رأي الوطن: حكومة تدافع عن إرهاب مستوطنيها
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
تؤكِّد التصريحات التي تخرج من أعضاء في حكومة دولة الاحتلال الإسرائيليِّ، خصوصًا ما يُسمَّى بوزير الأمن القوميِّ الإسرائيليِّ، بن جفير، المساعيَ الإجراميَّة التي تسعى إلى تحقيقها تلك الحكومة الأشدُّ تطرُّفًا في تاريخ الكيان الصهيونيِّ. فحديث بن جفير عن منح وسام تقدير لمستوطن قام بهجوم إرهابيٍّ سقط نتيجته شهيد فلسطينيٌّ، هو دعوة صريحة إلى ارتكاب مزيدٍ من عمليَّات القتل والاغتيالات بحقِّ المَدنيِّين الفلسطينيِّين العُزَّل، وضوءٌ أخضر يعطي لقطعان المستوطنين دَوْرًا في ترويع الآمنين من أبناء فلسطين، وهي رسالة لو صدرت من أيِّ دولة في بلدان الكرة الأرضيَّة لوجدنا هجومًا حادًّا من «المُجتمع الدوليِّ» وإدانة وعقوبات، لكنَّه وكالعادة في الشَّأن الإسرائيليِّ تُقابل بالصَّمت، رغم أنَّ دعوة بن جفير تُعدُّ رسالة احتقار للمُجتمع الدوليِّ، وضربًا للقانون الدوليِّ ومبادئ حقوق الإنسان بعُرضِ الحائط.
لكنَّها تتماشى مع ما تمارسه دولة الاحتلال الصهيونيِّ من جرائم أضحت وصمة عار على جبين الإنسانيَّة الصَّامتة والمُتجاهلة لتلك الجرائم البشعة. كما تأتي تصريحات بن جفير بشأن تبرير إطلاق سراح القتلة الإسرائيليِّين، خصوصًا مع ما تملكه دولة الاحتلال من محاكم وقضاء مُزيَّف، لتُعطيَ هؤلاء الإرهابيين الذين تُسلِّحهم حكومتهم وتنشُرهم على الطُّرق وفي القرى الفلسطينيَّة تشجيعًا على مزيدٍ من الإرهاب، ما يؤكِّد حجم التمييز العنصريِّ الذي ترتكبه سُلطات الاحتلال في الضفَّة في قانونَيْنِ؛ أحدهما يُطبَّق ضدَّ المواطن الفلسطينيِّ ويُعتَقل دُونَ سببٍ يُذْكر، في حين يوفِّر القانون الآخر الحماية للمستوطنين الإرهابيِّين وأفكارهم التحريضيَّة على القتل، وتبحث كما فعل بن جفير عن مخارج لتبرئتهم في حال ارتكبوا جرائمهم.
إنَّ مثل هذه التصريحات المرتبطة بحماية إرهابيي المستوطنين، بالإضافة إلى ما ترتكبه قوَّات الاحتلال الإسرائيليِّ من إعدامات ميدانيَّة، خلَّفت ـ في يوم واحد فقط من العدوان على الشَّعب الفلسطينيِّ ومقدِّساته وممتلكاته ـ ثلاثة شهداء جنوب جنين، واعتقال تسعة فلسطينيِّين في أماكن متفرِّقة في الضفَّة، فيما واصل المستوطنون اعتداءاتهم على أبناء فلسطين العُزَّل وممتلكاتهم في أنحاء متفرِّقة، لتؤكِّدَ تلك الجرائم طبيعة نهج حكومة الاحتلال، الأمْرُ الذي يستدعي تدخلًا عاجلًا وحازمًا من «المُجتمع الدوليِّ» لوضع حدٍّ لهذا الجنون لحكومة اليمين المتطرف لسياسة القتل والإعدامات الميدانيَّة في الأراضي الفلسطينيَّة المحتلَّة؛ نظرًا لِمَا يُمثِّله هذا الوضع من خطورة تعمل على إشعال وتأجيج الوضع في المنطقة، فالحكومة الإسرائيليَّة الفاشيَّة تبحث فقط عن ذرائع من أجْل تبرير جرائمها ومجازرها وسياسات الفصل العنصريِّ ضد الشَّعب الفلسطينيِّ. ورغم هذا العدوان الصارخ، لا تزال تلك الحكومة العنصريَّة تحاول تجميل صورتها بخطوات لا تتعدَّى ذرَّ الرَّماد في العيون، مِثل مناقشة الكابينيت الصهيونيِّ تقديم تسهيلات للفلسطينيِّين من عدمه، في محاولة مِنها لتجميل صورتها الإرهابيَّة. فدولة الاحتلال الإسرائيليِّ التي تزعم تقديم تسهيلات، هي مَن تحاصر السُّلطة الفلسطينيَّة وتسعى إلى إضعافها وتقويضها، وقتل واستباحة حقوق الفلسطينيِّين بشتَّى الطُّرق، ما يستدعي ممارسة الضغط الجدِّي والفاعل لإجبار دولة الاحتلال على وقف إجراءاتها الأحاديَّة كافَّة، وتصنيف المنظَّمات اليهوديَّة التي تدعو وتمارس القتل ضدَّ الفلسطينيِّين بمنظَّمات إرهابيَّة وإدراجها على لوائح الإرهاب الدوليِّ، ومحاكمة مُجْرمي الحرب الصهاينة أينما وُجِدوا على ما ارتكبوه من جرائم.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: دولة الاحتلال بن جفیر
إقرأ أيضاً:
سلام: لن أضيّع فرصة تشكيل حكومة "إصلاح" و"إنقاذ
قال نواف سلام، رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، خلال اجتماعه مع الرئيس اللبناني جوزيف عون، بإنه ملتزم بالدستور اللبناني في تشكيل الحكومة الجديدة، مشيرًا إلى أنه لن يضيع فرصة تشكيل حكومة إصلاح وإنقاذ، وفقًا لقناة العربية.
وزير الخارجية القطري: الدولة ستكون حاضرة بملف إعادة إعمار لبنان رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان يلتقي وزير الخارجية القطري
وعلى صعيد آخر، قال الرئيس الامريكي دونالد ترامب، أنه لا يجوز لإيران أن تمتلك سلاحا نوويا، ويتعين علينا أن نبدأ العمل على هذا الاتفاق بشكل فوري، مؤكدا أنه يفضل بشدة التوصل إلى اتفاق سلام نووي يمكن تحقيقه ويسمح لإيران بالنمو والازدهار.
ثمن المتحدث باسم حركة فتح عبدالفتاح دولة اليوم (الأربعاء)، المواقف العربية المؤثرة إزاء تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة.
وقال دولة "إن مصر والمملكة العربية السعودية اتخذتا موقفا مؤثرا وقاطعا برفضهما تهجير الشعب الفلسطيني واستمرار العمل في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وشدد المتحدث باسم حركة فتح الحاجة الماسة إلى ترجمة هذه المواقف العربية لدفع المؤسسات الدولية لتحمل مسؤولياتها في حماية الدولة الفلسطينية ومنع ممارسة أي شكل من أشكال الجرائم بحق الشعب الفلسطيني ومنها جريمة التهجير.
وحذر دولة من أن التهجير يمثل خطرا على القضية الفلسطينية واستقرار وأمن المنطقة بأكملها، مؤكدا إصرار الشعب الفلسطيني البقاء على أرضه على رغم التحديات الناجمة عن العدوان الذي استمر أكثر من 15 شهرا.
وكانت دول المجموعة السداسية العربية، قد عبرت خلال الاجتماع الوزاري التشاوري الذي انعقد في القاهرة يوم (السبت) الماضي عن "رفضها التام لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تقسيم قطاع غزة"، داعية إلى العمل على تمكين السلطة الفلسطينية لتولي مهامها في قطاع غزة، باعتباره جزءا من الأرض الفلسطينية المحتلة إلى جانب الضفة الغربية والقدس الشرقية، وبما يسمح للمجتمع الدولي بمعالجة الكارثة الإنس نية التي تعرض لها القطاع بسبب العدوان الإسرائيلي.
وأكد وزراء خارجية دول السعودية والأردن والإمارات وقطر ومصر، إلى جانب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والأمين العام لجامعة الدول العربية، خلال اجتماعهم بالقاهرة، رفضهم المساس بحقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف، سواء من خلال الأنشطة الاستيطانية، أو الطرد وهدم المنازل، أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل او اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم بأي صورة من الصور أو تحت أي ظروف ومبررات، بما يهدد الاستقرار وينذر بمزيد من امتداد الصراع إلى المنطقة، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.