حققت دولة الإمارات نجاحات بارزة في مجال حماية البيئة والموارد الطبيعية منذ فجر الاتحاد، وقد اكتسبت هذه النجاحات طابع الاستمرارية والمأسسة.

وانتقلت نجاحات الإمارات إلى آفاق أخرى من خلال انخراط واسع للدولة في الجهود العالمية لحماية كوكب الأرض عبر 34 عاماً حافلاً من العمل المناخي، بدءاً من توقيعها على بروتوكول مونتريال الخاص بالمواد المسببة لتآكل طبقة الأوزون في عام 1989، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الإماراتية "وام".

توالت إنجازات الإمارات لتحقق في العام 1995 نقلة نوعية في حضورها الدولي بانضمامها إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، التي جرى التفاوض عليها في مؤتمر الأمم المتّحدة المعني بالبيئة والتنمية (UNCED) في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية في العام 1992، (ويسمى أيضاً مؤتمر قمة الأرض)، ودخلت هذه المعاهدة حيّز التنفيذ في العام 1994، وأنشأت الاتفاقية منتدى سنوياً، يعرف باسم مؤتمر الأطراف أو " COP"، والذي عقد دورته الأولى في العاصمة الألمانية برلين عام 1995. تعتبر الاتفاقية الإطارية حول التغير المناخي 1992، نقطة الانطلاق الحقيقية للجهود العالمية المشتركة لمواجهة التغيرات المناخية، والتي مهدت لاعتماد "بروتوكول كيوتو" في العام 1997، الذي دخل حيز التنفيذ في العام 2005، وصادقت عليه دولة الإمارات في العام نفسه. بعد 10 أعوام على دخول "بروتوكول كيوتو" حيز التنفيذ حقق العالم إنجازاً جديداً هو "اتفاق باريس للمناخ"، وكانت الإمارات أول دولة في المنطقة توقع وتصادق على الاتفاق، فجاء فوزها باستضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ " COP28" أمراً طبيعياً، حيث ستكون "مدينة إكسبو دبي" في الفترة من 30 نوفمبر وحتى 12 ديسمبر المقبلين، محط أنظار العالم، نظراً للآمال الكبيرة المعقودة على هذا المؤتمر لمواجهة التغيرات المناخية وحماية كوكب الأرض وموارده الطبيعية بما يضمن مستقبلاً أفضل للأجيال الجديدة. يركز محور "الأثر" ضمن حملة "استدامة وطنية" التي تم إطلاقها مؤخراً تزامناً مع الاستعدادات لاستضافة "COP28"، على النتائج والتأثير الإيجابي الذي أحدثته مبادرات الاستدامة في دولة الإمارات في مختلف المجالات، سواء تعلق الأمر بالبيئة والطاقة المتجددة أو الحفاظ الثروة الطبيعية أو التخطيط العمراني وغيرها. يعكس انضمام الإمارات إلى اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، التزاماً قوياً بالمشاركة الفاعلة في الجهود الدولية لحماية الأرض، وهو ما تمثل بإجراءات ومبادرات نوعية، حيث برزت المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي بحلول 2050، والتي أقرت في العام 2021 كإحدى النجاحات الكبرى في مسيرة العمل المناخي لدولة الإمارات، لتصبح أول دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعلن عن هدفها لتحقيق الحياد المناخي. يعتبر نشر واستخدام حلول الطاقة النظيفة أحد الركائز الرئيسة في نموذج الإمارات في العمل من أجل المناخ وخفض انبعاثات غازات الدفيئة، حيث تستهدف دولة الإمارات ضمن استراتيجية الطاقة حتى عام 2050 مزيجاً من مصادر الطاقة المتجددة والنووية والنظيفة، لضمان تحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والأهداف البيئية باستثمارات تبلغ 600 مليار درهم حتى 2050.

وفيما يترقب العالم باهتمام كبير مخرجات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ " COP28"، تشكل استضافة دولة الإمارات لهذا الحدث الكبير خطوة نوعية نظراً لما تمتلكه الدولة من إمكانات تنظيمية ومبادرات ملهمة في الاستدامة، وقدرة على التأثير الإيجابي في الجهود الدولية للوصول إلى رؤية مشتركة لمواجهة التغيرات المناخية وحماية كوكب الأرض ومستقبل الأجيال القادمة.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الأمم المت حدة تغير المناخ الإمارات الإمارات بيئة مناخ المناخ الأمم المت حدة تغير المناخ الإمارات أخبار الإمارات اتفاقیة الأمم المتحدة بشأن تغیر المناخ دولة الإمارات کوکب الأرض فی العام

إقرأ أيضاً:

أذربيجان تعلن أهدافًا للتمويل المناخي وتخزين الطاقة خلال رئاسة كوب 29.. فيديو

يحتل تمويل المناخ أهمية على جدول الأعمال العالمي يأتي ذلك مع قرب انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ كوب 29، في العاصمة الاذرية باكو.

تغير المناخ 

وأعلنت أذربيجان الدولة المضيفة للدورة المقبلة من مؤتمر كوب 29، اليوم الثلاثاء، قبل أقل من شهرين على انطلاق مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ كوب 29، خططها لما تأمل في تحقيقه في وقت تواجه فيه بلدان العالم تحديات في تحقيق هدف تمويلي جديد.

وأوضحت أذربيجان، أن المهمة الرئيسية للقمة التي ستعقد في نوفمبر تتلخص في الوصول إلى اتفاق على هدف سنوي جديد للتمويل تدفعه البلدان الغنية لمساعدة الدول الفقيرة على التعامل مع تغير المناخ، موضحة أن العديد من البلدان النامية تقول إنها لا تستطيع تعزيز أهدافها الرامية إلى خفض الانبعاثات دون الحصول على المزيد من الدعم المالي اللازم للاستثمار في تحقيق تلك الأهداف.

مؤتمر كوب 29

وحددت رئاسة مؤتمر كوب 29 هذا الأسبوع أكثر من 12 مبادرة إضافية من شأنها تعزيز الطموحات، لكنها لا تتطلب التفاوض بين الأطراف وبناء الإجماع اللذين من شأنهما عرقلة التقدم.

وتأتي تلك المبادرات في صورة صناديق جديدة وتعهدات وإعلانات يمكن للحكومات تبنيها.

وتشمل المبادرات صندوقا للمساهمات الطوعية تقدمها البلدان والشركات المنتجة للوقود الأحفوري إلى مؤسسات القطاعين العام والخاص العاملة في قضايا المناخ، فضلا عن منح يمكن توزيعها للمساعدة في مواجهة الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ في البلدان النامية.

وفي رسالة إلى جميع الأطراف المعنية، قال مختار باباييف رئيس الدورة المقبلة من مؤتمر المناخ إن تلك المبادرات تستغل "القوة التنظيمية لمؤتمر الأطراف والقدرات الوطنية للدول المضيفة لتشكيل تحالفات ودفع التقدم".

وفي كوب 28 الذي عقد العام الماضي في دبي، على سبيل المثال، تعهدت أكثر من 120 دولة بزيادة قدرة الطاقة المتجددة ثلاثة أمثال بحلول عام 2030.

وتأمل رئاسة كوب 29 في الحصول على دعم لتعهد بزيادة سعة تخزين الطاقة العالمية بستة أمثال مستويات 2022، لتصل إلى 1500 غيغاوات بحلول 2030.

وقال باباييف، والذي يشغل منصب وزير البيئة والموارد الطبيعية في أذربيجان، إن الأجندة "ستساعد في تعزيز الطموح من خلال جمع أصحاب المصلحة حول المبادئ والأهداف المشتركة".

مقالات مشابهة

  • قرار الأمم المتحدة.. عباس يشكر الدول الداعمة ويدعو لتنفيذ انسحاب إسرائيل
  • بأغلبية 124 دولة.. الأمم المتحدة تعتمد قراراً يدعو إسرائيل لإنهاء احتلالها الأراضي الفلسطينية
  • تغير المناخ يزيد حجم الجليد في "بوابة الجحيم"
  • هيئة البيئة – أبوظبي، بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة وجمعية الإمارات للطبيعة تطلق الدليل الإرشادي لإعادة تأهيل أشجار القرم في دولة الإمارات
  • مـا مقـدار الميـاه علـــى كوكـب الأرض؟
  • أذربيجان تعلن أهدافًا للتمويل المناخي وتخزين الطاقة خلال رئاسة كوب 29.. فيديو
  • التمويل المناخي وتخزين الطاقة.. الإعلان عن أهداف "كوب29"
  • دراسة تكشف حقيقة تأثير تغير المناخ على صحة الإنسان
  • انطلاق النسخة الثانية من "السفراء الشباب" بمشاركة 14 دولة.. ونموذج الأمم المتحدة في الصدارة
  • باكستان تؤكد التزامها القوي بحماية طبقة الأوزون