عربي21:
2024-07-27@14:54:48 GMT

لماذا يستعجل أردوغان في لقاء الأسد؟

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

ذكر رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، قبل أيام، أنه قد يوجّه دعوة إلى بشار الأسد لزيارة تركيا في أي لحظة، مبديا رغبته في ترميم علاقات بلاده مع النظام السوري. وقال في تصريحاته للصحفيين: "وصلنا الآن إلى مرحلة بحيث أنه بمجرد اتخاذ بشار الأسد خطوة لتحسين العلاقات مع تركيا، سوف نبادر بالاستجابة بشكل مناسب"، بعد أن وصف بشار الأسد قبل ذلك بـ"السيد"، مشيرا إلى أنه اجتمع معه في الماضي، ويمكن أن يلتقيا مرة أخرى.



تصريحات أردوغان توحي بأنه يستعجل لقاء بشار الأسد لسبب ما، كما أن هناك آراء مختلفة في تفسير تلك التصريحات وأسبابها. وهناك من يعزوها إلى الانتخابات التي يسعى حزب العمال الكردستاني إلى إجرائها في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا، ومن يربطها بالتوازنات الدولية والإقليمية المتغيرة في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والحديث عن احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة، كما أن ملف اللاجئين السوريين في تركيا حاضر في النقاشات الدائرة حول جدوى لقاء أردوغان المرتقب مع بشار الأسد.

تركيا ضغطت على الولايات المتحدة لتمنع حزب العمال الكردستاني من إجراء الانتخابات المحلية في المناطق التي يسيطر عليها في شمال شرقي سوريا، الأمر الذي أدى إلى تأجيل تلك الانتخابات. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنه "لا توجد بيئة انتخابية نزيهة وحرة وشفافة لإجراء هذه الانتخابات"، إلا أن أنقرة تطلب من واشنطن إلغاء خطة الانتخابات المحلية تماما في تلك المناطق، لا تأجيلها.

قد يرى أردوغان، بناء على المعلومات الاستخباراتية، أن هناك فرصة للحصول على تنازلات من النظام السوري في الظروف الراهنة، يمكن استغلالها في تسهيل القيام بعمليات عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا، وتمهيد الطريق أمام عودة اللاجئين إلى مناطق آمنة تحت حماية الجيش التركي
ويرى محللون أن تصريحات الرئيس التركي رسالة إلى الولايات المتحدة قبل قمة حلف شمالي الأطلسي (الناتو) في واشنطن، واجتماعه مع مسؤولين أمريكيين على هامش القمة، مفادها أن تركيا منفتحة على كافة الخيارات من أجل القضاء على خطر حزب العمال الكردستاني بما فيها التطبيع مع النظام السوري بوساطة روسية، إن لم تلجم الولايات المتحدة طموحات المنظمة الإرهابية الانفصالية واستمرت في دعمها.

أردوغان صرح، خلال مأدبة إفطار مع جنود في العاصمة أنقرة في آذار/ مارس الماضي، أنه بحلول الصيف سيتم تأمين حدود تركيا مع العراق بالكامل، مضيفا أن تركيا ستكمل حتما ما تبقى من أعمالها في سوريا. ويقوم الجيش التركي في هذه الأيام بعملية عسكرية واسعة في شمال العراق، لإتمام الطوق على حزب العمال الكردستاني، وسد الثغرات التي تستغلها المنظمة الإرهابية. وقد تكون تصريحات أردوغان من أجل التهيئة لعملية عسكرية مماثلة في شمال سوريا.

الولايات المتحدة تدعم حزب العمال الكردستاني بالمال والسلاح، إلا أن روسيا وإيران وشبيحة النظام السوري هم أيضا يدعمون المنظمة الإرهابية ويحمونها في سوريا. وفي كثير من المواقع التي يقصفها الجيش التركي في شمال سوريا، يقتل ويصاب جنود النظام السوري مع عناصر حزب العمال الكردستاني، ليدل على وجود التنسيق والتعاون بين الطرفين. وبالتالي، قد لا تحصل أنقرة على أي نتيجة إيجابية من التطبيع مع دمشق في ملف مكافحة حزب العمال الكردستاني، وتبقى المنظمة الإرهابية كورقة ضغط يستخدمها النظام السوري وحلفاؤه لابتزاز تركيا.

هناك من يذهب إلى أن بشار الأسد ضاق ذرعا بتدخلات إيران في شؤون سوريا، ويسعى إلى الابتعاد عنها، ولا يرغب في المشاركة في الحرب التي قد تندلع بين إسرائيل ووكلاء إيران في المنطقة، في ظل الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف الضباط الإيرانيين، والأنباء التي تتحدث عن اعتقال مستشارته الإعلامية لونا الشبل، من قبل ضباط الحرس الثوري الإيراني والتحقيق معها واغتيالها، بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.

وقد يرى أردوغان، بناء على المعلومات الاستخباراتية، أن هناك فرصة للحصول على تنازلات من النظام السوري في الظروف الراهنة، يمكن استغلالها في تسهيل القيام بعمليات عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا، وتمهيد الطريق أمام عودة اللاجئين إلى مناطق آمنة تحت حماية الجيش التركي.

محاولة إبعاد النظام السوري عن إيران سبق أن جرّبتها دول عربية، إلا أنها فشلت في كل مرة، نظرا لحجم التغلغل الإيراني في شؤون سوريا وحاجة النظام إلى الدعم الإيراني. ومن المؤكد أن أنقرة على علم بفشل تلك المحاولات وأسبابه. ويبدو أن كل ما تريده تركيا من النظام السوري، هو نوع من الضوء الأخضر للقيام بعملية عسكرية جديدة في الأراضي السورية،التصريحات تشير إلى أن الحكومة التركية تقوم بمناورة ما، للقضاء على خطر الإرهاب الانفصالي في سوريا، وتأمين حدودها، وإقامة مناطق آمنة لعودة اللاجئين إلى بلادهم، ولكنها يجب أن تتواصل مع قادة الثورة السورية لطمأنتهم، والتنسيق والتعاون معهم، وعدم التساهل مع العنصريين الذين يستهدفون اللاجئين في تركيا، كيلا تظهر أمام العالم أنها تخذل الملايين الذين وثقوا بها وعملوا معها نظرا لما يتمتع به بشار الأسد حاليا من شرعية في تمثيل سوريا لدى الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، ومن المستبعد جدا أن يكون هدف تركيا إعادة تدوير بشار الأسد وتأهيل نظامه.

تركيا أكدت قبل حوالي شهر على لسان وزير دفاعها، أنها تتمسك بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254، وصياغة دستور شامل، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، واستتباب الأمن والاستقرار في جميع أنحاء سوريا، وإن تم كل ذلك فهذا يعني رحيل النظام الحالي وإقامة نظام ديمقراطي جديد. وليس هناك ما يدل على تراجع تركيا عن هذه الشروط، كما أن تصريحات أردوغان حول رغبته في لقاء الأسد جاءت بعد تراجع النظام عن اشتراط انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.

ويقول الناطق باسم حزب العدالة والتنمية، عمر تشليك، إن "أنقرة تسعى من خلال عملية التطبيع مع دمشق، إلى أن تكون سوريا آمنة لملايين السوريين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم، مؤكدا أن بلاده لن تخذل أبدا أي شخص وثق بها وعمل معها".

هذه التصريحات تشير إلى أن الحكومة التركية تقوم بمناورة ما، للقضاء على خطر الإرهاب الانفصالي في سوريا، وتأمين حدودها، وإقامة مناطق آمنة لعودة اللاجئين إلى بلادهم، ولكنها يجب أن تتواصل مع قادة الثورة السورية لطمأنتهم، والتنسيق والتعاون معهم، وعدم التساهل مع العنصريين الذين يستهدفون اللاجئين في تركيا، كيلا تظهر أمام العالم أنها تخذل الملايين الذين وثقوا بها وعملوا معها.

x.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أردوغان الأسد تركيا سوريا العمال الكردستاني سوريا الأسد تركيا أردوغان العمال الكردستاني مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة مقالات اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العمال الکردستانی المنظمة الإرهابیة الولایات المتحدة النظام السوری فی شمال سوریا اللاجئین إلى الجیش الترکی بشار الأسد مناطق آمنة فی سوریا إلى أن

إقرأ أيضاً:

بوتين يستقبل الأسد في قصر الكرملين

استقبل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، الرئيس السوري بشار الأسد، في قصر الكرملين بالعاصمة الروسية موسكو.

 

وذكرت وكالة "تاس" الروسية، أن "الرئيسين فلاديمير بوتين ونظيره السوري بشار الأسد عقدا اجتماعًا في قصر الكرملين.

 

بوتين يرحب بالأسد في الكرملين

ورحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره السوري بشار الأسد في قصر الكرملين، حيث أشار في مستهل اللقاء بينهما إلى أنه ستتم مناقشة العلاقات الثنائية والوضع في منطقة الشرق الأوسط الذي يميل إلى التصعيد.

 

كما نوه بوتين إلى أن الطرفين سيبحثان العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا وسوريا، لافتًا إلى أن هناك الكثير من القضايا والأسئلة المطروحة حولها.

 

وقال بوتين بهذا الصدد: "إنه لمن دواعي سروري أن أراكم، إننا لم نر بعضنا بعضًا منذ فترة طويلة ولدينا الفرصة للحديث عن علاقتنا بأكملها... أما بالنسبة لعلاقاتنا التجارية والاقتصادية، فهناك العديد من الأسئلة هنا أيضًا، كما أن هناك اتجاهات واعدة. آمل أن نتمكن من التحدث معك حول هذا الموضوع".

 

ومن جهته، أكد الرئيس السوري بشار الأسد لنظيره الروسي أن البلدين مرا باختبارات صعبة خلال العقود الماضية، حيث استطاعت موسكو ودمشق المحافظة على هذه العلاقات على مستوى من الثقة، مشيرًا إلى أن ذلك يؤشر بشكل واضح على نضج هذه العلاقات بين البلدين.

 

وقال بوتين للأسد "أنا مهتم للغاية برأيك حول كيفية تطور الوضع في المنطقة ككل.. للأسف هناك ميل نحو التصعيد، يمكننا أن نرى ذلك. وهذا يؤثر أيضًا بشكل مباشر على سوريا".

 

وقال الأسد لبوتين: "بالنظر إلى كل الأحداث التي تجري في العالم أجمع وفي المنطقة الأوراسية اليوم، اجتماعنا اليوم يبدو مهمًا للغاية لمناقشة كافة تفاصيل تطور هذه الأحداث ومناقشة الآفاق والسيناريوهات المحتملة".

 

يذكر أن أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان،أمس الأربعاء، أنه يعمل على تنظيم لقاء بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والرئيس السوري، بشار الأسد ، لكن من السابق لأوانه الحديث عن أي شيء ملموس، بحسب قوله.

 

وقال فيدان، في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز عربية": "لقد قدم رئيسنا مثل هذا الاقتراح (اجتماع الرئيسين)، وأنا أعمل على هذه القضية، لكن من السابق لأوانه الحديث عن أي شيء".


وأكد فيدان أنه "يجب مكافحة "بي كي كي/ واي بي جي" وإعادة المنشآت النفطية وموارد طاقة التي استولت عليها إلى الشعب السوري".

مقالات مشابهة

  • تدمير 25 موقعاً في العراق
  • الكشف عن مكان ولقاء الزعيمين المتخاصمين
  • غارات تركية على عدة مواقع لـحزب العمال الكردستاني شمال العراق
  • غارات تركية على عدة مواقع حزب العمال الكردستاني شمالي العراق
  • بوتين يحذر من اتجاه الأوضاع في الشرق الأوسط للتصعيد.. ينطبق على سوريا
  • تركيا تثني على قرار السوداني بـحظر حزب العمال الكوردستاني في العراق
  • بوتين يستقبل الرئيس السوري بشار الأسد في موسكو  
  • بوتين يستقبل الأسد في قصر الكرملين
  • فيدان يوضح ثلاثة ملفات وراء محادثات تركيا مع النظام السوري
  • تركيا تنظم لقاء بين أردوغان والأسد لإعادة النفط للسوريين