انقطاع النفس أثناء النوم.. أول عقار قد يعالج مليار مريض
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
بغداد اليوم - متابعة
توصلت دراسة جديدة إلى أن عقارا متوافرا بالفعل في الأسواق يمكن أن يساعد بشكل كبير في تحسين جودة النوم لمن يعانون من انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم OSA، لدرجة أن العديد من المشاركين في التجارب تمكنوا من التوقف عن استخدام أجهزة CPAP الخاصة بهم.
وبحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية نيو إنغلاند الطبية، اليوم الأربعاء (10 تموز 2024)، يمكن أن يكون عقار تيرزباتيد هو أول علاج فعال لعلاج حالات انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، التي يعاني منها ما يقدر بنحو 936 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
في دراسة أجريت على 469 مشاركًا، من 9 دول بينها الولايات المتحدة وأستراليا، يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم ومشاكل الوزن، جرب باحثون من كلية الطب بجامعة كاليفورنيا استخدام عقار تيرزباتيد لتحسين النوم وجودة الحياة، وهو ما يُعرف كعلاج مستخدم بشكل شائع لمرض السكري من النوع 2 والسمنة، والذي يتوافر في بعض البلدان تحت اسم Mounjaro وZepbound.
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة، البروفيسور أتول مالهوترا، أستاذ الطب ومدير قسم طب النوم في جامعة كاليفورنيا، إن نتائج الدراسة تمثل علامة فارقة مهمة في علاج انقطاع التنفس أثناء النوم، حيث تقدم خيارًا علاجيًا جديدًا واعدًا يعالج كلا من المضاعفات التنفسية والأيضية.
وأضاف أنه وبالعودة للتاريخ، كان علاج انقطاع التنفس أثناء النوم يعني استخدام أجهزة أثناء النوم، مثل جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر لتخفيف صعوبات التنفس والأعراض، والذي تعتمد فعاليته على الاستخدام المستمر، مشددا على أن العلاج بالدواء الجديد يقدّم بديلاً أكثر سهولة للأفراد الذين لا يستطيعون تحمل الوسائل العلاجية الحالية أو الالتزام بها.
كما أعرب مالهوترا عن اعتقاده بأن الجمع بين علاج ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر وفقدان الوزن سيكون مثاليًا لتحسين مخاطر وأعراض أمراض القلب والأوعية الدموية.
ويمكن أن يستهدف تيرزباتيد أيضًا آليات أساسية محددة لانقطاع التنفس أثناء النوم، مما قد يؤدي إلى علاج أكثر تخصيصًا وفعالية.
إلا أن هذه النتائج لا تعد مفاجأة كاملة للعلماء، حيث أن انقطاع التنفس أثناء النوم أكثر انتشارًا بين الأشخاص الذين يعانون أيضًا من مشاكل التحكم في وزن الجسم. لذا فإن انخفاض الوزن أدى إلى انخفاض مماثل في اضطرابات النوم. لكن امتد تأثير عقار تيرزباتيد ليشمل فقدان الوزن بالإضافة إلى تحسين صحة القلب والأوعية الدموية للمشاركين، نظرًا لأن مرضى انقطاع التنفس أثناء النوم معرضون لخطر متزايد للإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، بسبب انخفاض مستويات الأكسجين في الدم، فإن العلاج الجديد يمكن أن يوفر مجموعة أوسع من الفوائد مقارنة بخيارات علاج انقطاع التنفس أثناء النوم الحالية.
آثار جانبيةيذكر أن البروفيسور مالهوترا كان أشار إلى أن أفضل النتائج جاءت من خلال الاستخدام المستمر لعقار تيرزيباتيد، والذي لا يخلو من الآثار الجانبية، والتي يعد من أبرزها مشاكل المعدة، لأن الدواء يرتبط بالفعل بمثبط المعدة المزدوج GIP/GLP-1/ ببتيد شبيه الغلوكاغون وعلاجات GLP-1 الأخرى مثل سيماغلوتيد.
ويخطط الباحثون حاليا لتجربة سريرية أخرى لتقييم فعالية دواء تيرزيباتيد على المدى الطويل في علاج انقطاع التنفس أثناء النوم، مشددين على أنه يفتح الباب أمام عصر جديد من التعامل مع مرض انقطاع التنفس أثناء النوم للأشخاص، الذين تم تشخيص إصابتهم بالسمنة، مما قد يغير الخطط العلاجية المتبعة مع تلك الحالة المنتشرة على نطاق عالمي.
وأوضحوا أن النتائج تعني أن هناك إمكانية لتقديم حل مبتكر، مما يدل على الأمل ومعيار جديد للرعاية لتوفير الراحة لعدد لا يحصى من الأفراد وأسرهم الذين عانوا من قيود العلاجات الحالية.
المصدر: العربية
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: علاج انقطاع التنفس أثناء النوم
إقرأ أيضاً:
انعدام الرغبة
يُعدّ انعدام الرغبة من أبرز الظواهر النفسية التي قد تصيب الأفراد في مختلف مراحل حياتهم، وقد يظهر فجأة دون مقدمات واضحة. لا يقتصر هذا الشعور على مجال معين، بل قد يشمل العمل، والعلاقات، أو حتَّى الهوايات التي كانت يومًا ما مصدراً للسعادة، وفي كثير من الأحيان يُساء فهم هذا الشعور ويُختزل في الكسل، أو اللامبالاة، بينما هو في جوهره أعمق من ذلك بكثير.
تتعدد أسباب انعدام الرغبة فمنها ما هو نفسي كالضغوط المستمرة والإجهاد، ومنها ما قد ينشأ عن صدمات عاطفية أو خيبات متكررة تجعل الأفراد يتراجعون عن التفاعل مع العالم من حولهم. و في هذه الحالات، يصبح استكشاف الجذور الفعلية للحالة أمرًا ضروريًا لفهم الذات بشكل أفضل.
كما أن الأثر المترتب على انعدام الرغبة لا يتوقف عند الشخص ذاته، بل يمتد إلى محيطه الاجتماعي والمهني، فقلة الدافعية تؤثر على الأداء وتنعكس سلبًا على العلاقات مع الآخرين، وقد يشعر الشخص بالعجز أو الذنب وهذا ما يعمِّق شعوره بالعزلة. وهنا يكمن التحدي في التوازن بين فهم النفس وعدم الاستسلام لهذا الشعور.
ولا يخفى علينا أن التعامل مع هذه الحالة يتطلب وعيًا أولًا، ثم الخطوات العملية. و من المهم منح النفس مساحة للراحة، وإعادة ترتيب الأولويات، واللجوء إلى الدعم النفسي عند الحاجة، و أحيانًا يكون الحل في أبسط الأمور كروتين يومي جديد، أو لحظة تأمل، أو حتى محادثة صادقة مع صديق مقرّب.
إن انعدام الرغبة ليس ضعفًا، بل إشارة من النفس بأنها بحاجة إلى عناية خاصة. كما أنه هو دعوة لإعادة التواصل مع الذات، وتغذية الروح بما يعيد لها النبض، ويُحي فيها الأمل، ويمنحها فرصة لبداية جديدة.
fatimah_nahar@