تشو شيوان *

انعقدَ الاجتماع الرابع والعشرون لمجلس رؤساء دول منظمة شانغهاي للتعاون في أستانا يوم الخميس. ووقع زعماء الدول الأعضاء وأصدروا "إعلان أستانا الصادر عن مجلس رؤساء دول منظمة شانغهاي للتعاون"، ووافق الاجتماع رسميًّا على انضمام بيلاروسيا إلى منظمة شانغهاي للتعاون، وقرَّر أن تتولى الصين الرئاسة الدورية للمنظمة من عام 2024 إلى عام 2025.

هذه هي القمة الأولى التي تُعقد في شكل "منظمة شانغهاي للتعاون+". وهي تشير إلى أن مفهوم منظمة شانغهاي للتعاون يحظى بشعبية كبيرة في العصر الجديد، وينتشر أصدقاء الدول الأعضاء في جميع أنحاء العالم، ويساهمون في الحفاظ على السلام والازدهار في القارة الأوراسية والعالم.

ومن التعاون الأمني، إلى التعاون الأمني ​​والاقتصادي، وحتى في مجالات الصحة والأمن والتنمية والعلوم الإنسانية. خلال 23 عامًا بعد إنشاء منظمة شانغهاي للتعاون، أيدت الدول الأعضاء دائمًا "روح شانغهاي"، وعززت بشكل مشترك الوحدة والثقة المتبادلة، ونفذت تعاونًا متعدد الأطراف، ونجحت في بناء منظمة شانغهاي للتعاون لتصبح حاجزًا أمنيًا وجسرًا للتعاون ورابطة ودية وقوة بناءة في المنطقة، مما يشكل نموذجا لنوع جديد من العلاقات الدولية والتعاون الإقليمي.

لقد نشأت منظمة شانغهاي للتعاون بسبب الاحتياجات الأمنية. كانت "القوى الثلاث" المتمثلة في الإرهاب والانفصالية والتطرف راسخة في آسيا الوسطى منذ عقود. وأصبحت هذه القضايا أكثر خطورة خاصة بعد العزو الأمريكي إلى أفغانستان. واستناداً إلى آلية اجتماع "شانغهاي الخمسة" التي تهدف إلى التعامل مع قضايا أمن الحدود، تأسست منظمة شانغهاي للتعاون في شانغهاي في 15 يونيو 2001. وعلى المستوى الداخلي، تتبع المنظمة مبادئ "الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور واحترام تنوع الحضارات والسعى وراء التنمية المشتركة"؛ وعلى المستوى الخارجي، وتنتهج المنظمة مبادئ عدم الانحياز وعدم استهداف الدول والمناطق الأخرى والانفتاح على العالم الخارجي. لقد تطورت المنظمة الآن لتصبح أكبر منظمة إقليمية شاملة وأكثرها اكتظاظًا بالسكان في العالم حيث تضم 10 دول أعضاء رسمية، ودولتين مراقبتين، و14 شريك حوار.

وتعدُّ الصين أحد الأعضاء المؤسسين للمنظمة، وقد اقترحت دائما خططا وإجراءات لتحقيق استقرار المنظمة وتنميتها على المدى الطويل. ومن بينها، يعد البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق مثالا ناجحا للتعاون العملي. وفي سبتمبر 2013، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة الحزام والطريق في كازاخستان، الأمر الذي حظي باستجابة إيجابية من الأوساط الاجتماعية في كازاخستان. وخلال أكثر من عشر سنوات، اتخذت الصين البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق كنقطة انطلاق مهمة لتعزيز التنسيق بين استراتيجيات التنمية مع الدول الأخرى، وحققت نتائج مثمرة.

واعتبارًا من العام 2021، يبلغ إجمالي الناتج المحلي للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون حوالي 23.3 تريليون دولار أمريكي، أي أكثر من 13 مرة أكبر مما كان عليه عند إنشائها. وقد زاد إجمالي التجارة الخارجية للدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون ما يقرب من 100 مرة في عشرين عاما، وزادت حصتها في إجمالي التجارة العالمية من 5.4% في عام 2001 إلى 17.5% في عام 2020. وتفتح الدول الأعضاء لمنظمة شنغهاي للتعاون مسارات جديدة للتكامل الاقتصادي والتحديث الوطني.

وتقترح الصين إرساء نظرة حضارية تقوم على المساواة والتعلم المتبادل والحوار والشمول، وتجاوز الحواجز الحضارية من خلال تبادل الحضارات، وتجاوز الصراعات الحضارية من خلال التعلم المتبادل بين الحضارات، وتجاوز التفوق بين الحضارات من خلال التعايش بين الحضارات. وفي الوقت نفسه، أنشأت منظمة شانغهاي للتعاون العشرات من آليات الاجتماعات والتشاور متعددة المستويات والمجالات. ومن خلال سلسلة من أنشطة التبادل الثقافي والشعبي، تم تعزيز أساس الرأي العام للتنمية طويلة المدى للمنظمة وتم إنشاء نموذج جديد للتبادلات الشعبية.

وفي الوقت الراهن، تؤيد الصين التعددية القطبية العالمية المتساوية والمنظمة، والعولمة الاقتصادية الشاملة، وتمارس التعددية الحقيقية، وتعزز الحوكمة العالمية في اتجاه أكثر عدالة ومعقولة، وهي تسعى جاهدة إلى القضاء على عجز السلام، وعجز التنمية، وعجز الأمن، وعجز الحوكمة. وترغب الصين في العمل مع شركائها في هذه المنظمة ومع المزيد من الدول والمنظمات الدولية التي توافق على "روح شانغهاي" لبناء مجتمع المصير المشترك لمنظمة شانغهاي للتعاون.

* صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الإمارات تشارك في المؤتمر الوزاري للفرنكوفونية.. وتؤكد أهمية تعزيز القيم الإنسانية

شارك الدكتور سالم النيادي، سفير الإمارات لدى المنظمة الدولية للفرنكوفونية، في أعمال الدورة الـ45 للمؤتمر الوزاري للفرنكوفونية، إذ تشارك الإمارات بصفتها عضواً مشاركاً في المنظمة الدولية للفرنكوفونية.

وقال النيادي، في كلمة له خلال المؤتمر: "في ظل ما يمر به العالم اليوم من منعطفات مفصلية وتحديات جسيمة، تؤمن الإمارات بأهمية مضاعفة الجهود لتعميق منظومة العمل المشترك باعتباره السبيل الوحيد للوصول إلى التضامن والتكامل بين دولنا لا سيما في المجال الاقتصادي، بما يعود بالفائدة والمنفعة على شعوبنا، ويساهم في بناء مستقبل مزدهر ومشرق ومستدام للأجيال القادمة".
وأضاف "تشدد الإمارات على أهمية إعلاء قيم التسامح والتعايش السلمي، ومواجهة التطرف وخطاب الكراهية والتعصب والعنصرية باعتبارها مؤججة للصراعات، وضرورة تعزيز القيم الإنسانية المشتركة القائمة على احترام التنوع الثقافي واللغوي التي تسهم مجتمعة في إرساء الاستقرار وخفض التصعيد وتعزيز الأمن وبناء السلام بما يفتح أفاقاً للحوار ومد الجسور".
وأشار إلى أن "الإمارات تثمن عالياً المشاركة الفاعلة والمساهمة القيمة للدول والحكومات الفرنكوفونية الأعضاء جنباً إلى جنب مع المنظمة الدولية للفرنكوفونية في أعمال الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ التي استضافتها الإمارات أواخر العام الماضي في مدينة إكسبو دبي، والتي أثبتت بالتوصل "لاتفاق الإمارات التاريخي" أننا نستطيع أن ننجز ونخطو خطوات أكبر عندما نعمل سوياً".
وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، أكد النيادي، أن "الإمارات وبتوجيهات القيادة تحرص على مواصلة العمل الإنساني للتخفيف عن الشعوب في أوقات الأزمات، وعملت على مضاعفة جهودها وتسخير الإمكانيات كافة من أجل مد يد العون والمساعدة في مختلف أنحاء العالم ولاسيما في الفضاء الناطق بالفرنسية، وكان آخرها تقديم شحنات لقاحات لخمس دول أفريقية لمساعدتها على مواجهة تفشي فايروس جدري القردة".

مقالات مشابهة

  • وزير الطيران  يشهد انطلاق النسخة 130 لمؤتمر منظمة IATP 
  • وزير الطيران المدني يشهد انطلاق فاعليات النسخة 130 لمؤتمر منظمة IATP المعنية بتبادل الخدمة الفنية للطائرات
  • وزير الطيران يشهد انطلاق فعاليات مؤتمر منظمة IATP حول الخدمات الفنية للطائرات
  • منظمة حقوقية تدعو إلى ضغط عالمي لوقف إبادة العصر في قطاع غزة
  • مؤتمر العمل البلدي الخليجي يناقش في جلساته الحوارية تعزيز الاستدامة والتنمية في المدن
  • "الدولية للفرانكوفونية": ارتفاع الدول الأعضاء بالمنظمة إلى 93 دولة وحكومة
  • ماكرون: منظمة الفرانكوفونية تطالب بوقف فوري لإطلاق النار في لبنان
  • الإمارات تشارك في المؤتمر الوزاري للفرنكوفونية.. وتؤكد أهمية تعزيز القيم الإنسانية
  • منظمة جبل الكرامة تفتتح مكتب لها في العاصمة طرابلس
  • المقاولون العرب تزور زيمبابوي للتعاون في مجالات البناء والتشييد والتنمية