صحيفة التغيير السودانية:
2024-07-27@20:09:33 GMT

نُصح أم تحذير!!

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

نُصح أم تحذير!!

أطياف: صباح محمد الحسن

طيف أول:

كم من وجع حنطه الحكام!

فبات مصلوباً على ذاكرة الوطن، وكم من نافذة سلام لوح بها من هم لا ينتمون إليه!!

ويفصح الفريق عبدالفتاح البرهان عن تحفظه على إحدى دول الرباعية المسهلة للحوار في منبر جدة، لنائب وزير الخارجية السعودي وليد بن عبدالكريم خلال زيارته للسودان.

التي قال عنها وكيل وزارة الخارجية السفير حسين عوض في تصريح صحفي، إن المباحثات تناولت الدعوة إلى استئناف منبر جدة، وأضاف أن البرهان أكد حرص السودان على إنجاح منبر جدة باعتباره أساساً يبنى عليه مؤكدا على ضرورة تنفيذ ما تم الاتفاق حوله في مايو 2023، وتناول اللقاء أيضا أهمية توسيع قاعدة المسهلين في مفاوضات جدة مبينا أن رئيس مجلس السيادة أبدى تحفظه على وجود أي طرف يدعم التمرد.

ولا شك في أن تحفظ البرهان يأتي على انضمام دولة الإمارات إلى مربع الحل يعود ذلك إلى أن الجنرال يرى أنها الدولة الداعمة للدعم السريع في الحرب، ولكن قد لا يفرق كثيرا رضا البرهان أو عدمه، لأن الوساطة قصدت أن تفسح لها في مجالس الحوار بعد ما تقدم السودان بشكوته ضدها، فبالرغم من أنها نفت صلتها بالحرب، وقالت إنها تسعى للسلام، إلا أن انضمامها إلى المفاوضات يساعد على وقف الحرب أكثر من إبعادها.

ولكن يأتي السؤال بلا تردد ما هي الأسباب التي دفعت نائب وزير الخارجية لزيارة البرهان فالسعودية إن كانت تريد أن تجدد الدعوة إلى التفاوض لخرجت بتصريح للإعلام طالبت فيه طرفي الحرب للعودة إلى التفاوض.

ولكن ما هي الرسالة التي أتى بها نائب الخارجية السعودي من الأمير محمد بن سلمان إلى البرهان!! لا سيما أن البرهان لم يرفض الدعوة المقدمة من المملكة لاستئناف التفاوض لطالما أنه يرى أن جدة هي أساس الحل حسب تصريحات وكيل وزارة الخارجية.

لذلك من المتوقع أن تكون هناك مرونة من قبل الجيش تجاه عملية التفاوض؛ لأن النائب السعودي لم يحل من أجل الطلب والترجي، لكنه قد ربما يبلغ البرهان إما نُصحا بضرورة عدم الرفض أو تحذيرا لما بعده، ويعود ذلك لخطورة الوضع الآن الذي أصبح لا يحتاج إلى الوقوف طويلا على عتبة التردد، خاصة أن السلام أصبح مطلبا سودانيا وإقليميا ودوليا مُلحا، فتعنت الجنرال أصبح جريمة واضحة ترتكب في حق المواطن السوداني الذي بات مطلبه الأول والرئيس هو وقف الحرب.

لكن عودة الجيش إلى طاولة الحوار بعد هذه الزيارة ربما تكون أمرا واردا أكثر من قبل.

وما أن يغادر وزير الخارجية السعودي الأراضي السوداني مودعا، حتى يهبط أبو أحمد مصافحا البرهان في زيارة خاطفة جاءت مباشرة بعد مؤتمر القاهرة.

وهذا يعني أن آبي أحمد جاء هذه المرة ليستثمر في مساحة الجفاء بين البرهان وجمهورية مصر العربية التي غيرت طريقتها ومواقفها في التعامل معه.

ولكن في هذه الزيارة تحديدا يسعى الرجل لتحقيق مصالح بلاده فقط، لا سيما فيما يتعلق بقضية سد النهضة، وأن الحديث عن أسباب الزيارة تاتي لدعمه لحكومة السودان هو حديث لا يتجاوز ترجمة الشعور بالعزلة والفقد الذي تعاني منه حكومة البرهان التي تعتقد أن كل من يمد يده لها مصافحا هو داعم لها فإثيوبيا أول الموقعين على دفتر الحضور لعملية التحول المدني الديمقراطي الذي يضمن لها مصالح أكبر مع دول وحكومات كبرى، قطعا حكومة البرهان ليست إحداها!!

طيف أخير

تحالف الدول سيشارك في المباحثات التي يطرحها الاتحاد الإفريقي بالطبع دون أي شروط فهو الجسم السياسي الوحيد الذي لا تهمه قائمة الذين تتم دعوتهم!

الوسومصباح محمد الحسن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صباح محمد الحسن

إقرأ أيضاً:

Eric.. خليط متجانس من التعاطف والانزعاج!

متابعة بتجــرد: خليط عجيب من الأنواع الفنية والحكايات يجده المشاهد في مسلسل Eric، الذي بدأ بثه مؤخراً على منصة “نتفليكس”، خليط قد يبدو غير متجانساً أو مزعجاً أحياناً، لكن ذلك لن يمنعه، غالباً، من الاستمرار في المشاهدة بترقب واستمتاع.

يتكون Eric من 6 حلقات، يصل زمن كل منها إلى ما يقرب من الساعة، بمجمل 5 ساعات ونصف الساعة تقريباً، وهو زمن يبدو طويلاً أيضاً بالنظر إلى أحداث المسلسل، التي تدور حول شخصيات محدودة خلال أيام معدودة تتمحور حول خط رئيسي، وبضعة خطوط فرعية تبدو، أحياناً، مقحمة وفائضة.

على أي حال، ليس هذا من الأعمال التي تثير انطباعاً واحداً لديك، بالإعجاب أو النفور أو اللامبالاة، وحتى العناصر الفنية المفردة يمكن أن تثير لديك انطباعات متناقضة.

خذ عندك، مثلاً، أداء بطل العمل الممثل الإنجليزي اللامع بيندكت كامبرباتش، الذي يلعب الشخصية المحورية بالمسلسل، وهي شخصية “فينسنت” صانع ولاعب العرائس، الذي يعاني من مشاكل نفسية ناتجة عن علاقته المعقدة بأبيه المليونير سارق الفقراء، وأمه عديمة الحس بأي شئ خارج نطاق اهتمامها بطلاء أظافرها وحياتها اليومية المرفهة، هذه العلاقة أدت بـ”فنسنت” إلى هجر منزل العائلة، والعيش صعلوكاً مع زوجته ابنة الطبقة المتوسطة، والتي أنجب منها صبياً يحمل موهبة أبيه في الرسم.

بطل لا يتمتع بالبطولة

التمرد الذي تتسم به شخصية “فنسنت” يطال كل شئ وشخص حوله، وينعكس سلباً على علاقته بزوجته، ثم ابنه، وبرؤساء وزملاء العمل في برنامج الأطفال التليفزيوني الذي يقدمونه. 

تذكرنا شخصية “فنسنت” بشخصية “كريج” بطل فيلم Being John Malkovich، التي أداها جون كوزاك، لكن “فنسنت” هنا أكثر عصابية وعنفاً، يضاف إلى ذلك إدمانه للكحول والمخدرات، ومع أداء كامبرباتش الذي يتسم كعادته بالحيوية الزائدة ودفع الأمور إلى الحافة، فإن شخصية “فنسنت” لا تثير التعاطف بقدر ما تثير الغضب والانزعاج الشديد أحياناً.

في أحد المشاهد، وقد فقد ابنه ذات صباح وزوجته اتهمته بقتل الولد، وتم اعتقاله قبل أن يثبت براءته فيتم إخلاء سبيله، يذهب “فنسنت” ليسهر ويشرب ويتعاطى ويرقص حتى الصباح، ويتحدث إلى شخصية نسجها خياله، الوحش اللطيف “إريك” (الذي يذكرنا بالوحش سوليفان، أو شلبي، من سلسلة أفلام Monsters, inc).

في مشهد آخر يقترب “فنسنت” جداً من العثور على ابنه المفقود، ولكنه يضيعه بسبب انجذابه إلى سيجارة مخدر قوي، يشحذها من أحد المتسولين.

بشكل عام كامبرباتش ممثل قوي للغاية، وليس هناك مشكلة في أن يلعب دور شخصية شريرة أو سلبية تثير لدى المشاهد الخوف أو الرفض أو الكراهية، فكم من ممثل كبير تفنن في أدوار الشر، ولكن المشكلة هنا أن المسلسل يدعونا إلى التعاطف معه، بحكم كونه الشخصية الرئيسية، كما يضع الحل على يديه في النهاية، كعادة الأفلام، والتحول الذي يمر به هو أساس فكرة المسلسل: أن على المرء أن يتخلص من عقد طفولته حتى لا ينقلها إلى أبناءه، ولكن هذا التحول يتم “سلقه” في النهاية بشكل مفاجئ.

لا شك أن بيندكت كامبرباتش يتمتع بكاريزما وقدرة على بث الحياة في أي شخصية يلعبها، وهو هنا يبذل مجهوداً هائلاً، ولا يبخل على الدور باي مظهر سلبي أو قبيح أو مهين، وبالطبع يصبح محور الضوء والجاذبية في أي مشهد يلعبه، ولكن ذلك لا يمنع المشاهد من عدم الارتياح أحياناً، أو كثيراً، بسبب رفضه للشخصية التي يفترض أن تكون بطلة وحاملة قيم العمل الأخلاقية والإنسانية.

بطل مواز مثير للخلاف

بجانب شخصية فنسنت هناك بطل آخر للعمل، هو المحقق الأسود مايكل بأداء ماكينلي بيلشر، وقصة مايكل والأحداث التي يمر بها في المسلسل خط مواز، ولا يكاد يكون له علاقة بخط الطفل المفقود وبحث أبيه عنه، ويمكنها أن تصنع فيلماً أو مسلسلاً مستقلاً: المحقق الشريف “المختلف” عرقياً أو جنسياً أو طبقياً عن الوسط المحيط به، الذي يتصدى للفساد الجمعي المنظم داخل قسم الشرطة أو الحي أو المدينة كلها.

“مايكل” هو الشخصية الأكثر إيجابية ونزاهة وتأثيراً في دراما المسلسل، لكن “اختلافه” يمكن أن يثير حفيظة أو عدم رضاء قطاع من المشاهدين أيضاً، الشئ نفسه ينطبق على شخصية الزوجة التي تؤديها جابي هوفمان، فهي رغم رقتها وحبها لزوجها وابنها حادة الطباع بشكل زائد، ويتبين لاحقاً أنها خائنة وحبلى من رجل آخر، ما يجعل المشاهد متحفظاً وغير قادراً على التعاطف معها أيضاً.

ربما يكون الصبي الصغير الذي يؤدي دوره إيفان موريس، وشخصية الرسام المتشرد الأسود الذي يحميه من الضياع هما الشخصيتين الأكثر إثارة للتعاطف، وإن كانت مساحة دورهما وتأثيرهما محدودين للغاية.

اختيارات غامضة الأسباب

لسبب غامض، المسلسل إنجليزي ولكن الأحداث تدور في مدينة نيويورك، ولسبب غامض تدور الأحداث في الثمانينيات وليس العصر الحالي، مع أن الفترة التاريخية ليست مرتبطة بالفكرة والقصة التي يمكن أن تدور الآن بسهولة، ولكن ربما تكون الأسباب “فنية” متعلقة بنوعية التصوير والألوان والملابس والمزاج العام الذي يثيره العمل.

ويمكن أن نلاحظ هذه المسألة على العديد من انتاجات “نتفليكس” (وغيرها) خلال السنوات الأخيرة، إذ هناك اتجاه لأن تكون الأعمال في حقبات زمنية وأماكن غير مألوفة، وخاصة أن مؤلفة العمل آبي مورجان لديها ولع بفترة الثمانينيات (من أشهر أعمالها فيلم The Iron Lady الذي يتناول شخصية رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت ثاتشر والذي لعبت بطولته ميريل ستريب).

مخرجة العمل امرأة أيضاً هي لوسي فوربس، ولكن كون العمل من تاليف وإخراج امرأتين لا يعني أنه محمل بهم أو فكر نسوي أو أنثوي، بل تكاد تكون فيه النسوية والإناث أكثر سلبية وضعفا بشكل ملفت للنظر.

من الصعب أيضا تحديد النوع الفني للمسلسل، جزئياً ينتمي لنوعية “الأطفال المفقودين” ورحلة البحث عنهم التي تكشف أسراراً، وجزئياً ينتمي لنوع الصعلوك المتمرد على أسرته الذي يتحتم عليه التصالح مع اشباح الماضي، وجزئياً ينتمي لنوع البطل المختلف الذي يواجه الفساد، وشعار الفيلم الذي يتكرر هو “كن مختلفاً”، وهذه الخطوط تسير بالتوازي، وقلما تتلاقى.

هذا عمل يحمل مزيجاً عجيباً غريب الطعم، جذاب ولاذع ومُر في الوقت نفسه، عمل لن يصيب مشاهده بالملل أو الرفض، ولكنه لن يشعره بالارتياح أيضاً. 

main 2024-07-25 Bitajarod

مقالات مشابهة

  • ???? إحتكار البرهان لإرادة الشعب السوداني يجب أن ينتهي
  • تحذير من “فجوة تعليمية” مدمرة تهدد مستقبل الملايين
  • المناورات اليائسة للجيش والخارجية حول المبادرة الأميركية..هل تجدي؟
  • كيف يؤثر التصدع في جبهة دعاة الحرب على مستقبل التفاوض؟
  • المناورات اليائسة للجيش والخارجية حول المبادرة الأميركية. هل تجدي؟
  • الرفض أم القبول!!
  • استمرار الحرب يعني المزيد من المعاناة، ولكنه يعني أيضا نهاية المليشيا
  • Eric.. خليط متجانس من التعاطف والانزعاج!
  • الإسلاميون: كتائب القتلة وسماسرة الحرب الخفيون في حرب السودان
  • مباحثات في بورتسودان بين البرهان ووزير الدولة القطري للشؤون الخارجية