سودانايل:
2025-02-02@09:17:38 GMT

الفكرة اولا ام المادة

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

امجد هرفي بولس توما

wadharfee76@gmail.com

تبدو الجدليات في ادبيات الماركسيين، حول أيهما الأول الفكرة ام المادة، او بمعني هل الوجود المادي يؤدي الي الفكرة ام ان الفكرة تؤدي الي الوجود المادي للاشياء.
تبدو هذه الجدليات أقرب للجدليات السفسطائية حول هل البيضة من الدجاجة ام ان الدجاجة من البيضة .
يرجح الماركسيون حسب نظريتهم المادية، ان المادة سابقة علي الفكرة .


يبدا إنجيل يوحنا كلماته بأنه في البدء كان الكلمة . والكلمة هنا تعني عند المسيحيين السيد المسيح نفسه، والسيد المسيح نفسه اتي بفكرة جديدة علي العالم، ادت الي زلزلته والي انقسامه، فنستنتج من هذا ان السيد المسيح هو الفكرة السابقة علي المادة.
ويقول بعض المتصوفة المسلمون، ان هذا العالم المادي المحسوس، ما هو إلا انعكاسا لعالم روحي غير محسوس .
قالت الأستاذة سناء حمد عضوة المؤتمر الوطني، انه بإمكان المؤتمر الوطني الجلوس الي حميدتي ولكن من الصعوبة بمكان الجلوس الي تقدم . ونفس العبارات نسمعها من التقدميون لاحقا والقحتيون سابقا، انهم علي استعداد للجلوس مع الجميع فيما عدا المؤتمر الوطني .
ولعمري فإن كل هذا التشدد من الطرفين انما يعكس ان ما نشاهده اليوم من حرب ضروس تدمي لها قلوب السودانينون جميعا وجميع محبي السلام ومبغضي الحروب في العالم، ان هذه الحرب ما هي إلا انعكاس لمدي الانشقاق الفكري العميق والحادث بين المؤتمر الوطني ومتعاطفيه وبين التقدميين ومتعاطفيهم من الجهة الاخري.
فها هي هذه الحرب اللعينة، تدلل بأن الانشقاق الفكري الحاد بين صفوف الشعب السوداني، ادي في نهاية المطاف الي هذا الانشقاق العميق في منظومته العسكرية .
وبالطبع فلدي كلتا الفئتين الكثير من المرارات والاحقاد والروايات الدالة علي صحة موقفه، فالتقدميون يحكون عن مرارات ثلاثون عاما من حكم المؤتمر الوطني، ولعمري فإن حرب الخمسة عشر شهرا الماضية فاقت مراراتها مرارات حكم المؤتمر الوطني ذات الثلاثون عاما اضعافا مضاعفة . وأصبح محمد احمد المغلوب علي أمره يحلم بسنوات حكم المؤتمر الوطني كمن يحلم بالجنة وهو في النار يتلظي.
ومن المؤسف حقا ان معظم افراد الشعب السوداني المكتوي بنار هذه الحرب العبثية، لم يتثني له دخول الجامعات، او الجلوس في المنتديات الفكرية والثقافية، ولم يكون فكرة حول افكار هذه المجموعة او تلك، إنما وجد نفسه في خضم هذا الصراع العسكري البغيض، مقتولا او منهوبا او مسلوبا او نازحا او لاجئا.
فمتي يتنازل ساستنا هؤلاء القابعين في ابراجهم العاجية، ينافحون عن أفكارهم الدينية او اللبراية، تحت المكيفات بينما يتلظي المواطن السوداني المسكين، بحرب لا ناقة له فيها ولا جمل، ويدفع فاتورتها بالكامل بينما مثيروها هم اغلبهم خارج البلاد يؤججونها بفلسفات لن تلد إلا الخراب.
يقول المثل السوداني: عينه للفيل وبيطعن في ضله، فالواضح ان هذا الصراع إنما صراع بين تقدم وبين المؤتمر الوطني، فالي متي يرفضون الجلوس الي بعضهم البعض لانهاء هذه الازمه، بدلا من ان يتحاور الضل مع الضل؟ اما اذا كانت حالتهم النفسية او كما يقول السودانينون نفسياتهم لا تسمح لهم بالجلوس للتفاوض لانهاء هذه الحرب العبثية فعليهم ان يجدوا الي هذا سبيلا.
وليس هذا بغريب علي عالم اليوم فها هم جمهوري أمريكا مع ديمقراطيها تحت قبة كونجرس واحد وها هم محافظي بريطانيا وعمالها تحت قبة برلمان واحد، فمتي سيعلم الطرفان السودانيان بأن سحق كل طرف منهما بات امرا مستحيل، والمتضرر منه هو الشعب السوداني المسكين، فياتوا ليصافحوا بعضهم نادمين علي ما فعلوه في حق الوطن والمواطن.

امجد هرفي بولس
wadharfee76@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المؤتمر الوطنی هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

السجن المُشدد 5 سنوات عقوبة الاستغلال التجاري للأطفال طبقًا للقانون

تضمّن قانون العقوبات عقوبة لجريمة الاستغلال التجاري للأطفال ، ويستعرض “صدى البلد” من خلال هذا التقرير عقوبة الاستغلال التجاري للأطفال.

الاستغلال التجاري للأطفال

نصّت المادة (291) من قانون العقوبات على أنه يحظر كل مساس بحق الطفل في الحماية من الاتجار به أو الاستغلال الجنسي أو التجاري أو الاقتصادي، أو استخدامه في الأبحاث والتجارب العلمية، ويكون للطفل الحق في توعيته وتمكينه من مجابهة هذه المخاطر.

ومع عدم الإخلال بأي عقوبة أشد ينص عليها في قانون آخر، يعاقب بالسجن المُشدّد مدة لا تقل عن خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تجاوز 200 ألف جنيه كل من باع طفلاً أو اشتراه أو عرضه للبيع، وكذلك من تسلمه أو نقله باعتباره رقيقًا، أو استغله جنسيًا أو تجاريًا، أو استخدمه في العمل القسري، أو في غير ذلك من الأغراض غير المشروعة حتى إذا وقعت الجريمة في الخارج.

ويُعاقب بذات العقوبة من سهّل فعلاً من الأفعال المذكورة في الفقرة السابقة، أو حرض عليه ولو لم تقع الجريمة بناءً على ذلك.

كما أشارت المادة (290) إلى أن كل من خطف بالتحايل أو الإكراه أنثى بنفسه أو بواسطة غيره يعاقب بالسجن المؤبد ومع ذلك يحكم على فاعل هذه الجناية بالإعدام إذا اقترنت بها جناية مواقعة المخطوفة بغير رضائها.

ومع عدم الإخلال بأحكام المادة (116 مكررًا) من قانون الطفل، تضاعف العقوبة إذا ارتكبت من قبل جماعة إجرامية منظمة عبر الحدود الوطنية.

ومع مراعاة حكم المادة (116 مكررًا) من القانون المشار إليه، يعاقب بالسجن المشدد كل من نقل من طفل عضوًا من أعضاء جسده أو جزءًا منه، ولا يعتد بموافقة الطفل أو المسئول عنه.

ويُعاقب بذات العقوبة من سهل فعلًا من الأفعال المذكورة في الفقرة السابقة أو حرض عليه ولو لم تقع الجريمة بناءً على ذلك، ومع عدم الإخلال بأحكام المادة (116 مكررًا) من قانون الطفل، تضاعف العقوبة إذا ارتكبت من قبل جماعة إجرامية منظمة عبر الحدود الوطنية.

ومع مراعاة حكم المادة (116 مكررًا) من القانون المشار إليه، يعاقب بالسجن المشدد كل من نقل من طفل عضوًا من أعضاء جسده أو جزءًا منه، ولا يعتد بموافقة الطفل أو المسئول عنه.

مقالات مشابهة

  • السجن المُشدد 5 سنوات عقوبة الاستغلال التجاري للأطفال طبقًا للقانون
  • الذكاء الاصطناعي خطر محدق بالكتابة الصحفية
  • خطوات ورسوم التظلم على نتائج امتحانات الصف الثالث الإعدادي 2025
  • بيان جماهيرى من الحزب الشيوعي السوداني تضامنا مع الشعب الفلسطيني
  • قانوني: القيثارة مستثنى من المادة 4-19 من لائحة المسابقات العراقية
  • الفيلم السوداني «الخرطوم» يشارك في مهرجانين بأمريكا وألمانيا 
  • الفيلم السوداني ( الخرطوم ) يشارك في مهرجانين بامريكا وألمانيا 
  • السوداني: الأمن الوطني القى القبض على قتلة السيد محمد باقر الصدر
  • حزب المؤتمر: الحشود في رفح قوة دفع نحو تعزيز الانتماء الوطني
  • حزب الأمة القومية السوداني يقدم مبادرة سياسية لوقف الحرب