القدس المحتلة-سانا

جدد المكتب الإعلامي في غزة تحذيره من تداعيات استمرار جريمة منع إدخال المساعدات والغذاء والمستلزمات الطبية إلى قطاع غزة المنكوب وإغلاق المعابر بشكل كامل، مؤكداً أن ذلك يأتي في إطار تعميق المجاعة واستمرار جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق أهالي القطاع منذ 278يوماً.

وقال المكتب في بيان له اليوم: إن منع إدخال المساعدات والمستلزمات الطبية إلى قطاع غزة منذ 65 يوماً يهدد حياة آلاف الأطفال والمرضى ويضع مصيرهم على المحك، مشدداً على أنها جريمة تاريخية وقانونية تدل على مدى الانحطاط الأخلاقي الذي يجعل دولا مختلفة تصطف إلى جانب العدوان الإسرائيلي وتشارك في الكارثة الإنسانية بالقطاع.

وحمّل المكتب الإدارة الأمريكية والدول المشاركة في الحرب على غزة المسؤولية الكاملة عن استمرار جريمة التجويع ضد الشعب الفلسطيني في القطاع والتي تأتي في إطار جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة، مؤكداً أن تصاعد سياسة التجويع التي تنتهك القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية سيكون لها أثر كارثي على المنطقة برمتها.

وطالب المكتب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختلفة وكل دول العالم الحر بوضع حد لسياسة التجويع ومسألة تعميق المجاعة بحق المدنيين والأطفال والنساء والمرضى في القطاع، ووقف حرب الإبادة بشكل فوري وعاجل قبل فوات الأوان.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

شمال قطاع غزة.. قصص من الصمود الزراعي في وجه الاحتلال

غزة- "الزراعة بتجري بدمي" يقولها المهندس الزراعي الشاب يوسف أبو ربيع ليفسر عودته لاستصلاح أرض زراعية تملكها عائلته في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، متعاليًا على مخاطر إسرائيلية جمة ومتحديا أزمات مركبة.

يدرك أبو ربيع (24 عاما) هذه المخاطر والأزمات، ويقول للجزيرة نت إن "فاتورة عشقي للزراعة قد تكون باهظة وثمنها دم"، لكنه في الوقت نفسه يشعر بكثير من الفخر والرضى عن نفسه وأسرته التي تتوارث مهنة الزراعة جيلا بعد جيل، لنجاحهم في استصلاح مساحة من الأراضي الزراعية رغم الدمار الهائل والعزلة التي يفرضها الاحتلال على مناطق شمال القطاع.

بعد محطات كثيرة في رحلة النزوح التي أجبرت أسرة أبو ربيع عليها مع الساعات الأولى لاندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع عقب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، اتخذت قرارها الممزوج بكثير من الجرأة والمغامرة بالعودة إلى منزلها وأراضيها في بلدة بيت لاهيا، التي كانت واحدة من محاور التقدم الأولى للاحتلال في اجتياحه البري.

وزارة الزراعة تشيد بمبادرات استصلاح الأراضي رغم أنها غير كافية من أجل إنهاء المجاعة في شمال قطاع غزة (الجزيرة)  عودة للجذور

لا تزال هذه الأسرة (8 أفراد) ترفض مجرد التفكير في مغادرة شمال القطاع والنزوح نحو جنوبه، وقد نجا يوسف بأعجوبة من عدة استهدافات إسرائيلية، ويحسم موقفه بكلمات معدودة "لو أراد الله لي الشهادة فلتكن هنا .. أريد أن أدفن في أرضي".

في فبراير/شباط الماضي تلمس يوسف وأسرته خطواتهم الأولى نحو العودة للزراعة، ورغم ما لهذه الأسرة من خبرة كبيرة في هذا المجال فإن الزراعة من العدم وبلا أي مقومات ومع الخطر الشديد جراء التوغل البري الإسرائيلي والتحليق المكثف للطيران "كانت مهمة مستحيلة بل وقاتلة" كما يصفها يوسف، ويقول "عندما عدنا هنا كان الدمار في كل مكان ولا أثر لمقومات الحياة".

بإعادة تدوير محصول أصابه الجفاف، وفي حديقة منزلية مدمرة، نجح يوسف في تأسيس "مشتل صغير" وإنتاج أشتال من الفلفل والباذنجان، ومن هنا بدأت حكاية "الصمود بالزراعة"، وبحسب يوسف فإن التفكير بالعودة للزراعة جاء بعد أسابيع من المعاناة للبقاء على قيد الحياة وكمن "ينحت في الصخر" عبر البحث عن مصدر للمياه، والاعتماد على النباتات البرية كطعام رئيسي.

وينظر هذا المهندس الزراعي الشاب للزراعة في زمن الحرب كرسالة حياة، ويقول "النباتات بلونها الأخضر تمنحنا طاقة إيجابية، وأننا سنمر من هذه المحنة، وتؤكد قدرتنا على إعمار البلد من جديد".

الملوخية تنمو وسط الدمار الهائل في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (الجزيرة) نجاح رغم الدمار

ومع شعوره بالفخر بما حققه من إنجاز خلال الشهور القليلة الماضية تنتاب يوسف مخاوف من الاستهداف الإسرائيلي، أو إجباره وأسرته على الرحيل، وتجريف أراضيهم الزراعية، وبرأيه فإن الشعور بالخوف وعدم الاستقرار يتعارض مع الزراعة، "ولكن لا بديل أمامنا سوى الزراعة للنجاة من المجاعة ومحرقة الحرب".

وتتجاوز مساحة الأراضي الزراعية التي ساهم يوسف وأسرته في استصلاحها وإعادة زراعتها من جديد زهاء 200 دونم (الدونم ألف متر مربع)، وبكثير من الحماسة يتحدث يوسف عن "استجابة كبيرة" من المزارعين للعودة إلى أراضيهم الزراعية رغم ما لحق بها من دمار، ويضرب المثل بمزارع وأبنائه دفنوا بأيديهم 3 حفر عميقة أحدثتها صواريخ مقاتلة إسرائيلية داخل أرضهم وأعادوا زراعتها.

 

ولا يبالغ يوسف في تأثير هذه المساحات ومساهمتها في مواجهة ما يصفها بـ"المجاعة الحقيقية" التي تعصف بمئات آلاف الفلسطينيين في شمال القطاع، غير أنه في الوقت نفسه يأمل لو استمرت واتسعت لتغطي 50% من الاحتياجات.

ويقدر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن الاحتلال أخرج 75% من المساحة الإجمالية للأراضي الزراعية في القطاع عن الخدمة خلال الشهور الماضية منذ اندلاع الحرب.

رغم المخاطر والصعاب نجح يوسف أبو ربيع في زراعة 50 دونما من الباذنجان باستخدام أشتال منزلية (الجزيرة)

وتتركز المساحة الكبرى من المساحات الزراعية في المناطق المحاذية للسياج الأمني الإسرائيلي في شرق القطاع وشماله، حيث يتعذر على المزارعين الوصول لأراضيهم في تلك المناطق منذ اندلاع الحرب لخطورتها، إضافة إلى الاستهداف المباشر لمساحات أخرى بالقصف والتجريف.

وتعاني أسرة أبو ربيع وغيرها من المزارعين في شمال القطاع من التكاليف الباهظة للزراعة، نتيجة الصعوبة البالغة في الوصول للمياه، وعدم توفر البذور والأشتال والأسمدة، "ما فعلناه حتى اللحظة هو المستحيل نفسه، أن نزرع من العدم وفي ظروف خطرة وغير ملائمة"، يقول يوسف.

زراعة لمقاومة المجاعة

"تحدينا الظروف الصعبة والخطرة"، يضيف يوسف وهو يتحدث عن تجربة الزراعة المنزلية، التي باتت بنظر أهالي الشمال سبيلهم الوحيد لمقاومة المجاعة وتعزيز صمودهم وبقائهم على قيد الحياة.

يوسف أبو ربيع أنتج وأسرته آلاف الأشتال الزراعية التي ساهمت في زيادة رقعة الأراضي الزراعية المستصلحة شمال قطاع غزة (الجزيرة)

نحو 300 أسرة حتى اللحظة خاضت تجربة الزراعة المنزلية، غالبيتها ليس لديها أي خبرات أو تجارب زراعية سابقة، ويصف يوسف إقبال الأسر على الزراعة بأنه "رهيب"، ويقول "منذ يومين ساعدنا 20 أسرة في مخيم جباليا بالأشتال، ومن شدة سعادته وأمله قال لي رجل: هذه الشتلة هي أملنا في مواجهة المجاعة".

وفي مركز إيواء يؤوي 200 أسرة مكونة من زهاء 600 فرد بادر شبان لزراعة مساحة ليست كبيرة من الأرض بالباذنجان والملوخية، ونجحوا في الإنتاج وتناولوا من المحصول.

ويقدر الناطق باسم وزارة الزراعة في غزة المهندس محمد أبو عودة أن نحو 500 دونم تم استصلاحها في شمال القطاع بالفترة الأخيرة وزراعتها بالخضراوات، إضافة إلى مساحات من الأراضي المزروعة بأشجار الفواكه وحافظ المزارعون عليها.

يشعر يوسف أبو ربيع بفخر ورضى لإعادة الحياة إلى أرض عائلته المدمرة في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (الجزيرة)

وهذه المساحات -بحسب حديث أبو عودة للجزيرة نت- هي التي توفر الكميات الشحيحة من الخضراوات والفواكه في الأسواق، وبأسعار باهظة وجودة متدنية، بسبب "الظروف غير المثالية في عمليات الإنتاج الزراعي"، فمثلًا كيلو الفلفل الأخضر يصل ثمنه 400 شيكل (حوالي 110 دولارات) وكيلو الباذنجان يباع بنحو 80 شيكلًا (حوالي 22 دولارا).

ويقول المسؤول في وزارة الزراعة إن مبادرات شبابية أو شخصية تقف غالبا وراء عمليات استصلاح الأراضي الزراعية في شمال القطاع، وبدعم مؤسسات لإعادة عجلة الإنتاج الزراعي، غير أنه يقول إن المساحات حتى اللحظة ليست كبيرة لتنهي المجاعة.

مقالات مشابهة

  • طائرات الاحتلال ومدفعيته تواصلان ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بغزة في اليوم 296 للعدوان
  • الأورومتوسطي: التهجير وقتل النازحين يعكس إصرار العدو الصهيوني على الإبادة الجماعية
  • نتنياهو يطرح تحفظات لإنشاء آلية تمنع الفلسطينيين من التوجه لشمالي غزة
  • الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: التهجير القسري للفلسطينيين يعكس إصرار الاحتلال على جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة
  • المجتمع الدولي متواطئ مع الاحتلال الإسرائيلي.. الإغاثة الطبية في غزة تستنكر
  • الإغاثة الطبية الفلسطينية تستنكر تواطؤ المجتمع الدولي مع الاحتلال الإسرائيلي
  • المكتب الإعلامي في غزة يدين مجزرة الاحتلال في دير البلح ويحمل الإدارة الأمريكية المسؤولية
  • وفاة شاب فلسطيني في غزة جراء سوء التغذية (صورة)
  • القنابل والأمراض تحاصر أطفال غزة.. مسؤول أممي يحذر من تفاقم الأوضاع في القطاع
  • شمال قطاع غزة.. قصص من الصمود الزراعي في وجه الاحتلال