يمن مونيتور:
2025-04-29@22:39:27 GMT

كل شيء ضائع على الجغرافية اليمنية!

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

كل شيء ضائع على الجغرافية اليمنية!

عبد الحفيظ العمري

ليعذرني أريك ماريا ريماك على استعارة عنوان روايته “كل شيء هادئ على الجبهة الغربية”، مع شيء من التحريف، لأنني أراه هو العنوان المناسب لهذه الحقبة من الزمن التي نعيشها، أو بالأصح نتجرّعها.

فها نحن على مشارف نهاية السنة الثامنة من السنوات العجاف، ولا نزال ندور في هذه الحَلَقة المفرغة التي تبدأ من الحرب إلى الهدنات المتوالية، بفعل الضغط الخارجي، وتمديدها، ثم تدور الدائرة، بدون بصيص أمل عن انفراجه تامة، ولو من بعيد.

الجديد في الأمر، هو كثرة الهموم التي تتزايد سنة بعد أخرى، بحيث إن ما تستطيعه هذه السنة ربما لا يكون متاحاً السنة القادمة، وهكذا دواليك.

فاحسبوا كم غير المستطاع المتراكم طيلة هذه السنوات العجاف؟!

أظن أن الحرب قد جعلتنا آلاتٍ هدفها أن (تعيش) كيفما اتفق!

إذ صرنا نجاهد كيف ندفع اليوم إلى نهايته، ونخرج منه بدون أضرار، وكأنه حِمْل ثقيل على كاهلنا نريد رميه إلى الغد المجهول.

هناك عبارة وضعها د. أحمد خالد توفيق على غلاف كتيبات سلسلة (سافاري)، متحدثاً عن بطل السلسلة الطبيب علاء عبد العظيم: “مغامرات طبيب شاب يجاهد كي يظل حياً وكي يظل طبيباً”.

بشكل مشابه، يمكننا القول إن حياتنا اليوم في اليمن، هي مغامرات شعب مُنهَك، يجاهد كي يظل حياً، وكي يظل بعقله!

أليس إنجازاً عظيماً أن يظل المرء بعقله في أرض الزلازل هذه، التي تعيش وسط كميات اللامعقول التي تجتاحنا كل حين؟

لذا، لم يحن بعد مجيء عام فيه يغاث فيه الناس وفيه يعصرون، وإنْ كانت هناك طبقات من المجتمع قد أغاثتها الظروف الراهنة، فصعدت لأعلى عليين في سنوات الحرب هذه، فعلى الجهة الأخرى قد (سُحقت) طبقات أخرى في نفس المدة، ولعل الطبقة التعليمية هي من أكثر الطبقات المجتمعية التي نالها الأذى؛ فشريحة واسعة من معلمي المدارس والمعاهد وأكاديميي الجامعات قد صارت على قارعة الحياة داخل هذه الجغرافية المشتعلة، أو تاهت في بلدان الشتات تبحث عن ملاذها الآمن.

بشكل مشابه، يمكننا القول إن حياتنا اليوم في اليمن، هي مغامرات شعب مُنهَك، يجاهد كي يظل حياً، وكي يظل بعقله!

وهذا ليس مستغرباً، لأن أي حرب في التاريخ، تقوم بخلخلة طبقات المجتمع الذي تجتاحه، واليمن ليس استثناءً من ذلك، لكن خطورة الأمر أن الشريحة التعليمية هي رأس حربة الطبقة الوسطى (التي تمثل أكثر من 42℅ من إجمالي سكان اليمن)، تلكمُ الطبقة التي تترنح بين محاولتها المحافظة على موقعها المجتمعي أو السقوط إلى دَرْك الضياع، وكل يوم يمر في أتون الحرب يقربها من سقوط قد لا تقوم لها قائمة بعد ذلك.

وهنا يجب أن نتذكر أن الطبقة الوسطى في أي مجتمع تمثل دينامو حركته ونشاطه، فكيف إذا ذوت تلك الطبقة؟!

يقول د. أحمد خالد توفيق في روايته (يوتوبيا):

“الطبقة الوسطى هي التي تلعب في أي مجتمع دور قضبان الجرافيت في المفاعلات الذرية.. إنها تبطئ التفاعل ولولاها لانفجر المفاعل.. مجتمع بلا طبقة وسطى هو مجتمع قابل للانفجار”.

أما تناثر النسيج المجتمعي، فلا يخفى على كل متابع لمواقع التواصل الاجتماعي، ما تتحفنا به كل أسبوع تقريباً، من أخبار جرائم تشيب لها الولدان!

لقد توحش الناس في زمن السقوط الذي نعيشه، فلم يبقَ إلا أن نقول بكل ثقة: “مرحبا بكم في الغابة!”

هذه هي ضريبة الحرب التي ندفعها، ولا نزال، ما دامت المدافع تزمجر في ميادين القتال المختلفة على الخريطة المشتعلة، فهل يعي الساسة فداحة الأمر أم أنهم لا يزالون في غفلتهم سامدين؟

 

نقلا عن العربي الجديد

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الجغرافيا الحرب اليمن

إقرأ أيضاً:

أبو العينين يهنئ الرئيس السيسي بعيد العمال: إنجازات ملموسة لصالح الطبقة العاملة

وجّه النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب ورئيس مجلس الأعمال المصري الأوروبي، برقية تهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة الاحتفال بعيد العمال، معربًا عن تقديره واعتزازه بما تحقق من إنجازات ملموسة في عهد الرئيس، خاصة في دعم حقوق العمال وتحسين أوضاعهم المعيشية.

بمناسبة عيد العمال: «مستقبل وطن» في بني سويف يكرم 66 من عمال الخدماتأبو العينين يهنئ الرئيس السيسي بـ عيد العمال: إنجازاتكم جسّدت قيمة العمل وصانت حقوق العمال

وأكد أبو العينين في برقيته، التي استعرضتها الإعلامية رشا مجدي خلال برنامج "صباح البلد" على قناة صدى البلد، أن الدولة أولت اهتمامًا بالغًا بالطبقة العاملة، ونجحت في تهيئة مناخ ملائم لزيادة الإنتاج وتعزيز التنمية الشاملة.

وأشار إلى أن جموع العاملين بمجموعة شركات كليوباترا يقفون صفًا واحدًا خلف القيادة السياسية، دعمًا لمسيرة الإصلاح والبناء، معربًا عن ثقته في قدرة الرئيس السيسي على قيادة مصر نحو مستقبل أكثر ازدهارً رغم التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.

وأشاد وكيل مجلس النواب بجهود القيادة السياسية الرامية إلى صون أمن واستقرار البلاد، والحفاظ على مقدراتها، وتحقيق تطلعات الشعب المصري نحو مستقبل أفضل.
 

طباعة شارك النائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب عيد العمال السيسي

مقالات مشابهة

  • كيف انتزعت الطبقة العاملة السودانية حق التنظيم النقابي؟
  • أبو العينين يهنئ الرئيس السيسي بعيد العمال: إنجازات ملموسة لصالح الطبقة العاملة
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • المملكة تشارك في الدورة الرابعة لمجموعة خبراء المملكة تشارك في الدورة الرابعة لمجموعة خبراء الأمم المتحدة للأسماء الجغرافية (UNGEGN) في نيويورك للأسماء الجغرافية (UNGEGN) في نيويورك
  • ما هي الشبكة الكهربائية الأوروبية المشتركة التي شهدت تعطلاً اليوم؟
  • علي ناصر يؤكد على ضرورة وقف الحرب واستعادة الدولة اليمنية
  • الخارجية: الحرب التي تخوضها ميليشيا الجنجويد بالوكالة عن راعيتها الإقليمية موجهة ضد الشعب السوداني ودولته الوطنية
  • عاجل. المتحدث باسم الحكومة الفرنسية: باريس تدعو تل أبيب إلى وقف "المذبحة" التي تجري اليوم في غزة
  • انتشار المقاهي اليمنية في أمريكا: قصة ثقافة وهجرة وتحديات
  • تراكم أخطاء إتفاقيات السلام … وثمارها المرة الحرب الحالية .. 2023 – 2025م .. وفي الحروب التي ستأتي !