أبوظبي في 7 أغسطس / وام / حقق مستشفى هيلث بوينت إنجازا لافتا بعد إجراء 100 عملية جراحية ناجحة باستخدام الذراع الروبوتية "ماكو" التقنية الروبوتية المتقدمة التي قدمها المستشفى في دولة الإمارات منذ نحو عام.

ويمكن استخدام "ماكو" في عمليات استبدال الركبة كلياً أو جزئياً إلى جانب استبدال الرضفة الفخذية ومفصل الورك.

وتمنح هذه التقنية المتطورة مزايا عديدة أبرزها تعزيز دقة العلاج وتحسين المخرجات العلاجية وتخفيف الألم مقارنة بعمليات استبدال المفاصل بالطرق التقليدية إذ تكتسب جراحات استبدال المفاصل باستخدام التقنيات الروبوتية زخماً متصاعداً على مستوى العالم.

وجاءت هذه التقنية إلى هيلث بوينت بدعم من الدكتور جون كونروي أحد أبرز جراحي العظام في قطاع الرعاية الصحية حيث حصل على تدريبه في المملكة المتحدة ويختص في جراحات مفاصل الورك والركبة باستخدام الروبوت ويتمتع بخبرة واسعة في مجال عمله ويقدم إجراءات جراحية على غرار تنظير المفاصل وجراحة الورك وعمليات استبدال المفاصل المعقدة.

وتمكن الذراع الروبوتية، الجراحين من الاستعداد لإجراءات استبدال المفاصل بشكل أكثر دقة وكفاءة؛ وبعد خضوع المريض للتصوير المقطعي المحوسب يحصل الجراح على نموذج ثلاثي الأبعاد تشكله تقنية رقمية متخصصة ليتمكن من مراجعة حالة المفصل من جميع الجوانب عبر شاشة الحاسوب.

وتمنح هذه التقنية المبتكرة، فرصة فريدة للجراحين للحصول على فكرة شاملة عن المفصل وبناء تصور واضح عن وظائفه وكيفية حركته، ومن خلال تقييم عملية استبدال المفصل قبل الوصول لمرحلة الجراحة الفعلية يتمكن الفريق الطبي من تحديد المقاربة الجراحية المثلى لإجراء الجراحة.

ويضمن ذلك تصميم خطة جراحية وعلاجية مُحكمة وتقييمها قبل اتخاذ أي خطوة فعلية، لتقوم الذراع الروبوتية بعد ذلك بمساعدة الجراحين في تنفيذ عمليات القطع اللازمة بدقة متناهية وتحقيق التوازن المطلوب في التعامل مع الأنسجة الرخوة في الركبة لتحقيق أفضل أداء ممكن بعد إتمام عملية استبدال المفصل.

وقال عمر النقبي المدير التنفيذي في مستشفى هيلث بوينت : نجح هيلث بوينت بتقديم خدماته العلاجية للكثير من المرضى كما عالج عدداً من المرضى الدوليين من دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية والكويت ومصر وبلغ عمر أصغر مريض زار المستشفى 15 عاماً وخضع لجراحة استبدال مفصل الورك بالكامل في حين بلغ عمر أكبر مريض سناً 84 عاماً وجاء للمستشفى لاستبدال مفصل الركبة كلياً.

وتمكن عدد من المرضى الصغار في السن من الخضوع لعمليات جراحية في المستشفى لعلاج مشاكل وتشوهات في النمو إلى جانب عدد من المصابين بحالات معقدة ناتجة عن حوادث معينة وكان التعافي بعد الخضوع للعمليات الجراحية في هيلث بوينت أسرع بشكل ملحوظ مع مراعاة شروط العمر ومدى التزام المريض بالعلاج الطبيعي الموصى به بعد الجراحة ودرجة تعقيد الجراحة بحد ذاتها، وتمكن بعض المرضى من العودة لحياتهم الطبيعية بعد أسبوعين إلا أن معظم المرضى يحتاجون لنحو ستة أسابيع للتعافي كلياً.

وقال الدكتور حسن بيضون استشاري جراحة العظام رئيس قسم طب العظام في مستشفى هيلث بوينت: يمكن لذراع "ماكو" الروبوتية القيام بشقوق دقيقة للغاية في العظام الأمر الذي يقلص الفترة اللازمة لتعافي المريض ويمنحه نتائج أفضل وطويلة الأجل لذلك حققت العمليات الجراحية في هيلث بوينت باستخدام "ماكو" أصداء إيجابية للغاية بين المرضى لاسيما على مستوى سرعة تعافيهم ووظائف مفاصل الركبة وتخطت نتائجهم العلاجية لتوقعاتهم على مستوى العودة للعمل وحياتهم الطبيعية.

تجدر الإشارة إلى أن الالتهاب العظمي المفصلي هو مرض يصيب جميع مفاصل الجسم دون استثناء إلا أنه أكثر شيوعاً في مفصل الركبة وعادة ما يشعر المصاب بهذا الالتهاب بأعراض شديدة قد تجبره على الخضوع لجراحة استبدال المفصل، ويدرس مستشفى هيلث بوينت حالياً تقديم جراحة استبدال مفصل الكتف في المستقبل القريب.

مصطفى بدر الدين/ هدى الكبيسي

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

إقرأ أيضاً:

ملتقى الأزهر: الدعوة لاستبدال الزواج بـ‏‎«المصاحبة»‏ محاولات لضرب القيم وإفساد الشباب

عقد الجامع الأزهر، أمس الثلاثاء، حلقة جديدة من حلقات "ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية"، لمناقشة قضية «الأمن الفكري.. رؤية قرآنية»، وذلك في إطار سعيه المستمر لمعالجة القضايا الفكرية الراهنة.

أدار اللقاء الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، واستضاف الدكتور حبيب الله حسن، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر الشريف، والدكتور علي مهدي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، حيث تناولوا قضية الأمن الفكري وأثرها في استقرار المجتمعات الإسلامية في ظل التحديات الفكرية المعاصرة.

وأكد الدكتور حبيب الله حسن، في كلمته، أن الأمن الفكري هو أحد الركائز الأساسية لاستقرار أي مجتمع، موضحًا أن الفكر السليم يمر عبر الحواس والعقل ليستقر في القلب، وأن الاضطراب الفكري يؤثر سلبًا على الإيمان والسلوك، مما يؤدي إلى خلل في المجتمعات.

وأوضح أن من أخطر مظاهر هذا الاضطراب انتشار التقليد الأعمى، حيث يتبع البعض أفكارًا دون تمحيص أو تفكير، وهو ما يعوق الوصول إلى إيمان راسخ ومستقر.

وأضاف أن القرآن الكريم شدّد على أهمية إعمال العقل والتدبر، وحذّر من التمسك بالموروثات الفكرية دون وعي، كما في قوله تعالى:
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَآ أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ ءَابَآءَنَا أَوَلَوْ كَانَ ءَابَآؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْـًٔا وَلَا يَهْتَدُونَ﴾،
مشيرًا إلى أن الإسلام يدعو إلى التجديد والاجتهاد في الفهم، بعيدًا عن الجمود الفكري والتقليد الذي يعوق تقدم الأمة.

كما شدّد الدكتور حبيب الله حسن على أن الانحراف الفكري ليس مجرد ظاهرة عابرة، بل هو نتيجة غياب المنهجية العلمية السليمة في تلقي المعرفة.

وأوضح أن القرآن الكريم وضع أسسًا واضحة لحماية الفكر والعقل من الانحراف، من خلال التأكيد على استخدام الحواس والعقل والتأمل في الكون، حيث قال تعالى:
﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَٱخْتِلَافِ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُو۟لِى ٱلْأَلْبَٰبِ * ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمًۭا وَقُعُودًۭا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ﴾.

وأكد أن المجتمعات الإسلامية لا يمكن أن تنهض إلا بوعي فكري متكامل يدمج بين الإيمان والعقل، مشيرًا إلى أن أي محاولة لفصل العقل عن الإيمان أو الإيمان عن العقل تؤدي إلى خلل فكري عميق ينعكس سلبًا على سلوك الأفراد واستقرار المجتمعات.

من جانبه، تحدث الدكتور علي مهدي عن مفهوم الأمن الفكري في ضوء القرآن الكريم، موضحًا أن الأمن الفكري يعني تحصين المجتمع من الغزو الثقافي والأفكار الوافدة التي تهدف إلى تفكيك ثوابته الدينية وقيمه الأخلاقية، حتى يصبح هشًّا يسهل اختراقه والسيطرة عليه.

وأشار إلى أن القرآن الكريم تعامل مع الإنسان باعتباره كائنًا مركبًا من عقل وفطرة، ودعاه إلى إعمال الفكر والنظر للوصول إلى الإيمان الحق، حيث قال تعالى:
﴿قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَمَا تُغْنِى ٱلْءَايَٰتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍۢ لَّا يُؤْمِنُونَ﴾.

كما حذّر من التيارات الفكرية التي تسعى إلى تدمير القيم الأخلاقية من خلال الترويج للإباحية والشذوذ، وطرحها على أنها حقوق مشروعة للإنسان، وهو ما يشكل خطرًا كبيرًا على المجتمعات الإسلامية.

وأوضح أن هذه المحاولات لم تعد مجرد نظريات خفية، بل أصبحت واقعًا ملموسًا، يتم تسويقه عبر وسائل الإعلام والمنصات الرقمية بهدف تقويض الأسرة المسلمة وإضعاف دورها في بناء المجتمع.

وشدد على ضرورة تعزيز الوعي لدى الأفراد والمجتمعات لمواجهة هذه الأفكار الهدامة، من خلال العودة إلى تعاليم الإسلام الراسخة التي تدعو إلى الفضيلة وتحفظ كيان الأسرة والمجتمع.

وفي ختام الملتقى، أكد الدكتور هاني عودة أن هناك مخططات تسعى إلى زعزعة استقرار المجتمعات الإسلامية من خلال نشر الإلحاد والانحلال الأخلاقي، واستهداف الشباب تحديدًا لإبعادهم عن القيم والمبادئ الإسلامية.

وأشار إلى أن بعض الدعوات التي نسمعها اليوم، مثل استبدال الزواج الشرعي بما يسمى «المصاحبة»، ليست سوى محاولات لضرب القيم الإسلامية وإفساد الشباب بحجة الحد من نسب الطلاق، لكنها في الحقيقة تقود إلى مزيد من الانحلال والانهيار الأخلاقي.

وأضاف أن هذه الأفكار الهدامة تأتي ضمن خطط ممنهجة لإضعاف المجتمعات الإسلامية من الداخل، إلا أن القرآن الكريم قدّم الحلول الكفيلة بمواجهتها، من خلال ترسيخ العقيدة الصحيحة وتعزيز القيم الأخلاقية بالحكمة والموعظة الحسنة، مما يجعل الأمة الإسلامية قادرة على التصدي لهذه التحديات بعقيدتها الراسخة وكتابها الكريم وسنة نبيها ﷺ.

مقالات مشابهة

  • دراسة .. الزبدة تحميك من خطر الوفاة
  • لاستبدال زيلينسكي.. إدارة ترامب تبحث الانتخابات مع المعارضة الأوكرانية
  • عملية إنقاذ ناجحة| تحرير المصريين المختطفين فى السودان وعودتهم سالمين.. صور
  • المواعين والوقفة ..نصائح لتخفيف آلام المفاصل للنساء في رمضان
  • بوروسيا دورتموند يعلن إصابة لاعبه دانيال سفينسون في الركبة
  • ملتقى الأزهر: الدعوة لاستبدال الزواج بـ‏‎«المصاحبة»‏ محاولات لضرب القيم وإفساد الشباب
  • ضربة موجعة.. مانشستر سيتي يعلن خضوع مدافعه أكي لعملية جراحية
  • بدعم من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن .. مركز غسيل الكلى بالغيضة يجري 22 ألف جلسة لتخفيف معاناة المرضى
  • مركز غسيل الكلى بالغيضة يجري 22 ألف جلسة لتخفيف معاناة المرضى
  • مستشفى النجوم.. محمد حماقي يجري عملية فتق.. وأشرف زكي يتعرض لوعكة صحية