تواجه مصر في الآونة الأخير العديد من المشاكل ولا بد ان أبرزهما الانقطاع اليومي للتيار الكهربائي والذي يصل لي ثلاث ساعات يوميا في بعض المناطق والارتفاع الشديد في درجات الحرارة الناتج عن استخدام الوقود الحفري في كافة وسائل المواصلات والمصانع ومحطات انتاج الكهرباء ولعلاج هاتين المشكلتين يجب البحث عن مصدر بديل للوقود الحفري يكون صديقا للبيئة وأكثر استدامة وذو سعر معقول وقد توافرت هذه الشروط في "الهيدروجين الأخضر".

ويمكن للهيدروجين الأخضر ان يكون الحل الدائم لمشكلتي مصر الأكبر حيث إنه يمكن استخدامه كبديل للفحم والبنزين والغاز الطبيعي حيث يمكن استخدامه في السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة وكذلك يمكن استخدامه كبديل لمصادر الوقود الاحفوري وأيضا من مميزات الهيدروجين عدم صدور أي انبعاثات أو غازات ضاره عند استخدامه على عكس الفحم والبنزين والغاز الطبيعي.

وقد تمكن فريق ريهايدرو تحت الإشراف العلمي والتنفيذي من نخبة من الأساتذة الجامعيين وهم أ.د / عمرو عبد الهادي – عميد كلية الهندسة بالمطرية وأ.م.د/ أبو المجد هاشم – الاستاذ المساعد بقسم القوى الميكانيكية ود/ محمد جمال حسن – المدرس بقسم هندسة القوى الميكانيكية بهندسة المطرية من تصميم وتطوير وتصنيع النماذج الأولية لجهاز كاملة لإنتاج الكهرباء من الهيدروجين الأخضر من الالف إلى الياء.

وعن آلية عمل المشروع أوضح قائد الفريق محمد أشرف أحمد دسوقي أن خطوات المشروع تبدأ أولا بإنتاج الكهرباء اللازمة لتشغيل المحطة من الخلايا الشمسية ويتم استخدام جزء من التيار الكهربي الناتج في تحلية مياه البحر حيث أن عملية انتاج الهيدروجين الأخضر تحتاج إلى مياه نقية تماما وخالية من الشوائب والاملاح، ثم بعد تحلية مياه البحر يتم تمرير المياه المحلاة وبعض من التيار الكهربي الناتج من الخلايا الشمسية إلى وحدة انتاج الهيدروجين الأخضر أو ما تعرف باسم المحلل الكهربي للمياه (Water Electrolyser) التي تعمل على فصل عنصري المياه الهيدروجين والأكسجين كل على حدى، ثم يتم تمرير الهيدروجين الناتج إلى خلايا الوقود الهيدروجينية التي تعمل استغلال الطاقة الكامنة في ذرة الهيدروجين واستخراج الشحنة الكهربية السالبة مما ينتج تيارا كهربيا ذو كفاءة عالية، وتمتاز خلايا الوقود الهيدروجينية بكفاءتها منقطعة النظير في انتاج الكهرباء حيث تصل كفاءة انتاج الكهرباء إلى 60% متفوقة بذلك على الخلايا الشمسية التي لا تتجاوز كفاءتها 20% أو توربينات الرياح 30% أو محطات القدرة الكهربائية 35%.

وأوضح أشرف ان وحدة انتاج الهيدروجين الأخضر هي وحدة ذات تصميم فريد لأنها تمتاز بقدرتها على انتاج غاز الهيدروجين الأخضر النقي عكس خلايا الهيدروجين الشائعة التي تنتج ما يعرف بغاز الهيدروكسي أو HHO gas وهو ما لا يمكن استخدامه في أي تطبيقات للهيدروجين.

وأوضح أيضا ان المشروع يعتبر متماشيا مع رؤية الدولة المصرية ٢٠٣٠ في ان تكون من رواد الطاقة المتجددة في افريقيا والشرق الأوسط ويحقق ايضا ثلاثة أهداف من أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها منظمة الأمم المتحدة 
ولمصر فرصة كبيرة بان تكون رائدا في مجال دراسات وابحاث وتصنيع وتصدير الهيدروجين الأخضر لوجود الكفاءات العلمية اللازمة للقيام على تصنيعه وكذلك توافر المصادر اللازمة لتصنيعه وهما مياه البحر واشعة الشمس.

وقد تمكن فريق ريهايدرو تحت اشراف نخبة اكاديمية رفيعة من تصميم وتطوير وتصنيع النماذج الأولية لجهاز كاملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر من الالف إلى الياء وقد نافس الفريق بمشروعهم في العديد من المسابقات العلمية وتمكنوا من حصد العديد من المراكز في هذه المسابقات ومنها مسابقة YLF Climate Leaders والتي تقام تحت رعاية واشراف النائب بمجلس الشعب احمد فتحي ومسابقة Triple S والتي أقيمت تحت رعاية اسرة من أجل مصر مركزية وبحضور وتشريف السيد الدكتور اشرف صبحي وزير الشباب كما تفقد معالي الوزير المشروع بشكل شخصي وابدي اعجابه بفكرة المشروع وحفز أعضاء الفريق علي الاستمرار في الابتكار وتطوير اليات عمل المشروع وايضا شارك الفريق في مسابقة دايرة للابتكارات الخضراء 2023 والتي تقام تحت رعاية معالي الوزير المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية ومعالي الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ومعالي الدكتورة نيفين قباج وزيرة التضامن الاجتماعي وقد تمكن الفريق من الفوز بالمركز الأول في المسابقة وكذلك شارك الفريق في الهاكاثون الثالث للحلول الذكية لتحديات الطاقة الجديدة والمتجددة الذي تم عقده بمعهد بحوث الالكترونيات تحت رعاية أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وحصد الفريق المركز الثالث من ضمن 80 فريق مشارك وقد شارك ايضا الفريق في معرض الابتكارات ومشاريع التخرج بجامعة حلوان الذي شارك فيه 54 مشروع وحاز الفريق على المركز الرابع من بينهم ويعمل الفريق الان علي تطوير المشروع والمشاركة به  في مسابقات اكثر والبحث عن راعي وداعم للمشروع وجلب فرص استثمار من اجل توفير وتوسعة استخدامات الطاقة النظيفة والحد من استخدام مصادر الطاقة الملوثة للبيئة وكما يسعي الفريق أيضا للمشاركة في مسابقات ومعارض عالمية لتمثيل مصر وتوثيق إنجازاتها في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة.

وصرح د. محمد جمال المشرف الأكاديمي على المشروع ومدرس بقسم هندسة القوى الميكانيكية بكلية الهندسة بالمطرية جامعة حلوان بأن إنتاج الهيدروجين الأخضر من مياه البحر المحلاة عن طريق الطاقة الشمسية واستخدامه في تشغيل شبكة إنارة مشروع مهم لترشيد الطاقة والحفاظ على البيئة وتوفير مصدر بديل للوقود الاحفوري.

وعن حجم المشروع، قال د. محمد جمال: "نحن نعمل بالفعل على مقياس أكبر لإنتاج كمية أكبر من الغاز والهدف الحالي هو استخدام الهيدروجين في الانارة من خلال تحويل الهيدروجين لكهرباء وبالتالي العملية هنا هي تحويل المياه لكهرباء لأن المياه بعد تحليتها وفصل الاملاح والمعادن يتم وضعها في جهاز يعمل بالكهرباء المولدة بالطاقة الشمسية كي تتحول لهيدروجين أخصر والهيدروجين الأخضر يتحول لكهرباء".

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الهیدروجین الأخضر انتاج الکهرباء یمکن استخدامه میاه البحر تحت رعایة

إقرأ أيضاً:

أزمة الطاقة 2-2

عامةً، أزمة الطاقة في مصر تتطلب جهود منسقة بين الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص لتنفيذ التدابير الاستراتيجية المعززة لإنتاج الطاقة وكفاءة الاستخدام. فتحفيز الاستثمارات الخاصة في قطاع الطاقة من خلال تقديم حوافز وتشريعات مُشجعة، وتسهيل الإجراءات التنظيمية والمالية لمشاريع الطاقة المتجددة يمكن أن يساهم في تحسين أنظمة الطاقة في مصر. كما أن التوسع في التطبيقات التكنولوجية لتحسين وزيادة كفاءة استخدام الطاقة في مختلف القطاعات، بما في ذلك استخدام أنظمة إدارة الطاقة الذكية، وتحسين كفاءة الأجهزة الكهربائية والمباني، وتبني ممارسات إدارة الطلب على الطاقة يمكن أن يسهم في استقرار الشبكة الكهربائية وتقليل الأحمال الزائدة.
وبالأخذ بعين الاعتبار إجمالي الكثافة السكانية، فإن مشاركة المواطنين يعد عنصر محوري لنجاح الاستراتيجيات الحكومية. وتبرز هنا أهمية تكثيف حملات التوعية العامة وورش العمل التثقيفية الهادفة لتعزيز ممارسات كفاءة استخدام الطاقة في المنازل، كاستخدام الأجهزة الموفرة للطاقة وإطفاء الأنوار غير الضرورية. كما يمكن إشراك المجتمع في مشاريع الطاقة المتجددة والمبادرات المحلية كبرامج إعادة التدوير، وتشجيع وسائل النقل المستدامة، ومشاريع الزراعة الحضرية، وحملات تنظيف الأحياء، ومشاريع الحفاظ على المياه، إلى جانب فرص الاستثمار في تمويل منشآت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. ومن الضروري أيضاً تكييف إجراءات الطوارئ الحالية، مثل استخدام مصادر الإضاءة البديلة أثناء انقطاع التيار الكهربائي، مما يمكن أن يساعد في تخفيف التأثيرات المباشرة على الحياة اليومية.
وفي ضوء التحديات المتزايدة والتغيرات السريعة في قطاع الطاقة العالمي، يبقى السؤال: هل يمكن لمصر أن تتحول إلى نموذج في تجاوز أزمة الطاقة وتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية؟ مما لا شك فيه ستبقى فعالية الخطط الوطنية والقدرة على الابتكار عوامل حاسمة في تحديد مستقبل الطاقة في البلاد. فهذه الأزمة ليست مجرد تحدٍ، بل هي فرصة لإعادة التفكير في كيفية إدارة الموارد وتحقيق التنمية المستدامة التي تضمن للأجيال القادمة مستقبل آمن ومستدام.

مقالات مشابهة

  • كهرباء عدن تكشف عن ميزة جديدة لمحطة الطاقة الشمسية
  • وزير الري: تدريب مهندسي مصلحة الميكانيكا على أعمال تشغيل وصيانة المحطات
  • إعفاء المدير العام لشركة أكويو النووية من منصبها
  • مخاوف من «ظلام» شامل في لبنان
  • بعد إقراره خلال دور الانعقاد الرابع.. تفاصيل قانون حوافز مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته
  • أزمة الطاقة 2-2
  • جامعة سوهاج تستعرض مجهودات الدولة في تطوير مصادر الطاقة المتجددة
  • «جامعة خليفة» تفوز بالمركز الثاني في تحدي كأس الروبوتات
  • محافظ أسوان: البدء فى القضاء على مشكلة الصرف الصحى لمحطة الكرور
  • «كهرباء الإمارات» تصدر طلبات تقديم العروض لتطوير أنظمة بطاريات تخزين الطاقة