سودانايل:
2025-03-16@09:44:32 GMT

الفكرة اولا ام المادة

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

امجد هرفي بولس توما

wadharfee76@gmail.com

تبدو الجدليات في ادبيات الماركسيين، حول أيهما الأول الفكرة ام المادة، او بمعني هل الوجود المادي يؤدي الي الفكرة ام ان الفكرة تؤدي الي الوجود المادي للاشياء.
تبدو هذه الجدليات أقرب للجدليات السفسطائية حول هل البيضة من الدجاجة ام ان الدجاجة من البيضة .
يرجح الماركسيون حسب نظريتهم المادية، ان المادة سابقة علي الفكرة .


يبدا إنجيل يوحنا كلماته بأنه في البدء كان الكلمة . والكلمة هنا تعني عند المسيحيين السيد المسيح نفسه، والسيد المسيح نفسه اتي بفكرة جديدة علي العالم، ادت الي زلزلته والي انقسامه، فنستنتج من هذا ان السيد المسيح هو الفكرة السابقة علي المادة.
ويقول بعض المتصوفة المسلمون، ان هذا العالم المادي المحسوس، ما هو إلا انعكاسا لعالم روحي غير محسوس .
قالت الأستاذة سناء حمد عضوة المؤتمر الوطني، انه بإمكان المؤتمر الوطني الجلوس الي حميدتي ولكن من الصعوبة بمكان الجلوس الي تقدم . ونفس العبارات نسمعها من التقدميون لاحقا والقحتيون سابقا، انهم علي استعداد للجلوس مع الجميع فيما عدا المؤتمر الوطني .
ولعمري فإن كل هذا التشدد من الطرفين انما يعكس ان ما نشاهده اليوم من حرب ضروس تدمي لها قلوب السودانينون جميعا وجميع محبي السلام ومبغضي الحروب في العالم، ان هذه الحرب ما هي إلا انعكاس لمدي الانشقاق الفكري العميق والحادث بين المؤتمر الوطني ومتعاطفيه وبين التقدميين ومتعاطفيهم من الجهة الاخري.
فها هي هذه الحرب اللعينة، تدلل بأن الانشقاق الفكري الحاد بين صفوف الشعب السوداني، ادي في نهاية المطاف الي هذا الانشقاق العميق في منظومته العسكرية .
وبالطبع فلدي كلتا الفئتين الكثير من المرارات والاحقاد والروايات الدالة علي صحة موقفه، فالتقدميون يحكون عن مرارات ثلاثون عاما من حكم المؤتمر الوطني، ولعمري فإن حرب الخمسة عشر شهرا الماضية فاقت مراراتها مرارات حكم المؤتمر الوطني ذات الثلاثون عاما اضعافا مضاعفة . وأصبح محمد احمد المغلوب علي أمره يحلم بسنوات حكم المؤتمر الوطني كمن يحلم بالجنة وهو في النار يتلظي.
ومن المؤسف حقا ان معظم افراد الشعب السوداني المكتوي بنار هذه الحرب العبثية، لم يتثني له دخول الجامعات، او الجلوس في المنتديات الفكرية والثقافية، ولم يكون فكرة حول افكار هذه المجموعة او تلك، إنما وجد نفسه في خضم هذا الصراع العسكري البغيض، مقتولا او منهوبا او مسلوبا او نازحا او لاجئا.
فمتي يتنازل ساستنا هؤلاء القابعين في ابراجهم العاجية، ينافحون عن أفكارهم الدينية او اللبراية، تحت المكيفات بينما يتلظي المواطن السوداني المسكين، بحرب لا ناقة له فيها ولا جمل، ويدفع فاتورتها بالكامل بينما مثيروها هم اغلبهم خارج البلاد يؤججونها بفلسفات لن تلد إلا الخراب.
يقول المثل السوداني: عينه للفيل وبيطعن في ضله، فالواضح ان هذا الصراع إنما صراع بين تقدم وبين المؤتمر الوطني، فالي متي يرفضون الجلوس الي بعضهم البعض لانهاء هذه الازمه، بدلا من ان يتحاور الضل مع الضل؟ اما اذا كانت حالتهم النفسية او كما يقول السودانينون نفسياتهم لا تسمح لهم بالجلوس للتفاوض لانهاء هذه الحرب العبثية فعليهم ان يجدوا الي هذا سبيلا.
وليس هذا بغريب علي عالم اليوم فها هم جمهوري أمريكا مع ديمقراطيها تحت قبة كونجرس واحد وها هم محافظي بريطانيا وعمالها تحت قبة برلمان واحد، فمتي سيعلم الطرفان السودانيان بأن سحق كل طرف منهما بات امرا مستحيل، والمتضرر منه هو الشعب السوداني المسكين، فياتوا ليصافحوا بعضهم نادمين علي ما فعلوه في حق الوطن والمواطن.

امجد هرفي بولس
wadharfee76@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المؤتمر الوطنی هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

مساعد وزير الخارجية: مصر كانت تُسابق الزمن لتنظيم كوب 27

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 

قال السفير الدكتور أشرف إبراهيم، مساعد وزير الخارجية، والأمين العام للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية، إنه كان منسق عام النواحي المالية والتنظيمية لمؤتمر التغيرات المناخية كوب 27 والذي عُقد في شرم الشيخ، مؤكدًا أنه كان سعيدًا بالمؤتمر باعتباره أكبر المؤتمرات التي تتم في العالم.

وأضاف “إبراهيم”، خلال لقائه مع الإعلامي عبدالباقي عزوز، ببرنامج "توك شو العرب"، المذاع عبر فضائية "الحدث اليوم"، أن المؤتمر كان الأكبر في حينه سواء في العدد أو المنظمات المشاركة والوفود وكان تحديًا كبيرًا، لافتًا إلى أن هناك لجنة وزارية مسؤولة عن التنظيم.

وأشار إلى أنه رغم ضيق الوقت للتنظيم كانت مصر تُسابق الزمن، وتكللت الجهود بنجاح المؤتمر الذي شهد أكبر حضور، مؤكدًا أن مسألة تغير المناخ مسألة صعبة جدًا، مشيرًا إلى أن أحد أهم الإنجازات هو صندوق الخسائر والأضرار بعد جهد كبير، موضحًا أن مصر دائمًا ما تُدافع عن الدول النامية، وبالفعل استطاعت الرئاسة المصرية الوصول إلى هذه النتيجة بإطلاق الصندوق في اللحظات الأخيرة.


 

مقالات مشابهة

  • العلماء يتمكنون من تحويل الضوء إلى مادة فائقة الصلابة
  • ???? مدنيون ضد الحقيقة ومع تدمير العقل السياسي السوداني
  • المؤتمر العام للأحزاب العربية يُدين العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن
  • سلطان الجابر: حان الوقت لجعل الطاقة عظيمة مرة أخرى
  • أفضل ذكر بعد الفجر.. 4 كلمات ثوابها يعادل الجلوس في عبادة للضحى
  • إنجاز علمي غير مسبوق: تحويل الضوء إلى مادة صلبة فائقة
  • مساعد وزير الخارجية: مصر كانت تُسابق الزمن لتنظيم كوب 27
  • صمود لم تصمد في أول اختبار بعد إعلانها (لا) تأسيسها
  • مشاركة المقاومة الشعبية
  • «الشؤون الإسلامية» تنظم مؤتمر الوقف والمجتمع