه انهار في نهاية 1963 في سياق من أعمال العنف بين قبارصة من أبناء المجموعتين.
بعد الغزو التركي، أعلن الشطر الشمالي من جانب واد في العام 1983 قيام "جمهورية شمال قبرص التركية"، وهي كيان انفصالي لا تعترف به إلا تركيا التي تنشر فيه الآلاف من جنودها.
وتسعى الأمم المتحدة التي تسيّر قوات حفظ السلام التابعة لها دوريات في المنطقة العازلة، الى استئناف المحادثات بين "جمهورية شمال قبرص التركية" وجمهورية قبرص المعترف بها دوليا والتي انضمّت الى الاتحاد الأوروبي في العام 2004 وتمارس سلطاتها على الشطر الجنوبي للجزيرة.
لكن الخبير في شؤون قبرص شتيفان تالمون من جامعة بون يستبعد تحقيق تقدّم. ويقول لوكالة فرانس برس "أي حل يتطلّب تقديم كل من الجانبين تنازلات والتخلّي عن سلطته الحصرية في اتّخاذ القرار عن مجموعته، لكنني أعتقد أن الجانبين غير مهتمين بالقيام بذلك".
"العيش بحكم الأمر الواقع"
وجرت الجولة الأخيرة من المفاوضات في العام 2017 وباءت بالفشل. مذّاك الحين، انتُخب إرسين تتار زعيما للشطر الشمالي. وهو من أتباع النهج المتشدّد، ويصرّ على حلّ ينصّ على قيام دولتين، على خلفية تقارير عن تدخّل ونفوذ واسع للرئيس التركي رجب طيب إردوغان في شؤون شمال قبرص. وترفض جمهورية قبرص قيام دولتين.
ويقول تالمون "هناك على الأقل جيلان أو ثلاثة أجيال لم تعرف أبدا قبرص موحّدة"، لافتا إلى أن "الجانبين تأقلما مع الوضع الحالي".
ويروي حسين سلمان، وهو قبرصي تركي يبلغ 40 عاما، أن والديه ما زالا يعانيان من "الصدمة" و"يعارضان أي إعادة توحيد" ويعتبران أن "القبارصة اليونانيين غير جديرين الثقة".
لكن هذا الأربعيني الذي يعمل في مركز الأبحاث "غلوبل بوليسيز" يبدي تفاؤلا، وهو يعوّل على جيل الشباب ممن نشأوا في عالم مختلف.
لكن بالنسبة لتالمون، "وجد الجانبان طريقة للعيش بحكم الأمر الواقع في هذا الوضع".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: شمال قبرص
إقرأ أيضاً:
تشغيل الصرف الصحي بمدينة الأمل شمال قنا بداية العام القادم
قال الدكتور خالد عبد الحليم محافظ قنا، إنه من المخطط الانتهاء من تنفيذ محطة رفع الصرف الصحي لمدينة الأمل السكنية، شمال قنا، خلال 24 شهرًا، على أن يبدأ تشغيل المشروع مع بداية العام القادم، منوهًا أن المدينة ستشكل إضافة عمرانية وحضرية للمحافظة.
و أضاف عبدالحليم، أنه سيتم توصيل مياه الشرب خلال ستة أشهر من تاريخ سداد الدفعة المالية لشركة مياه الشرب والصرف الصحي. ودعا محافظ قنا، المواطنين المستفيدين الذين سددوا نسبة 25% من المستحقات المالية إلى الإسراع في سداد باقي المبالغ المستحقة عليهم، تفاديًا لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، مشددًا على أن استكمال الأعمال سيتم وفقًا للتدفقات المالية من الجمعيات، مؤكدًا على ضرورة تفعيل دور مجلس الأمناء، ووجّه شركة المياه بتكثيف العمل وسرعة إنجاز المشروع، مع الالتزام بالمخطط المعتمد.
ووضع الدكتور خالد عبدالحليم، محافظ قنا، اليوم الأحد، حجر الأساس لبدء أعمال مشروع محطة رفع الصرف الصحي الرئيسية بمدينة الأمل التابعة لمركز نجع حمادي، بحجم استثمارات 240 مليون جنيه.
تنفيذ شبكات الانحدار:
وأوضح المهندس رجب عرفة، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بقنا، أن الشركة نفذت شبكات انحدار الصرف الصحي بمدينة الأمل على مرحلتين، شملت المرحلة الأولى تنفيذ شبكات انحدار الصرف الصحي لمجاورات (1، 2، 3، 4، 5، 6) بتكلفة 178 مليون جنيه، خلال مدة تنفيذ بلغت 18 شهرًا، فيما تضمنت المرحلة الثانية تنفيذ شبكات انحدار الصرف الصحي لمجاورات (7، 8، 9) بتكلفة 93 مليون جنيه، وبمدة تنفيذ 12 شهرًا، وستتولى الشركة تنفيذ محطة رفع الصرف الصحي الرئيسية بتكلفة 240.6 مليون جنيه.
يذكر أن مدينة الأمل تمتد على مساحة 1539 فدانًا، وتم تقسيمها إلى 11,820 قطعة بمساحة 200 متر مربع لكل قطعة، سيتم توزيعها على أعضاء 60 جمعية، و تم حتى الآن تسليم 2448 قطعة، على أن يتم تسليم باقي القطع تباعًا بالتوازي مع تنفيذ أعمال البنية التحتية الجارية، و من المقرر أن تستوعب نحو 250 ألف نسمة، وستضم العديد من المؤسسات الحكومية والمرافق الترفيهية، فضلًا عن المساحات الخضراء.
وذلك بحضور الدكتور حازم عمر، نائب المحافظ، والمهندس رجب عرفة، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بقنا، والمهندس وليد أبو العباس، مدير عام الإدارة العامة للتخطيط والتنمية العمرانية، وتاج جلال أبو سداح، رئيس مركز ومدينة نجع حمادي، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية ورؤساء الجمعيات المستفيدة.