لجريدة عمان:
2025-02-16@11:16:16 GMT

أسطورة البطل

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

قبل أن أراه في نادي (الميثاق) الكائن في مدينة الفقراء والكادحين، كما يطلق عليها أدباؤها ومثقفوها، ببغداد، كنت أشاهد صور البطل العالمي لكمال الأجسام علي الكيار الذي غادر عالمنا عن (87) سنة، في أواخر الستينيات، في كل مكان بمدينتنا الشعبية، المقاهي، المطاعم، البيوت، فضلا عن التلفزيون والصحف، ليس فقط لأن مدينتنا تمجّد الأبطال، بل لأنه من أبناء المنطقة، وتمجيد الأبطال طبيعة بشرية، على حد قول الشاعر عبدالرزاق عبدالواحد في الفخر:

كأنّنا، فَرطَ ما نَبري قَوادِمَنا

نُشابِكُ الرّيحَ بالأقواسِ والأسَلِ

وما ادّعى مُدَّعينا أنّهُ بَطَلٌ

لكنْ يَموتُ على أسطورَةِ البَطَلِ

وإذا كنا نمجّد محمد علي كلاي وهو في الولايات المتحدة الأمريكية، فكيف يكون حالنا والبطل من أهلنا وناسنا؟ وهو لا نعرفه من خلال الصور فقط، بل نراه بيننا كائنا من لحم ودم، يُلقي على الجالسين التحية، فيهشّ الجميع ويبش، ومن لا يشعر بالفخر حين يُلقي البطلُ السلام؟ وهو يمشي في الأسواق، وكنا أيامها نتردّد على النادي الذي هو مديره ونراه وهو يتمرّن ويربّي عضلاته التي كانت حين يرتدي القميص يتهّيأ لنا أنها تضيق ذرعا بمحبسها، وحين يتحرك تكاد أن تمزقه وتتحرر من سجن القميص، وحين نراه نشعر بهيبة الحضور، وهكذا كبرت صورة البطل حتى وصل مرتبة الأسطورة والرياضة والفن، كما يقول د.

خزعل الماجدي: «حقول ثرية بمادة الأسطورة الشخصية التي تحقق إشباعًا للذات وتفاعلاً مع الناس يمكن لأصحابها تحقيق أساطيرهم الشخصية بيسر بسب وفرة المادة الأولية لصناعة هذه الأسطورة»، وفي إحدى المناسبات، كان جالسا بين الحضور المحتشد متوسّطا الصفّ الأوّل في المسرح الصيفي بالنادي، وخلال الحفل، أعلن عن عرض فيلم، وسرعان ما أطفئت الأضواء وصعد على خشبة المسرح أشخاص وضعوا قطعة قماش بيضاء كبيرة، وجاؤوا بجهاز تشغيل سينمائي اعتدنا على مشاهدته في الأعياد، تعرض أفلام المغامرات، وكذلك في الأماكن العامة والمقاهي لعرض أفلام توعوية في مجال الصحة، وأُطفئت الأنوار، فشاهدنا فيلما وثائقيا عن مشاركات البطل في المسابقات الدولية وأبرزها التي أُقيمت بألمانيا عام 1966، وأحرز فيها المركز الثالث على مستوى العالم، والرابع في بطولة العالم عام 1970 والعرب والشرق الأوسط في العام نفسه، والثالث على مستوى العالم عام 1972، وبقي بطل العراق منذ عام 1965 لغاية اعتزاله، كنت أقف على جانب المسرح، عين على الشاشة، وعين على البطل، وأكثر الوقت أمضيته في النظر إلى ملامح وجهه، وهو يرى نفسه ماردا على الشاشة، وكان تصفيق الحضور يرتفع كلما ظهرت صورته حتى نهاية الفيلم.

وقد أَضفت شخصيّته المتواضعة، وطيبته التي يتحدّث عنها الكثيرون هالة على صورته، فكان محبوبا من الجميع مُهابا.

ومرّت السنوات، وتغيّر الحال، واعتزل الرياضة والنزال عام 1975، وصار الكثيرون يتناقلون أخبار البطل، وقد آل به الحال أن يعمل سائق شاحنة وهو الذي بدأ حياته عاملا في (القير) الذي يوضع فوق سقوف البيوت، وترصف به الدروب، ومنه أخذ لقبه (الكيار)، ثم عمل بائعا للملابس المستخدمة، يقول الإعلامي زيدان الربيعي: «كنت خلال الشهرين الأخيرين أتألم جدًّا وأنا أشاهد صوره التي ينشرها بعض الأشخاص، وهو متعب جدًّا. فخلال زيارتي الأخيرة له في عيد الفطر المبارك، شعرت بألم كبير جدًّا وأنا أراه يتكلم بصعوبة، وحركته تكاد تكون معدمة. حيث لم أعد إلى زيارته؛ لأنني لم احتمل رؤيته وهو في وضع صحي صعب جدًّا».

وهذا شعوري نفسه، إذ نريد لصورة البطل أن تظلّ ناصعة، ملهمة، تثير فينا الحيوية والنشاط، كما كانت أيام مجده الغابر، لا نريد أي اعتداء ليد الزمن عليها؛ لأن ذلك يشعرنا بثقل وطأة الزمن على أرواحنا، لذا كنا نرفض الصور التي ظهر عليها البطل الذي نزع تاج البطولة وخرج إلى الشارع ليعيل أبناءه، فللواقع شروطه ومتطلباته، لقد كان قد بلغ «مرحلة الوهن الخراب بعد اكتمال الحصول على الأسطورة الشخصية» كما يقول الماجدي مضيفا، «وتسيطر على الشخص في هذه المرحلة هواجس البقاء والبحث عمّا يعزز هذا البقاء والذكر الحميد له بين الناس، ولذلك فهو يكافح وسط رموز الخراب»، وفي آخر حوار تلفزيوني أُجري معه ظهر فيه وهو يبيع الملابس القديمة، ورغم الحال المزري الذي يعيش من معاناته من الشيخوخة والأمراض، لم ينس صورة البطل وافتخر كونه أحرز المركز الثالث في بطولة العالم متقدّما على أرنولد شوارزينجر الذي أصبح نجما هوليوديا ثم حاكما لولاية كاليفورنيا، وبوجود بطلنا لم ينل في تلك البطولة سوى المركز الخامس.

كان يتحسّر على تلك الأيام، فيما كنت أتابع الحوار وأتحسّر على أغلى ما نملك في طفولتنا «أسطورة البطل».

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مسلسلات رمضان 2025.. قناة «on» تروج لـ «فهد البطل»: «العو جه»

روجت قناة «on»، لمسلسل «فهد البطل»، بطولة النجم أحمد العوضي، والمقرر عرضه ضمن موسم مسلسلات رمضان 2025.

وشاركت قناة «on»، صورة أحمد العوضي، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «إنستجرام»، وعلقت عليها: «العو جه، العو حضر، انتظروا مسلسل فهد البطل، بطولة النجم أحمد العوضي، على شاشة ON في رمضان 2025».

View this post on Instagram

A post shared by ON E (@on.e)

أبطال مسلسل فهد البطل

ويشارك الثنائي العوضي وكارولين عزمي في بطولة مسلسل «فهد البطل»، عدد من نجوم الفن أبرزهم: نسرين أمين، عصام السقا، صفوة، أحمد عبد العزيز، صفاء الطوخي، عزت الزين، لوسي، وآخرين، والعمل من تأليف محمود حمدان، وإخراج محمد عبد السلام، وإنتاج شركة سينرجي.

وينتمي مسلسل «فهد البطل» إلى مسلسلات الـ 30 حلقة، وتدور أحداثه في إطار صعيدي شعبي.

تفاصيل مسلسل فهد البطل

وتدور أحداث مسلسل فهد البطل في 30 حلقة بإحدى قرى الصعيد، حيث يعيش فهد، الذي يعمل في مصنع رخام، وتربطه علاقة حب بإحدى الفتيات التي تلعب دورها الفنانة ميرنا نور الدين، ويدخل في مشاكل كثيرة ويذهب للقاهرة باحثا عن لقمة العيش، ويدخل السجن في الحلقات الأولى من العمل.

اقرأ أيضاًمسلسلات رمضان 2025.. قصة مسلسل فهد البطل بطولة أحمد العوضي وعدد الحلقات

مسلسلات رمضان 2025.. تفاصيل شخصية مجدي بدر في «فهد البطل»

مسلسلات رمضان 2025.. ميرنا نور الدين تروج لـ«فهد البطل» مع أحمد العوضي (صورة)

مقالات مشابهة

  • مسلسلات رمضان 2025.. قناة «on» تروج لـ «فهد البطل»: «العو جه»
  • أسطورة آرسنال: محمد صلاح أعظم لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي
  • حمادة هلال في كواليس “المداح” في الفيوم
  • حمادة هلال يتصدر التريند بمسلسل "المداح 5"
  • فييري: العالم أجمع سيتابع الأهلي في بداية مونديال الأندية بسبب ميسي
  • كريستيان فييري: فخور بالتواجد في الأقصر وحضور حفل الأهلي
  • في الذكرى الـ20 لرحيله.. "ثابت" البطل الذي لا ينسى
  • على الله.. حمادة هلال يطرح أول أغاني الموسم الخامس من المداح
  • الأهلي يستقبل أسطورة كرة القدم الإيطالية كريستيان فييري
  • بعد صدمة الاستبعاد.. أسطورة البرازيل ينصح فيرمينو بهذا الأمر