قال الشيخ  خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن الدين الإسلامي يتعامل مع الحضارة والواقع وجاء لوصل الإنسان بواقعه الإنساني، وتأكيد بشريته، على ضوء من القيم الأخلاقية، وأسس لا تهاون فيها.

وأشار عضو المجلس الأعلى  للشئون  الإسلامية، خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال"، برنامج "لعلهم يفقهون"، المُذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء، إلى أن هناك بعض المشاكل التي تواجه الإنسان وتفسد الذوق العام وبعض القيم الأخلاقية، من بينها الانحراف الأخلاقي، وليس الانحراف الدعوي.

وأكد أنه عند الاستماع إلى الشخص المنحرف أخلاقيًا لأصحاب الدعاوي المنحرفة، سيكون من السهل عليه أتباعهم لأن لديه القابلية من البداية.

وشدد  على ضرورة الاهتمام والتركيز الشديد بتربية ونشأة الأطفال؛ لأن سوء التربية ينتج عنه سوء الأخلاق، وينتج عنه الانحراف عن المسار الصحيح أخلاقيا ودينيا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشيخ خالد الجندي الدين الإسلامي الإنسان القيم الأخلاقية حوار الأجيال المشاكل

إقرأ أيضاً:

أمين عام الأعلى للشؤون الإسلامية: لا بد من التمييز بين ما نأخذه من حضارة الغرب

ألقى الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، كلمة وزارة الأوقاف، نيابة عن معالي الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، وذلك خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر: “التغريب في العلوم العربية والإسلامية – المظاهر – الأسباب – سبل المواجهة”، والذي تعقده كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، برعاية من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.


ونقل الأمين العام تحيات  وزير الأوقاف، وتقديره للقائمين على تنظيم المؤتمر، واستهل كلمته بقوله: إن بساط العلوم والمعارف تدور في فلكه البشرية بين سيرة ومسيرة، في أصلٍ يدندن بأوتاره حول التعارف واللقاء، بلا بينونة أو فراق، وسُنّة الله جرت بين خلقه دائرة بين هداية وتوفيق.


مؤكدًا أن الهيمنة البشرية قسمة أزلية لأنفسٍ غلبت عليها شقوتها، فاستحبّت العمى على الهدى، وقد خَلَت في تاريخ البشرية المثُلات، (وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا العَالِمُونَ).


وشدّد الدكتور بيومي على أن التلاقح المعرفي أمرٌ حتمه الاجتماع البشري، في عموميات جمعه، وطلبه الإنسان حسب مقتضياته وعقله، دون تذويب لهوية أو ذوبان لماهية، بل إن حقيقة الأمر وواقعه امتزاج معرفي يحفظ للإنسان كينونته، وللمجتمع خصوصيته، على بساط من التعارف يلتقيان، وبرزخٍ محددٍ لا يبغيان.


وبيَّن أن من وعى التاريخ في قلبه، فقد أضاف عمرًا إلى عمره، وأن من لم يعتبر بالناس اعتبر الناسُ به، ومن لم يتدبّر في العواقب أصبح من النادمين.


كما شدّد على أن التغريب -في إطار التنظير وواقعه المعرفي- تتخطف الأفئدة من حوله ما بين رفضٍ وقبولٍ، مؤكدًا أنه لا بد من تجاوز “الماهيات” في أبجديات صياغته، وقد كانت لنا من قبل تذكرة {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ}.


وأضاف أن الغرب، في حضارته، لا يمكن أن يدور بين اكتمال وتمام وخلود، ومن ثم فلا بد من موضوعية في الأخذ والعطاء، وإيجابية في التميز والاختيار.


وأوضح أن أي أمة ألقت بماضيها وتخلّت لهي فاقدة لهويتها في حاضرها، متحوّلة إلى تشيئات مفعولة، لا فاعلة؛ وفرقٌ بين فاعلٍ يفاخر بإرثه وذاته في فتوة تطهّر البشرية من آثامها، قارِعًا سمعَ الزمانَ قائلًا: {هَاؤمُ اقْرُؤُوا كِتَابِيَهْ}.


وتبقى الحقيقة الدامغة في مسيرة التاريخ وأبجديات الحضارة: لا وجود لذوات مشوهة تاهت عن كينونتها في مسالك الزمان ودروبه، بتقليدٍ أعمى أسلمت فيه نفسها إلى غيرها، وتغريبٍ ارتضت بذاتها فيه الثرى وقد طاولت في مسيرة أيامها الثريا، وكأني بصوت الذات في تيهها وتحينها تقول:
لَمْ يَبْرَأِ الجَرْحُ، لَمْ تَهْدَأْ عَوَارِضُهُ
وَإِنْ غَدَتْ فِي خَرِيفِ العُمْرِ أَحْزَانَا
قَدَّمْتَ عُمْرَكَ لِلأَحْلَامِ قُرْبَانًا
فَهَلْ خَانَكَ الحُلْمُ؟ أَمْ أَنْتَ الَّذِي خَانَا؟
ثم أكد أن أمة فتية استعصت على الذوبان في ماضيها، قادرة على صناعة المعجزات في حاضرها، مستحقة للخلود في مستقبلها، في اقترانٍ وجودي بخلود كتابها، وهدي نبيها صلى الله عليه وسلم. وكأن انعكاسات الحفظ الإلهي قد ألقت بظلالها عليها، من أنوار قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، فلا خوف عليها، وقلبها النابض أرض الكنانة والمكانة.
فَلَا تَوَسُّطَ عِنْدَنَا، لَنَا الصَّدْرُ دُونَ العَالَمِينَ أَوِ القَبْرُ
تَهُونُ عَلَيْنَا فِي المَعَانِي نفوسُنا، ومن يخطب الحسناء لم يغلِه المهر
مختتمًا كلمته بهذه الكلمات المدوية: "هنا، ومن قلبِ الأصالة والحضارة، من الأزهر المعمور، جاءت نعلنها واضحة: لا تهجير ولا هجران؛ حقيقةٌ ارتضاها قائدنا، وآمنت بها قلوبنا، والأزهر بأبنائه من وراء وطنهم ناصر وظهير، يهتف في سمع الزمان:
دع المداد وسطر بالدم القاني وأسكت الفم واخطب بالفم الثاني
فم الحق في صدر العداة له من الفصاحة ما يزري بسحبان
يا أزهر الخير قدها اليوم عاصفة فإنما أنت من نور وقرآن
مؤكدًا على أن مواجهة التغريب تتطلب تضافر الجهود بين المؤسسات الدينية والعلمية والثقافية، وضرورة العمل على تعزيز الانتماء للغة العربية وتراثها، مع الانفتاح الواعي على العالم دون ذوبان أو تبعية.


وأهدى الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر والدكتور رمضان حسان عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين درع كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين للأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف تقديرًا لجهوده الدعوية، وتسلمه نيابة عنه الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

مقالات مشابهة

  • من غير جدل عقلي.. خالد الجندي يكشف أسهل رد على الملحدين
  • هل نشعر بالوقت بين الموت ويوم القيامة؟.. خالد الجندي يجيب
  • أمين عام الأعلى للشؤون الإسلامية: لا بد من التمييز بين ما نأخذه من حضارة الغرب
  • التليفزيون المصري يسجل حلقات جديدة من برنامج "حديث الروح بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية"
  • خالد الجندي: بعض الناس يستهين بالذنوب والمعاصي.. فيديو
  • خالد الجندي: هذه الأمور تجعلك تستحي من ارتكاب ذنب صغير.. فيديو
  • خالد الجندي: كيف للإنسان أن يرتكب ذنبًا والله يراه في كل مكان؟
  • خالد الجندي: الضرب جاء 14 مرة في القرآن وليس له علاقة بالزوجات.. فيديو
  • الأعلى للشئون الإسلامية يطلق مبادرة لتعارفوا للطلاب الوافدين
  • الأعلى للشئون الإسلامية يشارك في الدورة الثانية لمعرض شلاتين للكتاب