باحث إسرائيلي: تل أبيب تسعى لحرب بالشمال غير مستعدة لها.. حزب الله عكسها تماما
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
في الوقت الذي ما زال فيه جيش الاحتلال يعاني من ورطة حقيقية في حربه على غزة، فإن أصواتا عسكرية وسياسية آخذة في الارتفاع تسعى إلى جرّه إلى جولة قتالية أخرى، وهذه المرة في الجبهة الشمالية أمام حزب الله.
آشار كوفمان رئيس معهد جوان بي كروك لدراسات السلام الدولي بجامعة نوتردام بالولايات المتحدة، ذكر أن "الأصوات الإسرائيلية الداعية لحرب مع حزب الله تتجاهل أنه تنظيم لا مثيل له في تاريخ الشرق الأوسط الحديث من حيث قوته العسكرية والسياسية والاقتصادية، ولو بدعم إيراني هائل، مما يجعله مؤهلا للعب دور مركزي في أي سيناريو إقليمي محتمل".
وأضاف في مقال نشره موقع "محادثة محلية" وترجمته "عربي21" أنه "خلافاً للشعب اللبناني، فإن الرأي العام الإسرائيلي يؤيد الحرب ضد الحزب بزعم وضع حد للتوتر المتصاعد في الشمال، ورغبة بإحداث تغيير في موازين القوى معه، الذي يُنظر إليه على أنه يهدد وجود دولة الاحتلال برمّتها، ومعظم وسائل الإعلام تؤجج الرأي العام، وغالباً ما يعزز معلقو الاستوديوهات الادعاء بضرورة ضرب الحزب "مرة واحدة وإلى الأبد".
وأوضح أن "جيش الاحتلال يبث رسائل متضاربة بشأن استعداده لحرب في الشمال، معترفاً أنه بعد تسعة أشهر من القتال في غزة، فإن تشكيلاته القتالية منهكة، وغير مستعدة لحرب شاملة في الشمال، لأنه في حال اندلاعها ستمتد إلى بقية أنحاء الدولة، التي يبدو أنها تريد هذه الحرب الشاملة، لكنها غير مستعدة لها، في حين أن الحزب مستعد لها، لكنه لا يريدها، على الأقل الآن".
وأشار إلى أنه "من أجل زيادة التهديد ضد الحزب، يقول الوزراء وكبار الضباط والمعلقين في وسائل الإعلام الإسرائيلية، إنه إذا اندلعت الحرب، فيجب اعتبارها حربا ضد لبنان الدولة، وليس فقط ضد الحزب، لأن الجيش لا يملك القدرة على توجيه ضربة قاتلة للحزب دون الإضرار بالبنية التحتية الوطنية في لبنان، في حين أن التحدي الذي يواجهه في هذا الموضوع ذو شقين: أولهما "بنك الأهداف" في لبنان محدود، بعكس بنك أهداف الحزب في إسرائيل، لأن البنية التحتية اللبنانية أصلا على وشك الانهيار".
وأوضح أن "التهديدات الإسرائيلية بإعادة لبنان فعلاً للعصر الحجري قد لا يقبل النظام الدولي بتنفيذها، وإن حصلت فمن المرجح أن تزداد عزلة الاحتلال الدولية إذا تحول لبنان من دولة فاشلة، كما هو الآن، إلى دولة مدمرة، وبدت بيروت مثل غزة، وقد يعود عليه كارتداد سياسي ودبلوماسي سلبي، وفي الوقت ذاته سيكون عليه التعامل مع الدمار الذي سيلحقه به الحزب".
وأكد أن "دعوة العديد من دول لمواطنيها لمغادرة لبنان خوفا من حرب شاملة، ورفعت من تحذيرها لهم من السفر لإسرائيل، يعني أنها لن تكون مكانًا آمنًا، وفي نهاية المطاف يستفيد الحزب من حرب الاستنزاف المستمرة التي تبدو اليوم أكثر انسجاماً مع رؤيته الاستراتيجية طويلة المدى القائمة على التآكل المستمر لقوة "الكيان الاستغلالي"، كما يسميه الحزب، الذي يعتقد أن حربه الشاملة ضد الاحتلال ورقة لا تستخدم إلا مرة واحدة فقط، ويحتمل أن هذا ليس الوقت المناسب لطهران للزجّ بالحزب في هذه الحرب".
وأشار إلى أن "القيادة الإسرائيلية تفترض أن الحرب مع الحزب ولبنان مسألة وقت فقط، لكن الآن قد لا يكون التوقيت المثالي، لأن الجيش النظامي والاحتياط منهك بعد تسعة أشهر من القتال في غزة منذ السابع من أكتوبر، والمصلحة الشخصية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هي إطالة أمد القتال من أجل بقائه سياسياً، ومن الممكن أن هذه النقطة بالتحديد هي التي ستقوده لحرب ليس مستعدا لها، فلدى نتنياهو سجل مثبت بأن مصلحة الدولة والمجتمع ليست في صدارة اهتماماته".
تشير هذه القراءة الإسرائيلية الموضوعية إلى أن حزب الله يضبط نفسه في الوقت الحالي عن الذهاب إلى حرب شاملة، لأنه ليس لديه مصلحة بتحويل لبنان بأكمله ساحة معركة، أما الإسرائيليون فلديهم سبب وجيه للقلق، ليس فقط من طموحات الحزب طويلة المدى ضدهم، ولكن من حكومتهم وزعيمها، الذي قد يغريه الضغط الشعبي للتعامل مع هذه المسألة، والخلاصة أن الحزب الذي يشهد "ذروة" قوته، قد يجرّ الاحتلال إلى حرب ستكون مرحلة أخرى وحاسمة في هزيمة الاستراتيجية التي يتبنّاها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال حربه حزب الله اللبناني لبنان فلسطين حزب الله الاحتلال حرب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله
إقرأ أيضاً:
"نار الله الموقدة".. الحرائق تلتهم المستوطنات الإسرائيلية وتحاصر جنود الاحتلال
الرؤية- غرفة الأخبار
يتسع نطاق الحرائق في إسرائيل مع مرور الوقت، وسط محاولات إسرائيلية للسيطرة على هذه الحرائق الضخمة التي اجتاحت مناتطق واسعة، وحاصرت الآلاف في الكثير من المستوطنات.
واليوم، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن 12 شخصا أصيبوا باختناق جراء الحرائق المندلعة في جبال القدس المحتلة، مضيفة أن إسرائيل تتجه لطلب المساعدة من 5 دول من بينها قبرص واليونان وكرواتيا وإيطاليا.
وأظهرت مقاطع مصورة وصول النيران إلى طريق رئيسي في القدس وتدخل طائرات في محاولة لإخمادها. وفي غضون ذلك، قالت القناة 12 الإسرائيلية إنه جرى استدعاء طائرات من سلاح الجو للمساهمة في إخماد الحرائق المندلعة في جبال القدس.
كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوضع فرقة من الجيش في حالة تأهب قصوى لإنقاذ العالقين واستدعاء شاحنات إطفاء عسكرية.
ونقلت القناة 12 عن وزير الدفاع يسرائيل كاتس قوله إن إسرائيل تعيش حالة طوارئ قومية، مضيفا أنه يجب بذل كل الجهود الممكنة للإنقاذ والسيطرة على الحرائق.
وأفادت المصادر نفسها بأن كاتس أمر رئيس الأركان إيال زامير ببذل جهود لمساندة فرق الإطفاء في التعامل مع الحرائق.
وتداولت منصات إخبارية فلسطينية مشاهد قالت إنها تظهر محاصرة النيران لعدد من جنود الاحتلال في إحدى القواعد العسكرية.
مصادر عبرية: الحرائق تحاصر جنود الاحتلال داخل قاعدة عسكرية غرب القدس المحتلة. pic.twitter.com/GGYaJdEFZ7
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) April 30, 2025