سودانايل:
2025-04-10@07:01:34 GMT

حكاوي الغرام (6)

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

في مرة من المرات، اعتذرت لي مديحة بشدة عن تأخرها في الرد على رسالتي، وقالت:
- معليش ما شفت الرسالة لأني كنت مشغولة في المطبخ لإعداد طعام العشاء للأولاد.
- هوني عليك... عذرك مقبول! ماذا أعددت لهم للعشاء؟
- شعيرية باللبن.
فضحكت وقلت لها:
- هذا طعام للقطط...
فاضحكها التعليق وسألتني:
- ما هو طعامك المفضل؟
- كثيرة هي الاطعمة المحببة عندي فمثلا انا أحب الفول بالشمار وزيت السمسم، وأحب الطعمية بالسمسم؛ وأحب اللحم المشوي على الجمر وأحب محشي الطماطم والفلفل وأحب أيضا شوربة الخضار بزبدة الفول السوداني.


فقالت لي وهي تعدني وعدا قاطعا:
- ستجدها كلها في مائدة من صنع يدي في القريب العاجل بإذن الله.
واكتفت بذلك ولم تسألني عن المشروبات لعلمها مسبقا بحبي لعصير الليمون والقهوة والمشروبات الكحولية...
وفعلا، وبعد اقل من شهرين على تلك المحادثة، تحقق ما قد قالت، ولا ادري ما إذا كان كلامها نبوءة ام كان مبنيا على حيثيات خطة كانت تعدها للقدوم إلى السودان، وقد كانت مفاجأة سعيدة لي حين استقبلت مكالمتها من رقمها السوداني بحيث لم أفهم، في البداية، لماذا تتصل بالمباشر من ألمانيا والتطبيقات الأخرى متاحة؟ ولكن زالت حيرتي وتملكني السرور بعد سماعي كلامها، قالت:
- السلام عليكم ورحمة الله، هل تصدق لو قلت لك أنني متصلة بك الان وانا في الخرطوم. في المعمورة مع كوثر..
- اصلو ما بصدق... عملتيها كيف وما كلمتيني من بدري ليه؟
- قررت أن افاجئك... رأيك ايه؟ أليست مفاجأة سعيدة؟
- نعم... نعم! ألف مرحب بيك وحمد لله على السلامة... معاك الأولاد؟
- لا. لوحدي ... أتيت لوحدي وتركتهم هناك بسبب المدارس.
وقالت لي انها تتوقع أن أزورها في الصباح (لأنها ستكون لوحدها والبيت سيكون فاضي) ... وفي الصباح في حوالي الساعة الثامنة والنصف كنت اطرق باب ناس كوثر، حليقا ومهندما ومعطرا، وكان حذائي لامعا...
وفتحت لي الباب، كان الزمن قد غير في هيئتها ولكن قليلا، وكانت ترتدي نفس الفستان البيتي الاحمر الذي رقصت به على أنغام أغنية (مرت الايام)، وسلمت علي وهي ترتعش، وقد كنت انا ايضا مضطربا... ودخلت فقادتني عبر باحة صغيرة وحديقة أصغر إلى الصالون...
وعند باب الصالون توقفت، وجذبتها نحوي ثم وعلى حين غرة احتضنتها وانهلت عليها تقبيلا... في الأول قاومت وتمنعت... ولكن ما هي إلا لحظات حتى صارت طيعة بين زراعي واستجابت لي بالكامل.
دخلنا الصالون وهناك فاحت رائحة بخور الصندل من مبخر كان موضوعا في الركن... ثم أحضرت لي عصير الليمون اللذيذ والقهوة وكانت القبلات والحكاوي تتخلل ذلك كله... وكانت القبلات بطعم العسل، وقضيت معها ساعة مرت وكأنها دقائق وخرجت منها وانا أشعر باني خفيف أكاد اطير من الفرح... وكان الوعد بيننا أن نلتقي مرة أخرى بنفس الطريقة وقد حدث... حيث افطرت من يديها كما وعدت وحضرت كل الأصناف التي اخبرتها اني احبها، حتى المحشي فقد طبخته ووضعته في إناء ساخن- بارد وقالت:
- دة ما بتأكل في الفطور... عشان كدة عملته ليك (take away) ... تتهنى بيهو مع أولادك في الغداء...
فشكرتها بحرارة وانا اهم بالمغادرة.
وقد زرتها هناك أربع مرات خلال مدة العشرة ايام التي قضتها في السودان... والمرة الخامسة كانت عزومة مني لها في مقهى (اوزون) ذلك المقهى الشهير جنوب سوق الخرطوم اثنين.
وهكذا كسرنا كل الحواجز الممكنة، وصرنا عشيقين معتقين وانكسرت (كل) القيود بيننا، ولان الحرامي في رأسه ريشة فقد قررنا الا اتواجد في وداعها في المطار يوم المغادرة وان نكتفي ببرنامجنا الصباحي المثير في بيت كوثر.

عادل سيد احمد
amsidahmed@outlook.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

ديسمبر كلها كانت “جنجويدية”

عزت الماهري قال إن طه عثمان إسحق هو مسؤول الاتصال السياسي مع قوى الحرية والتغيير داخل مكتب القائد الثاني لمليشيا الدعم السريع.

وقد ذكرت هذا الأمر مراراً من قبل.
فإذا كان طه إسحق في مكتب عبد الرحيم، وعرمان مستشار سياسي لحمدان، وبرمة رئيس حزب الأمة منخرط في هذا التنسيق، ومعه جماعة جوبا بكاملها .
فإن ديسمبر كلها كانت “جنجويدية”.

عبد الرحمن عمسيب

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حزب الله يثير الجدل: مستعدون للتخلي عن سلاحنا ولكن بشروط
  • شام الذهبي مع ابنتها أثناء خضوعهما للعلاج المائي
  • افتتاح الصالون الدولي للصحة “سيمام” بمشاركة زهاء 200 عارضا
  • هل أصبحت سعودية؟.. أصالة تكشف المستور بعد عاش بلدي
  • ديسمبر كلها كانت “جنجويدية”
  • النظام ساقط… ولكن الظل قائم: في طقوس الإنكار وانفجارات الكذب الوجودي عند إبراهيم محمود
  • لماذا كانت زيارة نتنياهو إلى واشنطن "مخيبة للآمال"؟
  • بعد موجة من الجدل| أصالة تكشف الحقيقة الكاملة حول أنباء حصولها على الجنسية السعودية
  • اسعار النفط تربك موازنة العراق.. رواتب الموظفين "مؤمنة" ولكن!
  • أحمد فؤاد: منتخب مصر يسير بخطوات ثابتة نحو المونديال ولكن!