عاودت ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، تهديد الملاحة الدولية في مياه البحر الأحمر، عقب نحو أسبوع من توقف الهجمات الإرهابية التي تشنها هذه الميليشيات بإيعاز من إيران لضرب أمن واستقرار هذا الممر المائي الهام.

وتعرضت سفينة تجارية لهجوم صاروخي شنته الميليشيات الحوثية أثناء مرورها قبالة ميناء المخا، الواقع على الساحل الغربي، دون حدوث أية أضرار.

وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية في بلاغ صحفي، الأربعاء، إن سفينة تجارية تعرضت لهجوم على بعد 40 ميلاً بحرياً جنوب ميناء المخا في اليمن. موضحة أن ربّان السفينة أبلغ عن حدوث انفجار على مقربة منها، دون أن يلحق بها أو بطاقمها أية أضرار، و"تواصل طريقها باتجاه الميناء التالي".

وأكدت الهيئة البحرية أن السلطات تقوم بالتحقيق في الحادثة وتواصل مراقبة الوضع في المنطقة تحسباً لأية حوادث جديدة أو معلومات عنها.

هجمات عشوائية

وباتت ميليشيا الحوثي تشن هجماتها بشكل عشوائي ضد السفن التجارية المارة قبالة سواحل اليمن، في محاولة منها لإثبات حضورها إعلامياً، دون أن يكون لتلك الهجمات أي أضرار أو أثر في ظل الردع البحري الذي تقوده الولايات المتحدة والقوات البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي في خليج عدن والبحر الأحمر.

وبعد توقف أسبوع عن شن أي هجمات، أطل ناطق الميليشيات العسكري يحيى سريع بإعلان مسؤولية جماعته عن قصف 3 سفن في البحر العربي وخليج عدن وذلك بالصواريخ والمسيرات. مدعياً أن قواتهم استهدفت سفينة الشحن التجارية ماراثوبوليس في بحر العرب وسفينة باتناري في خليج عدن وبحر العرب وذلك بعدد من الطائرات المسيرة. بالإضافة إلى استهداف سفينة تابعة لشركة النقل البحري العالمية "ميرسك" وتدعى "ميرسك سنتوسا" وذلك في بحر العرب.

وكان آخر هجمات أعلنت عنها مطلع يوليو، وطالت سفينة (MSC Unific) في البحر العربي، و(Delonix) بالبحر الأحمر، و(Anvil Point) في المحيط الهندي، و(Lucky Sailor) في البحر المتوسط. ورغم الهجمات المسجلة والمعلنة إلا أن الميليشيات الحوثية فقدت قدراتها العسكرية في تحقيق أهدافها أو الوصول إلى السفن التي تحظى بحماية وتأمين من القطع البحرية التابعة للقوات الدولية المشاركة في حفظ أمن وسلامة البحر الأحمر.

ردع عسكري 

في المقابل أكد الجيش الأميركي المشارك ضمن عملية "حارس الازدهار" استمرار عملياته الرامية إلى تأمين خطوط الملاحة الدولية وردع الهجمات الحوثية التي تطال السفن التجارية. 

وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان صحفي، الأربعاء: "خلال الـ24 ساعة الماضية، نجحت قواتنا في تدمير طائرة بدون طيار تابعة للحوثيين المدعومين من إيران، في منطقة تسيطر عليها الجماعة في اليمن".

وأضاف البيان إن الطائرة المسيّرة كانت تمثل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، وقد "تم اتخاذ هذا الإجراء لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً".

ومنذ مطلع يوليو الجاري، تمكنت القوات الأمريكية من تدمير 4 مواقع للرادار في مناطق سيطرة الحوثيين، و4 زوارق مسيّرة، وثلاث طائرات بدون طيار، فيما دمرت القوات الأوروبية المشاركة ضمن عملية أسبيدس طائرتين آخريتين.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

من قلب البحر الأحمر.. اليمن يتوشّح النصر ويكسر الكبرياء الأمريكي

يمانيون../
تتصاعَــدُ ضرباتُ المجاهدين الأبطال في البحر الأحمر، لترسمَ معادلاتٍ جديدةً في ميادين المواجهة، وتضعُ الأساطيلَ الأمريكية أمام اختباراتٍ قاسية كشفت ضَعفَها، وكسرت كبرياءَها، وأربكت استراتيجياتِها.

من اليمن أعلنت القواتُ المسلحة جديدَ عملياتها، فبات البحرُ الأحمر ليس كما كان، كما لم تعد الحاملات الأمريكية الأُسطورية تجوبُ مياهَه آمنةً مطمئنةً؛ خوفًا من بأس اليمن الثائر.

وما بين حيرة السياسيين وغموض تصريحات العسكريين في واشنطن، برز اليمنيون مجدّدًا كلاعبٍ لا يمكن تجاهله في المنطقة، بضرباتٍ محسوبة، وإرادَة لا تلين، ونجحوا في فرض واقعٍ عسكري جديد.

هشاشة القوة المزعومة.. أمريكا قشة:

في المشهد؛ وأثناء تحضُّرِها لشنِّ عدوانٍ جديد، انهالت الصواريخُ اليمنية، مستهدِفةً لها، فأصابت ما أصابت، وأجبرت حاملةَ الطائرات الأمريكية الأشهر “ترومان” على الفرارِ والانحراف شمالًا، وسطَ اشتباكاتٍ ضاريةٍ كشفت عن هشاشة القوة الأمريكية المزعومة في مواجهة صلابةِ أبناء اليمن.

ولم تمضِ ساعاتٌ حتى اعترفت البحريةُ الأمريكية رسميًّا بسقوطِ مقاتلة (F/A-18) في البحر الأحمر، غارقةً في مياهه، في مشهدٍ يلخِّصُ الكثيرَ من الحقائق التي يحاولُ العدوّ الأمريكي وإعلامه المتنوع طمسَها كالعادة.

شبكة “سي إن إن” أوردت عن مسؤولين أمريكيين أن سقوطَ المقاتلة جاء بعد “انعطاف حاد” لحاملة الطائرات “ترومان” لتفادي النيران اليمنية، دون الخوض في التفاصيل، وهو ما أعلنه الجيش اليمني مسبقًا.

ومن وحي ما قاله الشهيد القائد: “أمريكا قشة” لم يكن هذا الحادث عرضيًّا أَو فنيًّا كما يحاول الأمريكي الإيحاء به دائمًا، بل كان نتاجَ رعبٍ حقيقي أجبر سيدةَ البحار على الهروب بطريقةٍ مذلة أمام المارد اليمني.

تكلفة هذه الخسارة ليست قليلة، أكثر من 70 مليون دولار غرقت مع المقاتلة، وأضرار جسيمة لحقت بالحاملة، ناهيك عن حجم الهزيمة المعنوية والعسكرية التي شعر بها الأسطول الأمريكي.

البحرية الأمريكية اعترفت بدورها؛ بسقوط طائرة إف 18، وهذا مُجَـرّد رأس جبل الجليد مما يُمنَى به العدوّ الأمريكي من خسائرَ ميدانية.

محاولات واشنطن لتضليل الرأي العام وحجب الحقائق باءت بالفشل، فاليمن ماضٍ بثبات في دعمه لغزة ومواجهة العدوان الأمريكي-الإسرائيلي حتى كسر شوكتهما.

إذ لم تقتصر الفضيحة على الروايات الشفهية أَو التصريحات الرسمية؛ بل وثَّقت صور الأقمار الصناعية انعطافَ وفرارَ حاملة الطائرات “ترومان” إلى أقصى شمال البحر الأحمر، تحت وَقْعِ عمليات القوات المسلحة اليمنية، التي لم تهدأْ منذُ أَيَّـام.

اليدُ اليمنية قادرةٌ على فرض إرادتها:

مشهد فرار ترومان من البحر الأحمر، وابتعادها عن مواقع التمركز السابقة مترنحةً، يعكسُ حجمَ الارتباك الذي أصاب قيادة الأسطول الأمريكي، ويؤكّـد بما لا يدع مجالًا للشك أن اليدَ اليمنية باتت قادرةً على فرض إرادتها.

وفي ظل الفشل الذريع لواشنطن في معركة البحر، بدأ مسؤولوها يسوّقون أعذارًا متناقضة؛ فتارةً يلقون باللوم على “مناورات مراوغة”، وتارةً أُخرى يتذرَّعون بالظروف الجوية، وتارةً يتحدثون عن “أحداث غير طبيعية”، كما وصف العقيدُ الأمريكي المتقاعد “جيفري فيشر” الحادثة.

وبينما يكشف موقع “ريسبونسبل ستيتكرافت” عن تكلفة مروَّعة للحملة الأمريكية ضد اليمنيين الأحرار، بلغت أكثر من 3 مليارات دولار حتى الآن، مع نتائجَ “مشكوكٍ فيها”، وخسائرَ تتوالى يومًا بعد يوم.

ما يجري في البحر الأحمر هو صورةٌ مصغَّرة عن التحول الكبير الذي تشهده معادلاتُ القوة في استراتيجيات المنطقة، وبات اليمنُ ذلك البلدُ المحاصَرُ والمعتدى عليه، مِنصةً للهجوم المضاد، وميدانًا تنكسرُ فيه أساطير العظمة والغطرسة الأمريكية.

وها هم اليمنيون اليوم -وهم يسطرون ملاحمَ الفتح الموعود والجهاد المقدَّس- يثبتون للعالم أن معركةَ غزة ليست معزولةً، بل هي معركةُ أُمَّـة، وأن القوات المسلحة اليمنية قادرةٌ -بإذن الله- أن تسهمَ بدور محوري في إجبار العدوَّين الأمريكي والإسرائيلي على التوقُّف عن عدوانهم الوحشي.

اليوم، قد يحاولُ العدوُّ الأمريكي التستُّرَ على خسائره أَو إنكارِها، لكن سقوطَ مقاتلة F/A-18، وانكشافَ حاملة الطائرات “ترومان”، والفرار المذل إلى الشمال، كلها شواهدُ ناطقة على أن اليد اليمنية المباركة تمضي بثقةٍ نحو النصر، ثابتةً على وعدِها مع الله ومع فلسطين، والأيّامُ القادمةُ كفيلةٌ بأن تحملَ المزيدَ من المفاجآت.

عبدالقوي السباعي – المسيرة

مقالات مشابهة

  • بريطانيا تبحث استخدام أموال ليبيا المجمدة لتعويض ضحايا "إرهاب الجيش الجمهوري الإيرلندي"
  • الحوثي تعلن استهداف حاملة طائرات أمريكية وأهداف حيوية في دولة الاحتلال
  • بعد حلول الظلام وبقنابل دقيقة.. الدفاع البريطانية تكشف تفاصيل استهداف الحوثي الثلاثاء
  • جماعة الحوثي ترجح وقوع "إصابة مباشرة" بحاملة طائرات أمريكية
  • الولايات المتحدة: قصف أكثر من 1000 هدف في اليمن منذ منتصف مارس
  • البحرية الأمريكية تكشف عن سبب سقوط طائرة إف 18 في البحر الأحمر
  • رويترز: كيف تطورت الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن
  • من قلب البحر الأحمر.. اليمن يتوشّح النصر ويكسر الكبرياء الأمريكي
  • اليمن يسقط ثاني طائرة أمريكية نوع F-18 في البحر الأحمر (إنفوجرافيك)
  • حاملة الطائرات انعطفت لتجنب نيران الحوثيين.. البحرية الأمريكية تكشف عن سبب سقوط المقاتلة في البحر الأحمر