لجريدة عمان:
2025-02-22@21:34:42 GMT

«نوافذ» وذاكرة الكتابة

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

(1)

لعل في الكتابة متعة، لا يعرفها إلا من مارسها، واعتاد عليها، وتمرّس فيها، فصارت كدمٍ يجري في شريانه، يتنفس بها، ويعيش لها، حتى أضحت عكازه في ظلمات الحياة، ومتاهاتها، ولم تغرهِ «وسائل التواصل» الحديثة، بكل مغرياتها، وملذاتها، وغواياتها، ولذلك يظل كثير من الصحفيين مخلصين للكتابة الورقية التقليدية، يكتبون بقلوبهم، ويزدادون عنادا كلما كانت الكتابة صلبة، وحقيقية، وواقعية، فذلك هو قدر الكاتب أينما كان، وحيثما كان.

(2)

أذكر في زمن ما، كانت الأعمدة في الصحف المحلية غير مرحب بها، ولذلك كان الصحفي يكتفي بنقل الأخبار المحلية الرسمية، دون أن يكون له فرصة التعليق عليها، ولم يكن لديه فضاء كتابي يختلف فيه عن غيره، ولا مكان يمارس فيه إبداعه، ويعرض فيه وجهة نظره، فلكل وقت ظروفه التي تحتم على الكاتب أن يتكيف معها، ويستسلم لها، وينسى ـ في خضم نقل الأخبار ـ ذاته المبدعة، وأناهُ المبتكرة.

(3)

كانت صفحة «رسائل القراء» في جريدة عمان في الثمانينيات، والتسعينيات هي النافذة الوحيدة التي يطل فيها القارئ على الآخرين، وكانت معظم تلك الرسائل عبارة عن مطالبات للجهات الحكومية بتنفيذ مشروع ما، أو رصف طريق معين، أو شكوى من مشكلة بسيطة، أو معقدة أحيانا، وكانت الجهات الحكومية ـ في تلك الفترة ـ أكثر تجاوبا، وتفاعلا، وكانت الردود الرسمية كثيرة، وفاعلة في امتصاص حماس أو شكوى المواطن، فكان صدى رسائل الناس أكثر انفتاحا، وتفاعلا منه الآن.

(4)

كنتُ في تلك الفترة مشرفا على صفحة «رسائل القراء»، ولأن الصحفيين هم في الأساس «قراء» بشكل أو بآخر، فقد تم اقتراح عمل عمود بعنوان «نوافذ» ضمن الصفحة، يكتب فيه كتاب جريدة عمان نتاجاتهم الأدبية، والفكرية، وينفسّون فيه عن إبداعاتهم، وعطاءاتهم الكتابية، فكتب في ذلك العمود المستحدث كتاب كثيرون منهم: حمود بن سالم السيابي «مدير التحرير» آنذاك، ومحمد اليحيائي، والمرحوم علي حاردان، ومحاد المعشني، وسعيد النعماني، وعوض باقوير، وسالم الناعبي، وعبدالله شامريد، وحيدر عبد الرضا، وأحمد بن سالم الفلاحي وغيرهم، إضافة إلى الزملاء العرب المشتغلين في الجريدة في ذلك الوقت، وكان لكل كاتب يوم محدد يكتب فيه مقاله، فكان الجميع حريصا على التواجد، والحضور.

(5)

وظل عمود «نوافذ» بعد تلك «الحقبة الذهبية»، متواجدا، ومتواصلا في جريدة عمان، وانتقل من صفحة «رسائل القراء» إلى الصفحة الأخيرة، ليحكي فصلا من أهم فصول الكتابة الصحفية في الصحافة المحلية، ويوثّق لمسيرة مهمة من نتاج المقالات.. وها هو يواصل تقديم رسالته بأقلام صحفية واعية، وناضجة.

(6)

هكذا هي الكتابة، شغف لا ينتهي، ومضامين لا تعترف بالحدود، يمارس فيها الكاتب هوايته الأثيرة في تكوين الرأي العام، وتشكيل التوجه المعرفي والكتابي الذي لا ينضب.

فتحية لكل كاتب يحاول أن يمارس متعة الإبداع، ويعيد كتابة ذاته، ويعمل لبناء وطنه العظيم، دون أن يفقد حلمه، وأمله في التغيير نحو الأفضل، والأجمل.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

إذاعة : الأسرى المستلمة جثثهم كانوا بمنطقة عمل الجيش فيها 4 أشهر

قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الخميس 20 فبراير 2025، إن الأسرى الأربعة الذين تم تسليم جثثهم اليوم، كانوا محتجزين في منطقة شرق خان يونس، حيث عملت قوات الجيش لمدة 4 أشهر.

وقالت إذاعة الجيش: "شيري، وأرييل، وكفير، وعوديد، الذين ستتم إعادتهم اليوم، اختطفوا وتم احتجازهم على ما يبدو في منطقة شرق خان يونس؛ وعملت قوات الجيش الإسرائيلي في المنطقة لمدة أربعة أشهر تقريبا".

وتتقاطع هذه المعلومة مع رسائل نشرتها " حماس " في الساعات الماضية وتم نشرها في الإعلام العبري بأنهم قتلوا في هجمات جوية إسرائيلية على غزة .

لكن الجيش الإسرائيلي أبقى الحسم في هذه القضية للتشريح الطبي الذي سيجري اليوم.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "سيتم نقل الجثامين في مواكب عسكرية إلى معهد الطب الشرعي في أبو كبير (جنوب تل أبيب)، حيث ستخضع الجثامين لعملية التحقق من الهوية وتحديد سبب الوفاة، والتي قد تستغرق حتى 48 ساعة".

ونقلت عن الجيش الإسرائيلي قوله إن "التحقيقات ستسعى إلى تحديد سبب وفاة المختطفين بشكل دقيق".

من جهتها، نقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن الجيش الإسرائيلي قوله: "عودة الأم وطفليها في التوابيت هي فشل للجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل".

وقالت الصحيفة:" اليوم سنقبل حقيقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يجد صعوبة في الموافقة عليها: لم يف بوعده، لكن هذه هي الحقيقة – لم ننتصر في غزة. لم يحقق الجيش الإسرائيلي النصر".

والأربعاء، قال أبو عبيدة، متحدث "كتائب القسام"، الذراع المسلح لحركة "حماس"، إن جثامين الأسرى الإسرائيليين الأربعة الذين ستسلمهم الخميس، كانوا أحياء عندما أسرتهم، لكن جيشهم قتلهم بعد تعمد قصف أماكن احتجازهم خلال حرب الإبادة على قطاع غزة.

والخميس سلمت كتائب القسام، جثامين 4 أسرى إسرائيليين في قطاع غزة إلى الصليب الأحمر الدولي، في منطقة بني سهيلا بخان يونس جنوب غزة، ضمن الدفعة السابعة من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار..

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية هل ينفذ نتنياهو المرحلة الثانية من اتفاق غزة؟ - إشارات إسرائيلية متناقضة الكنيست يصادق بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون يستهدف المنظمات الحقوقية قناة: خطة إسرائيلية لتهجير الغزيين خلال حرب وليس أثناء وقف إطلاق نار الأكثر قراءة صحة غزة: وصول مستشفيات القطاع 17 شهيدا آخر 24 ساعة التنمية في غزة تصدر إعلانا مهما للعائدين إلى شمال القطاع إذاعة الجيش الإسرائيلي: دخول الكرفانات والمعدات الثقيلة إلى غزة "مسألة وقت" توجه لعقد مؤتمر دولي لدعم خطة الحكومة الفلسطينية بشأن غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • تيار الصدر يرد على المالكي: لن نشارك بأي حكومة فيها إطار
  • سقوط سارقي نوافذ مدرسة بالبدرشين فب قبضة الأمن
  • مقتل شخص في هجوم بطائرات مسيرة في أوكرانيا
  • ضبط عاطلين أثناء سرقة نوافذ مدرسة في البدرشين
  • صناع الأمل.. قصص إنسانية وأثر لا يمحى من حياة وذاكرة الملايين
  • الخسارة..! بعد الطرد.. كم مباراة سيغيب فيها دوران عن النصر؟
  • وما ذنب المساجد تحرقونها وتمنعوا الناس الصلاة فيها ؟!!
  • فلسطين تبعث رسائل لمسؤولين أمميين حول تكثيف العدو الصهيوني اعتداءاته على الضفة بما فيها القدس
  • محافظ ريف دمشق يطلع على واقع بلدة عين الفيجة وحجم الأضرار فيها
  • إذاعة : الأسرى المستلمة جثثهم كانوا بمنطقة عمل الجيش فيها 4 أشهر