المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية: الأقباط نزلوا إلى الشوارع في 30 يونيو دون توجيه
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تُعتبر فترة حكم الإخوان واحدة من أكثر الفترات حساسية في تاريخ مصر الحديث، حيث واجهت البلاد اضطرابات سياسية واجتماعية كثيرة، وعانى فيها الأقباط من تصاعد في حوادث العنف الطائفي والتمييز، حيث تعرضت الكنائس للهجمات والتخريب، وازداد الشعور بالقلق والخوف بين أفراد المجتمعين القبطي والمصري بأكمله.
وكانت ثورة 30 يونيو نقطة تحول حاسمة في تاريخ مصر، حيث اجتمع ملايين المصريين بمن فيهم الأقباط في مظاهرات ضخمة في الشوارع ضد حكم الإخوان المسلمين، الذي اتسم بالتدهور السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
من بين هؤلاء الملايين، كان للأقباط دور بارز ومؤثر، كجزء من النسيج الوطني، حيث شاركوا بفاعلية ودون توجيهات دينية أو سياسية، مدفوعين بحبهم للوطن ورغبتهم في تغيير الأوضاع المتردية، حيث خرجوا إلى الشوارع تعبيرًا عن رفضهم للظلم والاضطهاد، وللمطالبة بمستقبل أفضل لكل المصريين.
الثورة لم تكن فقط احتجاجًا، بل كانت بداية لمرحلة جديدة مليئة بالأمل والتغيير، والنجاحات والتحديات التى من شأنها بناء وطن جديد يساع لكل المصريين، وهو ما تحقق بعد ذلك بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يقود سفينة الوطن إلى بر الأمان، وسط كل المخاطر التى تحيط بالوطن، ولكن يبقي العمل والأمل هما الضمان لكل المصريين من أجل بناء الجمهورية الجديدة لتبقى ثورة 30 يونيو صفحة مضيئة في تاريخ كل المصريين الشرفاء.
وقال القمص موسى إبراهيم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في تصريح خاص لـ"البوابة"، إن المصريين المسيحيين أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هم جزء من الشعب المصري، وموقفهم من ثورة 30 يونيو كان متوافقا مع ملايين الشعب المصري الذين خرجوا ليعبروا عن رفضهم للأوضاع التى كانت قد وصلت إليها مصر في ذلك الوقت.
وأضاف القمص موسى إبراهيم، أن الأقباط نزلوا إلى الشوارع دون توجيه، ولكن الحالة التى كانت تسود مصر في هذا الوقت فرضت على كل إنسان لديه غيرة على وطنه وعلى مستقبله وعلى الأمان والاستقرار اللذين فقدا لدي المصريين بسبب الأوضاع المتردية، أن يتفاعل وينزل إلى الشارع ويعبر عن رفضه وإصراره على سقوط نظام الحكم الذي كان يقود مصر إلى مستقبل مظلم بل كان يقودها إلى النهاية.
وأشار إلى أنه لا يميل كثيرا إلى الحديث عن مكتسبات الكنيسة من الثورة، بل عند الحديث عن المكتسبات يجب أن نتحدث عن مكاسب حققتها شرائح وأطياف عديدة من الشعب المصري، بل أقول أدإن المكتسبات نالها كل المصريين، ومن بينهم المصريين المسيحيين الذين حصلوا بعد عهود وقرون من هضم حقوقهم على بعض الحقوق الأساسية، وبالطبع من أبرزها صدور قانون بناء الكنائس.
وتابع قائلا، إن المسيحيين نالوا بعض الوظائف التى لم يكن لينالوها من قبل، وأن المكتسيات الأهم هى التى حصل عليها كل المصريين، موضحا أنه يجب الإشارة إلى أن الرحلة طويلة ومازال هناك أحلام وأمنيات وحقوق ننتظر جميعا أن ينالها جميع المصريين.
وذكر القمص موسى إبراهيم، أن الكنيسة القبطية كنيسة وطنية ويشهد لها التاريخ أنها تقف إلى جانب الوطن وتلتحم مع قضاياه لتكون دوما أحد صممات الأمان للوطن مصر.
ولفت إلى أن المصريين جميعا حينما نزلوا في ثورة 30 يونيو، نزلوا لأنهم شعروا بأن هويتهم يتم سرقتها وتدميرها، والمصريون يعيشون دوما بالرصيد الثقافي والاجتماعي الزاخر الغني المتراكم لا في وجدانهم فقط بل تحت جلدهم أيضا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فترة حكم الإخوان ثورة 30 يونيو الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ثورة 30 یونیو کل المصریین
إقرأ أيضاً:
البابا تواضروس يجيب على 6 أسئلة تشغل بال الأقباط
أجرت الإعلامية مارتا زابلوكا حوارًا صحفيًّا مع قداسة البابا تواضروس الثاني، لصالح وكالة الأنباء البولندية (P. A. P)، بينما قام الدكتور آدم حسين بالترجمة من العربية إلى البولندية.
الافتقادأكد قداسة البابا خلال الحوار على أن الهدف من الزيارة هو افتقاد أبناء الكنيسة القبطية المقيمين في بولندا، مشيرًا إلى أنه توجد لنا كنيسة تخدم حوالي ٤٠٠ شخصًا، ما بين طلاب وعائلات عاملة. وهناك كاهن يخدمهم ضمن إيبارشية وسط أوروبا التي يشرف عليها نيافة الأنبا چيوڤاني، هذا إلى جانب لقاءات مع مسؤولين مصريين وبولنديين.
محبة للبابا فرنسيسوأكد قداسته على محبته الكبيرة للبابا فرنسيس بابا الڤاتيكان الراحل، لافتًا إلى أنهما التقيا كثيرًا، وبرحيله، فقدنا خادمًا حقيقيًا للإنسانية، ولكن في المقابل صار لنا صديقًا في السماء يصلي من أجل الإنسان والمسيحية.
واستعرض قداسته أبعاد علاقته الوثيقة بـ "البابا فرنسيس" واصفًا إياه بأنه كان علامة فارقة في تاريخ الكنيسة وتاريخ الشعوب.
وحول اللقاء الذي ترك أثرًا خاصًا، قال قداسة البابا: "كان اللقاء الأخير في مايو ٢٠٢٣ خلال زيارتي للڤاتيكان. كانت المحبة العميقة توثق علاقتنا. التقينا في ساحة القديس بطرس وأجرينا خطابات، كما تناولنا الطعام معًا في لقاء مميز تحدثنا فيه عن أخبار الكنيستين.
وخلال اللقاء الرسمي قدمنا جزءًا من متعلقات شهداء ليبيا الأقباط، الذين استشهدوا عام ٢٠١٥، وقد بدا البابا فرنسيس متأثرًا جدًا، وأظهر مشاعر محبة عميقة، وقرر إقامة مذبح خاص على اسم هؤلاء الشهداء في الڤاتيكان".
الوحدةوعن رؤيته لتحقيق الوحدة بين المسيحيين، أوضح قداسة البابا تواضروس أن الطريق يتطلب عدة خطوات:
أولاً: إقامة علاقات محبة مع كل الكنائس. ثانيًا: إجراء دراسات متخصصة لفهم تاريخ وعقائد كل كنيسة.
ثالثًا: السير في خطوات حوار لاهوتي معمق.
وأخيرًا: أن نصلي من أجل تحقيق هذه الرغبة، لأن رغبة المسيح أن يكون الجميع واحدًا.
وفيما يخص تحقيق الوحدة على أرض الواقع، أشار قداسته إلى أن هناك بالفعل خطوات حقيقية قائمة، وقال: هناك محبة متبادلة، وحوارات لاهوتية جادة، مثل الحوار القائم بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية، والذي ساعدنا على فهم بعضنا البعض بشكل أعمق. ولا ننسى أن الانشقاق وقع عام ٤٥١ ميلاديًا، أي منذ خمسة عشر قرنًا، ولذلك فتصحيح المسار يحتاج إلى وقت طويل وجهد مستمر.
وعن كيفية تعميق الفهم بين الكنيستين، قال: "من الضروري أن تتعرف الكنيسة الكاثوليكية أكثر على عقائدنا وتقاليدنا. فلدينا تراث كبير وكنوز روحية من شروحات الآباء الأوائل، والكنيسة القبطية تسير في خط مستقيم منذ أيام المسيح وحتى اليوم. وأضاف: "لدينا أكثر من ٢٠٠ يوم مخصصة للأصوام كل عام، ولدينا ألحان كنسية عظيمة باللغة القبطية، وفنون الأيقونات المقدسة، وزيارة أديرتنا والتعرف على حياتنا الرهبانية يشكل خطوة مهمة للتقارب"
وحول زيارته لبولندا، أوضح أن هذه هي الزيارة الأولى لقداسته لها، وقال: “قرأت كثيرًا عن بولندا منذ وقت قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، البولندي الأصل، كما تعرفت على مدينة كراكوف والرئيس البولندي الشهير ليخ ڤاونسا. وازدادت رغبتي في زيارتها بعد زيارة الرئيس البولندي الحالي وقرينته إلى مصر، واستقبلناهما في كاتدرائية مار مرقس بالعباسية، والتقيا كذلك الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وعن عدد الأقباط في أوروبا وخارج مصر، قال قداسته: "يبلغ عدد الأقباط خارج مصر حوالي ٣ ملايين، من أصل ٩ ملايين مصري مقيمين بالخارج. الولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا تضم أكبر عدد من الأقباط. ولدينا كنائس وأديرة هناك، تخدمهم" ومسؤولية الكنيسة أن ترعى كل إنسان حتى لو كان في بلد لا يوجد به سوى ثلاثة أو أربعة أفراد، حيث يزورهم الكاهن كل ستة أشهر".
تحدث قداسة البابا عن أبرز المشكلات التي تواجه الأسر المسيحية في حياتهم بصفة عامة، فأشار إلى أن: "أول مشكلة هي المشكلات الاقتصادية، ولا سيما لدى الأسر المحتاجة منهم. ثانيًا التعليم، حيث أن التعليم الجيد مكلف للغاية. ثالثًا تأثير الإعلام الرقمي، الذي أثر على فكر وأخلاقيات الشباب، وهو أمر لا يتماشى مع ثقافتنا الشرقية. وهنا يأتي دور الكنيسة أن تحافظ على نقاوة الفكر وتحصين أبنائها من هذه المؤثرات".
محبه وتلاحمكما أكد أن مصر رغم التحديات، لا تعاني من اضطهاد ديني بين المسلمين والمسيحيين، قائلاً: "نعيش في محبة وتلاحم منذ قرون. نعمل ونتعلم ونتعالج معًا. التقارير التي تصدر عن حقوق الإنسان كثيرًا ما تكون مسيسة. أدعوكم لزيارة مصر ورؤية الحقيقة بأنفسكم."
عن مصادر الدعم الروحي، قال: "الدعم الحقيقي يأتي من الله وحده، ومن الكنائس والأديرة. الله محب لكل البشر، صانع للخير، وضابط للكل. لذلك، نحيا في طمأنينة وسلام، ونكرر كل يوم: يا ملك السلام، أعطنا سلامك."
وحول من يعايشون أزمات إيمانية أو الشك، أضاف البابا: “الابتعاد عن الله يدخل الإنسان في دائرة الشك واليأس، مما يؤدي إلى مشكلات خطيرة مثل الإلحاد والانتحار. العالم اليوم بحاجة إلى المزيد من الحب، فالجوع الحقيقي في العالم ليس للمادة بل للمحبة."
وفي ختام حديثه، شدد قداسة البابا على أهمية المحبة والخدمة في دور الكنيسة لمساعدة كل إنسان.