يمن مونيتور:
2024-12-22@18:19:08 GMT

كل شيء ضائع على الجغرافية اليمنية!

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

كل شيء ضائع على الجغرافية اليمنية!

عبد الحفيظ العمري

ليعذرني أريك ماريا ريماك على استعارة عنوان روايته “كل شيء هادئ على الجبهة الغربية”، مع شيء من التحريف، لأنني أراه هو العنوان المناسب لهذه الحقبة من الزمن التي نعيشها، أو بالأصح نتجرّعها.

فها نحن على مشارف نهاية السنة الثامنة من السنوات العجاف، ولا نزال ندور في هذه الحَلَقة المفرغة التي تبدأ من الحرب إلى الهدنات المتوالية، بفعل الضغط الخارجي، وتمديدها، ثم تدور الدائرة، بدون بصيص أمل عن انفراجه تامة، ولو من بعيد.

الجديد في الأمر، هو كثرة الهموم التي تتزايد سنة بعد أخرى، بحيث إن ما تستطيعه هذه السنة ربما لا يكون متاحاً السنة القادمة، وهكذا دواليك.

فاحسبوا كم غير المستطاع المتراكم طيلة هذه السنوات العجاف؟!

أظن أن الحرب قد جعلتنا آلاتٍ هدفها أن (تعيش) كيفما اتفق!

إذ صرنا نجاهد كيف ندفع اليوم إلى نهايته، ونخرج منه بدون أضرار، وكأنه حِمْل ثقيل على كاهلنا نريد رميه إلى الغد المجهول.

هناك عبارة وضعها د. أحمد خالد توفيق على غلاف كتيبات سلسلة (سافاري)، متحدثاً عن بطل السلسلة الطبيب علاء عبد العظيم: “مغامرات طبيب شاب يجاهد كي يظل حياً وكي يظل طبيباً”.

بشكل مشابه، يمكننا القول إن حياتنا اليوم في اليمن، هي مغامرات شعب مُنهَك، يجاهد كي يظل حياً، وكي يظل بعقله!

أليس إنجازاً عظيماً أن يظل المرء بعقله في أرض الزلازل هذه، التي تعيش وسط كميات اللامعقول التي تجتاحنا كل حين؟

لذا، لم يحن بعد مجيء عام فيه يغاث فيه الناس وفيه يعصرون، وإنْ كانت هناك طبقات من المجتمع قد أغاثتها الظروف الراهنة، فصعدت لأعلى عليين في سنوات الحرب هذه، فعلى الجهة الأخرى قد (سُحقت) طبقات أخرى في نفس المدة، ولعل الطبقة التعليمية هي من أكثر الطبقات المجتمعية التي نالها الأذى؛ فشريحة واسعة من معلمي المدارس والمعاهد وأكاديميي الجامعات قد صارت على قارعة الحياة داخل هذه الجغرافية المشتعلة، أو تاهت في بلدان الشتات تبحث عن ملاذها الآمن.

بشكل مشابه، يمكننا القول إن حياتنا اليوم في اليمن، هي مغامرات شعب مُنهَك، يجاهد كي يظل حياً، وكي يظل بعقله!

وهذا ليس مستغرباً، لأن أي حرب في التاريخ، تقوم بخلخلة طبقات المجتمع الذي تجتاحه، واليمن ليس استثناءً من ذلك، لكن خطورة الأمر أن الشريحة التعليمية هي رأس حربة الطبقة الوسطى (التي تمثل أكثر من 42℅ من إجمالي سكان اليمن)، تلكمُ الطبقة التي تترنح بين محاولتها المحافظة على موقعها المجتمعي أو السقوط إلى دَرْك الضياع، وكل يوم يمر في أتون الحرب يقربها من سقوط قد لا تقوم لها قائمة بعد ذلك.

وهنا يجب أن نتذكر أن الطبقة الوسطى في أي مجتمع تمثل دينامو حركته ونشاطه، فكيف إذا ذوت تلك الطبقة؟!

يقول د. أحمد خالد توفيق في روايته (يوتوبيا):

“الطبقة الوسطى هي التي تلعب في أي مجتمع دور قضبان الجرافيت في المفاعلات الذرية.. إنها تبطئ التفاعل ولولاها لانفجر المفاعل.. مجتمع بلا طبقة وسطى هو مجتمع قابل للانفجار”.

أما تناثر النسيج المجتمعي، فلا يخفى على كل متابع لمواقع التواصل الاجتماعي، ما تتحفنا به كل أسبوع تقريباً، من أخبار جرائم تشيب لها الولدان!

لقد توحش الناس في زمن السقوط الذي نعيشه، فلم يبقَ إلا أن نقول بكل ثقة: “مرحبا بكم في الغابة!”

هذه هي ضريبة الحرب التي ندفعها، ولا نزال، ما دامت المدافع تزمجر في ميادين القتال المختلفة على الخريطة المشتعلة، فهل يعي الساسة فداحة الأمر أم أنهم لا يزالون في غفلتهم سامدين؟

 

نقلا عن العربي الجديد

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الجغرافيا الحرب اليمن

إقرأ أيضاً:

تحطم مقاتلة أميركية في البحر الأحمر

#سواليف

أعلن #الجيش_الأميركي، اليوم الأحد، أن طيّارين اثنين من #البحرية_الأميركية قد تم إسقاطهما فوق #البحر_الأحمر في حادثة تبدو أنها نتيجة “نيران صديقة”.

وتم إنقاذ الطيارين، لكن أحدهما أصيب بجروح طفيفة، وفقا للأسوشيتد برس.

وجاء في بيان القيادة المركزية: “أطلق الطراد الحربي يو إس إس غيتيسبيرغ، وهو جزء من مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان، النار بالخطأ على طائرة من طراز إف/إيه-18، والتي كانت تحلق من على متن حاملة الطائرات هاري ترومان”.

مقالات ذات صلة القسام تبث مشاهد للمرة الأولى تجمع قادة حماس هنية والسنوار والعاروري- (فيديو) 2024/12/22

وكانت القوات الأميركية تنفذ ضربات جوية استهدفت الحوثيين في اليمن وقت وقوع الحادث، ولم يقدم بيان القيادة المركزية الأميركية تفاصيل إضافية حول طبيعة المهمة.

وكان الجيش الأميركي نفذ ضربات ضد أهداف في العاصمة اليمنية صنعاء، بينها منشأة لتخزين الصواريخ و”مرفق قيادة وتحكم”، بحسب ما ذكرت القيادة الوسطى الأميركية “سنتكوم”.

وقالت القيادة الوسطى الأميركية “سنتكوم” في بيان إن القوات الأميركية أسقطت أيضا خلال العملية طائرات مسيرة هجومية عدة فوق البحر الأحمر إضافة إلى صاروخ كروز مضاد للسفن.

وأضافت أن “هذه الضربات جاءت بهدف تعطيل وإضعاف عمليات المسلحين في المنطقة، بما في ذلك الهجمات التي تستهدف السفن الحربية الأميركية وسفن الشحن التجارية”.

وتابعت “تعكس هذه الضربات التزام القيادة الوسطى المستمر بحماية الأفراد الأميركيين وشركاء التحالف، بالإضافة إلى الشركاء الإقليميين وحماية الملاحة الدولية”. “سكاي نيوز

مقالات مشابهة

  • تحطم مقاتلة أميركية في البحر الأحمر
  • الجيش الأميركي ينفذ ضربات ضد أهداف للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء
  • مجتمع متعدد الطوائف .. علي الدين هلال يحلل مستجدات الأوضاع في سوريا
  • كنيسة قوص الإنجيلية تعقد لقاء “القيم المجتمعية وأثرها في بناء مجتمع متماسك”
  • برج الحوت.. حظك اليوم السبت21 ديسمبر: الحب هو اللغة التي نفهمها جميعًا
  • حكومة غرب كردفان تعلن ترتيبات تأمين امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة
  • القيادة الوسطى الأمريكية تعلن مقتل زعيم داعش بضربة جوية في دير الزور - عاجل
  • لجنة أمن ولاية الخرطوم توجه بتنفيذ حملة لازالة مخلفات الحرب في المناطق التي تم تطهيرها ببحري
  • حضور مجتمع ثقافي كبير في أول أيام ملتقى القراءة الدولي بالرياض
  • تدريب قابلات مجتمع في مجال “رعاية صحة الأم والوليد” بمحافظة تعز