خبراء ومحللون أجانب: اذا تجدد العدوان السعودي فالانتقام اليمني سيكون عظيما
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
وركز الكثيرون في منشوراتهم على ما ورد في خطاب السيد القائد من تهديد ووعيد للنظام السعودي، وانتقال اليمن إلى قاعدة التعامل بالمثل (المطار بالمطار، والبنك بالبنوك، والميناء بالموانئ)، مؤكدين في سرد تحليلاتهم أن الأمور بين اليمن والسعودية قد تصل إلى منعطف خطير، وستؤثر تداعياتها على المنطقة برمتها.
وفي السياق دعا الكاتب والمحلل السياسي عبد الوهاف حفكوف السوداني النظام السعودي إلى إعادة النظر بعناية في استراتيجيتها تجاه اليمن، لافتاً إلى أن دائرة العنف لا يمكن أن تؤدي إلا إلى المزيد من المعاناة للبلدين، إذا ما تجدد العدوان السعودي على اليمن، مؤكداً أنه العدوان سيغرق المنطقة في اضطرابات أكبر، وسيضر بمكانة السعودية ومناخ الاستثمار.
وأكد حفكوف أن القوات المسلحة اليمنية، ، قوة لا يمكن تجاهلها، أو الاستهانة بهم، وأن وقوفهم ومساندتهم للمجاهدين في قطاع غزة أظهرهم كقوة كبرى في المنطقة، موجهاً نصيحته للسعودية بقوله:"كمحلل يرغب في الخير للمملكة لا أريد منكم الدخول في صراع مع اليمن، وعليكم أن تأخذوا تحذيرات السيد عبد الملك على محمل الجد، فهم قد أصبحوا قوة، ويستطيعون إفشال أي مؤامرة اقتصادية على بلدهم".
ولم يكتف بهذا، بل أكد أن الحقيقة الدامغة، أن اليمنيين أقوياء، وفات الأوان على السعودية أن تهمشهم، وأن تجاهلهم في هذه المرحلة مستحيل، منوهاً إلى أن السلام الحقيقي هو أن تبادر السعودية إلى السلام مع اليمن، وأن تدفع التعويضات اللازمة جراء عدوانها الذي استمر طيلة 9 سنوات، وأن تتعامل مع اليمن بندية، وألا تتدخل في سيادته.
وواصل حديثه قائلاً: "إذا لم تتفاوض السعودية بجدية مع أليمنيين، فسوف تتورط في الصراع القادم، فاليمنيون يمتلكون الأسلحة المدمرة، وتهديداتهم ستكون وبالاً على الاقتصاد السعودي، وهي ليست محصنة، ولدى اليمنيين الأدوات القادرة على إلحاق الأذى بها".
ويرى الكاتب أن القوات المسلحة اليمنية تمتلك ترسانة من الصواريخ الباليستية، وهي تستطيع الوصول إلى عمق الأراضي السعودية، ويستطيعون استهداف القواعد العسكرية السعودية، وتعطيل عملياتها، واضعاف قدراتها الدفاعية، وبإمكانهم استهداف المطارات، واعاقة الحركة التجارية، كما أن المراكز الاقتصادية ستتلقى ضربة كبيرة كفيلة بزعزعة استقرار الاقتصاد السعودي"، مشيراً إلى أن الطائرات اليمنية بدون طيار متطورة، وقد وصلت إلى حاملة الطائرات الأمريكية "ايزنهاور"، وأن بإمكان هذه الطائرات أن تصل إلى السعودية، وتصفية شخصيات بارزة في المملكة.
وأكد أن "الانتقام اليمني سيكون عظيماً، وسيتم تعطيل انتاج النفط وصادراته، بشكل كبير، وعلى نحو مخيف بسبب تطور القدرات العسكرية لليمن، كما يمكن لليمنيين التوغل إلى الأراضي السعودية، والوصول إلى القصور السعودية".
أنين المرتزقة يتعالى
وإذا كان المحلل السوداني، قد قدم رؤية تحليلية منصفة للنظام السعودي بعدم التورط في أي عدوان جديد على اليمن، فإن الناشطين والكتاب السعوديين والمرتزقة اليمنيين قد انطلقوا من رؤية مغايرة جداً.
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي إلى يومنا هذا منشورات للكثير من المرتزقة والكتاب السعوديين، أظهروا فيها سخرية من خطاب السيد القائد، معتقدين أن الخطاب لا يقدم ولا يؤخر، وأنه مجرد تهديد فارغ لا قيمة.
وينصح حفكوف النظام السعودي بعدم الإصغاء لمثل هذه الأصوات، لأنها أصوات هامشية لا قيمة لها على الأرض، مؤكداً أن القوة الحقيقية على الميدان يصنعها "أليمنيين"، والقوات المسلحة اليمنية، وأن المرتزقة مجرد أدوات لا قيمة لهم.
ووفقاً للمؤشرات الأولية، فإن النظام السعودي، يفضل المراوغة، والاستمرار في الغباء، حيث لم تلمس صنعاء حتى الآن أي بوادر جدية للدخول في سلام حقيقي يجنب الطرفين الصراع، لكن اليمنيين الذين خبروا السيد القائد، من خلال الأحداث المتتالية على مدى سنوات كثيرة مضت، يدركون جيداً أن خطاباً كهذا لا يمكن أن يكون للتهريج الإعلامي، أو لمجرد الحرب النفسية، وإنما هو خطاب حقيقي واقعي، وأن القول سيتبعه الفعل، لا سيما إذا أدرك السيد القائد أن النظام السعودي قد وصل إلى القناعة المطلقة بعدم الجنوح للسلام مع اليمن.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: النظام السعودی السید القائد مع الیمن
إقرأ أيضاً:
المواجهة محتدمة : الحوثيون يعلنون تجدد استهداف تل أبيب ومدمرتين… و 68 قتيلا و173جريحا مدنيا في غارات أمريكية
صنعاء (الجمهورية اليمنية) - فيما أعلنت حركة «أنصار الله» (الحوثيون) عن تنفيذ عمليتين عسكريتين، مساء الإثنين 7-4-2025، الأولى في عمق الكيان الإسرائيلي، والثانية استهدفت مدمرتين أمريكيتين، ارتفع عدد ضحايا الغارات الأمريكية على اليمن، منذ الخميس حتى الساعة الرابعة بتوقيت غرينتش مساء أمس الإثنين، إلى 41 شهيدًا وجريحًا في أمانة العاصمة صنعاء ومحافظتي صعدة (شمال) وإب (وسط) بينهم 11 طفلًا وامرأة، بالتوازي مع ارتفاع عدد الغارات التي وسّعت أهدافها لتشمل منازل في (العاصمة) وسيارات مواطنين في (صنعاء وصعدة) ومحلات تجارية في (صعدة)، وفق مصادر محلية.
ويرتفع بذلك عدد الضحايا المدنيين، بالاعتماد على بيانات وزارة الصحة صنعاء ووكالة سبأ صنعاء، ووفق ما أحصته «القدس العربي»، إلى 68 شهيدًا و173 جريحًا منذ أن استأنفت واشنطن الغارات في 15 مارس/ آذار، دون أن يشمل الإحصاء ضحايا الضربة الأمريكية في الحديدة، التي أعلن عنها ترامب، الجمعة، وقال إنها استهدفت عسكريين، بينما نفى ذلك الحوثيون، مؤكدين أنها استهدفت عشرات المدنيين في لقاء عيدي بالحديدة غربي البلاد.
وأعلن المتحدث العسكري باسم «أنصار الله» (الحوثيون)، العميد يحيى سريع، في بيان، مساء الإثنين، «عن تنفيذ عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفًا عسكريًا للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ يافا (تل أبيب) المحتلة، واستهدفت الثانية مدمرتينِ أمريكيتينِ».
وأوضح «أن سلاح الجوّ المسير نفذ عمليةً عسكريةً استهدفتْ هدفًا عسكريًا للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ يافا (تل أبيب) المحتلةِ وذلك بطائرةٍ مسيرةٍ نوعِ «يافا».
وأضاف «أنه وردًا على استمرارِ العدوانِ الأمريكيِّ على بلدِنا وجرائمهِ المرتكبةِ بحقِّ أبناءِ شعبِنا تواصلُ قواتنا المسلحةُ استهدافَ القطع الحربية المعادية في البحرِ الأحمرِ التي تنفذُ العدوانَ على بلدِنا، حيث نفذتِ القواتُ البحريةُ وسلاحُ الجو المسير عمليةً عسكريةً مشتركة، استهدفت مدمرتينِ أمريكيتينِ بعددٍ من الصواريخِ المجنحةِ والطائراتِ المسيرة».
وأكد «أن الجرائمَ المرتكبةَ بحقِّ أبناءِ شعبِنا واستهدافَ الأعيانِ المدنيةِ في عددٍ من المحافظاتِ تؤكدُ فشلَ العدوّ في تحقيقِ أهدافِه».
وأشار إلى «أن هذه الجرائمُ لن تزيدَ اليمنيينَ إلا صمودًا وتمسكًا بموقِفِهم الثابتِ الداعمِ والمساندِ للشعبِ الفلسطينيِّ المظلومِ استجابةً للواجبِ الدينيِّ والأخلاقيِّ والإنساني، وأنَّ هذا الدعمَ والإسنادَ لن يتوقفَ إلا بوقفِ العدوانِ على غزةَ ورفعِ الحصارِ عنها».
وأعلنت وزارة الصحة في حكومة «أنصار الله» في بيان ثان، الإثنين، أن عدد ضحايا الغارة الأمريكية على منزل مواطن في منطقة الحافة السكنية شرقي العاصمة صنعاء (مساء الأحد)، ارتفع إلى 4 شهداء و25 مصابًا، بينهم 11 طفلًا وأمراة».
وكانت الوزارة عينها أعلنت، الأحد، في بيان، أن «مدنييْن اثنين اُستشهدا وأصيب 9 آخرون جراء غارات العدوان الأمريكي على محل لبيع ألواح الطاقة الشمسية ومنزل مواطن في منطقة حفصين محافظة صعدة» مساء السبت.
كما أعلنت وكالة الأنباء سبأ صنعاء بنسختها التابعة لـ»أنصار الله»، صباح الخميس، «أن العدو الأمريكي استهدف بعدة غارات شبكة الاتصالات في جبل نامه بمديرية جبلة محافظة إب (وسط)، ما أدى إلى استشهاد أحد موظفي شبكة الاتصالات، كان يعمل حارسًا لها».
وفي اليوم السابق لذلك، أعلنت حركة «أنصار الله» (الحوثيون)، الأربعاء، أن «حصيلة العدوان الأمريكي على اليمن منذ 15 مارس/ آذار حتى الأول من أبريل/ نيسان بلغت 200 شهيد ومصاب من المدنيين».
وأوضحت في بيان «أن عدد الشهداء خلال الفترة ذاتها بلغ 61 وإصابة 139، جميعهم مدنيون».
مما يرفع عدد الشهداء والجرحي، منذ اعلان «الصحة» الأربعاء، حتى آخر بيان الإثنين، إلى 241 شهيدًا وجريحًا بواقع 68 شهيدًا و173 جريحًا.
واستهدفت المقاتلات الأمريكية، اليوم الإثنين، بست غارات مناطق في محافظتي صعدة وحجة شمالي اليمن.
وقالت وكالة الأنباء سبأ، بنسختها التابعة للحوثيين، «إن العدو الأمريكي استهدف ـ صباح اليوم الإثنين، بثلاث غارات منطقة آل عمار في مديرية الصفراء محافظة صعدة، وبثلاث غارات منطقة بني حسن في مديرية عبس محافظة حجة».
وكانت المقاتلات الأمريكية استهدفت، مساء الأحد، منزل مواطن في منطقة شعب الحافة بمديرية شعوب. وسُمع دوي انفجارات كبيرة في المنطقة السكنية المأهولة، الواقعة شرق العاصمة صنعاء، ونجم عن ذلك استشهاد وإصابة 29 شخصًا من المدنيين، منهم 11 طفلًا وأمراة، حسب وزارة الصحة صنعاء.
وفي وقت متأخر من مساء الأحد، ذكر المصدر عينه أن «العدوان الأمريكي استهدف بثلاث غارات منطقة الجبل الأسود في مديرية بني مطر في محافظة صنعاء».
وأعلنت مراكز حقوقية عاملة في صنعاء إدانتها للضربة الأمريكية التي استهدفت منزلًا في صنعاء، ما أدى لارتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين.
وأدان مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية «الجريمة النكراء التي ارتكبها طيران العدو الأمريكي، باستهداف منزل أحد المواطنين في شعب الحافة في منطقة سعوان مديرية شعوب في أمانة العاصمة، ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين».
وقال البيان: «إنه لا يمكن تحت أي ذريعة تبرير استهداف منزل آمن في منطقة مأهولة بالسكان الأبرياء، وهو يعكس بما لا يدع مجالًا للشك استخفاف الولايات المتحدة الأمريكية بحياة البشر وبالقيم الإنسانية والأخلاقية».
وأكد في بيان «أن هذا الفعل الإجرامي يُعدّ جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاكًا صارخًا لكافة الأعراف والمواثيق الدولية، وفي مقدمتها القانون الدولي الإنساني، الذي يُجرّم استهداف المدنيين والأحياء السكنية الآمنة».
كما أدانت منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل «استمرار جرائم العدوان الأمريكي بحق الشعب اليمني، ومنها جريمة استهداف منزل مواطن في شعب الحافة في مديرية شعوب في أمانة العاصمة، وراح ضحيتها شهداء وجرحى بينهم نساء وأطفال».
وحمّل البيان «أمريكا المسؤولية عن كُل الجرائم بحق المدنيين»، مطالبًا «بالتحقيق والمُساءلة الجنائية لجميع من يثبت تورطهم في هذه الجرائم».
وحمّل «الأمم المتحدة ومجلس الأمن مسؤولية صمتهم المخزي وتنصلهم من واجباتهم مما شجع العدو الأمريكي على الاستمرار في ارتكاب المزيد من جرائم الحرب بحق المدنيين».
وأوضحت المنظمة في بيان «أن هذا الاستهداف يعد انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني الذي يجرم استهداف المدنيين الأبرياء، ويؤكد تعمد العدوان الأمريكي انتهاك مبادئ وقواعد القانون الدولي الإنساني ومنها مبدأ الإنسانية، ومبدأ التمييز ومبدأ التناسب، وهو ما جعل هذه الجرائم ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية».
أمريكيًا، نشرت القيادة العسكرية الوسطي (سنتكوم)، «تدوينة»، الإثنين، أشارت فيها إلى أن «أفراد الخدمة (…) التابعين لمجموعة حاملة الطائرات القتالية هاري ترومان، يواصلون أداء مهامهم بكل احترافية، وينفذون عمليات متواصلة على مدار الساعة ضد الحوثيين».
في المسار عينه، علقت قناة المسيرة الفضائية التابعة للحوثيين، على تقرير نشرته قناة (سي إن إن)، عن تزايد الحديث عن مسألة التدخل البري للولايات المتحدة في اليمن، معتبرة ذلك «مخرجًا من حالة العجز العملياتي والتكتيكي التي يعيشها الجيشُ الأمريكي وبحريته في التأثير على جبهة الإسناد اليمنية لغزة، سواءٌ على مستوى القدرات أَو على مستوى القرار».
وقالت إن «هذه التعقيدات لا تتيحُ للعدو حتى فرصةً للتساؤل عن مدى نجاح هذه الخطوة في حال تنفيذها، بل تضعه في مواجهة قائمة طويلة من المشاكل بشأن إمْكَانية التنفيذ نفسها، وهو أمر أسهبت مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية في الحديث عنه خلال العام الماضي وعادت للتذكير به الآن، وملخَّصُه أن الحلفاء والشركاء الذين يسعى البيتُ الأبيضُ لضمِّهم لعدوانه على اليمن، إسنادًا لـ»إسرائيل» لديهم سقفٌ معيَّنٌ للتصعيد يخشون تجاوزه؛ بسَببِ الخوف من النتائج».
واستأنفت واشنطن غاراتها على مناطق نفوذ الحوثيين في اليمن منذ 15 مارس/ آذار، في سياق جولة ثانية تستهدف، وفق الإدارة الأمريكية، قدرات الحركة، التي تتهمها واشنطن باستهداف الملاحة الدولية، بينما يعتبر الحوثيون «العدوان الأمريكي على اليمن» يأتي ردًا على موقفهم المساند لغزة في ظل ما تتعرض له من عدوان إسرائيلي بدعم أمريكي مطلق لأكثر من 17 شهرًا.