تأليف عبد الله الفكي البشير- الناشر ط1: مركز أسبلتا للاستنارة والنشر، أيوا، الولايات المتحدة، الموزع: دار الأجنحة للنشر والتوزيع، الخرطوم..  ناشر الطبعة الثانية: دار بدوي للنشر، كونستانس، ألمانيا، 2022

بقلم بدر موسى
ماجستير برامج دعم التنمية في دول العالم الثالث (2000)، جامعة أيوا، الولايات المتحدة
يدرس حالياً في ماجستير التدريس والتعليم، جامعة أيوا، الولايات المتحدة
bederelddin@yahoo.

com

أصالة الفكرة وعبقرية التناول
البروفيسور علي عبد القادر: رؤية أمارتيا سن تجاه التنمية تمثل آخر ما انتجه الفكر التنموي في العالم.

ترجع قيمة كتاب عبد الله وأهميته، إلى جدته وأصالة فكرته، وعبقرية التناول لرؤية الأستاذ محمود تجاه التنمية بإجراء المقارنة حولها في الأفق الكوكبي. لقد فاتت فكرة الكتاب على كل المتخصصين في التنمية، حتى من الجمهوريين تلاميذ الأستاذ محمود محمد طه، ويمكنني أن أقول وباطمئنان بأني منذ 30 أكتوبر من عام 1984، حين صدرت الديباجة التي كتبها الأستاذ محمود محمد طه، أني لم أقف على كتاب أصيل وجديد ومفيد وملهم، ويضيف الكثير للفضاء السوداني والأفريقي والعربي والإنساني، مثل هذا الكتاب للدكتور عبد الله. وأنا أعلم أن الكثير من الجمهوريين لم يكونوا يعلموا، ولم ينتبهوا من قبل، لهذه الرؤية التي فصلها عبد الله مشكورًا في كتابه، وأنا أولهم. رغم أني أحمل درجة الماجستير في التنمية من واحدة من أعرق الجامعات الأمريكية. ونحن ربما نكون معذورين إذا جهلنا تفاصيل هذه الرؤية الشاملة للتنمية التي قدمها الأستاذ محمود قبل صدور هذا الكتاب، ولكننا على التحقيق لسنا معذورين اليوم والكتاب بين أيدينا، لأن هذا الموضوع هو موضوع الساعة، الذي تتوقف عليه حياة الناس، ومعيشتهم، ورفاهيتهم، ومستقبلهم، في السودان خاصةً، وفي سائر الأرض، فمن غيرنا نحن الجمهوريين أصحاب الفكرة التنموية الحقة، (يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر)؟! وهل ينتصر الانسان وبعمر الأرض ويحقق كرامة الانسان، بغير رؤية الأستاذ محمود للتنمية؟! فهذا الكتاب يقول بالحجج الناصعة والأدلة القاطعة بأن كل (خبير في التنمية)، لا يستحق صفته إذا تجاوز، أو أهمل، أو غض النظر، عن رؤية الأستاذ محمود الشاملة الكاملة للتنمية والحرية، خاصةً إذا كان هذا الخبير جمهوريًا، أو سودانيًا، ودارسًا للفكرة الجمهورية.
وهذا الكتاب قد صدر منذ أكثر من عامين، ودار حوله حوار مكثف، كما ورد آنفاً في الحلقة الماضية، وشارك في الترحيب به أكبر العلماء والمتخصصين في علم اقتصاديات التنمية داخل وخارج السودان، بدءًا من العلامة وأستاذ اقتصاديات التنمية، البروفيسور الراحل المقيم علي عبد القادر على الذي قال عن هذا الكتاب، كما ورد آنفاً: "هذا كتاب مذهل".

خدمة الثورة والتغيير تكون بالفكر والعلم
الدكتور خالد التجاني: "حقيقة إن هذا الكتاب جاء في وقت مناسب جداً، فهو يقدم خدمة كبيرة جداً للثورة، وخدمة كبيرة جداً للتغيير".

قلنا في الحلقة الماضية أن الكتاب وجد احتفاءً كبيراً من المثقفين داخل السودان وخارجه، وخاصة المتخصصين في التنمية، وقلنا إن البروفيسور علي عبد القادر، أستاذ اقتصاديات التنمية، وصف الكتاب، قائلاً: "هذا كتاب مذهل". كذلك أشاد بالكتاب الدكتور خالد التجاني، رئيس تحرير صحيفة إيلاف، وتحدث، قائلاً: "حقيقة قدم عبد الله الفكي البشير أطروحة قوية ومتماسكة في مقاربتها عن التنمية بين البروفيسور أمارتيا والأستاذ محمود.. أذكر أن الدكتور الباقر هاتفني وسألني، قائلاً: هل أكملت قراءة الكتاب؟ فقلت له قل لي كم مرة قرأت الكتاب؟". وتحدث خالد التجاني، قائلاً: "أنا أطلعت على كتاب أمارتيا سن من قبل: التنمية حرية، ولكن لأول مرة حقيقة اتلمس من المقاربة التي قام بها دكتور عبد الله أن هناك طرح لمشروع أو ركائز لمشروع وطني للتنمية، قدمه الأستاذ محمود.. وأن الإنسان هو غاية التنمية وجوهرها، وقضية الحرية ودور المرأة ودور المجتمع وقضية الديمقراطية... إلخ. وفصَّل خالد التجاني، قائلاً: "قد أوضح لنا عبد الله كل ذلك عبر المقاربة بين أمارتيا، وهو رجل لا ديني، مع الأستاذ محمود الذي ينطلق من منطلق روحاني مستمد من القرآن الكريم، وهنا بعد أخلاقي.. هذا الكتاب القيم للغاية، قدم لنا معاني كثيرة عن التنمية التي طرحها الأستاذ محمود، ورصدها الدكتور عبد الله".. ثم خلص خالد التجاني، قائلاً: "نحن حقيقة في حالة فراغ كبير جدا.. ليس لدينا أطروحات وطنية تجاه التنمية.. هذا الكتاب، بهذا العمق الذي طرحه وقدمه لنا الدكتور عبد الله، جعلنا نكتشف أن لدينا قواعد ومرتكزات لمشروع وطني للتنمية، طرحه الأستاذ محمود...". ثم أوضح خالد، قائلاً: "فما انتهى إليه البروفيسور أمارتيا سن، أستاذ الاقتصاد والفلسفة الشهير، والحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد في العام 1998، من أفكار وآراء تدعو لأنسنة قضية التنمية، وتجعل من قضية الحرية هي ذروة سنام العملية التنموية، فقد سبق للمفكر السوداني المعروف الأستاذ محمود محمد طه إلى طرح العديد من معانيها في طائفة من كتاباته قبل نحو خمسة عقود". (المصدر: صحيفة المدائن، الأحد 13 مارس 2022).

تعريف مختصر بالكتاب: هيكل الكتاب

تهيكل الكتاب في ثمانية فصول ومقدمة وخاتمة، إلى جانب فهرس الأعلام وثبت المصادر والمراجع. قدم الفصل الأول تعريفاً بأمارتيا سن والصدى العالمي لكتابه: التنمية حرية، وسلط الفصل الثاني الضوء على محمود محمد طه والفهم الجديد للإسلام والترجمة لأعماله. وتناول الفصل الثالث "منظور الحرية"، ودرس الفصل الرابع أهمية الديمقراطية باعتبارها العنصر الجوهري في عملية التنمية، وتناول الترابط المتبادل والمتداخل بين الحريات السياسية (الديمقراطية) والاحتياجات الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، والديمقراطية والنمو الاقتصادي، وكما وقف عند السؤال القائل: هل ينجح الحكم الاستبدادي في النهوض بالنمو الاقتصادي؟ وخصص الفصل الخامس للأسواق والدولة والفرصة الاجتماعية، فتناول الأسواق والحرية والعمل واستمرار واقع العبودية، واقتصادات الطريق إلى العبودية، والملكية للجماعة لا للدولة، والحرية موؤدة في النظامين الرأسمالي والشيوعي. وناقش الفصل السادس موضوع "فعالية المرأة والتغيير الاجتماعي"، وذلك من خلال عدة محاور، منها: من الدعوة لرفاه المرأة إلى تجسيد فعالية المرأة وتأكيد دورها، واستقلال المرأة الاقتصادي، وإنتاج المرأة في البيت. ووقف الفصل عند مفهوم البيت عند طه، ورؤيته تجاه أثر التفكير الرأسمالي والتجارب الاشتراكية في تهميش إنتاج المرأة، ودعوته لإعادة النظر في تعريف وتقييم إنتاج المرأة في البيت ليكون بمثابة تخصص، ومطالبته بأن يدخل عمل المرأة في المنزل ضمن تقييم الدولة الاقتصادي.
ودرس الفصل السابع "الاختيار الاجتماعي والسلوك الفردي"، فركز على استخدام العقل من أجل النهوض بالمجتمعات، وأخطر التحديات التي تواجه الرأسمالية، البيئة والقوانين المنظمة والقيم. وركز الفصل الثامن على "الحرية الفردية التزام اجتماعي"، فوقف عند: الواجب والمسئولية تجاه تغيير العالم وتطويره، ورأس المال البشري والقدرة البشرية كتعبير عن الحرية، وغيرها.
وخلص الكتاب في خاتمته إلى أن البروفيسور أمارتيا انطلق في رؤيته تجاه التنمية من تخصصه العلمي وخبرته التي تمتد إلى أكثر من ستة عقود، كما وصف نفسه في كتابه، قائلاً: "As a nonreligious person" (أي لا ديني)، بينما انطلق الأستاذ محمود في رؤيته من مرجعية الفهم الجديد للإسلام، وهي القرآن في مستوى آيات الأصول (الآيات المكية)، كما سيرد التفصيل.
نواصل في الحلقة القادمة.

bederelddin@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الأستاذ محمود محمود محمد طه تجاه التنمیة فی التنمیة هذا الکتاب عبد الله

إقرأ أيضاً:

كتب دخلت موسوعة جينيس لأسباب غريبة.. أحدها يحتوي على مادة سامة

توجد العديد من الكتب أثارت حيرة قرائها وتسببت في إدهاشهم، وتوجد كتب دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية لأسباب، وفقًا لما نشرته « Fodors Travel Guide»، نستعرضها في التقرير التالي، احتفالا بذكرى الاحتفال باليوم العربي للثقافة، وإيمانا بأهمية القراءة، وفي إطار حملة «الوطن» لتشجيع المصريين على القراءة.

هاري بوتر مقدسات الموت

عام 2007، أصبح كتاب «هاري بوتر مقدسات الموت» أسرع كتاب خيالي يدخل قائمة الأكثر مبيعًا، وذلك خلال 24 ساعة فقط، ومؤلفته هي أول مؤلفة في العالم تصل ثروتها لمليار دولار.

وجاء كتاب «أنا تكساس» في موسوعة جينيس كأكبر كتاب منشور على الإطلاق؛ ويبلغ ارتفاعه 7 أقدام و2 بوصة وعرضه 11 قدمًا و1 بوصة، ويبلغ وزنه 496 رطلا، ويحتوي على 400 صفحة من القصص والأعمال الفنية والشعر عن مدينة تكساس جميعها بقلم 1000 طفل، وهو جهد تعاوني بين منظمة «iWRITE Literacy» غير الربحية الأمريكية، ومتحف برايان، ومبدعي «Ordinary People Change The World»، إذ تعود جميع عائدات المبيعات للمساعدة في تمويل برامج محو الأمية والتاريخ للأطفال.

الكتاب الأكثر سُمية

 ضمت موسوعة جينيس الكتاب الأكثر سُمية، «ظلال من جدار الموت»، ونُشر هذا الكتاب عام 1874 في الولايات المتحدة الأمريكية لتحذير الناس من الصبغات القائمة على الزرنيخ والتي كانت تستخدم في ورق الحائط، وضمّن المؤلف «روبرت كيدزي» ورق حائط خطير يحتوي على ما يصل إلى 36 جرامًا من الزرنيخ، ومن بين 100 نسخة أصلية مطبوعة لم تنجُ سوى 4 نسخ، وأغلقت بالبلاستيك أو جرى تخزينها في حاويات محكمة الغلق.

 كتاب «المقدس المسيحي» دخل موسوعة جينيس لأنه الكتاب غير الروائي الأكثر مبيعًا، إذ بيع من الكتاب بين 5 إلى 7 مليارات نسخة خلال الـ1500 سنة الماضية، وحتى الآن لا يمكن تحديد الرقم الدقيق، والتقدير جاء من بحث أجرته جمعية «الكتاب المقدس البريطانية والأجنبية» وهو الكتاب غير الخيالي الأكثر مبيعًا، كما يتم طباعة 80 مليون نسخة كل عام.

أطول عنوان كتاب

أطول عنوان كتاب دخل موسوعة جينيس، يبلغ طوله 27 ألفا و978 حرفًا، وجرى قطعه ليكون سهلا على القراء وعلى منصات البيع ليكون «التنبؤ بأسعار الأسهم: نهج مرجعي حول كيفية التنبؤ بأسعار الأسهم باستخدام سلسلة زمنية بسيطة»، وهو من تأليف الدكتور ن. سرينيفاسان أستاذ مساعد في معهد ساثياباما للعلوم والتكنولوجيا، تشيناي في الهند.

ويعد كتاب التلوين الأكثر مبيعًا للكبار، «Secret Garden: An Inky Treasure Hunt and Colouring Book» الذي دخل موسوعة جينيس، إذ باعت الرسامة جوهانا باسفورد أكثر من 2 مليون نسخة من كتاب، ونُشر لأول مرة في عام 2013 وأدرج الكتاب في هذه القائمة في 7 مايو 2016، وهو حاليًا كتاب التلوين الأكثر مبيعًا للبالغين على مستوى العالم. 

مقالات مشابهة

  • شبكة الإنترنت وثقافة المنظومات الإلكترونية… في كتاب علمي جديد
  • «كلمة» يصدر كتاب «الشاي: تاريخ عالمي»
  • قصص يحيى سلام المنذري.. ماسات صغيرة في حجم حبوب التفاح
  • كتاب خطوات على الدرب، ولمحة من الزمن الجميل
  • ترامب يعلن عن إصدار كتاب جديد بعنوان "أنقذوا أمريكا"
  • العنف الجنسي الكولونيالي في المغرب العربي.. قراءة في كتاب
  • في اليوم العربي للثقافة.. أهم 3 كتب لتطوير الذات وتنمية المهارات
  • كتب دخلت موسوعة جينيس لأسباب غريبة.. أحدها يحتوي على مادة سامة
  • إقبال متزايد على كتاب "الأزهر والقضية الفلسطينية" بـمعرض الإسكندرية
  • إقبال متزايد على كتاب "الأزهر والقضية الفلسطينية" بجناح الأزهر بـمعرض الإسكندرية للكتاب