وركز الكثيرون في منشوراتهم على ما ورد في خطاب السيد القائد من تهديد ووعيد للنظام السعودي، وانتقال اليمن إلى قاعدة التعامل بالمثل (المطار بالمطار، والبنك بالبنوك، والميناء بالموانئ)، مؤكدين في سرد تحليلاتهم أن الأمور بين اليمن والسعودية قد تصل إلى منعطف خطير، وستؤثر تداعياتها على المنطقة برمتها.

وفي السياق دعا الكاتب والمحلل السياسي عبد الوهاف حفكوف السوداني النظام السعودي إلى إعادة النظر بعناية في استراتيجيتها تجاه اليمن، لافتاً إلى أن دائرة العنف لا يمكن أن تؤدي إلا إلى المزيد من المعاناة للبلدين، إذا ما تجدد العدوان السعودي على اليمن، مؤكداً أنه العدوان سيغرق المنطقة في اضطرابات أكبر، وسيضر بمكانة السعودية ومناخ الاستثمار.

وأكد حفكوف أن القوات المسلحة اليمنية، ، قوة لا يمكن تجاهلها، أو الاستهانة بهم، وأن وقوفهم ومساندتهم للمجاهدين في قطاع غزة أظهرهم كقوة كبرى في المنطقة، موجهاً نصيحته للسعودية بقوله:"كمحلل يرغب في الخير للمملكة لا أريد منكم الدخول في صراع مع اليمن، وعليكم أن تأخذوا تحذيرات السيد عبد الملك على محمل الجد، فهم قد أصبحوا قوة، ويستطيعون إفشال أي مؤامرة اقتصادية على بلدهم".

ولم يكتف بهذا، بل أكد أن الحقيقة الدامغة، أن اليمنيين أقوياء، وفات الأوان على السعودية أن تهمشهم، وأن تجاهلهم في هذه المرحلة مستحيل، منوهاً إلى أن السلام الحقيقي هو أن تبادر السعودية إلى السلام مع اليمن، وأن تدفع التعويضات اللازمة جراء عدوانها الذي استمر طيلة 9 سنوات، وأن تتعامل مع اليمن بندية، وألا تتدخل في سيادته.

وواصل حديثه قائلاً: "إذا لم تتفاوض السعودية بجدية مع أليمنيين، فسوف تتورط في الصراع القادم، فاليمنيون يمتلكون الأسلحة المدمرة، وتهديداتهم ستكون وبالاً على الاقتصاد السعودي، وهي ليست محصنة، ولدى اليمنيين الأدوات القادرة على إلحاق الأذى بها".

ويرى الكاتب أن القوات المسلحة اليمنية تمتلك ترسانة من الصواريخ الباليستية، وهي تستطيع الوصول إلى عمق الأراضي السعودية، ويستطيعون استهداف القواعد العسكرية السعودية، وتعطيل عملياتها، واضعاف قدراتها الدفاعية، وبإمكانهم استهداف المطارات، واعاقة الحركة التجارية، كما أن المراكز الاقتصادية ستتلقى ضربة كبيرة كفيلة بزعزعة استقرار الاقتصاد السعودي"، مشيراً إلى أن الطائرات اليمنية بدون طيار متطورة، وقد وصلت إلى حاملة الطائرات الأمريكية "ايزنهاور"، وأن بإمكان هذه الطائرات أن تصل إلى السعودية، وتصفية شخصيات بارزة في المملكة.

وأكد أن "الانتقام اليمني سيكون عظيماً، وسيتم تعطيل انتاج النفط وصادراته، بشكل كبير، وعلى نحو مخيف بسبب تطور القدرات العسكرية لليمن، كما يمكن لليمنيين التوغل إلى الأراضي السعودية، والوصول إلى القصور السعودية".

أنين المرتزقة يتعالى

وإذا كان المحلل السوداني، قد قدم رؤية تحليلية منصفة للنظام السعودي بعدم التورط في أي عدوان جديد على اليمن، فإن الناشطين والكتاب السعوديين والمرتزقة اليمنيين قد انطلقوا من رؤية مغايرة جداً.

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي إلى يومنا هذا منشورات للكثير من المرتزقة والكتاب السعوديين، أظهروا فيها سخرية من خطاب السيد القائد، معتقدين أن الخطاب لا يقدم ولا يؤخر، وأنه مجرد تهديد فارغ لا قيمة.

وينصح حفكوف النظام السعودي بعدم الإصغاء لمثل هذه الأصوات، لأنها أصوات هامشية لا قيمة لها على الأرض، مؤكداً أن القوة الحقيقية على الميدان يصنعها "أليمنيين"، والقوات المسلحة اليمنية، وأن المرتزقة مجرد أدوات لا قيمة لهم.

ووفقاً للمؤشرات الأولية، فإن النظام السعودي، يفضل المراوغة، والاستمرار في الغباء، حيث لم تلمس صنعاء حتى الآن أي بوادر جدية للدخول في سلام حقيقي يجنب الطرفين الصراع، لكن اليمنيين الذين خبروا السيد القائد، من خلال الأحداث المتتالية على مدى سنوات كثيرة مضت، يدركون جيداً أن خطاباً كهذا لا يمكن أن يكون للتهريج الإعلامي، أو لمجرد الحرب النفسية، وإنما هو خطاب حقيقي واقعي، وأن القول سيتبعه الفعل، لا سيما إذا أدرك السيد القائد أن النظام السعودي قد وصل إلى القناعة المطلقة بعدم الجنوح للسلام مع اليمن.

 

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: النظام السعودی السید القائد مع الیمن

إقرأ أيضاً:

ترحيب عربي باتفاق الحوثيين والحكومة اليمنية.. وإسرائيل تهدد السلام بالمنطقة

في 23 يوليو 2024، أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ عن توصل الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين إلى اتفاق لخفض التصعيد الاقتصادي والمصرفي وتوسيع الرحلات الجوية المباشرة بين صنعاء ومصر والأردن.

عاجل.. السعودية ترحب بالتوصل لاتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين مصر ترحب بالتوصل لاتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين

ولكن في الوقت نفسه يرى خبراء أن الغارات الإسرائيلية في اليمن تعزيز النفوذ الشعبي للمتمردين الحوثيين وتؤثر على عملية السلام الرامية إلى إنهاء نزاع دامٍ منذ عام 2014 بين الحكومة اليمنية المعتَرف بها دولياً والحوثيين؟

*ترحيب عربي*

لقي الاتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين ترحيبا واسعا من قبل الدول العربية، حيث اعتبرته خطوة إيجابية نحو إنهاء الصراع الدامي في اليمن الذي يمر بأزمة إنسانية مروعة منذ ثماني سنوات.

واشاد البرلمان العربي بالاتفاق، واعتبره "خطوة مهمة على طريق السلام الشامل والمستدام في اليمن." كما دعا البرلمان إلى دعم الجهود الأممية الرامية إلى تعزيز وقف إطلاق النار وتحقيق حل سياسي شامل للصراع.

وأعرب البرلمان العربي، عن أمله في البناء على تلك الخطوة المهمة، داعيًا جميع الأطراف اليمنية إلى إعلاء المصلحة الوطنية للشعب اليمني والجلوس إلى طاولة الحوار وصولا إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية وفقًا للمرجعيات وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وأشادت مصر بالخطوة، وأكدت خارجيتها "دعم مصر لكل الجهود الإقليمية والدولية في هذا الصدد"، معربة عن "تطلعها لأن يكون هذا الاتفاق مقدمة على مسار التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة اليمنية، بما يلبي طموحات الشعب اليمني، وفقاً للمرجعيات والقرارات المتفق عليها ومنها قرار مجلس الأمن رقم 2216".

وقد أكدت الجامعة العربية على ضرورة استمرار الجهود الدولية لدعم الحل السياسي في اليمن.

ورحبت دول مجلس التعاون الخليجي بهذه الاتفاقية ، وأعربت الخارجية السعودية عن تطلعها إلى "أن يسهم هذا الاتفاق في جلوس الأطراف اليمنية على طاولة الحوار تحت رعاية مكتب المبعوث الأممي الخاص لليمن لمناقشة جميع القضايا الاقتصادية والإنسانية وبما يسهم في التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية في إطار خارطة الطريق لدعم مسار السلام في اليمن".

أشادت الكويت بالجهود المبذولة من قبل الأمم المتحدة، معتبرة الاتفاق خطوة هامة نحو حل شامل للأزمة اليمنية بما يلبي تطلعات الشعب اليمني.

وأعربت سلطنة عمان عن دعمها للاتفاق، مؤكدة مساعيها المستمرة لدعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي دائم وشامل يحقق تطلعات الشعب اليمني في الأمن والاستقرار.

وأكد السفير سفيان القضاة الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الاردنية على دعم الأردن للجهود المبذولة لتحقيق الأمن والسلام في اليمن الشقيق، وإنهاء الأزمة اليمنية بما يضمن وحدة اليمن واستقراره وسلامة أراضيه، ويرفع المعاناة عن شعبه الشقيق.

*اسرائيل واليمن *

بسبب الصراعات الداخلية والغارات الإسرائيلية بات أكثر من نصف سكان اليمن اي ما يقدر بنحو 21 مليون شخص يعتمدون على المساعدات الإنسانية، وهي واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم

في تغريدة على منصة "إكس" كتب الصحفي اليمني بسيم الجناني "ما يحدث بالحديدة على يد إسرائيل كارثة يتضرر منها المواطن لا غير...الواقع هو تدمير للبنى التحتية والخدمية".

وذلك بعدما اصابت الغارات الإسرائيلية يوم السبت (20 يوليو محطة لتوليد الكهرباء ومنشآت لتخزين الوقود في ميناء الحُدَيْدة ، الرصيف البحري الرئيسي.

قال تيموثي ليندركينغ المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن قوله في مارس 2024 إن "الخطوة الأولى التي ستساعدنا في التوصل إلى تسوية في اليمن تتمثل في الوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة".

وقد صرح الحوثيون بأن هجماتهم ضد الملاحة البحرية في البحر الأحمر وضد إسرائيل سوف تتوقف في حال توقف الصراع في غزة، وأشار الخبراء إلى أنه لا يوجد سبب لعدم تصديق الحوثيين.

وقد صرح بعض الخبراء في الشأن اليمني بان القصف الأخير زاد من شعبية الحوثيين داخل البلاد، وتظهر استطلاعات الرأي دعم كافة أطياف الشعب اليمني للمساعي الفلسطينية لإقامة دولة ونيل حقوق متساوية، لكن لا يتفق الجميع مع سياسة الحوثيين في هذا الصدد.

 

مقالات مشابهة

  • بلومبيرغ: النظام السعودي يخاف المواجهة مع اليمن وقد استوعب الدرس جيداً
  • عبد الباري عطوان: لماذا يرتعد نتنياهو خوفا من اليمن ؟؟
  • تقارير غربية: النظام السعودي يخاف المواجهة مع اليمن
  • المخاطرة بتشجيع الحوثيين.. لماذا ضغطت السعودية لإلغاء قرارات البنك المركزي اليمني؟!
  • رعب إسرائيلي.. واليمن قيادة وشعباً يؤكد الرد آتٍ وقادم
  • وزير الشباب: تأهل الأولمبي من بوابة الأرجنتين سيكون مكسباً عظيماً للرياضة العراقية
  • عملية “يافا” تكبح التهور السعودي
  • العدوان الصهيوني.. يزيد اليمنيين عزما على الانتصار لفلسطين وقضايا الأمة
  • صرف الريال السعودي في اليمن اليوم 25 يوليو 2024م
  • ترحيب عربي باتفاق الحوثيين والحكومة اليمنية.. وإسرائيل تهدد السلام بالمنطقة