جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-05@07:56:58 GMT

شؤون نسائية

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

شؤون نسائية

 

 

مريم الشكيلية

 

"الحمدلله.. وبفضل من الله تعالى لقد رزقنا الله بمولود"

"نتشرف بمشاركتم فرحتنا بحضوركم  لحفل زواج ابنتنا"

"ندعوكم لزيارتنا في منزلنا المتواضع بمناسبة منزلنا الجديد.. فأهلاً وسهلاً بكم"

هذه ليست دعوات حقيقية لمناسبات، وإنما هي بداية لمقال أردت منه أن ألفت الإنتباه إلى سلوكيات خاطئة ظهرت في وقتنا الحالي مرتبطة بهذه المناسبات الإجتماعية وغيرها.

إنَّ مشاركة الناس بعضهم البعض في أفراحهم ومناسباتهم هي عادات وتقاليد إجتماعية منذ زمن، ولكن لكل زمان ومكان عاداته وتقاليده التي تختلف بعضها عن بعض، والآن في وقتنا الحاضر أدخل الناس في هذه العادات صورًا جديدة للاحتفال وإظهار الفرح؛ منها: وضع الحلوى بشتى أنواعها كضيافة للزوار، وتجهيز وعمل توزيعات تعبيراً عن الفرح على سبيل المثال: تجهيز الحلويات أو كماليات مشكلة متنوعة أو حتى بخور وعطور في زجاجات لافتة وجميلة وصغيرة، وأيضاً السبحات الإسلامية والمصاحف، وأصبحت النساء تتفنن في وضع أجمل وأبهى التوزيعات والضيافة، حتى أصبح هناك ما يشبه التنافس بينهن في جعل من المناسبة أجمل وأرقى يتحدث عنها الناس بالجميل.

قد يتساءل البعض: هل هذا شيء خاطئ؟ أليس لكل زمان شؤون تختلف عن غيرها ونحن في زمن الصورة والعالم السريع المفتوح التي يسهل على الإنسان تناقل الأفكار الجديدة؟ ولكن نعم لم أرد من هذا الموضوع أن أسلط الضوء على الأفكار الجديدة فيما يُقدَّم من ضيافة وغيرها، ولكن ما تقوم به الناس في المناسبات الاجتماعية في الأفراح أو في تلبية دعوات الزيارات.

مع الأسف بعض النساء في الزيارات الاجتماعية يسلُكن سلوكيات خاطئة وغير لائقة ولا تتسم بالذوق أو الآداب، وهذه السلوكيات تتبعها النساء أكثر من الرجال؛ لأنها شؤون نسائية، ولا نكاد نراها في الرجال ألبتة. لهذا؛ فهي شؤون نسائية خالصة.

إنَّ من هذه السلوكيات غير اللائقة التي تتبعها النساء في الزيارات أنها تملأ حقائبها بهذه التوزيعات التي تقدَّم في الضيافة والمناسبة؛ فمن تتبع هذا السلوك تقول في نفسها إنَّها تأخذ الكثير من ما يقدم لابنتها أو لأختها أو لجارتها أو لأهل بيتها، وكأن المرأة التي دعتها للزيارة مسؤولة عن تقديم الحلويات والتوزيعات للعائلة كافة، وليس للزائرة وحدها.

إنَّ من آداب الزيارة: أخذ القليل مما يُقدَّم لنا، فإن كانت حلوى تأخذ كل واحدة منا قطعة واحدة وتبقي الباقي لغيرها، وليس أن تملأ كفَّ يديها بها أو تترك أطفالها يعبثون بالضيافة كيفما شاءوا.

ومن الغريب أيضاً أن نرى بعض النساء تطلب وجبات لأهل بيتها من المضيفة، وهنا تقع صاحبة الضيافة في حرج؛ لأنَّه من الممكن أن تكون صاحبة الضيافة قد أعدت وجبات للزوار فقط؛ فصاحبة الطلب في هذا بلا شك تضع نفسها في موقف غير لائق وتُحمِّل المضيفة عبئًا.

إنَّ من آداب الزيارة أن يكون الضيف متحليلا: بالآداب الحميدة والخلق الحسن الرفيع وعدم السماح للنفس بأنَّ تسلك مسلك الطمع فهو ما بعرضها للانتقاد والحرج.

إنَّ كرم الناس في المناسبات الاجتماعية لهو من كرم العرب، فالعرب معروفون بكرمهم بغض النظر عن إن كان مبالغًا فيه أم لا، ولكن بعض هذه السلوكيات الخاطئة من البعض تجعل المضيف في حرج وعبء قد تجعله لا يفتح بابًا للزيارات مرة أخرى.

فأيتها النساء، فلتكن في زياراتكن ثقافة وآداب، فيوم لك ويوم عليك، فلا تفسدن فرحة إحداهن بتلك السلوكيات وإن كانت بسيطة، لكنها مكلفة نفسيًّا وماديًّا.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

موقف مصري جامع ضد التهجير.. ولكن!!

منذ اللحظات الأولى التي طرح فيها الكيان الصهيوني ومعه الإدارة الأمريكية السابقة مشروع ترحيل أهل غزة أو جزء كبير منهم إلى مصر، كان هناك موقف وطني مصري جامع ضد هذا المخطط.

ورغم ظهور بعض الليونة في الأيام الأولى من السيسي الذي لم يمانع في تهجير أهل غزة من حيث المبدأ على أن لا يكون ذلك إلى مصر بل إلى صحراء النقب (خلال مؤتمره الصحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2023)، ورغم الشكوك في حينه عن احتمالات قبوله لفكرة التهجير ضمن اتفاق أوسع يشمل دولا أخرى نظير إسقاط الديون المصرية كما حدث عقب حرب الخليج، وربما ضخ استثمارات أخرى لتنشيط الاقتصاد المصري، إلا أن ذلك الموقف الضبابي اختفى ليحل محله رفض واضح، ربما كان السبب فيه المؤسسة العسكرية والأمنية التي تدرك خطورة التهجير على الأمن القومي المصري، وعلى القضية الفلسطينية نفسها.

لم يكن الرفض مقتصرا على النظام الحاكم، ولا أحزاب الموالاة، بل تعداه إلى المعارضة في الداخل، والخارج، كما أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بيانا في السابع من كانون الأول/ ديسمبر 2023 بعنوان "معا صفا واحدا في مواجهة الضغوط ورفض التهجير"، أكدت فيه رفضها مع كل القوى الشعبية والسياسية لسيناريو التهجير، واعتباره خطّا أحمر، ووصفت الموقف المصري الرسمي والشعبي بأنه إجماع وطني نادر، ودعت مؤسسات الدولة (البرلمان والجيش والأزهر والقوى الوطنية والأحزاب والنقابات) للقيام بدورها في حراسة هذا الموقف.. وقد جدد الإخوان موقفهم مؤخرا ردا على تصريحات ترامب ، كما عبرت الحركة المدنية عن رفضها للتهجير في مؤتمرها مساء الجمعة.

خلال الأيام الماضية عاد مشروع التهجير للبروز بقوة مع تصريحات متتالية للرئيس الأمريكي ترامب، طلب فيها من مصر والأردن قبول تهجير أهل غزة إلى الدولتين، وهو ما لاقى حالة من الرفض العام في الدولتين على المستويين الرسمي والشعبي. ومع تجاهل الرئيس ترامب للرفض الرسمي المصري، وتكراره لمطلبه الذي بدا واثقا أنه سيجد طريقه حتما للتنفيذ بحكم ما قدمته الولايات المتحدة من معونات! وجد النظام المصري نفسه في وضع خطير، فعاد لاستخدام ورقة المظاهرات الديكورية التي ترتبها الأجهزة الأمنية؛ كانت المرة الأولى في المظاهرات التي دعا لها النظام يوم 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 أي بعد أسبوعين فقط من الطوفان، وهي المظاهرات التي خرجت عن السيطرة بتوافد شباب غاضب إلى ميدان التحرير وهتافهم المزدوج ضد العدوان الإسرائيلي والاستبداد المصري، وهذا ما دفع النظام لتعديل خطته هذه المرة بالدعوة إلى مظاهرات أمام معبر رفح على بعد أكثر من 300 كيلومتر من القاهرة، ما يعني أن المشاركين فيها سيمرون ذهابا وعودة عبر نقاط تفتيش عسكرية عديدة، وعقب الحصول على تصاريح أمنية رسمية، وهذا لن يتيسر إلا لمن تم حشدهم بشكل نظامي عبر أحزاب الموالاة، ما يعني ضمان عدم خروجهم عن النص، وعدم اندساس معارضين وسطهم.

رفض التهجير هو موقف وطني جامع في مصر، يتجاوز الخلافات السياسية والمناكفات الحزبية باعتباره خطرا على الأمن القومي المصري، وعلى القضية الفلسطينية، ويسهم في تصفيتها، وهو لا يعد اصطفافا خلف أحد، إنما اصطفاف خلف قضية، ولكن تعامل النظام المصري مع الخطر خاصة لجهة دعوته إلى ما أسماه اصطفاف وطني هو تعامل هزلي، يبتذل فكرة الاصطفاف الوطني.

فهذا النظام ورغم موقفه العلني ضد الحرب والتهجير إلا أنه منع طيلة شهور الحرب الخمسة عشر أي مظاهرات لرفض العدوان، والتعبير عن التضامن مع أهل غزة، وتدخل بعنف لقمع وقفات محدودة على سلالم نقابة الصحفيين خلال شهر رمضان الماضي، في وقت كانت المظاهرات الحاشدة تعم العواصم والجامعات العالمية الكبرى، كما أنه اعتقل أعدادا كبيرة من المشاركين في مظاهرة تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ولا يزالون رهن الحبس الاحتياطي حتى اليوم. وقبل يومين فقط رفض التصريح للحركة المدنية بتنظيم وقفة رمزية محدودة العدد أمام السفارة الأمريكية في القاهرة غدا الاثنين، وهو ما يضيف شكوكا حول صدق نواياه.

ما يطمئننا حقيقة إلى فشل خطة ترامب للتهجير هو موقف أهل غزة أنفسهم الرافضين للتهجير، فحتى من قبل ترامب رفضوا خطة تهجير رعتها الأمم المتحدة منتصف الخمسينات، وتظاهروا ضدها، ورفضوا مشاريع التهجير في كل المفاوضات السابقة بدءا من كامب ديفيد وحتى الآن، وحين كشف الكيان الصهيوني عن خطته العملية للتهجير بعد اجتياحه الأخير لغزة قاوم أهلها بكل قوة. ورغم أن كثيرين منهم ظلوا في الشمال تحت القصف، لكن آخرين اضطروا للمغادرة إلى الجنوب، إلا أنهم تشبثوا بآخر النقاط داخل غزة، وأعلنوا رفضهم للتهجير خارجها، وما إن لاحت لهم الفرصة للعودة للشمال لم يتأخروا دقيقة واحدة، فحملوا ما استطاعوا من أمتعتهم، وعادوا في مشهد تاريخي تابعناه جميعا بكل فخر، لقد عادوا إلى ركام بيوتهم، لينصبوا خيامهم عليها حتى تبدأ عمليات إعادة الإعمار، كانت عودتهم الكثيفة هي خير رد على ترامب الذي لم يتوقف عن طلبه من مصر والأردن لقبول خطته. وكان أحدث اتصال مع السيسي أمس السبت، ومن المؤكد أنه جدد الطلب خلال اتصاله، ورغم أن البيانين الرسميين المصري والأمريكي لم يشيرا إلى ذلك، إلا أن الإعلام الأمريكي مثل موقع أكسيوس أكد أن قضية التهجير كانت حاضرة.

يتعامل الرئيس الأمريكي ترامب بكل جلافة مع رؤساء الدول، ولديه قناعة انه يعطي أوامر للتنفيذ المباشر دون أي مناقشة أو تحفظ، وهذا يعني أنه سيواصل ضغوطه لتحقيق رؤيته الخاصة بغزة، وإذا كانت القوى الوطنية من خارج السلطة قد عبرت عن رفضها المبدئي للتهجير كما أسلفنا، فهي مطالبة بالاستمرار، بل وتعزيز هذا الموقف من ناحية، ومراقبة أداء السلطة تجاه تلك الضغوط من ناحية أخرى.

x.com/kotbelaraby

مقالات مشابهة

  • حارس أنجولا: مباراتنا ضد مصر صعبة ولكن لدينا حظوظ في التأهل
  • طالبان تغلق إذاعة نسائية وتعتقل اثنين من موظفيها
  • التأمينات الاجتماعية توضح الحالات التي تستحق المعاش التقاعدي
  • عمرو أديب يطالب الحكومة بمراعاة الفئات المختلفة في الحزمة الاجتماعية الجديدة
  • الهروب الكبير؛ ليس من الخرطوم، ولكن من الضعين والجنينة!
  • فعاليات نسائية في إب بالذكرى السنوية للشهيد الرئيس الصماد
  • الحكومة: حزمة الحماية الاجتماعية التي يجرى إعدادها تغطي فئات المجتمع (فيديو)
  • مدبولي يناقش التصورات المقترحة لحزمة الحماية الاجتماعية التي كلف بها الرئيس السيسي
  • موقف مصري جامع ضد التهجير.. ولكن!!
  • كرة نسائية| الأهلي يحل ضيفًا على المقاولون العرب في بطولة الدوري