سودانايل:
2025-02-16@11:47:08 GMT

مؤتمر القاهرة

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

تابعت باهتمام بالغ ، لا يخلو من توجس، مؤتمر القوي المدنية والسياسية الذي إستضافته الحكومة المصرية في يوم السبت ٦ يوليو ٢٠٢٤م.
" معا من أجل إيقاف الحرب" كان شعار المؤتمر كما نعلم جميعا وهو شعار يستوجب توسيع القاعدة المدنية الرافضة للحرب، وقد كان توافق أكبر عدد من القوي والمنظمات والشخصيات المدنية، كان هو الهدف الأول للمؤتمر.

تليه في الأولوية، قضية التفاكر حول الدعم، وضرورة وكيفية إنسياب المساعدات الإنسانية داخل المناطق المتضررة بالحرب ومساندة الأسر السودانية ممن شردتهم الحرب من منازلهم داخل وخارج السودان وهم يقدروا بالملايين. كما أن مسألة حماية المدنيين كانت ضمن الاجنده الحاضرة بإلحاح في سلم أولويات مؤتمر القاهرة ، والذى حقق بعض النجاح فيما يخص الجند الثاني المتعلق بإنسياب المساعدات الإنسانية لضحايا الحرب من المدنيين وربما الثالث والخاص بحمايتهم ، حيث كان المؤتمر فرصة لتعزيز التفاهم مع الحكومة المصرية، إضافة إلي فتح قنوات حوار وتبادل للمعلومات مع ممثلي المنظمات الاقليميه والدولية. نأمل أن يتم الإستمرار في هذا الاصطفاف الجديد ضد الحرب وما خلفته من مآسي، نظرا لحجم المعاناة التي يواجهها النازح السوداني، وقد صدق د. عبد الله حمدوك حينما صرح لإحدى الفضائيات بأن كارثة الحرب في السودان تعتبر أسوأ مما يحدث في غزة وأوكرانيا.
إما فيما يخص شعار المؤتمر وهو " معا من أجل وقف الحرب" فقد فشل في تحقيق الهدف الأول وإن كسب بعض الناشطين إلي معسكر السلام وتوسيع التحالف المدني ضد الحرب.
ويمكن فهم هذا الفشل على ضوء معايير فض النزاعات conflicts resolution حيث يحتاج هدف بحجم " التوافق من أجل وقف الحرب المدمرة" علي تحقق الشروط التالية:
أولا توفر الحرية لكل المشتركين في الحوار والتفاوض بغرض الاتفاق الطوعي علي بيان ختامي يشكل رؤية الجميع حول كيفية وقف الحرب. لكن كان من الواضح أن ممثلى الكتلة الديمقراطية لديهم أجندة أخري غير معلنة، ولا تتوفر لهم حرية إتخاذ القرار، بدليل أن عقار وجبريل ومناوي كانوا قد رفضوا التوقيع علي البيان الختامي للمؤتمر رغم إن مجموعتهم كان لها الأغلبية في صياغته ( ستة أشخاص مقابل خمسة من تقدم).
ثانيا الجلوس سويا مع وجود وسطاء لإدارة حوار شفاف يطرح فيه كل طرف تصوراته ومخاوفه. لكن ممثلو الكتلة الديمقراطية كانوا قد رفضوا الجلوس مع ممثلي التنسيقية لإدارة حوار صادق وشفاف حول ضرورة وقف الحرب في السودان وفضلوا الجلوس داخل قاعة منفصلة.
ثالثا الإلتزام بمناقشة كل القضايا التي تشغل الفرقاء بصدق ، أي خلو النوايا من أي اجندة خفية.
علي ضوء ذلك يمكن رصد أسلوب وطريقة كل فريق قبل إطلاق الاحكام علي أي طرف ، وما إذا كان هذا الطرف أو ذاك ، حريصا علي تحقيق التوافق من أجل وقف الحرب أم لا.
في تقديري أن ممثلي تنسيقية القوي المدنية الديمقراطية "تقدم " كانوا يتبعون أسلوب ما عرف ب"الاستيعاب" و"التعاون" من أجل بلوغ الهدف accomodative and collaborative styles
وقد تبين ذلك من خلال حرصهم علي وجود وسطاء يحظون بالقبول impartial entities وتجسد ذلك في تقديم الكلمة الافتتاحية للمؤتمر بواسطة شخصية محايدة تمثلت في د. الشفيع خضر سعيد.
إضافة إلي ثلاث وسطاء آخرين يحظون بقبول كل الاطراف تقريبا بغرض تقريب وجهات النظر، وكان يمكن أن يساعد ذلك علي الخروج بتوافق مطلوب لوقف الحرب يستطيع ان يجد السند الاقليمي والدولي. وقد كانت هذه النقطة بالذات من أهم أجندة المؤتمر علي الإطلاق.
بينما إتبع الطرف الآخر المتمثل في ممثلى الكتلة الديمقراطية الاسلوب التنافسي في الحوار competitive approach وهو اسلوب متبع في ثقافة فض النزاعات لتغليب وجهة نظر معينة ولكنه لا يساعد علي التوافق، بقدر ما يميل إلي فرص التصورات والرؤي ومثال ذلك إنهم كانوا قد رفضوا تسجيل إدانة للجيش لدوره في القتل والانتهاكات التي حدثت في الحرب، والإصرار في ذات الوقت علي إدانة الدعم السريع. لكن قبول المشاركين من " تقدم" لمقترح الإكتفاء بإدانة الانتهاكات دون الإشارة إلي مرتكبيها كان من باب حرصهم علي حصول قبول من الطرف الآخر، وكان واضحا أنه بمثابة تنازلا من جانبهم يهدف إلي تحقيق التوافق، وهو ما يعرف بالاسلوب التعاوني collaborative style في الحوار .
الامثله متعددة لتاكيد وجهة نظرنا حول حرص تنسيقية تقدم وصدقها تجاه ما رفعته من شعارات وما طرحته من أهداف، وذلك بعكس الكتلة الديمقراطية التي لم تظهر أي نوع من الحرص تجاه وقف
الحرب والمعاناة والموت والدمار ، وهذا التقييم طبعا لا ينطبق علي الأفراد الذين وقعوا علي البيان الختامي للمؤتمر ممن انتموا إلي تلك الكتلة، بل أن موقفهم هذا يحسب لصالحهم.
أعتقد أن مثل هذه الملاحظات قد تم رصدها من قبل الضيوف والدولة المضيفة علي السواء، وربما كان ذلك وراء غضب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وربما يفسر كذلك، سبب عدم دعوته لكل من عقار ومناوي وجبريل لحضور اللقاء الذي جمعه في اليوم التالي مع المؤتمرين.

طلعت محمد الطيب
talaat1706@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الکتلة الدیمقراطیة وقف الحرب من أجل

إقرأ أيضاً:

مصر والأمم المتحدة: ثمانون عاما من الإسهام.. مؤتمر سياسة واقتصاد جامعة القاهرة

افتتح الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، فعاليات المؤتمر الذي تعقده كلية الإقتصاد والعلوم السياسية تحت عنوان "مصر والأمم المتحدة: ثمانون عامًا من الإسهام"، والذي يُعقد تحت رعاية الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية، وإلينا بانوفا المنسق المقيم للأمم المتحدة، والدكتورة حنان محمد علي القائم بأعمال عميد الكلية ورئيس المؤتمر، وذلك بمناسبة الإحتفال بمرور 80 عاما علي الشراكة بين مصر والأمم المتحدة، ويستمر علي مدار يومين بمقر الكلية.

حضر فعاليات افتتاح المؤتمر، السفير عمرو جويلي مساعد وزير الخارجية للشئون متعددة الأطراف والأمن الدولي، وعدد من السفراء، ومديري مكاتب الأمم المتحدة، والدكتور محمد سالمان طايع أستاذ العلوم السياسية والمنسق العام للمؤتمر، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والطلاب والعاملين.

وفي مستهل كلمته، رحب الدكتور محمد سامي عبد الصادق بالحضور، مؤكدًا أهمية المؤتمر الذي تعقده كلية الإقتصاد والعلوم السياسية والذي يعكس الشراكة الممتدة عبر سنوات بين مصر والأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن مصر باعتبارها إحدى الدول المؤسسة لمنظمة الأمم المتحدة تشارك الأسرة الدولية في دعم المنظمة وتحقيق أهدافها منذ عقود، ولها دور حيوي في القضية الفلسطينية وفي حل النزاعات في أفريقيا والشرق الأوسط.

وأكد رئيس جامعة القاهرة، الدور البارز الذي تقوم به الدولة المصرية في مجال حفظ الأمن والسلم وتواجد قواتها لحفظ الأمن والسلام في العديد من المواقع المختلفة، بالإضافة إلي دورها الريادي البارز في تناول القضايا التي تتعلق بالمناخ واستضافتها لقمة المناخ بشرم الشيخ عام 2022، لافتًا إلي دور مصر في التنمية المُستدامة والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، وتعاونها مع منظمة الصحة العالمية، وملف حقوق الإنسان وتقديمها التقارير الخاصة به.

وأكد الدكتور محمد سامي عبد الصادق التزام جامعة القاهرة المستمر بدعم وتعزيز التعاون مع الامم المتحدة والمكاتب والكيانات التابعة لها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرا إلى إنشاء الجامعة في العام ٢٠٢٠ أول مكتب للتنمية المستدامة علي مستوي الجامعات الحكومية والذي يستهدف تحقيق الأهداف الـ17 للتنمية المُستدامة، هذا بالإضافة إلى التعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، وإنشاء نادي لليونسكو.

ومن جانبه، قال سعادة السفير عمرو جويلي مساعد وزير الخارجية للشئون متعددة الأطراف والأمن الدولي، إن المؤتمر الذي تعقده كلية الإقتصاد والعلوم السياسية يُعد ترسيخًا للتعاون بين الجانب الدبلوماسي والأكاديمي لدعم الرؤية الوطنية متعددة الأطراف، مشيرًا إلي أن توقيت عقد المؤتمر له دلالته الخاصة حيث يُعد إنطلاقًا لسلسلة من الفعاليات التي تشارك في تنظيمها وزارة الخارجية علي مدار العام.

وأشار  جويلي، إلى أن منظومة الأمم المتحدة تضم الوكالات الدولية المتخصصة وترتكز في عملها على الحفاظ على السلام والأمن في جميع أنحاء العالم، وحماية حقوق الإنسان، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدًا أن علاقة مصر بالأمم المتحدة لا تقتصر فقط على بعثاتها في الخارج، بل إن مصر بها أكبر المراكز الاقليمية حيث بها 14 مكتبا اقليميا، و29 مكتبا قطريا للأمم المتحدة، لافتًا إلى دور مصر الرائد في القارة الافريقية والعالم العربي.

ومن جانبها أبدت إيلينا بانوفا المنسق المقيم للأمم المتحدة سعادتها بتنظيم جامعة القاهرة العريقة لهذا المؤتمر والذي يعكس التعاون بين مصر والأمم المتحدة منذ 80 عامًا، وذكرت الحضور بتولي الدكتور بطرس بطرس غالي منصب الأمين العام للمنظمة، مشيرًة إلى تحقيق المنظمة للعديد من الأهداف التي تتعلق بالتنمية المُستدامة، ومعالجتها للعديد من القضايا التي تتعلق بالمياه والبيئة والمرأة والشباب، لافتًة إلى أن المنظمة تستهدف تحقيق التنمية والرخاء الإقتصادي بالرغم من التحديات المختلفة التي تواجه عملها.

ومن جهتها، أوضحت الدكتورة حنان محمد علي القائم بأعمال عميد الكلية ورئيس المؤتمر، أن كلية الإقتصاد والعلوم السياسية تساهم في تخريج كوادر متميزة ومتخصصة في مجالات الاقتصاد والعلوم السياسية يتقلدون مناصب هامة علي المستوي الدولي، وتمثل منارة للعلم والمعرفة محليًا وإقليميًا ودوليًا، مشيرًة إلى حصول الكلية  على الاعتماد من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد كأول كلية علوم اجتماعية عام ٢٠١١، كما حصلت علي العديد من شهادات الأيزو، وحصلت علي الاعتماد الأكاديمي المؤسسي الدولي من الهيئة البريطانية، وتُطبق أحدث الأنظمة التعليمية، ولديها شراكات تعاون مع جامعات شيكاغو وايست لندن والسوربون، وهامبورج، وتوفر العديد من المنح الدراسية لطلابها مثل منح ايراسموس وساويرس، لافتًة إلي أن مجلة الكلية للعلوم الاجتماعية هي أول مجلة في الشرق الأوسط تحصل علي موافقة الناشر الدولي ايميرالد، وأن الكلية بها عدة مراكز ووحدات مثل وحدة دراسات وأبحاث الهجرة، ونادي اليونسكو.

واستعرض الدكتور محمد سالمان طايع أستاذ العلوم السياسية والمنسق العام للمؤتمر، بعض الأدوار المهمة لمنظمة الأمم المتحدة منذ تأسيسها، وحرصها علي إرساء السلام العالمي وحفظ السلم والأمن الدوليين، وإصدارها العديد من القرارات التي تتعلق بالصراعات المختلفة والتي كان من أبرزها في الشرق الأوسط "الصراع العربي الإسرائيلي"، مشيرًا إلي اتساع مفهوم الأمن ليشمل البيئة والمياه وغيرها.

مقالات مشابهة

  • قلق أوروبي من تقديم أمريكا الكثير من التنازلات لروسيا.. ومظاهرات خلال مؤتمر ميونخ
  • العودة المؤجلة.. نازحو غزة في القاهرة يترقبون إعادة الإعمار
  • 25 صورة لإطلاق مؤتمر وثيقة القاهرة لرفض التهجير القسري
  • الدعم السريع) تبحث مع المبعوثين الدوليين في مؤتمر ميونخ قضايا الحرب في السودان
  • مصدر رسمي: مصر توفر نحو 70% من المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة
  • مصر والأمم المتحدة: ثمانون عاما من الإسهام.. مؤتمر سياسة واقتصاد جامعة القاهرة
  • الإذاعة المصرية منارة الإعلام التي رسمت تاريخ الأمة.. تفاصيل
  • قمة تجمع بين ترامب وبوتين وزيلينسكي في مؤتمر ميونيخ
  • رئيس جامعة القاهرة يفتتح مؤتمر "مصر والأمم المتحدة: ثمانون عامًا من الإسهام"
  • الإذاعة المصرية في يومها العالمي.. منارة الإعلام التي رسمت تاريخ الأمة