جريدة الوطن:
2025-10-22@04:49:33 GMT

الماء .. أهميته وكميته الصحية!

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

الماء .. أهميته وكميته الصحية!

يدرك الجميع ـ وبأمْرٍ لا جدال فيه ـ أهمِّية الماء في حياة الإنسان. فهو ـ بلا شك ـ يحافظ على أعضائنا مستمرَّة بعملها وعضلاتنا أكثر صحَّة، بل ويساعد أيضًا على توزيع العناصر الغذائيَّة في الجسم ويحافظ على منظِّم الحرارة الداخلي. لكن حقيقة التفاصيل الملموسة لاستهلاك الماء الكافي لا تزال إلى حدٍّ كبير، في حالة من الفوضى.

بالنسبة إلى الماء، لا توجد أرقام واضحة، أو كميَّة مناسبة عليك الحفاظ عليها. وحتى الآن لا يتَّفق الخبراء على كميَّة المياه التي يحتاجها الناس، أو أفضل الطُّرق لمعرفة متى يجِبُ أن يشربَ الشخص. وما زالوا إلى حدٍّ ما يختلفون حَوْلَ كيفيَّة قياس الترطيب، وما المشروبات المرطبة بشكلٍ كافٍ ـ مثلًا ـ ومدى الأهمِّية التي تُعزى إلى العطش؟
وننسى طبعًا ـ على سبيل المثال ـ واحدة من أكثر الأساطير ثباتًا في الماء: النصيحة المتكررة لتقليل ثمانية أكواب من الماء يوميًّا. لا أحد يستطيع أن يقولَ على وجْه اليقين، ولكنَّ إحدى النظريَّات هي أنَّ الفكرة نشأت من تفسير خاطئ لوثيقة تغذية من الأربعينيَّات في القرن الماضي، والتي نصَّت على أنَّ اثنين ونصف لترٍ من الماء يوميًّا (أي ما يقرب من عشرة أكواب تقريبًا) كانت مناسبة للبالغين في معظم الحالات؟ الأمْرُ المدهش أنَّه آنذاك تلك الدراسات كانت مدعومة من شركات المشروبات، والتي وبشكلٍ مباشر وغير مباشر تنادي بشرب المشروبات بأنواعها وأهمِّيتها الصحيَّة!
لذلك أعتقد هنا وفي هذا السياق، أنَّه إذا لم يتَّفق الباحثون على كميَّة المياه الجيِّدة، فإنَّهم يختلفون أيضًا في مقدار المياه الضَّار: النقطة التي يبدأ عندها الجفاف في أن يصبحَ مُشْكلة أو إلى متى يُمكِن للناس البقاء عند هذا الحدِّ دُونَ زيادة المخاطر الصحيَّة على المدى الطويل. فمثلًا يجِبُ أن يكُونَ القليل من فقدان الماء لا بأس به. فحالة السوائل، حالة متغيِّرة باستمرار، فعندما لا يأخذ الجسم ما يكفي من الماء لاسترداد السوائل التي فقدها، كما يفعل بشكلٍ طبيعي على مدار اليوم، عن طريق العَرَق والبول والتنفُّس، يفرز الدماغ هرمونًا يُسمَّى «فاسوبريسين» يدفع الكُلَى للاحتفاظ بالسوائل. فيصبح البول أكثر قتامة وأقلَّ كثافة. في نهاية المطاف طبعًا، ترتفع مستويات ملح الدَّم، ويشعر الفَمُ والحلْقُ بالعطش. الهدف هنا هو جعل الجسم يفرز كميَّة أقلَّ من الماء ويأخذ المزيد مِنه حتى لا تجفَّ أنسجتنا الحيويَّة.
وهنا المبادئ التوجيهيَّة لاستهلاك الماء النموذجي، في ظلِّ الظروف النموذجيَّة ـ إن استطعت أن أسميها ـ سرعان ما تخرج من بَيْنِ أيدينا، حيث تزداد موجات الحرارة تواترًا وشدَّة. عندما ترتفع درجات الحرارة بشدَّة وتتسبب الرطوبة في التصاق العَرَق بالجلد، فإنَّ أجسامنا تحتاج إلى المزيد من الماء لتبقى باردة وفعَّالة، بما يتجاوز ما قَدْ يُملِيه العطش وحدَه. ولعلَّ جزءًا من المُشْكلة هو أنَّ العطش يتلاشى بسرعة أكبر من ترطيب الجسم، ممَّا يعني أنَّ الأشخاص الذين يشربون حتى يظنوا أنَّهم مشبعون يميلون إلى استبدال جزء بسيط فقط من السوائل التي فقدوها!
ختامًا، أعتقد هنا ـ وبشكلٍ شخصي ـ أنَّنا ربَّما لَنْ نتمكَّنَ من إخبار النَّاس برقمٍ دقيق، لكميَّة الماء التي يجِبُ شربها. وهنا ربَّما يكُونُ العديد من الأشخاص الأصحَّاء الأكثر قلقًا بشأن ضبط ترطيبهم إلى مستوى مثالي من بَيْنِ أولئك الذين لا يحتاجون إلى القلق. والحمد لله في بلدنا الماء في كُلِّ مكان، خصوصًا مع دخول استخدام مياه البحر وتنقيته بشكلٍ عامٍّ في المنطقة، ومع ازدهار أيضًا أسواق المياه المعبَّأة. وأجزم هنا أنَّ الوصول المستمر إلى مياه آمنة وموثوقة من الصنبور ـ نعمة عظيمة ـ مقارنة بالوضع الأسوأ في كثير من الأماكن بالخارج. ربَّما لا شيء يُذكِّرنا بقوَّة الماء مِثل العجز الدراماتيكي: الماء ببساطة، هو ما يبقينا على قَيْد الحياة! مصداقًا لقوله تعالى:(وجعلنا من الماء كُلَّ شيء حي) صدق الله العظيم.
د. يوسف بن علي الملَّا
طبيب ـ مبتكر وكاتب طبي
dryusufalmulla@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: من الماء

إقرأ أيضاً:

عضو الجمعية المصرية للحساسية: ضعف المناعة والتدخين أبرز محفزات ارتكاريا البرد

حذر الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، من خطورة «ارتكاريا البرد» أو ما يُعرف بحساسية البرد، مؤكدًا أنها حالة صحية تصيب الجلد والجهاز التنفسي نتيجة التعرض للهواء أو الماء البارد، وتزداد مع ضعف المناعة أو وجود أمراض مزمنة.

هل يمكن أن يصبح فيتامين سي سلاحا طبيعيا ضد البرد والحساسية؟.. دراسات تفجر الحقيقةشتاء 2025.. كيف نميز بين الأنفلونزا ونزلات البرد العادية؟

وأوضح «بدران»، خلال لقائه ببرنامج «هذا الصباح» المذاع على شاشة قناة اكسترا نيوز، أن ارتكاريا البرد تنتج عن محفزات عديدة أبرزها: «ارتداء ملابس غير مناسبة في الطقس البارد، والتعامل المباشر مع الماء البارد أو الثلج، ونقص المناعة، واضطرابات في الدورة الدموية، وقلة النوم، والتعرض للعدوى الفيروسية، بالإضافة إلى التدخين السلبي الذي وصفه بأنه خطر خفي يمتد تأثيره إلى الأطفال والرضع، ويؤثر سلبًا على الجهاز التنفسي ويضاعف فرص الإصابة بالحساسية».

وأشار إلى أن الإصابة قد تبدأ بأعراض بسيطة مثل احمرار الجلد وحكّة خفيفة، لكنها قد تتطور إلى تورم في الشفتين، ضيق في التنفس، واضطراب في الحنجرة، خاصة في الحالات المرتبطة بالربو أو ضعف المناعة.

طباعة شارك ارتكاريا البرد حساسية البرد الجهاز التنفسي نقص المناعة

مقالات مشابهة

  • انقطاع الماء في بوعينان
  • عضو الجمعية المصرية للحساسية: ضعف المناعة والتدخين أبرز محفزات ارتكاريا البرد
  • بدران: ضعف المناعة والتدخين أبرز محفزات ارتكاريا البرد
  • استهلاك المياه الجوفية 
  • مش كويس وماتعرفش عندك إيه.. إليك طرق التغلب على التعب المزمن
  • 7 أضرار صحية خفية للإفراط في تناول اللوز
  • بدون مجهود.. أسهل طريقة لحماية الأسنان من التسوس
  • 6 أشياء تحدث للجسم عند شرب ماء الحلبة يوميا لمدة 15 يومًا
  • مصدر سياسي:وفد تركي سيزور بغداد لبحث ملفي الماء والنفط
  • طريقة بسيطة وعملية لحماية الأسنان من التسوس