#مش_ طالعين.. رسائل صمود من شمال غزة رفضا لتهديدات الإخلاء
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
واجه أهالي شمال قطاع غزة منشورات الدعاية وجيش الاحتلال الإسرائيلي التي تطالب بإخلاء كامل مدينة غزة باعتبار أنها "ستبقى مناطق قتال خطرة" بالرفض المطلق، مؤكدين تمسكهم بأرضهم وإنكارهم لأي وعود إسرائيلية بـ "منطقة آمنة".
طالب جيش الاحتلال، سكان مدينة غزة بالتوجه نحو بلدة الزوايدة ومدينة دير البلح وسط القطاع، وذلك في مناشير ورقية ألقتها الطائرات الإسرائيلية على مناطق مختلفة من المدينة.
وقال الجيش في هذه المناشير: "إلى كل المتواجدين في مدينة غزة، الممرات الآمنة تمكنكم المرور بسرعة وبدون تفتيش من مدينة غزة إلى المآوي في دير البلح والزوايدة (وسط)".
وقبل يومين، أنذر الجيش الإسرائيلي سكان المناطق الغربية من مدينة غزة بالإخلاء والتوجه إلى دير البلح، حيث توجهت عدد من العائلات إلى دير البلح المكتظة أصلا بالنازحين.
وخلال الساعات الماضية انتشر وسم "#مش_طالعين" على منصات التواصل الاجتماعي، الذي بدأ العديد من الفلسطينيين الباقين في شمال قطاع غزة بالنشر عليه، سواء بالنص أو الصورة والفيديو.
وجاءت هذه المنشورات لتؤكد استمرار الصمود في شمال غزة، ورفض المخططات الإسرائيلية الوعود الزائفة بـ "الأمان".
وقال حساب يحمل اسم "إبراهيم": لا مش طالعين وهينا قاعدين بستشهد بداري وببلدي اشرف صامدين لاخر نفس باذن الله".
يعني النا 9 اشهر قاعدين وصامدين وتحملنا جوع وعطش وتلوث وخوف وموت ونزوح اكثر من عشر مرات وكل المصايب الي عشنا فيها وما طلعنا بدكم اليوم نطلع بدكم نسيب بلدنا وبيوتنا ونطلع .
لا مش طالعين وهينا قاعدين بستشهد بداري وببلدي اشرف صامدين لاخر نفس باذن الله pic.twitter.com/tA6vxyqZiL — IBRAHEM ???????????? (@IbDaher1) July 10, 2024
بينما أكد حساب يحمل اسم "مقداد" أن "أهلنا في الشمال، خطّ الدفاع الأوّل عن المدينة، وأملنا الوحيد في العودة".
#مش_طالعين.. أهلنا في الشمال، خطّ الدفاع الأوّل عن المدينة، وأملنا الوحيد في العودة. — Meqdad Jameel (@Almeqdad) July 10, 2024
ونشر رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبدو، مقطعا مصورا متداولا جاء في توثيق شارع "عمر المختار" في مدينة غزة وهو خالٍ من أي حركة نزوح كان يتوقعها الاحتلال المنشورات التي ألقها بها.
#مش_طالعين pic.twitter.com/cs9MMJHIBx — Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) July 10, 2024
ومن ناحيته، قال الكاتب والسياسي الجزائري، عزالدين ميهوبي: إنه "عندما يدعو جيش الكيان الطارئ سكان غزة بإخلائها بحثا عن انتصار لن يكون، يحفظ به ماء وجهه الذي مرّغته المقاومة قبل تسعة أشهر.. يعتقد أن الناس سيحملون أمتعتهم ويرحلون! لكن الرد جاء سريعا "مش طالعين".
عندما يدعو جيش الكيان الطارئ سكان غزة بإخلائها بحثا عن انتصار لن يكون، يحفظ به ماء وجهه الذي مرّغته المقاومة قبل تسعة أشهر.. يعتقد أن الناس سيحملون أمتعتهم ويرحلون!
لكن الرد جاء سريعا "مش طالعين"..
الفرق أن شعب الكيان، مع أول قذيفة أو صاروخ يطلق الريح لساقيه.. نحو عواصم العالم! pic.twitter.com/M71muQaLaT — azzedine mihoubi عزالدين ميهوبي (@azzedinemihoub3) July 10, 2024
#مش_طالعين
كالجبال الرّاسيات صامدون في غزة pic.twitter.com/95Xfnxc0UD — وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) July 10, 2024
في حين قال حساب يمسى "يافا": "#مش_طالعين عشان نحن غزة بهواها وسماها وبحرها وأرضها الي كلها دم شبابنا الي مهما يصير مش رح نخون دمهم ونسيبهم، رح نضل نستنى أهالينا يجوا ونستقبلهم رح نضل لآخر نفس".
#مش_طالعين عشان نحن غزة بهواها وسماها وبحرها وأرضها الي كلها دم شبابنا الي مهما يصير مش رح نخون دمهم ونسيبهم، رح نضل نستنى أهالينا يجوا ونستقبلهم رح نضل لآخر نفس. — يافا (@YafaMustafa) July 10, 2024
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة جيش الاحتلال الفلسطينيين نزوح فلسطين غزة جيش الاحتلال نزوح إخلاء المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دیر البلح مدینة غزة pic twitter com
إقرأ أيضاً:
غزة تنتصر.. حكاية صمود لا يُهزم
د. سالم بن عبدالله العامري
لم تنتظر غزة إعلان انتصارها على العدو الصهيوني، فقد نقشته على صفحات المجد منذ اللحظة الأولى لمعركة طوفان الأقصى، يومها اجتاز أبطال المقاومة أسوار المحتل وحدوده، وكسروا هيبته الزائفة بشجاعة لم يشهد لها التاريخ مثيلًا.
هناك، سقط جنوده وضباطه صرعى، وأُسر مئات منهم، بينما غنمت المقاومة سلاحه وعتاده، ليُصبح شاهدًا صامتًا على انهيار أسطورته التي لطالما تباهى بها، وجاء اتفاق وقف إطلاق النار اليوم ليُكمل صورة هذا الانتصار، إذ أُجبر العدو، رغم كبريائه الجريح، على الجلوس مذعنًا على طاولة المفاوضات، كاشفًا عن هزيمته أمام صمود غزة، التي أثبتت أن الإرادة أقوى من أي قوة، وأن الحق لا يُقهر مهما بلغ الظلم ذروته.
عندما يُذكر في كل مرة اسم غزة، تتجلى أمامنا صورة مدينة صغيرة بحجمها، لكنها عظيمة بأهلها. فقطاع غزة، ليس مجرد رقعة جغرافية على الخريطة؛ بل هو رمزٌ للصمود والإرادة التي لا تُقهر، وعنوانٌ للبطولة والمقاومة التي لا تلين. في كل زاوية من زواياها، يُكتب تاريخ جديد لشعب لا ينكسر. هناك يُولد الأمل من قلب المآسي، وتنبعث الحياة كطائر الفينيق تُعيد تشكيل ذاتها من رماد الدمار، متوشحةٌ بروح التحدي والإصرار، كأنها تقول للعالم إن كل انكسار يحمل في طياته شرارة نهوض، وإن تحت كل ركام قصة ميلاد جديد.
في غزة، الألم ليس نهاية؛ بل بداية، والدموع ليست انكسارًا؛ بل قوة تُعزز الإرادة، تحكي قصة الإصرار الذي يُعيد بناء المجد على أنقاض المحن، ويُعلن ألا موت يستطيع أن يقهر روحًا مؤمنة بالنهوض، بل أصبح الحلم حلمًا بوطن حر، وأرضاً تنبض بالسلام، يزرعون الزهور على شرفات بيوتهم التي دمرتها الحروب، ويرسمون لوحات الأمل على جدرانها المهدمة، ويتحدون القصف بابتساماتهم البريئة، يشع نور الأمل وسط ظلام الصبر، كالشعاع الذي يخترق عتمة الليل ليبشر بقدوم فجر جديد. هي الأرض التي تعلَم العالم أن النصر الحقيقي هو الإصرار على الحياة، الإصرار على البقاء، رغم كل ما يُثقل الروح، ويدمر الجسد.
يُعلّمنا التاريخ أن طريق التحرر ليس معبّدًا بالسهولة ولا مُختصرًا بالسرعة، بل هو مسار طويل وشاق، مليء بالتضحيات والمعاناة، إنه الطريق الذي تتشابك فيه الآلام مع الآمال. لكنه، رغم قسوته، يظل السبيل الوحيد نحو المستقبل والأمل، تُنتزع فيه الحرية وتُبنى فيه الكرامة، ليكون النصر في النهاية تتويجًا لكل جهدٍ صادق وإيمانٍ لا يتزعزع بحتمية الخلاص، فالنصر الحقيقي ليس في كثرة القتل والتدمير، وليس فقط في كسب المعارك الميدانية، بل في كسب القلوب والعقول، وفي تعزيز التلاحم، والوحدة، والروح الوطنية، وفي تحويل كل خسارة ومآسي آنية إلى استثمار استراتيجي على المدى البعيد. غزة اليوم تجسد هذه الفلسفة، وتُعيد تعريف النصر بأنه الإصرار على الحياة، وتحويل الألم والمعاناة إلى طاقة للمقاومة والبقاء.
انتصرت غزة في صمود أهلها وثباتهم على أرضهم وبقدرتها على إبقاء القضية الفلسطينية حية في ضمير الأمة والعالم، فأرغمت الكيان المحتل على الجلوس على طاولة المفاوضات، انتصرت في صمودٍ أسطوري لشعب ظل صابرًا في المعاناة والآلام، من حصار مستمر طيلة عقود من الزمن، وعدوان عسكري إسرائيلي همجي متكرر، وخذلانٍ عربي، وتواطؤ غربي غير مسبوق، فأظهرت لنا أن أعظم الانتصارات هي تلك التي تتحقق بالصمود أمام رياح اليأس، وبالتمسك بالحلم حتى في أحلك الظروف.
في النهاية.. أثبتت غزة أنها ليست مجرد مدينة على خريطة الأرض؛ بل هي فكرة خالدة، ونبض حياة، وروح صمود، تذكرنا جميعًا أن الشعوب التي تؤمن بحقها في الحياة لا يمكن أن تُهزم. تُعلمنا أن النصر ليس في قوة السلاح وحده؛ بل في قوة الحق والإيمان، وأن الأمل مهما بدا بعيد المنال، قادر على الانتصار في نهاية المطاف على كل مظاهر القهر والطغيان. ﴿كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز﴾ [المجادلة: 21].