يامال يحتفل بعامه الـ17 السبت.. ويبحث عن "المجد الأوروبي"
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
يسير النجم الإسباني الواعد لامين يامال بخطى ثابتة نحو وضع اسمه ضمن عظماء كرة القدم في المستقبل، بعد توهجه في النسخة الحالية لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2024).
يامال يحتفل بعامه الـ17 السبت.. ويبحث عن "المجد الأوروبي"وأحرز يامال هدفًا مذهلًا خلال فوز إسبانيا 2-1 على فرنسا بالدور قبل النهائي للمسابقة القارية، ليضع نفسه أمام أسطورة الساحرة المستديرة البرازيلي الراحل بيليه.
وبعدما قدم 3 تمريرات حاسمة خلال مشواره مع المنتخب الإسباني في يورو 2024، سدد يامال الكرة في الزاوية اليسرى العليا لمرمى فرنسا في الدقيقة 21 من عمر اللقاء ليسجل هدف التعادل لمنتخب (الماتادور).
وفي سن 16 عامًا و362 يومًا، أصبح يامال أصغر هداف على الإطلاق في أي من بطولتي أمم أوروبا وكأس العالم.
وتفوق يامال على السويسري يان فونلانثين، صاحب الرقم القياسي السابق كأصغر هداف في أمم أوروبا، وكذلك على بيليه، أصغر هداف في تاريخ المونديال.
ويستعد يامال للاحتفال بعامه الـ17 يوم السبت المقبل، لكن الاحتفالات الحقيقية ربما تأتي في اليوم التالي إذا رفعت إسبانيا كأس الأمم الأوروبية للمرة الرابعة حال فوزها في المباراة النهائية بالعاصمة الألمانية برلين على إنجلترا أو هولندا.
وقال يامال، الذي فاز بجائزة رجل المباراة أمام فرنسا: "جئت إلى هنا للفوز بجميع المباريات حتى أتمكن من الاحتفال بعيد ميلادي هنا في ألمانيا مع جميع زملائي في الفريق".
وأضاف:"إنه الحلم الذي أصبح حقيقة. إنني سعيد لأننا وصلنا إلى النهائي لكننا لم نقم بعد بالشيء الأكثر أهمية، وهو الفوز باللقب".
ويسعى منتخب إسبانيا للانفراد بالرقم القياسي كأكثر المنتخبات تتويجًا بأمم أوروبا، الذي يتقاسمه حاليًا مع المنتخب الألماني.
وتحدث النجم الصاعد عن هدفه في فرنسا، قائلًا: "كنت أهدف للزاوية العليا بالضبط حين أطلقت تسديدتي وهو ما جعلني أشعر بسعادة بالغة. أحاول ألا أفكر كثيرًا فيما يحدث. أرغب فقط في الاستمتاع بنفسي ومساعدة الفريق".
مهاجم برشلونة الإسباني هو أصغر لاعب على الإطلاق يلعب في أمم أوروبا، بعد أن أصبح العام الماضي أصغر لاعب يتمكن من التسجيل لإسبانيا بعمر 16 عامًا و57 يومًا خلال فوز الفريق 7-1 على جورجيا، علمًا بأنه ظهر للمرة الأولى مع الفريق الكاتالوني في سن 15 عامًا.
في المقابل، يشعر لويس دي لا فوينتي مدرب إسبانيا، ورفاقه بالسعادة لوجود يامال الذي قدم أداءً مبهرًا في مسيرة منتخب إسبانيا، الذي بات أول فريق يفوز بست مباريات متتالية في نسخة واحدة بأمم أوروبا.
وصرح دي لا فوينتي: "يبدو يامال لاعب أكثر خبرة. أنا سعيد بوجوده في فريقنا وآمل أن نتمكن من الاستمتاع به لسنوات مقبلة. ينبغي علينا أن نساعده من خلال إبقاء قدميه على الأرض وتطويره بأفضل طريقة".
أما ناتشو، مدافع المنتخب الإسباني، فقال: "هدف لامين كان مذهلًا بالنسبة لشاب يبلغ من العمر 16 عامًا فقط، واتفق معه داني أولمو، الذي سجل هدف الفوز أمام فرنسا، حيث قال: "سجل لامين هدفًا لا يصدق".
واستعادت إسبانيا اتزانها سريعًا، بعدما استقبل مرماها هدفًا فرنسيًا مباغتًا ومبكرًا من خلال راندال كولو مواني لتظهر مرة أخرى قدراتها كأفضل فريق في البطولة الحالية،
وأحرز المنتخب الإسباني 13 هدفًا في يورو 2024، وهو أكبر عدد من الأهداف لأي منتخب مشارك في البطولة، بينما استقبلت شباكه ثلاثة أهداف فقط.
وشدد دي لا فوينتي: "يتعين علي أن أحافظ على ثقتي في هذه المجموعة من اللاعبين. إنهم يعملون دائمًا من أجل الصالح العام. إنهم كرماء للغاية في معدل عملهم. إنها مجرد علامة أخرى على أن هذا فريق لديه الشغف".
وكشف المدرب الإسباني: "أنا ممتن لكوني قادرًا على قيادة 26 عبقريًا على أرض الملعب. نحن محظوظون لأن لدينا فريقًا إسبانيًا شابًا للغاية يتمتع بحضور ومستقبل كبيرين".
وكان الأمر السلبي الوحيد في المباراة هو تعرض المدافع الإسباني مارك كوكوريلا لصافرات الاستهجان في كل مرة كانت يمتلك فيها الكرة، على الأرجح من قبل المشجعين الألمان الذين حضروا في المدرجات، بسبب لمسة اليد التي قام بها في لقاء منتخب بلاده ضد المنتخب الألماني في دور الثمانية، والتي رفض حكم المباراة احتسابها ركلة جزاء.
ووصفت مجلة كيكر الرياضية الألمانية هذا السلوك بأنه "محرج وسخيف ويتعارض مع فكرة اللعب النظيف"، "ولا يليق بمضيف جيد".
ولا تزال هناك عقبة أخيرة يتعين على المنتخب الإسباني اجتيازها من أجل الظفر بلقب جديد في أمم أوروبا بعد نسخ 1964 و2008 و2012.
وأشار ناتشو: "نحن سعداء لكن بشكل محدود. لقد حققنا فقط نصف ما نحن هنا من أجله، ولم نفز بأي شيء بعد. حان الوقت للراحة والاحتفال وبعد ذلك نراكم في برلين".
وحذر دي لا فوينتي الهولنديين والإنجليز من أن فريقه لم يصل إلى قمة مستواه بعد، حيث قال: "متأكد من أن النهائي سيكون مختلفًا تمامًا أمام منافس سيطالبنا بالأفضل. رغم أن الأمر قد يبدو صعبًا، فإن هناك مجالا للتحسن".
وشدد مدرب المنتخب الإسباني: "أعلم أن لاعبي فريقي يمكنهم تقديم المزيد وأن يكونوا أفضل، وأنا متأكد من أننا سنفعل ذلك. فكرتنا عن كرة القدم مبنية على ثقتنا بأنفسنا. نريد أن نستغل نقاط قوتنا".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: يامال يامين يامال إسبانيا اليورو بطولة اليورو المنتخب الإسبانی دی لا فوینتی أمم أوروبا
إقرأ أيضاً:
هل يصبح الرئيس الفرنسي ماكرون الزعيم الجديد لقارة أوروبا؟
نشرت صحيفة "دويتشه فيله" تقريرًا حول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يُعتبر "رجل أوروبا الأول"، وفي ظل غياب حكومة ألمانية رسمية، يقود ماكرون رؤية فرنسا لأوروبا في وقت يشهد فيه الشرق حربًا مستعرة وفرض رسوم جمركية عبر الأطلسي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن ألمانيا لطالما كانت تُعتبر النجم اللامع لأوروبا من الناحيتين السياسية والاقتصادية، مع شخصية محورية تتمثل في أنجيلا ميركل التي كانت رمزًا معترفًا به على مستوى القارة والعالم. ومع تقاعدها، والحكومة الجديدة غير المستقرة بقيادة أولاف شولتس من التيار اليساري الوسط، بالإضافة إلى التداعيات الاقتصادية الناتجة عن جائحة كوفيد-19، شهدت ألمانيا تراجعًا في دورها القيادي في أوروبا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه عبر الحدود، برز إيمانويل ماكرون — الذي ليس غريبًا عن المعارك السياسية الداخلية — كأهم قائد وطني في أوروبا في ظل الصدمات العالمية التي أحدثتها إدارة ترامب الثانية ووقوفها العدائي تجاه الحلفاء التقليديين لأوروبا.
وأضافت الصحيفة أنه بينما تعيش ألمانيا بلا حكومة حاليًا، والتي من المتوقع أن تعود إلى "الائتلاف الكبير" بقيادة فريدريش ميرتس وحزبه اليميني الوسط مع شريك أصغر من الاشتراكيين الديمقراطيين.
وأكدت الصحيفة أنه بينما تتفاوض هذه الأحزاب التقليدية على شروط تحالفها السياسي، تظل أكبر اقتصادات أوروبا عالقة في حكومة تصريف الأعمال في ظل فرض ترامب للرسوم الجمركية والصراع المستمر بين أوكرانيا وروسيا.
وأوضحت الصحيفة أنه رغم أن ماكرون كان دائمًا من بين القادة الوطنيين الأكثر شهرة في العالم، إلا أنه أصبح صوتًا بارزًا في ظل الاضطرابات الحالية، إذ يجمع بين دور رئيس فرنسا وسفير لأوروبا بكل ارتياح.
وقالت جيسين ويبر، زميلة في "صندوق مارشال الألماني" المتخصصة في الأمن الأوروبي: "لديه رسالة أوروبية وهذه الرسالة منسقة، ولكن في النهاية، هو رئيس فرنسا"، وأضافت: "الاثنان مرتبطان بالطبع، لأن معظم المصالح الأوروبية هي أيضًا مصالح فرنسية والعكس صحيح".
وأكدت الصحيفة أنه بينما يقوم القادة الأوروبيون بمراجعة زيادة الإنفاق الدفاعي وحتى مفاهيم الدفاع الموحد، ذهب ماكرون إلى حد إعادة طرح توسيع الدرع النووي الفرنسي المحلي على الطاولة، ما أثار غضب روسيا.
وأضافت الصحيفة أنه في مجالات السياسة الخارجية الأخرى، كان ماكرون يسعى لتعزيز المصالح الأوروبية وفقًا للمواقف الفرنسية: "أصبحت أوروبا فرنسية للغاية خلال السنوات الخمس الماضية"، كما تشير ويبر.
وقالت الصحيفة إنه بعد بداية بطيئة، وضع ماكرون نفسه في قلب الدفع بمصالح القارة بشأن أوكرانيا، والآن، في معالجة الرسوم الجمركية. كما أن فترة ولايته وعلاقته المبدئية مع دونالد ترامب من فترة رئاسته الأولى تضعه في موقع فريد للتفاعل مع الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة قائلة: "كان أول رئيس دولة أو حكومة من بين الأوروبيين الذي تمكن من تأسيس — أو إعادة تأسيس — علاقة مع ترامب".
لحظة ماكرون تلوح في الأفق
وأفادت الصحيفة أن ماكرون يُعتبر رئيسًا "عاجزًا"، حيث تقيد القوانين الفرنسية فترة الرئاسة بولايتين متتاليتين. ومع اقتراب الانتخابات في 2027، لا يتبقى أمامه سوى عامين لتحقيق رؤيته لفرنسا وأوروبا.
وأشارت الصحيفة إلى قول جاكوب روس، زميل البحث في العلاقات الفرنسية-الألمانية في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية، إن فرنسا في موقع جيد لقيادة أوروبا خلال هذه الفترة المتقلبة.
وأضاف روس: "من الناحية الفكرية على الأقل، الفرنسيون في وضع جيد جدًا الآن لتولي القيادة."
وأشار روس إلى أن فرنسا تتمتع بموقف تقليدي في التفكير في دورها ومكانة أوروبا في العالم بشكل مستقل، بعيدًا عن منظور متمركز حول الولايات المتحدة.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه النظرة المستقلة لفرنسا ليست كافية لكي تفرض نفسها كقائدة شبه أوروبية.
وقال روس: "فرنسا في وضع صعب للغاية بسبب مشكلة الديون السيادية، ولا يوجد مجال كبير
للمناورة في توسيع الميزانيات الوطنية، بما في ذلك في مجال الدفاع."
وأضاف: "من حيث الأفكار، يتخذ ماكرون وضع القيادة وقد فعل ذلك منذ 2017، والآن البيئة تدعم موقعه. لكن فرنسا تفتقر إلى الأساس المادي لدفع ذلك قدمًا بمفردها".
وأشارت الصحيفة إلى أن عائقًا آخر لرؤية ماكرون المؤيدة لأوروبا يتمثل في صعود منافسته السابقة ذات التوجهات الأوروبية المشككة، مارين لو بن، التي تسعى لتحويل إدانتها الأخيرة، التي تمنعها من الترشح في 2027، إلى زخم سياسي.
أسئلة حول وجود "قائد" أوروبي واحد
وأفادت الصحيفة أن كلًا من روس وويبر يشيران إلى أن ظهور شخصية أوروبية واحدة على غرار ميركل أصبح أقل احتمالًا في ظل هذه الفترة المضطربة، التي تشهد تدهورًا في العلاقات مع الولايات المتحدة غربًا، وصراعًا مستمرًا مع روسيا شرقًا، وصعود الشعبويين والأحزاب اليمينية المتطرفة في الداخل.
وأضافت الصحيفة أنه في ظل عقيدة "أمريكا أولًا" الحمائية التي تبناها دونالد ترامب، والحرب القارية، قد يكون تعزيز التحالفات التقليدية مثل التحالف الأوروبي الثلاثي (فرنسا-ألمانيا-بريطانيا) هو الخيار الأنسب للأوروبيين، مع قيادة فرنسية-ألمانية وشريك قوي آخر عبر القناة الإنجليزية.
ونقلت الصحيفة ـ في ختام التقريرـ عن روس قوله: "الشيء المؤكد هو أن الديناميكية الفرنسية-الألمانية ستظل قوية في المستقبل المنظور، على الأقل في العامين المقبلين"، مضيفًا: "الفرنسيون يدركون أن موقف ماكرون المؤيد لأوروبا سيكون مهددًا بعد 2027، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، وسيسعون للضغط على الألمان لإتمام خطوات هامة قبل هذا التاريخ".
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)