جريدة الوطن:
2024-11-23@07:37:37 GMT

العالم يحتاج حلولا يسهم المواطنون فـي إبداعها

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

العالم يحتاج حلولا يسهم المواطنون فـي إبداعها

من جديد تؤثِّر الصرعات السِّياسيَّة والعسكريَّة على أسعار السلع الأساسيَّة، وخصوصًا الغذائيَّة مِنها على الصعيد العالمي، ما يؤشِّر على موجة جديدة من الغلاء، وتغوُّل مؤشِّرات التضخم، ما يدفع المزيد من سكَّان الكرة الأرضيَّة نَحْوَ الفقر المدقع، خصوصًا في الدوَل الفقيرة والنَّامية، حيث ارتفع مؤشِّر الأسعار العالميَّة لمنظَّمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأُمم المُتَّحدة في يوليو الماضي من أدنى مستوياته في عامَيْنِ مع صعود أسواق الزيوت النباتيَّة بعد تجدُّد التوتُّرات بشأن صادرات الحبوب من أوكرانيا والمخاوف بشأن الإنتاج العالمي، وهي زيادة يتحملها فقراء الكوكب، دُونَ ذنب أو جريرة ارتكبوها، إلَّا مصالح بعض الدوَل التي تصرُّ على استنزاف مقدَّرات الآخرين دُونَ حسيب أو رقيب.


وبفعل تلك التغييرات باتت الدوَل المعوزة رهينة الديون وأموال خدمتها، التي ترهق الميزانيَّات، وتأكل الأخضر واليابس ممَّا تملكه تلك الدوَل من مقدَّرات، وباتت تدفع نتائج صراعات دوليَّة ليس لها فيها ناقة أو جَمل، كما يقول المثل الشَّعبي العربي، ولَمْ تَعُد تُجدي مع الوضع القائم الحلول الوقتيَّة أو كبسولات التسكين، التي دأبت الحكومات على استخدامها في الأوقات الصعبة والحرجة، وذلك بفعل تقارب الفترات الزمنيَّة لتلك الأزمات المتوالية، جعلت من الصعب، بل من المستحيل، الاعتماد على خطوات مؤقتة، لا تعمل على إيجاد حلٍّ جذري للأوضاع الاقتصاديَّة المُزمِنة التي تواجه معظم بلدان العالَم، وبات من الضروري مواجهة شجاعة، ترتب أولويَّات الإصلاح المالي والاقتصادي دُونَ أن تتحملَ الشعوب المغلوب على أمْرِها تبعات تلك الإصلاحات بشكلها التقليدي الحالي.
وتبقى التجربة العُمانيَّة في إيجاد التوازن المالي المطلوب، والعمل على ترشيد الإنفاق، دُونَ إرهاق المواطن بتبعات الترشيد، إحدى النقاط المضيئة التي يجِبُ أن يسترشدَ بها مَن يسعى إلى تغيير شامل، والهروب من شبح الديون التي تكبِّل دوْلته. فخيار التحوُّل من اقتصاد ريعي لا يهتم إلَّا بحصد الضرائب غير المبررة، والتي تثقل كاهل المواطن دُونَ الحصول على خدمات مقابلها، إلى اقتصاد منتج يقدِّم حوافز إنتاجيَّة لتحقيق القيمة المضافة، والسعي إلى توطين التقنيَّات المطلوبة، لتقليل الفجوة الكبرى في الميزان التجاري بَيْنَ الاستيراد والتصدير، هي الخطوات الأنسب لمواجهة الأوضاع الاقتصاديَّة الحاليَّة، التي تؤثِّر بشكلٍ سلبي مع تفاقم الأزمات.
إنَّ أولويَّات المرحلة تفرض على مَن يطلب التغيير وينشده خطوات وأفكارًا وبرامج جيِّدة التخطيط، تعمل على إيجاد حلول خارج الصندوق تقيل الدوَل من العثرات التي تعيشها، دُونَ اللجوء للحلول المعلَّبة التي أثبتت التجارب أنَّها لا تُغْني ولا تُسْمن من جوع، برامج وخطوات تخرج من رحم الأوطان وتشارك الشعوب في إعدادها، ولتكُنْ رؤية «عُمان 2040» نموذجًا لِمَن يسعى إلى تحقيق التغيير الحقيقي المنشود، بدلًا من استيراد حلول لا تناسب الأوضاع المحلِّية، ترهق الوطن والمواطن، ولا تغيِّر من الواقع السيئ بل تزيده سوءًا عمَّا هو عليه، وتتضخم الديون نتيجة وضع خطط وبرامج لا تناسب المُقوِّمات التي تملكها هذه الدولة أو تلك، فالخطط التنمويَّة يجِبُ أن تخرجَ من مقدّرات الوطن وإمكانات مواطنيه، وإلَّا أضحت عبئًا يزيد من المعاناة.
إبراهيم بدوي
ibrahimbadwy189@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

المياحي: المواطنون هم من يطلبوا حضور فرق التعداد السكاني لإكمال البيانات

الاقتصاد نيوز - بغداد

أكد محافظ واسط محمد جميل المياحي، الأربعاء، أن الخطة الأمنية تطبق بشكل كبير ولا توجد استثناءات إلا الحالات المؤشرة، فيما لفت إلى أن المواطنين هم من يبحثوا عن الباحثين ويطالبونهم بالحضور لإكمال البيانات.

وقال المياحي في تصريح، أوردته وكالة الأنباء الرسمية، واطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، إن "عملية ‏الإشراف على التعداد السكاني في محافظة واسط تسير بمتابعة مباشرة على إجراءات بغداد، ولا تجد هنالك أي مشكلة في واسط"، لافتاً إلى أن "فرق الإحصاء منتشرة في جميع الأقضية والنواحي والقرى".

وأضاف أن "ما لمسناه اليوم منذ الساعات الأولى، أن المواطنين يترقبون حضور فرق الإحصاء وهنالك ترحيب وتعاون كبير، ولم يعترض أو يمانع مواطن واحد في واسط من إعطاء البيانات"، مشيراً إلى أن"الاتصالات التي ترد من خلال غرفة العمليات أكدت أن المواطنين هم من يبحثوا عن الباحثين ويطالبونهم بالحضور لإكمال البيانات".

وأوضح المياحي أن "الخطة الأمنية تطبق بشكل كبير، وحظر التجوال لا توجد فيه استثناءات إلا في الحالات المؤشرة قبل الحظر"، مبيناً أنه "في محافظة واسط سيتم إنجاز مرحلة التعداد السكاني خلال 48 ساعة وفي وقت قياسي قبل المدة المقررة، باعتبار أن جميع الفرق الآن والأمور والأجهزة تتم في أفضل حال".

وتابع: أن "الأجهزة الأمنية ماسكة لجميع الأماكن في المحافظة، وأن الخطة الأمنية التي تم وضعها تضمن أن مع كل باحث عنصر  من الأجهزة الأمنية مدني يتجول، بالاضافة إلى أن المخاتير كان لهم دور كبير"، مشيراً إلى أن "واسط تنفذ التعداد السكاني قبل الوقت المحدد باعتبار أن هنالك انسيابية عالية".

وبين أن "التعداد ‏يوضح بشكل كامل ويعطي قاعدة بيانات كاملة على المستوى الأمني والأفراد وعلى مستوى التعليم والفقر، وكل الإجراءات التي نحتاجها لخلق التنمية والخطط الاستراتيجية باعتبار أن التعداد كل 10 سنوات، الآن تبدأ العشر سنوات القادمة وفق البيانات الشاملة للتعداد السكاني".

وذكر المياحي أن "هنالك مناطق قوة أو ضعف تعطي قاعدة بيانات لكي لا نعمل بشكل عشوائي، والشكر لوسائل الإعلام وأبناء واسط وأبطالنا"، لافتاً إلى أن "أكثر من 5000 موظف منتشر في جميع الأقضية والنواحي، وأكثر من 4000 موظف يقومون بالبحث وإكمال البيانات، والأمور تسير بشكل جيد".

مقالات مشابهة

  • موتسيبي : المغرب بلدي الثاني وأفريقيا ممتنة لجلالة الملك بإستضافة المنتخبات الإفريقية التي لا تتوفر على ملاعب
  • قبل لحظات من إستهداف الشياح... هكذا تجمّع المواطنون لتوثيق الغارات
  • زيلينسكي يعلق على الضربة التي شنتها روسيا بصواريخ "أوريشنيك"
  • جعجع: الدولة لا يمكنها أن تستمرّ من دون إيجاد حلّ للتركيبة الحالية
  • واشنطن: حجم الضحايا بغزة كارثي ونبحث إيجاد إجماع لإنهاء الحرب
  • غالانت: على إسرائيل إيجاد بديل لحماس في غزة
  • الحصادي: صندوق الإعمار يسهم في تحقيق تطلعات أهالي درنة بعد الكارثة
  • العربية للتنمية الزراعية تقدم حلولا بالذكاء الاصطناعي لتحديات استدامة الزراعة والمياه
  • المياحي: المواطنون هم من يطلبوا حضور فرق التعداد السكاني لإكمال البيانات
  • لولا دا سيلفا: الإمارات والبرازيل تحالف بنّاء يسهم في رفاه الإنسان عالمياً