عبدالمجيد بن يحيى الراشدي *

الغرض من تكوين شركة تجارية من مجموعة من الشركاء (شريكين أو أكثر) هو تحقيق الربح، وأن يتحملوا بالتساوي: الأرباح والخسائر، وهو ركن من الأركان الموضوعية في تأسيس الشركات في قانون الشركات العماني، وهو العنصر الذي يميز الشركة التجارية عن غيرها من التجمعات، وإن كان الاستثناء من وجوب تساوي الشركاء في تحمل الخسائر المادية هو في حالة الشريك بالعمل والذي في المقابل خسر جهده ووقته، وهو ما يجعله في الحقيقة في وضع متساوٍ مع بقية المشاركين بالمال وإن أختلفت نوعية الخسارة وهو ما يتسق مع القاعدة الفقهية "الغُنْم بالغُرْم"، والتي معناها أنَّ التكاليف والخسارة التي تحصل من الشيء تكون على مَن ينتفع به شرعًا.

إلا أنَّ بعض الشركاء في الشركات التجارية يضعون شروطاً تجعل منهم شركاء مميزين يختل معها الركن الخاص بوجوب المساواة في المغنم والخسارة كالنص في عقد تأسيس الشركة على أحقية أحد الشركاء بنسبة ربح أكبر من نسبة أسهمه فيها، أو إعفائه من تحمل الخسائر، أو تحمل جزء أقل، أو على الحق في استرداد حصته كاملة وسالمة من أية خسارة، أو حصوله علي فائدة بنسبة ثابتة من الأرباح بغض النظر عن الوضع المالي للشركة؛ سواء حققت أرباحًا أو منيت بخسارة، أو في المجمل يكون له ميزة عن البقية تتنافى مع مبدأ المساوة بين الشركاء.

وهذ ما يُعرف في الفقه القانوني بـ"شرط الأسد"، وهو بوجوده في أي عقد تأسيس شركة تجارية ينهدم معه أحد الأركان الأساسية بالشركة وهو المشاركة في اقتسام الأرباح وتوزيع الخسائر.

أما عن أثر شرط الأسد على الشركة، فقد أجمع الفقهاء على عدم صحة شرط الأسد، واختلفو في الأثر؛ فمنهم من ذهب إلى بُطلان الشركة برمتها إذا تضمَّنت شرطًا أو أكثر من شروط الأسد، بينما ذهب جانب آخر إلى بطلان الشرط وصحة الشركة، وهذا ما نصَّ عليه قانون الشركات العماني، وأكد على أن نصيب الشريك يكون بحسب نسبته في الشركة، وهو ما يعني معه بطلان الشرط واستمرار الشركة وعدم تأثرها به.

 

* محكم معتمد ومحام عليا

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

“الهلال الأحمر” ينظم ملتقى الشركاء في العمل الإنساني

نظمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أمس، ملتقى الشركاء في العمل الإنساني، الذي تناول سبل تعزيز التعاون مع الشركاء الحاليين واستقطاب شركاء جدد لدعم جهود الهيئة في المجالات الإنسانية، والبحث عن آليات تحقيق استدامة أكبر للعمل الإنساني وتوسيع آفاق التعاون محلياً وإقليمياً ودولياً.

وأكد معالي الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، خلال كلمته في الملتقى، على أهمية دور الشركاء والمتطوعين في تعزيز مسيرة الهيئة الإنسانية والتنموية محليًا ودوليًا.

وأوضح أن الملتقى يمثل فرصة للتشاور ومناقشة القضايا الإنسانية المشتركة، ورسم رؤية مستقبلية لجهود الهيئة في مجال الاستدامة، مع العمل على تعزيز مسيرة العطاء الإنساني التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وأشاد بدعم القيادة الرشيدة، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” ، والمتابعة المستمرة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة ، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، والتي كان لها أثر كبير في تحقيق الهيئة لإنجازاتها.

وأشار معاليه إلى أن دولة الإمارات انتهجت نهج الخير والعطاء من خلال مسيرة حافلة بالبذل والمبادرات الإنسانية، التي أسهمت في إيجاد حلول فعّالة للعديد من القضايا الإنسانية الملحّة، لافتاً إلى الجهود التي أحدثت تحولًا ملموسًا في مجالات التدخل السريع وتقديم الرعاية، إلى جانب التصدي للتحديات التي تعوق تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة على مستوى العالم.

من جانبه، أكد سعادة راشد مبارك المنصوري، الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، على أهمية تعزيز الشراكات في العمل الإنساني ودورها المحوري في تلبية الاحتياجات وتحسين الاستجابة خلال الأزمات والكوارث، مشيراً إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها المنظمات الإنسانية اليوم، والمهام الجسيمة الملقاة على عاتقها، في ظل التغيرات السريعة والأحداث المتلاحقة التي تشهدها المنطقة.

أوضح أن هذه المعطيات تؤثر بشكل مباشر على هيكل الجمعيات والمنظمات الإنسانية وآليات عملها، ما يستدعي تعزيز الشراكات وتنسيق المواقف وتبادل الخبرات في العمل المجتمعي، منوها إلى ضرورة تحقيق تعاون أكثر فاعلية بين المؤسسات والمنظمات الإنسانية ، لتطوير آليات التنسيق وابتكار وسائل جديدة تتناسب مع البيئة المتغيرة والواقع الجديد في العمل على الساحة المحلية.

وأشار إلى أن الهيئة تتطلع من خلال هذا الملتقى إلى تعزيز الشراكات الإستراتيجية التي تلبي طموحات الهيئات والمنظمات الإنسانية وتزيد من رصيدها، مما يقوي أواصر التعاون بينها.

وأكد أن الهيئة ستواصل بذل كل جهد لتحقيق الأهداف المرجوة، وتلبية تطلعاتها وتعزيز الروابط بين المنظمات، بهدف بناء مستقبل أفضل للجهود المشتركة.

شهد الملتقى، استعراض إنجازات هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على الصعيدين المحلي والدولي، مسلطًا الضوء على التطور الكبير الذي حققته الهيئة في مجالات العمل الإنساني والتنمية، وذلك بفضل دعم شركائها ومبادراتهم المتنوعة.

وتخللت الملتقى جلسة حوارية ناقشت عدة محاور رئيسية، منها دور المجتمع المحلي في دعم جهود الاستدامة، وأهمية تطوير القدرات المحلية وتأهيل الأفراد، بالإضافة إلى دور التعليم في تمكين الشباب وزيادة وعيهم بقضايا الاستدامة، كما استعرضت الجلسة الرؤية المستقبلية للعمل الإنساني المستدام، وأهمية تكيف المنظمات الإنسانية مع التغيرات العالمية لتعزيز استدامة أنشطتها.

وكرمت الهيئة في ختام ملتقى الشركاء، الجهات المشاركة في فعاليات الملتقى، منها شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك”، ومصرف أبوظبي الإسلامي، وبنك دبي الإسلامي، وبنك أبوظبي التجاري، وشركة المسعود، وشركة دو.وام


مقالات مشابهة

  • "الهلال الأحمر" تعزز جهودها الإنسانية خلال "ملتقى الشركاء"
  • “الهلال الأحمر” ينظم ملتقى الشركاء في العمل الإنساني
  • الأضرار السكنية تفوق الـ 9 مليارات دولار... البنك الدولي لإعادة الإعمار
  • أرامكو السعودية تتجه لزيادة الديون و توزيعات الأرباح
  • بنك نكست يحقق نموا قويا في صافي الأرباح بنسبة نمو 66% مسجلا 1.3 مليار جنيه
  • جامعة قناة السويس تنظم برنامجا تدريبيا عن "الطالب الناجح وأثره على المجتمع"
  • حجم الخسائر وحقيقة إصابتها.. تفاصيل حريق منزل نهال عنبر.. خاص
  • نورهان تتصدر التريند بعد غرق شقتها بالكامل.. "خسائر ضخمة وكارثة كادت تقع لولا تدخل القدر"
  • اعتماد ضوابط حج 2025.. وعقوبات رادعة لهذه الشركات
  • زيلينسكي: نعمل مع جميع الشركاء لدعم قدراتنا العسكرية على المدى الطويل