جريدة الوطن:
2024-10-02@03:34:08 GMT

الماء .. أهميته وكميته الصحية!

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

الماء .. أهميته وكميته الصحية!

يدرك الجميع ـ وبأمْرٍ لا جدال فيه ـ أهمِّية الماء في حياة الإنسان. فهو ـ بلا شك ـ يحافظ على أعضائنا مستمرَّة بعملها وعضلاتنا أكثر صحَّة، بل ويساعد أيضًا على توزيع العناصر الغذائيَّة في الجسم ويحافظ على منظِّم الحرارة الداخلي. لكن حقيقة التفاصيل الملموسة لاستهلاك الماء الكافي لا تزال إلى حدٍّ كبير، في حالة من الفوضى.

بالنسبة إلى الماء، لا توجد أرقام واضحة، أو كميَّة مناسبة عليك الحفاظ عليها. وحتى الآن لا يتَّفق الخبراء على كميَّة المياه التي يحتاجها الناس، أو أفضل الطُّرق لمعرفة متى يجِبُ أن يشربَ الشخص. وما زالوا إلى حدٍّ ما يختلفون حَوْلَ كيفيَّة قياس الترطيب، وما المشروبات المرطبة بشكلٍ كافٍ ـ مثلًا ـ ومدى الأهمِّية التي تُعزى إلى العطش؟
وننسى طبعًا ـ على سبيل المثال ـ واحدة من أكثر الأساطير ثباتًا في الماء: النصيحة المتكررة لتقليل ثمانية أكواب من الماء يوميًّا. لا أحد يستطيع أن يقولَ على وجْه اليقين، ولكنَّ إحدى النظريَّات هي أنَّ الفكرة نشأت من تفسير خاطئ لوثيقة تغذية من الأربعينيَّات في القرن الماضي، والتي نصَّت على أنَّ اثنين ونصف لترٍ من الماء يوميًّا (أي ما يقرب من عشرة أكواب تقريبًا) كانت مناسبة للبالغين في معظم الحالات؟ الأمْرُ المدهش أنَّه آنذاك تلك الدراسات كانت مدعومة من شركات المشروبات، والتي وبشكلٍ مباشر وغير مباشر تنادي بشرب المشروبات بأنواعها وأهمِّيتها الصحيَّة!
لذلك أعتقد هنا وفي هذا السياق، أنَّه إذا لم يتَّفق الباحثون على كميَّة المياه الجيِّدة، فإنَّهم يختلفون أيضًا في مقدار المياه الضَّار: النقطة التي يبدأ عندها الجفاف في أن يصبحَ مُشْكلة أو إلى متى يُمكِن للناس البقاء عند هذا الحدِّ دُونَ زيادة المخاطر الصحيَّة على المدى الطويل. فمثلًا يجِبُ أن يكُونَ القليل من فقدان الماء لا بأس به. فحالة السوائل، حالة متغيِّرة باستمرار، فعندما لا يأخذ الجسم ما يكفي من الماء لاسترداد السوائل التي فقدها، كما يفعل بشكلٍ طبيعي على مدار اليوم، عن طريق العَرَق والبول والتنفُّس، يفرز الدماغ هرمونًا يُسمَّى «فاسوبريسين» يدفع الكُلَى للاحتفاظ بالسوائل. فيصبح البول أكثر قتامة وأقلَّ كثافة. في نهاية المطاف طبعًا، ترتفع مستويات ملح الدَّم، ويشعر الفَمُ والحلْقُ بالعطش. الهدف هنا هو جعل الجسم يفرز كميَّة أقلَّ من الماء ويأخذ المزيد مِنه حتى لا تجفَّ أنسجتنا الحيويَّة.
وهنا المبادئ التوجيهيَّة لاستهلاك الماء النموذجي، في ظلِّ الظروف النموذجيَّة ـ إن استطعت أن أسميها ـ سرعان ما تخرج من بَيْنِ أيدينا، حيث تزداد موجات الحرارة تواترًا وشدَّة. عندما ترتفع درجات الحرارة بشدَّة وتتسبب الرطوبة في التصاق العَرَق بالجلد، فإنَّ أجسامنا تحتاج إلى المزيد من الماء لتبقى باردة وفعَّالة، بما يتجاوز ما قَدْ يُملِيه العطش وحدَه. ولعلَّ جزءًا من المُشْكلة هو أنَّ العطش يتلاشى بسرعة أكبر من ترطيب الجسم، ممَّا يعني أنَّ الأشخاص الذين يشربون حتى يظنوا أنَّهم مشبعون يميلون إلى استبدال جزء بسيط فقط من السوائل التي فقدوها!
ختامًا، أعتقد هنا ـ وبشكلٍ شخصي ـ أنَّنا ربَّما لَنْ نتمكَّنَ من إخبار النَّاس برقمٍ دقيق، لكميَّة الماء التي يجِبُ شربها. وهنا ربَّما يكُونُ العديد من الأشخاص الأصحَّاء الأكثر قلقًا بشأن ضبط ترطيبهم إلى مستوى مثالي من بَيْنِ أولئك الذين لا يحتاجون إلى القلق. والحمد لله في بلدنا الماء في كُلِّ مكان، خصوصًا مع دخول استخدام مياه البحر وتنقيته بشكلٍ عامٍّ في المنطقة، ومع ازدهار أيضًا أسواق المياه المعبَّأة. وأجزم هنا أنَّ الوصول المستمر إلى مياه آمنة وموثوقة من الصنبور ـ نعمة عظيمة ـ مقارنة بالوضع الأسوأ في كثير من الأماكن بالخارج. ربَّما لا شيء يُذكِّرنا بقوَّة الماء مِثل العجز الدراماتيكي: الماء ببساطة، هو ما يبقينا على قَيْد الحياة! مصداقًا لقوله تعالى:(وجعلنا من الماء كُلَّ شيء حي) صدق الله العظيم.
د. يوسف بن علي الملَّا
طبيب ـ مبتكر وكاتب طبي
dryusufalmulla@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: من الماء

إقرأ أيضاً:

القهوة التركية إرث ثقافي يصل إلى 146 دولة حول العالم

بلغت قيمة صادرات تركيا من القهوة، إلى 146 دولة حول العالم، 154 مليونا و690 ألفا و881 دولارا خلال السنوات الخمس الماضية. ووفقًا لمعطيات هيئة الإحصاء التركية، ارتفعت الصادرات من القهوة بصورة ملحوظة خلال الأعوام الأخيرة، لتصبح منتجًا عالميًا يصدر إلى مختلف القارات.

وتصدرت كل من الولايات المتحدة وهولندا وجمهورية شمال قبرص التركية وبيلاروسيا والسعودية قائمة الدول المستوردة للقهوة التركية عام 2023.

ورغم أن حبوب البن لا تنمو في البلاد، فإن تركيا تقوم بمعالجة البن وتحضيره وفق طريقتها التقليدية المميزة، قبل تصديره إلى العالم.

وبلغت صادرات القهوة التركية -الفترة من يناير/كانون الثاني إلى أغسطس/آب من العام الجاري، 34.5 مليون دولار، في حين وصلت الواردات من البن إلى مليار واحد و504 ملايين و122 ألفا و96 دولارا الفترة من عام 2020 إلى 2024. وتعد البرازيل وهولندا وألمانيا من بين أكبر الدول الموردة للبن إلى تركيا.

ويحتفي العالم غدًا الثلاثاء بـ"يوم القهوة العالمي" وهو الاحتفال الرسمي الذي بدأ منذ عام 2015 لتسليط الضوء على أهمية القهوة ودورها في التراث والثقافة.

انتشار القهوة التركية

وبالعودة إلى التاريخ، فقد وصلت القهوة لأول مرة إلى أرض الأناضول القرن الـ16 عندما قدّم الحاكم العثماني لليمن أوزدمير باشا القهوة إلى السلطان سليمان القانوني عام 1543. ومنذ ذلك الحين، أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الثقافة والتقاليد العثمانية.

وانتشر المشروب الداكن الساخن سريعًا من البلاط العثماني إلى أوروبا، إذ يروى أن الجنود العثمانيين تركوا حبوب البن خارج بوابات فيينا في القرن الـ17، فوجدها النمساويون وقاموا بتحضيرها بطريقتهم، مما أدى إلى انتشار القهوة التركية بأوروبا الغربية.

أما الروس، فقد تعرفوا عليها من خلال السفراء العثمانيين بالقرن الـ15. وتم تسجيل أول استهلاك للقهوة في روسيا عام 1665 عندما وصفها الأطباء للقيصر أليكسي ميخائيلوفيتش علاجا للصداع.

وأصبح الإمبراطور بطرس الأكبر من أبرز عشاق القهوة، علماً بأنها ظلت في روسيا فترة طويلة مشروبًا للنخبة. وخلال النزاعات مع تركيا، كانت القهوة وأدوات تحضيرها من غنائم الحرب، وسرعان ما تبناها الروس وأطلقوا على أوعية تحضير القهوة اسم "تركا" نسبة إلى الأتراك.

رمز الضيافة والتقاليد

وليست القهوة التركية مجرد مشروب، بل هي تعبير عن تراث وثقافة عريقة تجسدها عادات التقديم، حيث يتم تقديمها في "الركوة/الجزوة" وهي وعاء نحاسي ذو مقبض طويل. وتُحضر من حبوب البن المطحونة جيدًا والمخمرة بحذر، وتُقدم في فنجان صغير مع كوب من الماء وقطعة من "اللوكوم" الحلوى الشهيرة عالميًا.

وتتجاوز مكانة القهوة التركية بأنها ليست مجرد مشروب يومي، بل تمثل عنصرًا أساسيًا في عادات الضيافة التركية. ويعتبر تقديم القهوة للضيف بمثابة علامة على الكرم والترحيب، وهي مرتبطة بتقاليد عريقة يعود تاريخها إلى العهد العثماني.

ففي بعض مناطق الأناضول، يعد تقديم كوب من الماء إلى جانب فنجان القهوة جزءًا من تقاليد الضيافة، حيث يُعتقد أن شرب الماء قبل تناول القهوة يعزز مذاقها. وهناك روايات تشير إلى أن شرب الماء قبل القهوة يدل على أن الضيف يرغب بالبقاء فترة أطول.

كما تعد "قهوة العريس المالحة" أحد التقاليد المرتبطة بهذا المشروب العالمي، وهي عادة تمارَس عند التقدم لخطبة الفتاة، حيث تُقدم للعريس القهوة بالملح بدلًا من السكر كاختبار لصبره وتحمله.

وفي 5 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، يُحتفل باليوم العالمي للقهوة التركية الذي يكرّم هذا المشروب الذي أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في قائمة التراث الثقافي غير المادي عام 2013.

مقالات مشابهة

  • مشروع "الحديقة الذكية" في بطولة الدلتا الروبوت.. يوفر المياه ويواكب رؤية مصر 2030
  • نور على نور
  • المواصفات التي يجب معرفتها عند شراء مبرد المياه لتقليل استهلاك الكهرباء
  • هل شرب كميات أقل من الماء يسبب حصوات الكلى؟
  • أهمية شرب الماء على معدة فارغة.. 7 فوائد صحية لا تُقدَّر بثمن
  • إحالة معلمة بني سويف للمحكمة التأديبية التي رفضت خروج تلميذة الي دورة المياه
  • القهوة التركية إرث ثقافي يصل إلى 146 دولة حول العالم
  • تطورات الحالة الصحية لمحمود كهربا بعد الوعكة التي تعرض لها
  • السيسي: سنكون من أوائل الدول التي تعالج المياه بأحدث وسائل التكنولوجيا
  • شرب الماء.. مفتاح لبشرة صحية وشعر قوي