تطبيع تركي مع النظام السوري.. ما تفسير صمت الأسد على كلام أردوغان؟
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
لم يرد رئيس النظام السوري بشار الأسد على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول رغبته بإعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق لما كانت عليه سابقاً (قبل اندلاع الثورة)، كذلك لم يعلن عن موقفه من دعوة الزيارة التي ينوي أردوغان توجيهها له.
وفي تفسيره لصمت الأسد حيال تصريحات أردوغان المتكررة، يؤكد الباحث في مركز "الحوار السوري" أحمد القربي، أن ردود فعل النظام السوري على مسار التطبيع مع تركيا منذ بداياته كانت "سلبية"، حيث لم يقابل النظام السوري التوجه التركي نحو التطبيع إلا بشروط، منها سحب أنقرة لقواتها من سوريا.
وأضاف لـ"عربي21"، أنه من الواضح أن النظام ينطلق من نقطتين في تعامله مع مسار التطبيع مع تركيا، الأول دفع أنقرة لتقديم تنازلات أكبر، وعدم منح الرئيس التركي مكاسب سياسية مجانية، حيث يعلم الأسد أن الاجتماع مع أردوغان يُعطي لحزب "العدالة والتنمية" المكاسب على الصعيد الشعبي التركي، وليس بالضرورة أن يخرج الاجتماع بالنتائج المرجوة، كما هو اللقاء بين وزير الخارجية التركي السابق مولود جاويش أوغلو ووزير خارجية النظام فيصل المقداد في أيار/ مايو 2023.
حسابات متعلقة بإيران
وتابع القربي، أن النقطة الثانية التي ينطلق منها النظام، هي الموقف الإيراني، مبينا أن "إيران كانت منشغلة بوفاة الرئيس إبراهيم رئيسي والانتخابات الرئاسية، وترتيب البيت الداخلي، وبذلك يبدو أن الأسد فضل التريث بانتظار موقف طهران".
وعلى النسق ذاته، يُفسر الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة تأخر رد الأسد على تصريحات أردوغان، إلى "الموقف الإيراني"، ويقول: "يبدو أن دعوة رأس النظام لزيارة تركيا لم ترق للجانب الإيراني".
ويقول لـ"عربي21": "ينتظر الأسد تشكيل حكومة جديدة في طهران، ومعرفة توجهاتها الخارجية للولوج بالمصالحة مع القيادة التركية أو التريث وترك الباب مفتوحا أمام كل المتغيرات".
أما عن سبب تكرار أردوغان التصريحات بخصوص التقارب مع النظام، يعتقد خليفة أن أنقرة تتماشى مع توجه روسيا، رغبة منها في تحقيق مكاسب في ملفات أخرى، وقال: "في الوقت نفسه يعتبر أردوغان أن التقارب لا يضر مصالح تركيا مع الدول العربية بعد التطبيع مع نظام الأسد من قبل الدول النافذة في الجامعة العربية مثل السعودية والإمارات ومصر والأردن".
الكرة في ملعب النظام
ولم يختلف الباحث في مركز "جسور للدراسات" وائل علوان، مع القراءات السابقة، ويقول لـ"عربي21": "نرى أن الرئيس التركي مهتم جدا بقبول الوساطة الروسية والتفاعل الإيجابي معها وترك الكرة بملعب النظام".
ويردف: "في المقابل فإن النظام لا يريد الذهاب إلى رفض الوساطة الروسية، خاصة وأن روسيا تتفهم موقف النظام والموقف الإيراني، وفي نفس الوقت يدرك النظام أنه غير قادر على التنازل والدخول في التزامات تتعلق بأمن الحدود ومكافحة الإرهاب وعودة اللاجئين، لذلك هو يفضل السكوت، فالرد سيكون إما برفض المبادرة الروسية وهذا محرج للنظام وروسيا أو بقبول المبادرة والدخول في ورطة التنازلات التي يخشاها".
ومن جانب النظام السوري، يقول المتحدث باسم "المصالحة السورية" عمر رحمون، "لدينا العديد من الأمور الأكثر ضرورة من الزيارة واللقاء بين الأسد وأردوغان"، معتبرا أن "الزيارة هي تفصيل ثانوي قياسا بالانسحاب من الأراضي السورية وإنهاء الاحتلال، وإنهاء الاحتلال أمر ضروري قبل أي لقاء، ثم اللقاء يكون على أرض محايدة ولا يكون أول لقاء على أرض العدو"، وفق تعبيره.
ما تأثيرات التصريحات على المسار؟
وفي أواخر العام 2022 بدأ مسار التطبيع بين تركيا والنظام السوري، وصولا إلى أيار/ مايو حيث عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري، في العاصمة الروسية موسكو، والاجتماع كان تتويجا للعديد من اللقاءات التي جمعت رؤساء استخبارات تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري، فضلا عن لقاء وزير الدفاع التركي بنظيره في حكومة الأسد بموسكو في كانون الأول/ ديسمبر عام 2022، حيث اتفقا على تشكيل لجان مشتركة من مسؤولي الدفاع والمخابرات.
لكن هذا المسار سرعان ما توقف بسبب الملفات الشائكة، وجاءت تصريحات أردوغان الأخيرة لتفتح باب التساؤلات عن استئنافه وصولا إلى الاجتماع بين أردوغان والأسد.
في هذا الجانب، يعتقد الباحث أحمد القربي أن أي تطور في مسار التطبيع يحدده الضغط الروسي على النظام السوري، معتبرا: أنه "في حال كانت روسيا جادة، فلا بد من الضغط على النظام السوري؟".
أما الباحث في الشأن التركي، سعيد الحاج يشير في مقال له نشره على "الجزيرة نت" إلى عوائق حقيقية تقف في مسار تطبيع علاقات أنقرة مع دمشق، في مقدمتها عدم استقرار الأوضاع في سوريا، وجمود مسار الحل السياسي، واشتراطات النظام السوري بهذا الخصوص، ومواقف بعض الأطراف الخارجية، فضلا عن إرث العقد الماضي الذي تميز بموقف تركي رسمي رافض للاعتراف بالنظام، والعمليات العسكرية التركية على الأراضي السورية، وغير ذلك.
ويقول: "لذلك يستبعد كثيرون حصول لقاء بين أردوغان والأسد من باب أن هذه العقبات حقيقية وكبيرة، بيد أن نظرة أعمق على مسار العلاقات بين الجانبين، وكذلك على نظرة كل منهما له وعلى مصالح الطرفين، تشي بتحليل مختلف يقول بتراجع أهمية معظم هذه العوائق، ذلك أن الخطوات العديدة التي خطاها الجانبان نحو بعضهما بعضا قد ساهمت في تبديد الكثير من ظلال العقد الماضي، لا سيما بعد التراجع الكبير لخطر المعارضة السورية على استقرار النظام".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية بشار الأسد أردوغان التطبيع تركيا سوريا سوريا تركيا أردوغان بشار الأسد التطبيع سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السوری مسار التطبیع
إقرأ أيضاً:
رئيسة مجلس الاتحاد الروسي تزور تركيا الخميس
أنقرة (زمان التركية) – ستتوجه رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالنتينا ماتفيينكو، غدا، الخميس، إلى تركيا تلبية لدعوة رسمية من رئيس البرلمان التركي، نعمان قورتولموش.
وتواصل تركيا جهودها الدبلوماسية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية بقيادة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان. وتسهم تركيا في اللقاءات بين الحكومتين باستخدام إمكانات الدبلوماسية البرلمانية.
وتأتي زيارة ماتفيينكو المقررة غدا في إطار هذه الجهود.
وسيترأس قورتولموش وماتفيينكو اللقاءات بين الوفود عقب لقائهما المنفرد بالبرلمان على أن يعقب اللقاءات مؤتمر صحفي مشترك لكليهما سيعقبه تحيه ماتفيينكو والوفد المرافق لها للجمعية العمومية للبرلمان التركي.
وكان قورتولموش قد أجرى زيارة إلى روسيا في الرابع والعشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي ألقى خلالها كلمة بالجلسة الافتتاحية للدورة التشريعية الجديدة للجمعية العامة لمجلس الاتحاد، الجناح الأعلى للبرلمان الروسي. وأكد قورتولموش في كلمته أن تركيا رأت أنه من المناسب أن تأخذ زمام المبادرة على كل منصة لحل الحرب الروسية الأوكرانية بالطرق السلمية وأنهم يتخذون نهجا مهما نحو السلام ضمن تعاون أردوغان مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين.
من جانبه، يواصل أردوغان دبلوماسية مكثفة منذ اليوم الأول لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية التي أنهت عامها الثالث.
وفي هذا الإطار، التقى أردوغان بنظيره الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، الأسبوع الماضي بالقصر الرئاسي في أنقرة، حيث عُقد لقاء بين أردوغان وزيلينسكي بجانب لقاءات بين الوفود أعقبها توقيع اتفاقيات بين البلدين.
وأكد أردوغان في المؤتمر الصحفي المشترك أن تركيا بذلت منذ اليوم الأول للحرب جهود مكثفة لإقرار سلام قائم على المباحثات بين الطرفين انطلاقا من مفهوم “لا فائز في الحرب ولا خاسر في السلم”.
وأشار أردوغان إلى أن مباحثات أردوغان شكّلت مرجعا مهما لكونها أكثر منصة اقتربت خلالها الأطراف من الاتفاق قائلا: “بالنظر إلى الدبلوماسية النشطة التي اتبعناها خلال السنوات الثلاثة الأخيرة فإن بلدنا ستكون المضيف الأمثل للمفاوضات المحتمل إجرائها خلال الفترة المقبلة بين روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة”.
وشهد الأسبوع الجاري لقاء أردوغان بوزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بالقصر الرئاسي في أنقرة.
هذا وكانت إسطنبول قد استضافت المفاوضات التي أثمرت عن توقيع اتفاقية ممر الحبوب في البحر الأسود بين الأمم المتحدة وروسيا وتركيا وأوكرانيا في العام، الذي بدأت فيه الحرب الروسية الأوكرانية، بهدف الحد من تأثير الحرب على أسعار الغذاء العالمية.
انضم إلى قناة زمان على واتساب:
Tags: الحرب الروسية الأوكرانيةالمفاوضات الروسية الأوكرانيةرجب طيب أردوغانسيرجي لافروففلاديمير بوتينفلاديمير زيلينسكي