امجد هرفي بولس توما
wadharfee76@gmail.com
تبدو الجدليات في ادبيات الماركسيين، حول أيهما الأول الفكرة ام المادة، او بمعني هل الوجود المادي يؤدي الي الفكرة ام ان الفكرة تؤدي الي الوجود المادي للاشياء.
تبدو هذه الجدليات أقرب للجدليات السفسطائية حول هل البيضة من الدجاجة ام ان الدجاجة من البيضة .
يرجح الماركسيون حسب نظريتهم المادية، ان المادة سابقة علي الفكرة .
يبدا إنجيل يوحنا كلماته بأنه في البدء كان الكلمة . والكلمة هنا تعني عند المسيحيين السيد المسيح نفسه، والسيد المسيح نفسه اتي بفكرة جديدة علي العالم، ادت الي زلزلته والي انقسامه، فنستنتج من هذا ان السيد المسيح هو الفكرة السابقة علي المادة.
ويقول بعض المتصوفة المسلمون، ان هذا العالم المادي المحسوس، ما هو إلا انعكاسا لعالم روحي غير محسوس .
قالت الأستاذة سناء حمد عضوة المؤتمر الوطني، انه بإمكان المؤتمر الوطني الجلوس الي حميدتي ولكن من الصعوبة بمكان الجلوس الي تقدم . ونفس العبارات نسمعها من التقدميون لاحقا والقحتيون سابقا، انهم علي استعداد للجلوس مع الجميع فيما عدا المؤتمر الوطني .
ولعمري فإن كل هذا التشدد من الطرفين انما يعكس ان ما نشاهده اليوم من حرب ضروس تدمي لها قلوب السودانينون جميعا وجميع محبي السلام ومبغضي الحروب في العالم، ان هذه الحرب ما هي إلا انعكاس لمدي الانشقاق الفكري العميق والحادث بين المؤتمر الوطني ومتعاطفيه وبين التقدميين ومتعاطفيهم من الجهة الاخري.
فها هي هذه الحرب اللعينة، تدلل بأن الانشقاق الفكري الحاد بين صفوف الشعب السوداني، ادي في نهاية المطاف الي هذا الانشقاق العميق في منظومته العسكرية .
وبالطبع فلدي كلتا الفئتين الكثير من المرارات والاحقاد والروايات الدالة علي صحة موقفه، فالتقدميون يحكون عن مرارات ثلاثون عاما من حكم المؤتمر الوطني، ولعمري فإن حرب الخمسة عشر شهرا الماضية فاقت مراراتها مرارات حكم المؤتمر الوطني ذات الثلاثون عاما اضعافا مضاعفة . وأصبح محمد احمد المغلوب علي أمره يحلم بسنوات حكم المؤتمر الوطني كمن يحلم بالجنة وهو في النار يتلظي.
ومن المؤسف حقا ان معظم افراد الشعب السوداني المكتوي بنار هذه الحرب العبثية، لم يتثني له دخول الجامعات، او الجلوس في المنتديات الفكرية والثقافية، ولم يكون فكرة حول افكار هذه المجموعة او تلك، إنما وجد نفسه في خضم هذا الصراع العسكري البغيض، مقتولا او منهوبا او مسلوبا او نازحا او لاجئا.
فمتي يتنازل ساستنا هؤلاء القابعين في ابراجهم العاجية، ينافحون عن أفكارهم الدينية او اللبراية، تحت المكيفات بينما يتلظي المواطن السوداني المسكين، بحرب لا ناقة له فيها ولا جمل، ويدفع فاتورتها بالكامل بينما مثيروها هم اغلبهم خارج البلاد يؤججونها بفلسفات لن تلد إلا الخراب.
يقول المثل السوداني: عينه للفيل وبيطعن في ضله، فالواضح ان هذا الصراع إنما صراع بين تقدم وبين المؤتمر الوطني، فالي متي يرفضون الجلوس الي بعضهم البعض لانهاء هذه الازمه، بدلا من ان يتحاور الضل مع الضل؟ اما اذا كانت حالتهم النفسية او كما يقول السودانينون نفسياتهم لا تسمح لهم بالجلوس للتفاوض لانهاء هذه الحرب العبثية فعليهم ان يجدوا الي هذا سبيلا.
وليس هذا بغريب علي عالم اليوم فها هم جمهوري أمريكا مع ديمقراطيها تحت قبة كونجرس واحد وها هم محافظي بريطانيا وعمالها تحت قبة برلمان واحد، فمتي سيعلم الطرفان السودانيان بأن سحق كل طرف منهما بات امرا مستحيل، والمتضرر منه هو الشعب السوداني المسكين، فياتوا ليصافحوا بعضهم نادمين علي ما فعلوه في حق الوطن والمواطن.
امجد هرفي بولس
wadharfee76@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المؤتمر الوطنی هذه الحرب
إقرأ أيضاً:
وضعية جلوس خطرة على الصحة
#سواليف
حذر خبراء من أن #الوضعيات #السيئة أثناء #الجلوس لفترات طويلة تشكل خطرا على الصحة العامة، حيث قد تسبب الصداع والأرق والاكتئاب.
وأشار الخبراء إلى أن هناك وضعية جلوس تعد هي الأكثر ضررا، مؤكدين أن اتخاذ وضعية صحيحة يمكن أن يسهم في تقليل هذه المخاطر والحفاظ على العمود الفقري والعضلات.
وأوضحت الدكتورة ديبورا لي من Dr Fox Online Pharmacy أن أولئك الذين يعملون على #المكاتب يعانون من #مخاطر الجلوس مع رقبة منخفضة، مشيرة إلى أن هذه الوضعية تؤثر سلبا على صحة الجسم.
مقالات ذات صلة ماذا يعني سماع صوت ضربات القلب عند النوم؟ 2024/12/19وقال الدكتور ستيفان مينديا، من Dr Fox Online Pharmacy، إنه عند إمالة الرأس إلى الأمام، والمعروف باسم “رقبة التقنية”، يزداد الوزن الفعلي للرأس بشكل كبير بسبب الزاوية.
وأضاف: “على سبيل المثال، عند إمالة الرأس إلى الأمام بمقدار 30 درجة، يشعر المرء أن وزن الرأس يبلغ 40 رطلا (18 كغ). ويؤدي هذا الإجهاد غير الطبيعي إلى إجهاد العضلات والصداع وآلام الرقبة المزمنة”.
ووفقا لديبورا، يمكن أن تؤدي الوضعية السيئة إلى حدوث صداع شديد ونابض بسبب التوتر المطول في الرأس والرقبة والعمود الفقري، وفقا لتقارير Surrey Live.
ويمكن أن يساهم هذا التوتر أو عدم القدرة على الاسترخاء أيضا في الأرق، حيث يمكن أن تجعل آلام الرقبة والظهر الناتجة من الصعب الاسترخاء في الليل.
ويمكن أن يكون القلق والاكتئاب أيضا من الآثار الجانبية لوضعية الجلوس السيئة هذه، حيث تشير الأبحاث إلى أن الانحناء في الكرسي يمكن أن يسهل الأفكار السلبية، ما يؤدي إلى الشعور بالقلق وإفساد مزاجك.
ما هو أفضل وضع للجلوس؟
للتأكد من أنك تجلس بشكل صحيح وتجنب هذه الأعراض غير المرغوب فيها، تقترح الدكتورة ديبورا تبني وضعية الجلوس على شكل “S”، والتي تمنع عضلات العمود الفقري من التعرض للإجهاد بسبب الجاذبية.
وللجلوس بشكل صحيح يمكن اتباع الخطوات التالية:
أولا، اجلس للأمام مع إبقاء قدميك مسطحتين على الأرض. تحتاج إلى تعديل ارتفاع الكرسي لتجنب تدلي القدمين أو تشنج الركبتين. تأكد من أن ركبتيك في مستوى الوركين. ويجب أن تكون كاحليك أبعد قليلا عن مستوى ركبتيك. حافظ على الاتصال بين ظهرك ومسند ظهر الكرسي، باستخدام وسادة إذا لزم الأمر.