لجريدة عمان:
2024-07-28@07:08:05 GMT

«نوافذ» وذاكرة الكتابة

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

(1)

لعل في الكتابة متعة، لا يعرفها إلا من مارسها، واعتاد عليها، وتمرّس فيها، فصارت كدمٍ يجري في شريانه، يتنفس بها، ويعيش لها، حتى أضحت عكازه في ظلمات الحياة، ومتاهاتها، ولم تغرهِ «وسائل التواصل» الحديثة، بكل مغرياتها، وملذاتها، وغواياتها، ولذلك يظل كثير من الصحفيين مخلصين للكتابة الورقية التقليدية، يكتبون بقلوبهم، ويزدادون عنادا كلما كانت الكتابة صلبة، وحقيقية، وواقعية، فذلك هو قدر الكاتب أينما كان، وحيثما كان.

(2)

أذكر في زمن ما، كانت الأعمدة في الصحف المحلية غير مرحب بها، ولذلك كان الصحفي يكتفي بنقل الأخبار المحلية الرسمية، دون أن يكون له فرصة التعليق عليها، ولم يكن لديه فضاء كتابي يختلف فيه عن غيره، ولا مكان يمارس فيه إبداعه، ويعرض فيه وجهة نظره، فلكل وقت ظروفه التي تحتم على الكاتب أن يتكيف معها، ويستسلم لها، وينسى ـ في خضم نقل الأخبار ـ ذاته المبدعة، وأناهُ المبتكرة.

(3)

كانت صفحة «رسائل القراء» في جريدة عمان في الثمانينيات، والتسعينيات هي النافذة الوحيدة التي يطل فيها القارئ على الآخرين، وكانت معظم تلك الرسائل عبارة عن مطالبات للجهات الحكومية بتنفيذ مشروع ما، أو رصف طريق معين، أو شكوى من مشكلة بسيطة، أو معقدة أحيانا، وكانت الجهات الحكومية ـ في تلك الفترة ـ أكثر تجاوبا، وتفاعلا، وكانت الردود الرسمية كثيرة، وفاعلة في امتصاص حماس أو شكوى المواطن، فكان صدى رسائل الناس أكثر انفتاحا، وتفاعلا منه الآن.

(4)

كنتُ في تلك الفترة مشرفا على صفحة «رسائل القراء»، ولأن الصحفيين هم في الأساس «قراء» بشكل أو بآخر، فقد تم اقتراح عمل عمود بعنوان «نوافذ» ضمن الصفحة، يكتب فيه كتاب جريدة عمان نتاجاتهم الأدبية، والفكرية، وينفسّون فيه عن إبداعاتهم، وعطاءاتهم الكتابية، فكتب في ذلك العمود المستحدث كتاب كثيرون منهم: حمود بن سالم السيابي «مدير التحرير» آنذاك، ومحمد اليحيائي، والمرحوم علي حاردان، ومحاد المعشني، وسعيد النعماني، وعوض باقوير، وسالم الناعبي، وعبدالله شامريد، وحيدر عبد الرضا، وأحمد بن سالم الفلاحي وغيرهم، إضافة إلى الزملاء العرب المشتغلين في الجريدة في ذلك الوقت، وكان لكل كاتب يوم محدد يكتب فيه مقاله، فكان الجميع حريصا على التواجد، والحضور.

(5)

وظل عمود «نوافذ» بعد تلك «الحقبة الذهبية»، متواجدا، ومتواصلا في جريدة عمان، وانتقل من صفحة «رسائل القراء» إلى الصفحة الأخيرة، ليحكي فصلا من أهم فصول الكتابة الصحفية في الصحافة المحلية، ويوثّق لمسيرة مهمة من نتاج المقالات.. وها هو يواصل تقديم رسالته بأقلام صحفية واعية، وناضجة.

(6)

هكذا هي الكتابة، شغف لا ينتهي، ومضامين لا تعترف بالحدود، يمارس فيها الكاتب هوايته الأثيرة في تكوين الرأي العام، وتشكيل التوجه المعرفي والكتابي الذي لا ينضب.

فتحية لكل كاتب يحاول أن يمارس متعة الإبداع، ويعيد كتابة ذاته، ويعمل لبناء وطنه العظيم، دون أن يفقد حلمه، وأمله في التغيير نحو الأفضل، والأجمل.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

“في جعبتي حكاية” بجمعية أدباء الأحساء

أعلنت جمعية أدباء الأحساء عن برنامجها الصيفي ( في جعبتي حكاية ) وهو برنامج أدبي إثرائي مجاني ينطلق من يوم 2 حتى يوم 4 من شهر صفر 1446 من الساعة الخامسة حتى الثامنة مساء ينفذه ‏د. ماهر المحمود ، و د. مريم الدوغان في مقر الجمعية .

وذكر رئيس جمعية أدباء الدكتور محمود آل ابن زيد أن البرنامج تم انتقاؤه للشباب والفتيات بعناية في إجازة الصيف ليكون محطة علمية ولغوية وأدبية وارفة، وهو مبادرة قدمتها لجنة التراث الأدبي بجمعية أدباء في الأحساء، تسعى من خلالها إلى تحقيق جملة من الأهداف الأدبية والقِيَمية أبرزها : تقريب الأمثال العربية بأساليب متنوعة.

• التعريف بقصة المثل العربي، أسباب نشأته، وأبرز خصائصه اللفظية ودلالاته القيمية.

• تعزيز الدافعية نحو القراءة الأدبية.

• تدريب المشاركين على مهارات الفهم القرائي، التلخيص والاختصار، وتنمية هذه المهارات.

• توسيع القاموس اللغوي والتعرف على أساليب التعبير في اللغة العربية.

• تحديد الخصائص العامة للغة المثل العربي وتمييزها.

• توضيح مفهوم المثل والفرق بينه وبين الحكمة.

• التعريف بأبرز كتب الأمثال العربية القديمة.

• تدريب المشاركين على مهارات القراءة والبحث في مصادر الأمثال العربية القديمة.

• التعرف على أبرز الأمثال العربية القديمة المرتبطة بقصص أو حكايات.

• حفظ بعض الأمثال العربية وتطبيقها في التحدث والكتابة الأدبية والثقافية والإبداعية.

• تحسين جودة الكتابة الأدبية والإبداعية.

والجمعية تسهم بهذا البرنامج المتميز في الإجازة الصيفية إيمانًا منها بأهمية اقتناص الفرص المناسبة للمساهمة في صناعة الأديب والكاتب والشاعر والناقد والراوي، وتعليمهم ما يعينهم من علوم العربية وآدابها على تحسين الممارسات الأدبية الإبداعية وتجويدها، وتمكينهم من مهارات الكتابة في مختلف الأجناس الأدبية .

كما أبان منفذا هذا البرنامج رئيس لجنة التراث في الجمعية الدكتور ماهر المحمود، والدكتورة مريم الدوغان: أن البرنامج الصيفي ( في جعبتي حكاية ) سيُقدم وفق استراتيجيات التدريس الحديثة ( استراتيجية التعلم التعاوني واستراتيجية تدريب الأقران ) مشتملًا على معارف ومهارات متنوعة، منها : المهارات الإدراكية، ومهارات القراءة والفهم القرائي، ومهارة الكتابة، ومهارة البحث العلمي، ومهارة التلخيص والاختصار، ومهارة التحدث والإلقاء والحوار، آخذًا بأساليب التقويم المتنوعة، كالعرض والتقديم الشفهي ، وكتابة المقال الأدبي، وإعداد الملخصات ، والاختبار، وتقديم ورقة العمل.

وقد تقدم للتسجيل في هذا البرنامج – ولله الحمد – عشرات من الفتيان والفتيات للإفادة من معطياته مما يدل على وعي الجيل الناشىء في مملكتنا الغالية بأهمية هذا النوع من البرامج المفيدة والنافعة.

جريدة الرياض

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مكتبة الإسكندرية تستضيف الكاتب أحمد المنزلاوي في ورشة تدريبية غدًا
  • اقرأ غدا في جريدة الوفد.. مطالب شعبية بمعاقبة "تجار الأزمات"
  • الكتابة في زمن الحرب (33): ضرورة تعليم المرأة في السودان 
  • رواية المُمَوِّه.. شعرية الحدث والسرد العربي القصير
  • اقرأ غدا في جريدة الوفد.. الوقود يربك الأسواق
  • “في جعبتي حكاية” بجمعية أدباء الأحساء
  • عرض رسائل الأميرة «ديانا» للبيع في مزاد علني.. كتبتها بخط يديها
  • اقرأ غداً في جريدة الوفد.. "نتنياهو" يعظ
  • مصطفى عبيدو: ثورة 23 يوليو انتصرت للفلاح المصري
  • ختام ورشة حرفية الكتابة الإبداعية بمركز الثقافة السينمائية.. صور