"خلال ثوان معدودة، تحولت لعبة كرة القدم إلى كارثة ومجزرة دموية ورعب لا يتحمله البشر"؛ بهذه العبارة وصف رواد منصات التواصل مشهد اللحظات الأولى لمجزرة مدرسة العودة في عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، بعد استهدافها بقصف إسرائيلي أدى إلى استشهاد 29 فلسطينيا على الأقل وجرح آخرين.

وكانت كاميرا الجزيرة توثق لحظة لعب عدد من النازحين كرة القدم في ساحة المدرسة التي لجؤوا إليها هربا من القصف، ولكن أثبتت جميع الحروب التي شنتها تل أبيب على غزة وخاصة العدوان الأخير أن جيش الاحتلال لا يفرق بين مدني ومقاوم فالجميع في غزة أهداف له، وفق تعبير المغردين.

صور للجزيرة توثّق اللحظات الأولى للغارة الإسرائيلية على مدخل مدرسة تؤوي نازحين في عبسان شرقي مدينة خان يونس، وتُظهر الصور عددا من النازحين يلعبون كرة القدم داخل ساحة المدرسة قبل القصف#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/R9lt457bGP

— قناة الجزيرة (@AJArabic) July 9, 2024

وتعليقا على المشاهد التي وثقتها الجزيرة لسقوط الصاروخ واللحظات الأولى للمجزرة، قال مغردون إن جيش الاحتلال يرتكب المجازر بحق المدنيين العزل لعجزه عن مواجهة المقاومة في أرض المعركة.

ووصف مدونون المشهد بالقول إن اللقطات تُظهر الحياة التي يتمناها أهالي غزة، وهي الحياة الطبيعية التي يعيشها باقي سكان العالم، ولكن بعد ثوانٍ، انتهى الحلم وعادت الحياة إلى واقع غزة المرير، واقع مأساوي وقاهر وإبادة لم تتوقف منذ أكثر من 9 أشهر، بسبب العدوان الإسرائيلي.

من يوقف هذه الوحشية
من ينقذ هؤلاء الأطفال
من يتوجع الان????
من يبكي الان ????
كم واحد منا في قلبه غصة وألم
يا الله انت وحدك عالم بحال اهلنا في غزة #الى_متى#مجزرة_خان_يونس pic.twitter.com/IB1hbxydoJ

— د.نائلة الوعري (@Naylafayez) July 9, 2024

وأكد ناشطون أن الاحتلال الذي وصفوه بالمجرم يصعّد عدوانه بشكل مجنون بحقّ الأبرياء من أبناء غزة مستفيدا من حالة الاستفراد التي تُرك فيها الشعب الفلسطيني، وعدم تحرك الدول العربية والإسلامية، والمنظمات الدولية لإيقاف حمام الدم في غزة.

مجزرة العودة ومن قبلها مجازر الكثير من النصيرات ومدارس النازحين وقتل الأطفال والنساء اكثر
29 شهيدا مجزرة مدرسة تؤوي نازحين في بلدة عبسان خان يونس
ومازال الدول العربية وشعوبها في عداد الموته والمفقودين
ومازال قادة حماس تطلب من الدول العربية والاسلامية الخروج في الشوارع!!#غزة

— بنت الأوطان العربية (@Freedom_P_A) July 9, 2024

وعبّر أحد المدونين عن غضبه لارتكاب قوات الاحتلال المجازر بحق أهالي غزة، قائلا: "في عالم لا يحكمه قانون، ولا يرتعش للعروق الجافة ولا يهتز للدمع، وكلُّ مهمته احتساء الخبر وعدُّ الموتى تحترق النساء والأطفال كعود جافّ! هنا غزة أيها العالم المتحضر، منطقة جغرافية صغيرة تُقصف بجميع أنواع الأسلحة".

تغطية صحفية: "ابني كان في حضني".. فلسطيني ارتقى طفله في مجزرة مدرسة العودة شرق خانيونس pic.twitter.com/7EuS8ImFJk

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 9, 2024

وتداول ناشطون مقاطع فيديو تظهر حجم المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق النازحين في خان يونس، وطالب أحد أهالي الشهداء كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة (حماس) بأخذ الثأر للشهداء، كما تداولوا مقاطع أخرى لتشييع شهداء المجزرة.

وكتب أحدهم معلقا على المجزرة: "الذي يحتلنا غايته إبادتنا واغتصاب أرضنا ولا أحد يردعه إلا صبرنا والتثبث بأرضنا وضربات مقاومتنا التي تثخن في جيش الاحتلال قتلا وجراحا وتدميرا لآلياته وتهزمه نفسيا"، واختتم تدوينته بعبارة "وما النصر إلا صبر ساعة".

"والله غير ناخد بثارهم"..

من وداع الشهداء الذين ارتقوا في المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في عبسان شرق خانيونس عصر اليوم. pic.twitter.com/WkyienvWWw

— رضوان الأخرس (@rdooan) July 9, 2024

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات pic twitter com خان یونس

إقرأ أيضاً:

مغردون: الفيديو الأخير للقسام أكثر المشاهد عبقرية بالحرب النفسية

"لقد أحرقوا ورقة نتنياهو!".. بهذه العبارة وأخرى مشابهة، تفاعل جمهور منصات التواصل الاجتماعي مع الفيديو الأخير الذي بثته كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة (حماس) والذي عرض كواليس إطلاق الدفعة السابعة من الأسرى الإسرائيليين، وهذا الفيديو الذي نشر السبت شهد ظهور أسيرين إسرائيليين لم يُفرَج عنهما بعد.

حرقوا كرت نتنياهو

— Saleh Aldwais (@SAldwais) February 23, 2025

رسائل مشفرة وحرب نفسية استثنائية

في خطوة غير مسبوقة، أظهر الفيديو مشهدًا لاثنين من الأسرى الإسرائيليين، وهما "أفتيار دافيد" و"غاي غلبوغ دلال" يجلسان داخل إحدى السيارات منتصف ميدان تسليم الأسرى.

ولم تقتصر الرسالة على تصوير وجودهما فقط، بل نقل الأسيران رسائل مباشرة إلى الحكومة ورئيسها بنيامين نتنياهو، ويطالبان فيها بتدخل عاجل لإنقاذ حياتهما.

يبدو أن مفاجآت هذا اليوم الأدريناليني لا تريد أن تنتهي..!

بينما كنا نشاهد على التلفاز مشاهد تسليم أسرى اليوم قلت في نفسي: (لماذا تقف هذه السيارة أمام المنصة وتمنع رؤية الناس من الأمام؟) ولم أكن أتصور أن بداخلها أسيران اثنان للاحتلال جاءت بهما الفصائل الفلسطينية لمشاهدة عملية… pic.twitter.com/Yg5gHGsj9N

— Dr. Abdallah Marouf د. عبدالله معروف (@AbdallahMarouf) February 22, 2025

إعلان

الفيديو انتشر كالنار في الهشيم على مختلف منصات التواصل العربية والإسرائيلية، وتداول المغردون في العالم العربي محتواه بإعجاب كبير، وأشادوا بالإستراتيجية الإعلامية التي تتبعها كتائب القسام في إدارة الحرب النفسية.

واعتبر البعض أن ظهور الأسيرين في لحظة يشاهدان فيها إطلاق سراح رفاقهما من خلف الزجاج، يعدّ من بين أكثر المشاهد ذكاءً وعبقرية في سياق الحرب النفسية والإعلامية.

زلزال في إسرائيل
رغم حظر الرقابة العسكرية الإسرائيلية ورفض عائلتي الجنديين الإسرائيليين، اللذين كشفت عنهما كتائب القسام، السماح بتداول الفيديو الأخير، تجاوزت مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الإخبارية الحظر ونشرت المقطع على نطاق واسع. pic.twitter.com/kBDHsUjIJY

— بلال نزار ريان (@BelalNezar) February 22, 2025

ضغط نفسي يفوق التوقعات

واعتبر مراقبون ومغردون أن الفيديو يمثل تصعيدًا للحرب النفسية، ليس فقط لأنه يبرز فشل ما يُعرف بـ"الضغط العسكري" الإسرائيلي لاستعادة الجنود، وإنما بسبب تأثيره العاطفي والنفسي العميق داخل المجتمع الإسرائيلي.

وأكد هؤلاء أن المشهد كان بمثابة إدارة دقيقة لإستراتيجية ذهنية وعاطفية تستهدف الوعي الجمعي الإسرائيلي، مما يزيد الضغوط على نتنياهو وحكومته في وقت تعيش فيه إسرائيل أزمات داخلية متصاعدة.

الي بيعمله اعلام القسام بالصهاينة غير طبيعي! المقاومة الاعلامية ربنا فاتح عليهم بتشريح نقاط الحرب النفسية بشكل لا يوصف! غير طبيعي الافكار الي بيعملوها وما بتخطر على بال نتنياهو المجرم. pic.twitter.com/eoHxP29FZs

— Fared Shaaban (@nobelF88) February 22, 2025

وأشار محللون إلى أن المقاومة الفلسطينية نجحت في تحريك المشهد الداخلي الإسرائيلي عبر رسالة مختصرة ولكنها بليغة، تسعى لتحقيق أهداف واضحة تتمثل في إنهاء العدوان وفرض شروطها في الوقت والمكان المناسبين، ويأتي ذلك بعد أيام فقط من تسليم جثث بعض الجنود الإسرائيليين، وهو ما ترك أثرًا نفسيًا عميقًا لدى المجتمع الإسرائيلي.

إعلان سلاح الحرب النفسية

وأجمع نشطاء ومعلقون على أن المقاومة الفلسطينية، ممثلة بكتائب القسام، قد نجحت في تحويل الحرب النفسية إلى سلاح إستراتيجي فعال، وأن الرسالة كانت واضحة: العواقب على استمرار الحرب تتجاوز مجرد خسائر عسكرية أو ميدانية بل تصيب عمق المجتمع الإسرائيلي بالعجز النفسي والشعور بالفشل.

وأكد متابعون أن المقاومة استطاعت التفوق على الاحتلال الإسرائيلي في جميع جوانب المواجهة، سواء من الناحية الأخلاقية، الإنسانية، الإعلامية، أو النفسية.

المكتب الاعلامي العسكري مدرسة في الاخراج و الدعاية و التصوير
اعجاب و ابداع لا يقل القوات العسكرية في كتائب القسام
المكتب الاعلامي متميز في ساحة القتال الخاصة به و هذه لا تخاض بالرصاص و القتال بل حرب نفسية و فهم عميق لعقلية المجتمع الصهيوني

— qutaybah قتيبة (@qutaybahtweets) February 23, 2025

ووصف مغردون التصوير والمونتاج بأنه "مدرسة في السيناريو والإخراج والفكر السياسي والإعلامي". وأشادوا بإبداع المقاومة في إيصال رسائلها بأدوات بسيطة ولكن ذات فعالية استثنائية.

وقالوا هؤلاء إن الفيديو الأخير قمة الإبداع في فن إدارة الحرب النفسية، معتبرين أن نتنياهو وحكومته لن يتحملوا الضغط الناتج عن هذا النوع من الرسائل.

أحد أقوى فيديوهات الحرب النفسية التي أنتجتها المقاومة منذ بداية الحرب.

المقاومة جلبت أسيرين إسرائيليين من الدفعة الثانية لمشاهدة مراسم إطلاق سراح رفاقهم الجنود أمس، وتوسلوا لجمهورهم للإفراج عنهم في أقرب وقت ممكن، وحمّلوا نتنياهو المسؤولية عن حياتهم.

حتى هذه اللحظة، هم على قيد… pic.twitter.com/mnRbszWwuY

— Tamer | تامر (@tamerqdh) February 23, 2025

مقالات مشابهة

  • ضمن حملة حماة تنبض من جديد… استمرار فتح الطرقات وإزالة الحواجز الإسمنتية التي وضعها النظام البائد
  • قائد شرطة محافظة إدلب المقدم ماهر محمد هلال: تواصل وزارة الداخلية من خلال قيادة شرطة محافظة إدلب ووحداتها المنتشرة العمل بأقصى جهد ممكن للحد من ظاهرة إطلاق النار العشوائي التي تمثل استهتاراً بأرواح وسلامة المواطنين
  • مغردون: الفيديو الأخير للقسام أكثر المشاهد عبقرية بالحرب النفسية
  • ‎العنب يحول عضلات الإناث إلى عضلات ذكورية!
  • حزب الله يشيع العشرات من مقاتليه.. استشهدوا خلال الحرب (شاهد)
  • انفجار على شاطئ هاواي يُخلّف 7 إصابات بينها حالات حرجة
  • روايات الاحتلال الكاذبة منذ 7 أكتوبر حتى الآن.. ما مصلحة نتنياهو؟
  • طائرات الاحتلال تطلق قنابل صوتية في بلدة عبسان شرقي خان يونس
  • قوّة كبيرة من الجيش داهمت خيم النازحين السوريين في الطيبة
  • 43 روضة في مخيمات النازحين بمحافظتي  مأرب والجوف تختتم عامها الدراسي وتكرم المبرزين