جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-24@22:43:56 GMT

لا سفر يفرج الهم ولا ...!

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

لا سفر يفرج الهم ولا ...!

 

 

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

جاءتْ هذه الحياة مُتغيرة الفصول والأوقات، تتجسد على الأرض: تارة تجعلها جميلة بهية نضرة يتألق الوجود بها، وتارة أخرى تجف أوراقها وتبهت ألوانها، وتموت الحياة بها، ويتبدل عليها كل شيء منه الجديد بالقديم، والحديث بالسيئ، وتذهب عنها الطبيعة المبهجة، والتزين بالجمال والألوان الساطعة.

وحتى يكون لذلك الخلق قيمة، وجد الإنسان بينها وعليها ليستفيد منها أيَّما استفادة، في استغلال أي فصل على حدة، كفصل الصيف الذي هو أحد فصول السنة، وصاحب تشكل مسارات طبيعية مختلفة، وحلول الثمار الطيبة وجنيها.

ففي الصيف تمتاز بلدان بعينها بالحرارة الشديدة، وأخرى بالطقس البارد المعتدل، ويفرُّ قاطنو تلك البلدان مرتفعة الحرارة إلى غيرها من المناطق والأماكن الباردة، بحثا عن جنة الله تعالى في الأرض، كصلالة التي تكتسي بالخضرة والجمال بسبب رذاذ الخريف وسقوط زخات مطرية متفرقة عليها.

وفي فصل الصيف تنتهي اختبارات أبنائنا الطلبة من الصف الخامس حتى الصف الثاني عشر، وتظهر النتائج متباينة ومختلفة، فهناك من نجح وكوفئ، وهناك من حصل على دور ثانٍ وتجاوزه، فإلى هنا انتهى دوام الطلبة والعام الدراسي، وأغلقت المدارس، وصارت البيوت تحظى على مدار 24 ساعة بتواجد أبنائها عليها لأكثر من تسعين يومًا ربما؛ مما شكل ضغطًا على رب الأسرة وعائلها، بضرورة تنظيم جدول للبيت والأسرة، وتوفير الغذاء والكساء لهم، وتأمين متطلبات الراحة واللعب والترفيه، والاستفادة من أوقات الأبناء، لاستغلالها الاستغلال الأمثل الذي يعود عليهم بالنفع، وهذا كثيرًا ما يكون ليس في مقدور رب الأسرة الفقير وذي الدخل المنعدم والمحدود جدًّا.

وفي جانب آخر من هذا المشهد ومن هذه الدورة الحياتية، نجد هنالك في فصل الصيف أيضًا، أسرا وعوائل يمَّموا وجوههم شطر حياة أخرى، وفروا إلى طلب السياحة والنزهة خارج عُمان وداخلها، لما حباهم الله تعالى من نعمة المال والثراء واليسر، وبقيت هذه الأسر الفقيرة يلهبها حر الصيف وارتفاع درجات الحرارة، ويعدد أبناؤها الآثار النفسية وضيق الحال والأحوال، لما هم فيه من حرمان وتواجد كل الوقت في البيت، فها هم سمعوا أن جيرانهم وزملاءهم حزموا أمتعتهم، وجمعوا أشياءهم ومقتنياتهم، وسافروا إلى أقطار باردة وبلدان معتدلة الطقس، بحثاً عن أجواء ودرجات حرارة منخفضة. فأيام الصيف الحارة لا تُطاق، والذين يقضون أيام العطلة الصيفية فيها يشعرون بالأسى والأسف والضيق لعدم مقدرتهم على السفر والتواجد في أجواء خريفية رائعة، والاستمتاع بما تحويه صلالة من مناظر خلابة وطبيعة باردة وأرض مكتسية بالماء والخضرة والوجه الحسن.

إنَّ الأسر الفقيرة تنوء اليوم بمسؤوليات كثيرة وكبيرة تجاه أبنائها، فهي غير قادرة على توفير أدنى متطلبات الحياة اليومية، وغير قادرة على إلحاق أبنائها بمراكز صيفية، حيث يعتبرونها التزامًا آخر كالمدارس. نعم يعتبرونها التزامًا بأشياء متعددة، منها الانضباط في تلك المراكز بأمور كثيرة، وهو ما يُعتبر لدى بعض الأسر الفقيرة أمرًا فيه صعوبة ومشقة مالية وأسرية وحياتية شتى، متحدثين: " نحن ما صدقنا تخلص المدارس، فليس بنا ولدينا قدرة للدفع بأبنائنا إلى تلك المراكز الصيفية وإن كانت بالمجان"، فيحجمون عن إرسال أبنائهم إليها؛ إذ يحتاج الأبناء إلى ملابس مرتبة ونظيفة يلبسونها بشكل يومي، ناهيك عن تأمين احتياجات شخصية فردية لهم، وتحقيق رغبات وتوفير وجبات غذائية ومحفزات معنوية... والكثير. وفي ظل هذه الضغوط كيف لرب الأسرة أن يشعر باستقرار نفسي فعَّال، ويتمتع طوال الوقت بهدوء المزاج وإتزان الأفعال وضبط الانفعال وصحة جسدية ونفسية سليمة جيدة، ما لم يكن هو وأسرته وأطفاله في غاية السعادة، ينعمون أقل تقدير بأقصى درجات الراحة والسعادة الأسرية والمجتمعية. فتعدد المسؤوليات والمهام والأدوار على رب الأسرة، واختلاف الواجبات بدون وجود قدرة مالية يجعله في ضيق دائم وحال وأوضاع سيئة مختلفة، تُمِيت جل الرغبات به، وتقتل بداخله الطموحات، ولا يستطع أن يحصل على حل وتوافق لكل الضغوط.

في ظل هذه الأوضاع التي تعانيها الأسر الفقيرة التي ليس بإمكانها السفر أو الترفيه عن أبنائها، يجب مُراعاتهم بانتهاج واستحداث آليات معينة تجعلهم يسعدون ولو بالشيء اليسير، بصرف النظر عن من سافر وتنزه واستمتع. يقول الإمام الشافعي في فوائد السفر: تغرب عن الأوطان في طلب العلا وسافر ففي الأسفار خمس فوائد: تفريج هم، واكتساب معيشة، وعلم، وآداب، وصحبة ماجد.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نحو 81% من الأسر المغربية صرحت بتدهور مستوى المعيشة خلال 12 شهرا السابقة (مندوبية التخطيط)

قالت المندوبية السامية للتخطيط، اليوم الخميس، إن معدل الأسر التي صرحت بتدهور مستوى المعيشة خلال 12 شهرا السابقة بلغ 80,9%، فيما اعتبرت 14,7% منها استقراره و4,4% تحسنه.

وأوضحت مذكرة إخبارية للمندوبية السامية للتخطيط حول نتائج بحث الظرفية لدى الأسر، خلال الفصل الأول من سنة 2025، أن رصيد هذا المؤشر استقر في مستوى سلبي بلغ ناقص 76,5 نقطة، مقابل ناقص 76,2 نقطة خلال الفصل السابق، وناقص 78,1 نقطة خلال نفس الفصل من السنة الماضية.

أما بخصوص تطور مستوى المعيشة خلال 12 شهرا المقبلة، فتتوقع 53,0% من الأسر تدهوره و40,3% استقراره، في حين ترجح 6,7% تحسنه، وهكذا، استقر رصيد هذا المؤشر في مستوى سلبي بلغ ناقص 46,3 نقطة مقابل ناقص 46,1 نقطة خلال الفصل السابق وناقص 47,3 نقطة خلال نفس الفصل من السنة الماضية.

ووفق المذكرة، أظهرت نتائج البحث الدائم حول الظرفية لدى الأسر، أن مؤشر ثقة الأسر سجل تحسناً طفيفاً خلال الفصل الأول من سنة 2025، سواء مقارنة مع الفصل السابق أو مع نفس الفصل من سنة 2024، وهكذا انتقل مؤشر ثقة الأسر إلى 46,6 نقطة عوض 46,5 نقطة المسجلة خلال الفصل السابق و45,3 نقطة المسجلة خلال نفس الفصل من السنة الماضية.

وخلال الفصل الأول من سنة 2025، توقعت 80,6% من الأسر ارتفاعا في مستوى البطالة خلال 12 شهرا المقبلة، مقابل 7,2% التي توقعت انخفاضه و12,2% استقراره، وهكذا، استقر رصيد هذا المؤشر في مستوى سلبي بلغ ناقص 73,4 نقطة مقابل ناقص 77,2 نقطة خلال الفصل السابق وناقص 77,5 نقطة خلال نفس الفصل من السنة الماضية.

واعتبرت 80,1% من الأسر، خلال الفصل الأول من سنة 2025، أن الظروف غير ملائمة للقيام بشراء سلع مستديمة، في حين رأت 8,1% عكس ذلك، وهكذا، استقر رصيد هذا المؤشر في مستوى سلبي بلغ ناقص 72,0 نقطة مقابل ناقص 71,9 نقطة خلال الفصل السابق، وناقص 72,9 نقطة خلال نفس الفصل من السنة الماضية.

كلمات دلالية منجوبية التخطيط، مستوى المعيشة

مقالات مشابهة

  • العدو الصهيوني يفرج عن 12 أسيرًا من قطاع غزة
  • تحسن طفيف في ثقة الأسر… والتشاؤم يخيّم على آفاق المعيشة والبطالة
  • الاحتلال يفرج عن 12 أسيرا بينهم سيدتان
  • نحو 81% من الأسر المغربية صرحت بتدهور مستوى المعيشة خلال 12 شهرا السابقة (مندوبية التخطيط)
  • ميريام فارس تظهر مع أبنائها.. فيديو وصور
  • تزوج عليها بعد 32 عاما.. سوء العشرة يفرق بين زوجة وزوجها.. تفاصيل
  • دعاء الأم على أبنائها.. هل يستجاب حتى ولو كانت ظالمة ؟
  • رشيد يدعو مسؤولي ديالى لخدمة أبناء المحافظة وتعزيز التعايش السلمي
  • مفاجأة من وزارة التموين بشأن السلع التموينية الإضافية| تفاصيل
  • أسوان في 24 ساعة.. الأسر تحتفل بشم النسيم.. وضبط مخالفات بالأسواق