لجريدة عمان:
2024-11-24@10:35:13 GMT

محمد الرقادي: كل عمل ينقلني إلى مرحلة جديدة

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

اكتشف محمد الرقادي المسرح من بلدته الصغيرة "غلا" التي كان يحضر العروض المسرحية التي تقام فيها، ثم في "قريات" مع فرقة الحيل المسرحية في عروضها الجماهيرية، ثم إلى فرقة آفاق المسرحية في عروضها الأكاديمية. لكن السير في درب أبو الفنون أبعد الرقادي عن بلدته إلى الكويت ليدرس الفنون المسرحية في المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت، تاركا رحلة كان سيخوض غمارها في مسقط، لكن في جانب بعيد عن الفن والمسرح، فمثّل وكتب المسرحيات وأخرجها.

يقول الرقادي: "وجدت نفسي في المسرح، حالي كحال أي فنان عماني اكتسب خبرته بعد أن خاض تجارب كثيرة إلى أن شُغف بهذا المكان، فقررت أن أتبع شغفي لأحوّل الهواية إلى مهنة في محاولة لصناعة مسرح جديد". وفي سؤال لماذا المسرح بالذات؟ يقول الرقادي: "لماذا نتعلق بالمسرح كثيراً ؟ أعتقد أن هذا السؤال يتردد كثيراً عند أغلب المسرحيين، والإجابات مختلفة ومتعددة. فبالنسبة إليّ أجد في المسرح متنفّسا أستطيع من خلاله التعبير عن صور الإبداع؛ فالمسرح يغرس في قلب وروح المسرحي شغفاً ومتعه لن يجدها في أي مكان آخر، ولن يشعر بهذا الشعور إلا المخلصون لفنهم. المسرح يغيّر الفنان قبل أن يصل إلى الجمهور، في كل تجربة يجعل منك شخصاً جديداً أو يفتح لك آفاقا جديدة لأفكارك وأحلامك وحتى عواطفك". وأضاف: "ما يميز المسرح عن باقي الفنون هو شموليته وتعدد عناصره، وعليه لابد للفنان المسرحي أن يكون شاملاً أو على الأقل على اطلاع بأغلب عناصر المسرح، من هذا المبدأ حاولت أن أصنع من نفسي فنانا يكتب ويمثل ويخرج، إلا أنني في الأساس ممثل، ثم أصبحت مخرجا وأكتب أحياناً عندما يكون في الخاطر ما يستحق الكتابة".

وفي سؤال حول ما إذا كان لكل مرحلة ووقت وظرف شكل مسرحي معين يجب الانخراط فيه، رأى الرقادي أن المسرح في تطور مستمر منذ القرون القديمة ويتغير مع تغيرات الحياة ويتطور بتطور الأفكار، وقال: "المسرح فكر، والفكر يتجدد، ولطالما وجد المسرح لأجل الناس منذ نشأته، منهم من استخدمه لدواعي دينية أو سياسية أو اجتماعية حسب ظروف الزمان والمكان، وكذلك في زماننا هذا لابد أن يكون المسرح جزءا من الحياة وأن يكون صنّاع العمل المسرحي على دراية ودراسة بالجمهور المتلقي وما يشغل باله، وبالنسبة لي فكل عمل ينقلني إلى مرحلة جديدة".

وفي سؤاله حول ما اعتبره جان جاك روسو أن المسرح لا يوفر للجمهور إلا اللذة والمتعة فقط، أشار الرقادي إلى أن جان جاك روسو ظهر في ظروف مختلفة تماماً، لافتا إلى أن مسرحه نشأ كردة فعل، وأضاف: "ربما لم يكن روسو يقصد بالتأكيد التخلي عن المضمون إنما ألغى الالتزام ببعض القواعد الكلاسيكية التي كان يختلف معها، لكني أختلف مع الرأي الذي يقول أن المسرح يقتصر فقط على المتعة، المتعة جزء من المسرح والعمل المسرحي إلا أن هناك عوامل كثيرة لابد أن تكون متزامنة مع المتعة، مثل مضمون النص، ووجهة نظر المخرج، والفكرة التي تُطرح وغيرها الكثير".

وفي الحديث حول ما يمكن أن يصنعه وجود معاهد وجامعات تدرس الفنون في جيل بلد ما، قال: "وجود معاهد أو كليات أو حتى أكاديميات متخصصة في تدريس الفنون، هو دافع كبير لاستمرار التطور والرقي بالفن، ثـم يصبح أكثر من كونه هواية تُمارس، بل صنعة وإنتاج ومصدر دخل للفرد وللدولة، وأداة حقيقية وفاعلة وقوية لإيصال الرسائل ونمو الثقافة وتحفيز المثقفين والفنانين بشكل عام".

ويؤكد على الفرصة الكبيرة في أن يتفوق المسرحيون الذين درسوا المسرح على أولئك الذين لم يدرسوه بالطبع، وقال: "هناك أمثلة في واقعنا، فطالب المسرح أو الفن عامةً يحتاج بجانب ممارسته وتعلّمه إلى موهبة، وهذه الموهبة لابد من ممارستها بشكل مستمر حتى لا تصاب أدواته الفنية بالخمول".

حول ما يمكن أن يفوت المسرحي الذي لم يدرس المسرح لفت الرقادي إلى "اختصار المسافات واختزال الوقت". وأضاف: "عامل الوقت مهم، فالفنان الموهوب المتعلم والمهتم لتطوير فنه علمياً بإمكانه اختصار الوقت وإيجاد حلول أكثر، إضافة إلى الاحتكاك في بيئة أوسع، والتعرف على مناهج فكرية وأساليب اشتغال جديدة ومتنوعة توسّع من خيال الفنان. ولطالما كان خيال الفنان هو أكثر ما يحتاج إليه. وهناك قد تكون المحفزات أكثر".

وحول أهمية الدراسة العلمية والأكاديمية لتأسيس المسرحيين، يرى الرقادي أن الاستمرار والممارسة والاشتغال والاطلاع والتغذية الفكرية والبصرية هو أول ما يحتاجه الفنان المسرحي حتى يكون الفنان مطلّع ويعي ما يقول وما يفعل قبل الدراسة، وأما المعاهد فالبيئة مهيأة أكثر لأن الطالب يعمل على بناء نفسه كفنان، ولكن إن لم يلتحق المسرحي بمعهد ما، فهذا لا يعني أنه غير قادر على تنمية موهبته والتطور بشكل كبير إنما الاختلاف سيكون مثلما ذكرت سابقاً في الزمان والتعدد".

وعن تجربة تحويل القصة القصيرة "صمام الشيخ" للكاتب عبدالعزيز الفارسي، يقول الرقادي: "الساحة العُمانية الثقافية خصبة بالكتّاب والأدباء ، وبالقصص والفنون، وعلى المسرحيين والسينمائيين استغلال ذلك ليرى العالم جزءا من ثقافتنا عبر أعمالنا الفنية. ومن جانبي قمت بمسرحة القصة القصيرة "صمام الشيخ" للطبيب الأديب عبدالعزيز الفارسي - رحمه الله - وهي ليست المرة الأولى التي أهتم فيها بكتاباته، فقد كتبت نصاً مسرحياً مستلهماً ومقتبساً من أحد رواياته إلا أنه لم ير النور بعد. وكتبت لعبدالعزيز الفارسي تحديداً قبل الجميع لسببين، أولاً لأنه كان يملك حسًا فكاهياً في طريقة سرد قصصه العميقة في مغزاها. والسبب الثاني أنه يستحق أن يرى العالم ويعرف جزءا بسيطا مما كتب وأن نجسّد شخصياته التي خلقها على خشبة المسرح".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حول ما

إقرأ أيضاً:

غارات جديدة على الضاحية الجنوبية... هذه المناطق التي استهدفها العدوّ (فيديو)

شنّت طائرات العدوّ الإسرائيليّ غارات جديدة على الضاحية الجنوبية.     وقصفت طائرات العدوّ مبنى في غاليري سمعان - الحدث.    

الغارة الإسرائيلية التي استهدفت منطقة حدث بيروت https://t.co/mo6ASjCfQw #lebanon24 pic.twitter.com/O5rxsKkvNu

— Lebanon 24 (@Lebanon24) November 22, 2024     كما استهدفت طائرات العدوّ أحد المباني في منطقة الغبيري، إضافة إلى مبنى في حارة حريك.    

مقالات مشابهة

  • مسرح ومقاومة وفلسطين في البال.. تفاصيل افتتاح الدورة 25 لـ«أيام قرطاج المسرحية»
  • قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها في كورسك
  • أوكرانيا تخسر أكثر من 40% من الأراضي التي استولت عليها في كورسك
  • ‏مصدر عسكري أوكراني: أوكرانيا فقدت أكثر من 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في منطقة كورسك الروسية
  • وزيرة البيئة: الاتفاق على رقم جديد للتمويل يساعد على الانتقال إلى مرحلة أكثر طموحًا
  • غارات جديدة على الضاحية الجنوبية... هذه المناطق التي استهدفها العدوّ (فيديو)
  • دراسة: الشخص يصبح أكثر ذكاءً في مرحلة الشيخوخة
  • جامعة دمنهور تختتم فعاليات ورش عمل مهرجان بؤرة المسرحي في دورته الثانية
  • عدد الشهداء أكثر من 10... حصيلة جديدة للغارة الإسرائيليّة على بلدة معركة
  • في ذكرى وفاتها.. سهير البابلي نجمة الفن التي أضاءت المسرح والشاشة